السجل البدائي - الفصل 1076
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1076: سيدة المعبد
بعد سبع سنوات.
في أحد أكثر الأماكن المحمية في العالم، والتي توجد فقط في القارات العليا، كانت عذراء المعبد نايلا شيريتز تؤدي الحفل لتصبح سيدة المعبد، لأنها أصبحت بشكل غير متوقع صاعدة، مما صدم النظام بأكمله بسبب صغر سنها، حيث كان عمرها أقل من خمسة آلاف عام.
إن عذراء المعبد التي سجلت أول صعود لها فعلت ذلك في سن 3760، وهي الآن أم المعبد الأولى.
كانت القاعة التي كانت نايلا تنتظر في داخلها مظلمة، ولم يكن مضائة إلا من خلال العديد من تماثيل الصاعدين الأقوياء الذين كانت رؤوسهم مشتعلة.
لم يتمكن ضوء اللهب من دفع الظلام بعيدًا، ولكن بالنسبة لأولئك الموجودين داخل هذه القاعة، لم تكن النيران موجودة للإضائة، ولكن لأهميتها. لقد كانت حياتهم مخصصة للاحتراق من أجل خدمتهم، وبغض النظر عن مدى صغر حجم النيران، فإنها لا تزال تضيئ جزءًا صغيرًا من الظلام.
بالنسبة لمثل هذه الطقوس المهمة والمرتفعة، كان الجو مهيبًا بشكل غير مفاجئ، حيث لم يكن هناك سوى ثلاث خادمات للمعبد وأم معبد واحدة هنا مع نايلا التي أشرفت على طقوس الصعود.
كانت النساء الخمس جميعهن جاثيات على ركبهن، وأجسادهن مغطاة بأردية حمراء ضخمة تخفي ملامحهن. كانت أيديهن متشابكة مع صدورهن، وفي الأيام القليلة الماضية، ساد الصمت وهن يتأملن معًا.
كان القسم الذي كانت نايلا على وشك إقامته يتطلب تأملاً عميقاً، ومن المتوقع منها مراجعة عقيدتها بعمق. كان وجود سيدات المعبد وأم المعبد سيمنحها حضوراً مألوفاً يطمئنها ويمنحها القوة في رحلتها الأبدية القادمة. عندما قررن أن الوقت قد حان لبدء المراسم، دوى صوت أم المعبد القوي في القاعة، جاذباً انتباه الجميع.
“نايلا شيريتز، اليوم تركعين كفتاة معبد خدمت القضية العظيمة لأربعة آلاف عام، وستنهضين كأم معبد تخدم إلى الأبد. هل تقبلين هذا العبء؟”
“أقبل هذا العبئ بكل سرور، يا أم المعبد.”
“نايلا شيريتز، اليوم تركعين كفتاة معبد ماتت ثلاثة آلاف وستمائة وثلاثة وخمسين مرة في خدمة الجميع، وستنهضين كسيدة معبد تحملين موت جميع فتيات المعبد تحت إمرتك. هل تقبلين هذا العبئ؟”
“أقبل هذا العبئ بقلب مفتوح، يا أم المعبد.”
“نايلا شيريتز، سوف تقفين كمسيدة معبد، وخدمتك الأبدية قد بدأت للتو.”
“أقبل هذا العبئ بكل شرف، يا أم المعبد.”
وقفت النساء الخمس، وانكشفت أجسادهن، لم تعد مصنوعة من لحم، بل من هالة. ارتفعن في الهواء، وارتجف الفضاء داخل القاعة، وظللن صامتات لساعات قليلة في تواصل روحي.
بعد برهة، كانت نايلا هي من بادرت بالمغادرة، فانحنت أمام البقية وغادرت القاعة. بعد أن عبرت بابًا ضخمًا، وصلت إلى منشور نقل آني عظيم، يبلغ ارتفاعه سبعة آلاف قدم، وقادر على الوصول إلى جميع قارات العالم السفلي تقريبًا.
في أسفل منشور النقل الآني كانت هناك خريطة ضخمة تحتوي على جزء أكبر من جميع القارات في العالم السفلي، حتى بعد ملايين السنين، كان من المستحيل توثيق العدد الإجمالي للقارات في العالم السفلي لأن قارات جديدة كانت تولد في كل لحظة، والبحر لانهائي.
اللافت للنظر في الخريطة هو وجود عدة مناطق مطلية بألوان مختلفة. كانت هذه المناطق هي المناطق الأكثر اضطرابًا التي جذبت انتباه الصاعدين، وفي السنوات الأخيرة، كان هناك موقع واحد أثار قلق الجميع: مناطق آفة الزمن.
كان هذا المكان الذي لا وجود للزمن فيه يكبر. ألقت نايلا نظرة خاطفة على ذلك المكان قبل أن تُشيح بنظرها، فقد كان هدفها في مكان آخر.
في زاوية من منشور النقل الآني، كانت هناك ثلاث عشرة عذراء معبد، سيرافقنها ويساعدنها في المستقبل المنظور. بوجودها، تقدّمن جميعًا خلفها وانتظرن أوامرها..
كان لدى سيدة المعبد ديرها الخاص، وهو مكانٌ تجتمع فيه فتيات المعبد من جميع أنحاء العالم للراحة واكتساب رؤى قيّمة لرحلتهن القادمة. دُرِّبَت فتيات المعبد الجديدات هنا، ودُرِسَ تاريخ رهبنتهن.
لقد تفاوضت نايلا على أحد أكبر الأديرة وأقدمها المتاحة، وبسبب موهبتها الهائلة في الوصول إلى مستوى الصعود في أقل من خمسة آلاف عام وإخلاصها الواضح للعقيدة، فقد مُنحت هذا الشرف لقيادة هذا الدير بعد الموت المفاجئ لسيدته السابقة.
كان اسم الدير الذي ستشرف عليه معبد الصمت، لكن أول ما فعلته حتى قبل وصولها كان تغيير الاسم، فأطلقت على المعبد اسم تريون. كان اسمًا غريبًا، لكن بصفتها سيدة المعبد، اعتُبرت رغباتها أمرًا لا يُنتهك، وقُبلت على هذا النحو. أصبح تريون مقرًا جديدًا لنايلا.
في منصبها الجديد، ستكون نايلا سيدة معبد تشرف على أكثر من مليون من عذراء المعبد، وهو عدد هائل لأي سيدة معبد جديدة، وكان من المتوقع أنه مع مرور الوقت، سيكون عليها تقليل عدد العذارى تحت رعايتها، لكن كل شيء كان يُنظر إليه على أنه تجربة تعليمية، وإذا كانت عبقرية، فهذه كانت فرصة لإثبات نفسها.
تحت ردائها، ظهر وميض قصير من اللون الأحمر اتخذ شكل عين قبل أن يختفي، مر هذا بسرعة كبيرة بحيث لم يتمكن أحد هنا من اكتشافه، وابتسمت نايلا وهي تلمس المنشور، كانت ستنشر الحقيقة حول مهمتهم إلى كل فتاة معبد وكان ديرها هو الخطوة الأولى.
****
بدأ الفساد تدريجيًا، لم تُبقى نايلا ساكنة لثلاث سنوات، بل بدأت ما قد يعتبره الكثيرون تفانيًا جنونيًا للعقيدة. قضت كل لحظة من يومها في نصح عذرائات المعبد ورفع معنوياتهن، كان فهمها للتحديات التي واجهنها مؤثرًا، حيث بدا أنها قادرة على لمس قلوبهن، والوصول إلى جذور آلامهن.
انتشرت أخبار سيدة المعبد الجديدة بسرعة، وسرعان ما بدأت عذارى المعبد الأكبر سناً، النساء اللاتي عشن لعشرات الآلاف من السنين ومررن بمعاناة شديدة وكنّ على وشك الاستسلام والتخلي عن قسمهن، في التدفق نحو نايلا.
كانت تحتفظ بعذراوات المعبد هذه بشكل منفصل في قاعة مغلقة تحت الأرض، وعندما وصلن إلى مائة، جائت نايلا إليهن في الليل، وجعل وجودها جميع فتيات المعبد يركعن، وضغطن وجوههن على الأرض.
أمرتهن بالنهوض، وعندما فعلن، لم تعد عذراء معبد، بل ملكةً مُرعبة، تاجها عيونٌ دامعة، وفي وجه الملكة رأين الحقيقة. كان الألم خيارًا، وكان خلاصهن خيارًا أيضًا. لم يكن الثقل الذي حملنه ضعفًا بالضرورة، بل قد يكون قوةً لهن.
لم تكن الكارثة مجرد موت. بل كانت تمتلك قوةً جبارةً تُجسّد التوازن المثالي للصعود، كما لو أنهما ولدا للعمل معًا.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.