السجل البدائي - الفصل 1088

الفصل 1088: بوابة السلالة

حرك روان رأسه، وظل صامتًا لبرهة قصيرة قبل أن يرد، “احتفظ بهذه الأشياء لفترة، فالوقت الذي أحتاجها فيه لن يدوم طويلًا.”

نظر باب الفوضى إلى روان بريبة، كان هناك العديد من الأشياء التي حدثت في هذا العالم مما جعله يعيد النظر في صفقتهم السابقة، ربما قد يكسب أكثر مما حصل عليه بالفعل.

وعيناه الخضراء تلمعان بالمكر، مدّ لاباليتاي رأسه من الباب، وامتدت رقبته حتى توقف رأسه بجانب روان، أراد أن يقول شيئًا لكنه تردد، ذكريات ما فعله روان به في الماضي تثير آلامًا جديدة، كان هذا المخلوق وحشًا مرعبًا، لكنه قد يكون لا يزال ضعيفًا، قرر باب الفوضى أنه بحاجة إلى اختبار المياه أولاً، ونظر إلى مليارات مقيدي الدم وتمتم لنفسه، وهو يعلم أن روان سيظل يسمعه،

“لقد عشتَ في هذا العالم لأقل من مليون عام، وقد نشرتَ بالفعل سلالتك على نطاق واسع؟ يا الهـي … ظننتُ أنني الأكثر إثارة. لم تُسمِّهم حتى، إنهم مجرد عبيد، اللعنة يا روان، أشعر بالبرد، ولكن حتى هذا فوق طاقتي.”

“ليس لديك أي فكرة،” ابتسم روان، وكان صوته باردًا بشكل لا يصدق، “أخبرني لاباليتاي، منذ متى وأنت تعمل مع هؤلاء العبيد؟.”

سعل باب الفوضى، وفكّر فجأةً أنه يلعب لعبةً خطيرةً للغاية، وأن حياته وموته معلقان بكل كلمةٍ يقولها، “ومن قال إني كنت أعمل معهم؟ كنتُ أراقبهم فحسب، إنهم رائعون حقًا، هذه المجموعات من الفانين التي تحمل أثرًا من دمك، ثمة فوضى عارمة في داخلها.”

انتقلت عينا روان إلى الجانب، وركز نظراته على عيني لاباليتاي، وعندما نظر باب الفوضى في عيني هذا الجسد الفاني لروان الذي يشبه فراغًا أسود مليئًا بملايين النجوم الذهبية التي بدت في حالة دائمة من الولادة والتجدد، ارتجف باب الفوضى، قبل السعال والنظر إلى الجانب،

“لقد أخبرتني أنه في المستقبل القريب، ستتوقع وجودي داخل نجم الهلاك، وبعد بذل الكثير من الجهد لدخول هذا العالم اللعين، لم أتوقع أبدًا أن أبقى منتظرًا لما يقرب من مليون عام، لقد سمعت عن المعركة التي خاضتها ضد إرادة هذا العالم، ولو لم تترك آثارًا خلفك لما صدقت أبدًا أن أي شخص باستثناء بدائي سيلفت انتباه مثل هذا العالم، لكنني أعتقد أنك أنت… هاها،” ضحك باب الفوضى بعصبية قبل أن يواصل حديثه تحت نظرة روان التي لا هوادة فيها.

“ولذلك بحثت عن آثارك، كنت أعلم أن شخصًا مثلك يجب أن يكون لديه دائمًا خطة، وكان هذا كل ما تمكنت من العثور عليه، مقيدوا الدم هاؤلاء، لذلك … تفاعلت معهم، لم أقم بأي تحركات ضد مصلحتك، تحدثت معهم فقط عن بعض الأشياء القليلة.”

نظر باب الفوضى إلى روان الذي ظل صامتًا، وإلى رعبه لم يستطع أن ينظر بعيدًا عن عيني روان، كان جسده يهتز بشدة، لكنه كان عاجزًا، حتى مع علمه أن هذا الجسد أمامه هنا كان فانيا، وربما كان مجرد بيدق يستخدمه روان بينما كان ذاته الحقيقية مخفية عن أعين هذا العالم، لم يستطع التحرك، أخيرًا، نظر روان بعيدًا، وتنهد باب الفوضى داخليًا بارتياح.

صوت روان جعله يشعر بالذعر مرة أخرى،

“إن كان الأمر كذلك، فأرجو ألا أجد شيئًا آخر منك. لقد اختبرتُ ما يكفي في هذا العالم، ولا ينبغي اختبار قدرتي على تحمل السخافات. الآن، اصمت، دعني أعمل. لديّ بضع ثوانٍ فقط هنا خشية أن ألفت انتباه إرادة هذا العالم.”

انكمش رأس باب الفوضى إلى أن أصبح ملتصقًا بإطاره، وحتى حجمه تقلص إلى أن أصبح بحجم كتاب.

*****

بين المجموعة المتجمدة من عبيد الدم، تتبعت عينا روان رجلاً عاديًا، كان متوسطًا في كل شيء، لم يكن درعه رثًا أو رائعًا، بل كان مفيدًا فقط، لم يكن في سلوكه أي تلميح إلى السلطة، وإذا دخل حشدًا، فسوف يضيع في داخله، لكن هذا الرجل العادي هو الذي صنع عبيد الدم، جيريديا.

لم يكن بإمكانك رؤية لمحة من الوحش بداخله إلا عندما تنظر في عيني جيريديا، لأن عينيه كانتا فارغتين. كدمية تحاكي جميع أشكال الحياة، لكنها تفتقر إلى فهم ما تفعله. وُلد بعض الناس بفراغ في أرواحهم، فراغ لا يستطيعون ملؤه مهما فعلوا، وُلد جيريديا بفراغ هائل، وكانت كل لحظة بالنسبة له عذابًا.

في هاتين العينين، كانت هناك أمنية واحدة: أن يُخرج ذلك الظلام الذي رافقه طويلًا إلى العالم ليشاركه الجميع. أخيرًا، لن يبقى وحيدًا. أدرك روان حقيقة جيريديا بالنظر في عينيه. كان هذا أمرًا مألوفًا بالنسبة له، التعامل مع الوحوش.

قام روان بسحب الصاعد إليه ووضعه على بعد بضع مئات من الأقدام، وكان من الممكن ملاحظة تيار خفيف من الدخان الأسود والهالة التي بدأت تظهر ببطء شديد من عيون وأصابع جيريديا، وبدأ جلده يتشقق كما لو كان فراشة تحاول الخروج من شرنقة.

على الرغم من كونه صاعدًا، إلا أن طبيعته الفريدة كمقيد بالدم تعني أنه إذا أراد جيريديا، فيمكنه بسهولة ارتداء لحمه، وفي معظم الأوقات، بقي في هذه الحالة، لم يكتسب أي متعة من عيون الآخرين الحسودين إذا رأوا شكله الصاعد، وبقي على هذا النحو حتى يتمكن من أن يكون غير وصفي قدر الإمكان، كان من الأسهل طعن الخنجر في الظهر إذا لم يتم اعتبارك تهديدًا.

كان ارتداء جسد مادي أيضًا شيئًا يمكن أن يفعله الصاعدون الآخرون إذا أرادوا، لكن النتيجة ستكون دائمًا غير طبيعية ومتيبسة، بطبيعتهم كصاعدين جعلت من الصعب عليهم اتخاذ شكل الجسد لفترة طويلة قبل أن ينهار، على عكس جيريديا الذي يمكن أن يبقى في هذا الجسد لعدة قرون قبل أن يجدده.

ربما بدا أن الزمن قد توقف، لكن هذا كان مجرد تصور روان، في اللحظة التي أعلن فيها روان عن نفسه، عرف جيريديا أن هناك خطأ ما، بعد كل شيء، سمع الكلمات المروعة وتم انتزاعه من عمله السابق حيث كان يحاول اقتحام هذا الكنز.

على الرغم من أنه كان ينفجر بالقوة الكافية لتمزيق جسده البشري الهش ومواجهة كل من كان ضده، إلا أنه كان بطيئًا للغاية بالنسبة لروان، لذلك بينما كان جيريديا يطلق العنان لقوته، اخترق روان دماغه بإصبع واحد.

إن ارتداء لحمه جعله عرضة للتلاعب من قبل روان، ربما لو كان في شكله الصاعد، لكان من الصعب على روان احتجازه، كما هو الحال الآن، حيث وجد روان بسهولة مصدر قوته وقفلها خلف بوابة سلالة الدم.

الترجمة : كوكبة