السجل البدائي - الفصل 1108
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1108: ذكريات النار (5)
تحركت الفتاة ذات الشعر الأبيض نحو والدها واقتربت من منطقة الفضاء التي قطعته عن بقية الواقع، شعرت بغشاء قوي يمنعها من الدخول إلى أي مكان قريب من تيلموس لكنه لم يمسكها لفترة طويلة، دون أي إشارة إلى سبب حدوث ذلك، انفتح الغشاء غير المرئي للسماح لها بالمرور.
لقد فهمت ما يكفي عن الطاقة لدرجة أنها عرفت أنها لا تستطيع سرقة حتى جزء صغير من الطاقة من هذا الدرع الذي غطى والدها إلا لأنها أمضت وقتًا غير معروف في دراسته، وحتى في تلك الحالة، فإن جزءًا صغيرًا فقط من الطاقة التي يحتويها سيطغى عليها تقريبًا. وتسائلت مرة أخرى عن نوع الوحش الذي كان عليه والدها، وإذا كانت تستحق دمه. لم يمنع الغشاء غير المرئي أيًا من الآخرين الذين قرروا اتباع رحلتها، فقد تم حظرهم للحظة فقط قبل أن يُسمح لهم بالمرور، وتحت ظل قوة تيلموس عادوا إلى الكون ليشهدوا موت الكون وبعثه المفاجئ، كان المنظر مذهلاً ويكاد لا يوصف.
“ما مدى قوتك لتتمكن من فعل شيء كهذا؟” تمتم فيوري، لكن في الصمت السائد هنا، كان بإمكان الجميع سماعه، لم يُجب أحد، لأنهم لم يكونوا على دراية، وكان معظمهم يحاولون تقبّل موتهم أو قيامتهم الوشيكة.
يبدو أن الكون الذي كان يتم إعادة ولادته خلف موجة الدمار هو نفسه، إلا أنه كان مختلفًا في العديد من الطرق الدقيقة التي في حالتهم الحالية لا يمكنهم عناء تحديدها، فالبقاء يأتي أولاً بعد كل شيء.
كانت الفتاة ذات الشعر الأبيض أول من رآه، دربًا طويلًا من الظلام يُغطيه ضوء فضي ساطع. ظل هذا الدرب متقدًا أمام موجة الدمار، سريعًا بسرعات هائلة، بالكاد استطاع النجاة وهو على حافة هلاكه.
لم تكن سرعته تعتمد فقط على قوته، بل كان يستخدم الزخم الأمامي للموجة المدمرة التي تجتاح الكون للبقاء في المقدمة، تمامًا مثل راكب الأمواج الذي يركب الموجة، ولكن في هذه الحالة، فإن انزلاقًا بسيطًا سيؤدي إلى النسيان.
بفضل معرفتها بفهم الطاقة وتفكيكها وإعادة توجيهها، فهمت الفتاة ذات الشعر الأبيض أن من يهرب من الدمار يجب أن يكون لديه مستوى مستحيل إلى حد ما من التحكم في الطاقة وفهم مطلق لمحيطه من أجل البقاء على قيد الحياة من تدمير الكون.
وكأن انتباههم قد تم اكتشافه، فقد كان من الممكن معرفة أن المسار الأسود للظلام قد رآهم من خلال وميضين أحمرين أشرقا مثل النجوم من الداخل، وعلى الرغم من أنه في هذه اللحظة يجب أن يكون مجرة بعيدة، إلا أن الجميع هنا عرفوا أن الضوء الأحمر كان عيونًا، وبدأ يغير مساره بشكل خفي ليتجه نحو اتجاههم.
بسرعته التي لم تتجاوز سبع ثوانٍ، عبر المجرة بأكملها، وانكشف شكله الآن، مُظهرًا أنه مخلوق طائر ضخم من عالم آخر، تنبت من ظهره وأجنحته مجسات ضخمة. كل نبضة من أجنحته سمحت له بالانطلاق عبر الفضاء، بينما كانت مجساته تشقّ طريقها إلى العالم السفلي، مستخدمةً خصائصه في تشويه الفضاء لإبقائه متقدمًا على الأمواج المدمرة، بل وزيادة سرعته.
لفت تركيزها انتباه مالاكيث، ثم الإمبراطورة وفيوري، اللذين رأيا أيضًا درب الظلام يلوح أمام موجة الدمار. فرك مالاكيث رأسه، ضاغطًا بإبهامه وسبابته على عينيه، وشعر بصداع متزايد وهو يحاول التوفيق بين ما يشهده والواقع الذي يعرفه ويفهمه.
لقد اخترقت النظرة الباردة للمخلوق وحللت الجميع هنا، بلا شك بحثًا عن التهديدات، أحس بقوة سيطرة تيلموس على الفضاء واتجه إلى هناك، بعد الفرار عبر الكون، عرف أن مصدره الوحيد للأمان قد يأتي من الوصول إلى هذا المكان.
أسرع من فكرة، قطع أميالاً لا تُحصى وظهر فوق الغشاء في لمح البصر. ضخامة حجمه جعلت فدان الأرض الذي كان ملكاً لتيلموس صغيراً كحبة رمل، لكن في لمح البصر، اختفى كل من سرعته وحجمه، وظهر بجانبهم شاب ذو شعر أسود قصير وعينين فضيتين لامعتين، ولم يُثر هبوطه ذرة غبار واحدة.
لم ينظر الشاب حتى إلى الأشخاص الموجودين بالداخل هنا معه، بدلاً من ذلك، كان يركز على امرأة كان يحملها، ويده اليمنى تحتضن رأسها بينما كانت يده اليسرى مشغولة بنسج ضوء النجوم والظلام في تكوين غامض.
نظر إلى موجة الدمار المُقتربة، صر على أسنانه، ثم أدار وجهه بعيدًا، ويده تتحرك أسرع فأسرع. خلع سواره الذي كان على معصمه، ولم يتردد حتى في سحقه وإضافته إلى ما كان يصنعه، حتى أنه كان من الممكن سماعه يتمتم بكلمات عن الدموع.
راقبته الفتاة ذات الشعر الأبيض بدهشة قبل أن تشير بإصبعها إلى يده اليسرى. يبدو أن هذا الرجل لم يكن هاربًا من حدثٍ مدمرٍ عالمي فحسب، بل كان في الوقت نفسه يصنع واحدةً من أعقد الآلات التي رأتها في حياتها. هذه الموهبة جعلت عينيها تلمعان، وأدركت على الفور أن عليها المساعدة، لا يهم من هو، كل ما أرادته هو أن ترى نجاحه.
أشرقت عينا الرجل الفضيتان للحظة كما لو أن برقًا يتسلل إلى جمجمته، متوقعًا الخطر، وكأفعى ملتفة للهجوم، سيُلحق ضررًا أكبر بألف مرة مما كان على وشك تلقيه، لكنه استرخى فجأةً عندما لاحظ أن حركة يده أصبحت أسرع. لسببٍ ما، لم يكن هناك جزيء واحد في الهواء يعيق حركة أصابعه، مما يسمح له بالتحرك أسرع وأكثر سلاسةً بقليل، ولشخصٍ مثله، يمكن استغلال هذه الميزة بشكل كبير.
ألقى نظرة خاطفة سريعة على الفتاة ذات الشعر الأبيض وعاد إلى مهمته ومع حركة سريعة تسببت في وميض البرق وهدير الرعد فوق رأسه، اكتمل عمله.
اتضح أنه دبوس أخضر بدا مملوءًا بسائل شاحب، لوّح بيده، فبدأت المرأة التي كان يحتضنها تتلاشى تدريجيًا كما لو كانت خيالًا من حلم. نظر إليها لآخر مرة، بينما تشبثت يده بالهواء الفارغ وهي تختفي.
ظهرت المرأة مرة أخرى داخل الدبوس وقام الشاب بمداعبته بلطف قبل أن يثبته على قميصه تحت سترته، ثم أومأ برأسه إلى الفتاة ذات الشعر الأبيض والتفت لمواجهة نهاية كل شيء، لقد كان يركض لفترة طويلة جدًا.
نظرت الفتاة ذات الشعر الأبيض إليه للحظة قبل أن تتجه نحو الدمار القادم الذي ضرب تريون ومضغ الكوكب بأكمله كما لو أنه لم يكن موجودًا حتى، قبل أن تجتاح بالطبع فقاعتهم الصغيرة من الخلاص بسبب هذا الهجوم، ومع صرخة انهارت الفقاعة، لكنها لم تفعل ذلك على الفور، بدلاً من ذلك، انهارت من الحافة وتقدمت تدريجيًا نحو المركز.
الترجمة : كوكبة
——
ارحب اندار
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.