السجل البدائي - الفصل 1087
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1087: تأكيد إرادته
لم يعد روان وحيدًا، وكانت مسؤولياته أكبر من أي شخص آخر عرفه. لقد قتل عددًا لا يُحصى من الأبرياء في الماضي سعيًا وراء أهدافه، وقد يقتل عددًا لا يُحصى في المستقبل، ومع أنه شعر باضطراب طفيف في تفكيره عندما قام بتلك الأفعال، إلا أنها لم تُزعجه كثيرًا ككائن بلا روح، فقد اعتبر الوجود غذاءً له، وعندما اكتشف حقيقة أصل الروح… عندما علم أن كل من قتله سيتجسد في المستقبل، أصبح أكثر تساهلًا في تعامله مع الموت، إذ رأى الحياة والموت وجهين لعملة واحدة.
كيف يُمكن للبشر، حتى الخالدين منهم، أن يفهموا أن كل ما عرفوه ليس سوى مرحلة في سلسلة طويلة من التناسخات امتدت منذ الأزل؟ باستثناء البدائيين والكيانات الأخرى في مستواهم، كان كل شيء وكل شخص بلا هدف.
الوقوف على ارتفاع معين يُفقد كل ألعاب الوجود قيمتها. الحياة لا معنى لها مع الموت، كل شيء مجرد طاقة تنتقل من نقطة إلى أخرى.
لقد وقف على أكتاف العمالقة ونظر إلى الأسفل واكتشف أن لا شيء يهم سوى تحقيق أهدافه.
لقد آمن روان بهذا منذ زمن طويل، وفي ذاكرته كانت هناك مشاهد لا حصر لها عن الأرواح التي أزهقها.
[أم تحتضن طفلها وهي تشاهد العالم يتحول إلى نار…]
[رجل يحتفل بزواجه من حب حياته، لينتهي عالمه تحت ضربة عابرة من راحة يد روان…]
لقد كان عاصفة كونية، كارثة اجتاحت الكون بأكمله، وكان لا يزال شابًا ولديه الوقت الكافي لارتكاب المزيد من الفظائع.
أنهى حياةً على نطاقٍ لا يتصوره الفانون، بل على أرض الواقع. بينه وبين عبيد الدم، سيُنظر إليه على أنه الخيار الأسوأ. مجتمعين، مهما طال عمر عبيد الدم، لن يتمكنوا من تحمل ولو جزءٍ ضئيلٍ من الدمار الذي سببه. من هو ليُقارن فظائعه بفظائع الآخرين ويعتبرها ناقصة؟
لقد قتل أعدائه، وفي عملية تزايد قوته أنهى حياة تريليونات لا حصر لها، فكيف يمكنه أن يغضب من أمثال عبيد الدم الذين فعلوا الشيء نفسه، ولكن بطريقة أكثر انحرافًا؟.
بمجرد أن سأل نفسه سؤاله، فهم إجابته. ذلك لأنه كان يعلم أن الوجود لا ينتهي عنده، وكذلك عبيد الدم. لقد أخذوه دون أن يفكروا فيما إذا كان ما جمعوه موردًا محدودًا.
بالطبع، لم يكن هذا هو المبرر الوحيد لأفعاله، ففي داخله كانت ذكريات كل الأرواح التي أزهقها، وفي الماضي، قرر أنه وحش، لكنه لن يكون وحشًا منافقًا. وفي النهاية، لن تمر كل الأرواح التي أزهقها دون عقاب.
لقد أقسم روان على نفسه أنه عندما ينتهي كل شيء، سوف يستدعي أرواح كل من قتلهم وسيواجه حكمهم، لأن الحقيقة هي أنه قد يشعر بالذعر العميق إزاء ذبح الأبرياء، لكنه لا يستطيع التوقف، حتى لو كان ثقل الدم في يديه سوف يسحق هذه النفوس المولودة حديثًا.
فتح راحة يده وظلت شعلة روحه الفضية مشتعلة بقوة، لكن روان اعتقد أنه ربما رأى بداية الشوائب في الداخل… ثقل كل الأرواح التي كان على وشك إنهائها.
في المعارك التي خاضها، كان من المتوقع وقوع إصابات بين الأبرياء، وبإمكانه أن يفعل كل ما في وسعه لمنع تلك النتيجة، لكنه كان سيفشل.
ضحك ضحكة مكتومة، “للحظة ظننتُ أنني على وشك النهوض من رماد الفساد، لأصبح منارةً ساطعةً من النور والسلام، ولكن من أخدع؟ أنا وحشٌ بلا روح، لكن هذا لا يعني أن كل ما أفعله وحشيٌّ، أو أنني لن أحظى بمن أحميهم. أنا كائنٌ ذو جوانب متعددة، مبتكر ومدمرٌ في آنٍ واحد.”
نبض بُعده الخامل، فأومأ روان موافقًا. كان يعلم أنه لو كان بكامل جسده، لكان تأكيد إرادته على الوجود قد دفعه إلى مستوى البعد الرابع وحالة جديدة في وجوده، لكن التمهيد قد حُدد بالفعل، ولم يكن عليه سوى الصعود عندما تحين اللحظة المناسبة.
لم يكن روان يعلم ما سيحدث عندما يصل بُعدٌ حيٌّ مثله إلى مستوىً أعلى. في حالة البعد الثالث، كان عليه أن يبتلع إرادة الكون لإتمام العملية، فكيف سيكون الحال لو أصبح بُعدًا رابعًا؟
مع علمه بأن هذه الأمور كانت من الأمور التي يجب عليه أن يفهمها عندما يحصل على جسده الكامل، تركها جميعًا جانبًا، وركز على الحاضر.
يعتبر الواقع جحيمًا للضعفاء، وكان محظوظًا بكونه من القلائل الذين استطاعوا أن يصبحوا أقوياء بحق. هو في وضع فريد بينهم لأنه فهم معنى الضعف.
مهما أراد، فالحقيقة أنه إن لم يكن قويًا بما يكفي لتحقيقه، ففي النهاية، مهما بلغ من التعاطف، فلن يُغير شيئًا. لم يكن هناك من يستطيع أن يُلقي عليه هذا العبئ مثله.
كان روان يتمنى أن يُشعل حماسًا في قلوب الجميع، وليكن مثاله منارةً للجيل القادم حول ما يتطلبه عيش حياةٍ تستحق العيش بعيدًا عن السعي وراء السلطة، لكن هذا مفهومٌ طفوليّ، فقبل ثقل الزمان والمكان اللامتناهي، ما معنى الرحمة أو الشفقة؟ وحدها القوة تُعينك في غمرة الظلام.
للفوز، عليه أن يكون مستعدًا للمجازفة، لأنه لا أحد سواه يستطيع أن يضاهيه قوة. لم يكن هذا غرورًا، بل حقيقة.
سيقبل روان كل خطاياه، سيكذب، سيسرق، وسيدمر، وعندما ينتهي كل شيء، عندما ينهض من رماد المعركة النهائية، سيعيد صنع الواقع على صورته، وعندما يرى أن الوجود كله قادر على حكم نفسه بإنصاف وعدل، سيطالب بالحكم. حكمه الخاص.
“لا أحد يستطيع أن يتحمل هذا العبئ غيري.”
تنهد روان وفتح عينيه.
“يبدو أنك اتخذت قرارًا جادًا،” قال صوت مألوف من خلفه، “يا له من وقت يمر بسرعة، نحن مسافروا الدم لا نفعل شيئًا سوى السير على الطريق المرسوم لنا. هل تتذكر آخر مرة تحدثنا فيها يا أخي؟ لقد أخبرتك أننا سنلتقي مرة أخرى في الأماكن التي زرتها.”
“لا أتوقع.”
استدار روان وابتسم وهو ينظر إلى الشكل المألوف خلفه، “كيف لا أستطيع أن أتذكرك، لاباليتاي، ما الذي أخذ منك كل هذا الوقت؟.”
“أنا؟ هاهاها… أنا هنا منذ زمن، أنا من يجب أن أسألك هذا السؤال. ما الذي أخرك كل هذا الوقت؟”
هز روان كتفيه، “لقد مت عدة مرات، ولم أستمر، لكن هذا لم يأخرتني لفترة كافية لتتباهى بها هنا.”
“أوه…” قال باب الفوضى، “في هذه الحالة، أعتقد أن هذا سبب وجيه. الآن حان الوقت لتأخذ البطاطس الساخنة التي أسقطتها في حضني لفترة طويلة.”
الترجمة : كوكبة
——
لاباليتاي من زمان عنه حرفيا آخر مرة ظهر فيها كانت في المجلد الثالث
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.