السجل البدائي - الفصل 1086
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1086: عبد الدم الأول
فحص روان عشرات المليارات من أطفاله المفقودين، في هذه اللحظة كانوا جميعًا متجمدين في مكانهم، لم يكن يتلاعب بالوقت، لقد قام فقط بتسريع إدراكه إلى مستوى عالٍ لدرجة أن ثانية واحدة من الزمن يمكن أن تكون ساعة أيضًا.
لقد كان يقوم بحركة جريئة، لكن سحب الدم بأكمله من هذا العالم إلى مكان واحد من شأنه أن يجذب الانتباه الفوري الذي لا يحتاجه في هذا الوقت، ولكن عندما انتهى من كل ما أراده بشأن وضعهم، فإن حياتهم ستتغير، ولكن على السطح، لن يمر سوى ثانية واحدة.
هذا يعني أن جميع “مقيدي الدم” سيختفون للحظة، ثم يعودون بعد قليل، مما سيثير الشكوك والتدقيق، لكن هذا أفضل ما يمكنه فعله الآن. في عالم آخر، اختفاء مجموعة من الناس لثانية واحدة سيكون مدعاة للقلق، لكن في هذا العالم، سيتلاشى هذا الأمر بسرعة، فهناك الكثير من الأمور المُلحة التي يجب التركيز عليها.
متجمدًا بجانب مقيدي الدم، كان عبيد الدم، الذين بلغ عددهم مئات الآلاف، جميعهم بدوا في ريعان شبابهم، لكن هالة التقدم في السن كانت تخيم عليهم كالعبائة، أصغرهم هنا لا يقل عمره عن ألفي عام. لطالما كان من المدهش كيف يمكن لمجموعة صغيرة كهذه أن تؤثر في حياة هذا العدد الكبير في ظل الظروف المناسبة.
لقد كان بمثابة تذكير قاسٍ لكيفية تحريف الثقة لصالح أولئك الذين لديهم نوايا شريرة.
بدأ غضب روان، الذي كان يغلي تحت السطح، يتصاعد، فهذه المجموعة من الناس استغلت مقيدي الدم حقًا لفترة طويلة. الجميع يكره الخونة، وخاصةً أولئك الذين يأتون إليك بوجه مبتسم، لكن خناجرهم مخبأة تحت ألسنتهم.
ولكنه يعلم كل هذا، وما كان يبحث عنه هو المصدر؛ النقطة التي تغير فيها كل شيء، حيث انتقل هؤلاء الأطفال الضائعون من حماية شعبهم إلى قمعهم واستغلالهم، وحتى الاستمتاع بقسوتهم.
وبإشارة واحدة، ظهر جميع عبيد الدم أمامه، وبدأت يد روان اليمنى تلتوي، وتنحني بشكل غير طبيعي، قبل أن تنفجر في آلاف الخيوط الطويلة المصنوعة من اللحم الناعم مثل خيط العنكبوت الذي انطلق إلى الأمام واخترق عيون الآلاف من عبيد الدم، ولمس أرواحهم وبدأ في قراءتها.
إذا أراد الحقيقة الحقيقية، فهذا هو المكان للعثور عليها.
كانت عينا روان مغمضتين وهو يركز على مهمته، وخلفه انفرج الفضاء بصمت دون أي إشارة، وظهر شيء هائل. نظر إلى روان بصمت بعيون باردة محسوبة، وانتظر بصبر.
تدفقت ذكريات حياة عبيد الدم في وعي روان، وتجمد قلبه عندما رأى الفظائع التي ارتكبها هؤلاء العبيد. لقد ابتكروا أسلوبًا مُريبًا للمتعة، أفعالًا منحطّة لدرجة أن أكل لحوم البشر، وحتى أكل الأطفال، كان من بين أهون جرائمهم.
كانت هذه الأفعال أقرب إلى الملذات المريضة لسامين تريون، وكان الفارق الوحيد هو أن هؤلاء العبيد لم يكن لديهم الوقت بعد لتنقية رغباتهم المريضة إلى مستوى تلك السامين القاسية.
لقد فهم المعركة، وفهم متعة رؤية مهاراتك، بغض النظر عن مدى سوئها، تعمل لصالحك بالطريقة التي تقصدها، لقد فهم الوقوف فوق جسد أعدائك المكسورين ومعرفة أنه إذا كنت أقل مهارة أو أقل قوة، فسوف تكون أنت على الأرض.
أدرك روان أهمية مواجهة خصومٍ مُخيفين بذكاءٍ ومكر، بل وتجاوزهم. أدرك أهمية مواجهة الكمال الذي صُقِلَ لسنواتٍ طويلة، والفوز به… أدرك أهمية التحديات، لأنها، في نظره، ما يجعل الحياة جديرة بالعيش.
ما لم يستطع فهمه أو تقبّله هو تمجيد تعذيب الضعفاء. لقد تجاوز ذلك حدوده.
لقد اكتسب عبيد الدم شهية للقسوة في حياتهم القصيرة والمثيرة للشفقة، وكل واحد منهم هنا وصل إلى هذا المنصب فقط لأنه كان الأكثر إستمتاعا بهذه الأفعال، أي شخص منهم شعر بالفزع من الطريقة التي يعاملون بها نوعهم تم ذبحه بطريقة وحشية جعلت البقية لا يفكرون حتى في التفكير في فعل الشيء نفسه.
تجاوز روان ذكريات الفظائع العديدة، باحثًا عن جذر الجنون، فوجده.
[وُلد جيريديا، أول عبد دم، قبل ثلاثمائة ألف عام. انطلق هذا الرجل الغريب إلى البراري، إلى أعماق مجهولة، وعندما عاد أصبح أول مقيد دم يُصبح صاعدًا.]
[عاد إلى المقاومة بطلاً، لكن ثماره كانت سامة. تحدّث عن الخلود والقوة، لكن هذه القوة لها ثمن، ثمنٌ سيُغيّر حياة كل من لمسها.]
[مع هذا الحلم بالخلود والهروب من حدود سلالتهم، بدأ جيريديا في تحريف قضية المقاومة، وقام ببطئ بإزالة الركائز التي كانت تربط المقاومة بمبادئها، وأفسد الباقي وأعطاهم لقب العبيد.]
[لقد وعدهم جيريديا بأنهم مثله سوف يكونون جميعًا من الصاعدين، ولكن لفترة طويلة لم يتمكن أي منهم من الوصول إلى هذا المنصب، وبدأ الاختلاف يتفاقم داخل صفوف عبيد الدم.]
[بعد سنوات من العيش كوحوش جائعة تتغذى على يأس الآخرين، اختفت سمة الشرف والنبل من عقولهم، ولم يبقَ لهم سوى السعي وراء السلطة. كبح جيريديا جماحهم بوعده بالقوة العظمى، لكن بعد كل هذا الوقت لم يُوفِ بوعده، وكانت المقاومة على وشك الانقسام إلى فصائل صغيرة عديدة حتى جائهم جيريديا وقال لهم إنه سيحقق لهم وعده الذي طال انتظاره.]
[كنزٌ كان يحتوي على كل القوة اللازمة ليصبحوا صاعدين وأكثر، لكن ثمن فتح هذا الكنز قد يعني موت كل من ينتمي إلى سلالة الدم في القارة. لم يكن بحاجةٍ إلى تكرار الأمر مرتين، فحياة من هم في الأعلى لا معنى لها في سعيهم وراء السلطة، وقد وافق جميع عبيد الدم على اتباع مُخلّصهم لكشف أسرار الخلود والسلطة، وهذا ما قادهم إلى سوار روان.]
‘حسنًا، هذا مألوف جدًا، ألم أعش مثل عبيد الدم هؤلاء لفترة طويلة من حياتي؟… حسنًا، ليس مثلهم، لكن النتيجة كانت نفسها. مع أنني لا أبذل جهدًا كبيرًا للاستمتاع بهم، فقد ارتكبت فظائع عديدة، ويبدو دائمًا أن لديّ مبررًا لها.’
‘أقول لنفسي، هذا واقعٌ يأكل فيه القوي الضعيف، لكن بإمكاني أن أختار العيش فوق غرائزي الدنيئة. إن محاربة السماء هدفٌ يستحق السعي إليه، لكن ليس إذا كان مبنيًا على أساسٍ من الجثث. على الأقل هذا ما أودُّ أن أعتقده، ولكن هل هذا صحيحٌ حقا؟’
لقد منحته ذكريات عبيد الدم المنظور الذي يحتاجه لموازنة موجة التعاطف المتزايدة التي يجلبها له امتلاك روح. كان بإمكانه أن يكون رحيمًا، لكنه لم يكن ضعيفًا.
الترجمة : كوكبة
——
أخيرا الكاتب رجع لتطور شخصية روان بشكل صحيح
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.