السجل البدائي - الفصل 1066

الفصل 1066: مغامرات مميتة

شعر روان بتسارع قلب هذا الجسد الفاني، وكان عليه أن يعترف بأن القتال مع الخالدين كان شيئًا يرغب فيه أكثر من تحدي عدد لا نهائي من الفانين، لم يقتل هذا الجسد الفاني خالدًا أبدًا، وبدأ روان يشعر بأن نيته في القتال تتزايد،

“ما هذه الخيانة؟ كيف تجرؤ على مخاطبة الصاعد السامي بهذه الكلمات؟ اركع وتوسل لإعدامك سريعًا!”

صدر صوتٌ عالٍ يحمل ازدراءً وغضبًا من إنسانٍ فاني، حاكم ‘مدى الحجر’، يرتدي رداءً ملكيًا من الفضة وتاجًا مرصعًا بالجواهر الضخمة، ووقف أمام مئات المستكشفين، جميعهم يرتدون ملابس متشابهة. نخبة ‘مدى الحجر’ جميعهم هنا، وكان خلفهم آلاف المستكشفين المدرعين، جميعهم يحملون أسلحةً قوية.

تجاهلهم روان، وكانت نظراته موجهة نحو الصاعد السامي وحده، وكان الأمر يتطلب أكثر من مجرد كلمات من الفانين لهزه،

“أيها الدخيل، هل أنت أصمٌّ عمّا أمرك به الحاكم؟ اعرف مكانك عند وقوفك أمام اللورد. اركع فورًا وتوسل إليه بالموت السريع، وإلا فإن نسل عائلتك حتى جيلك التاسع سيُسحب ويُقطع!”

لفترة من الوقت، شعر روان بالذهول قليلاً من كلمات الفاني، كان يعرف سياسات الفانين ومؤامراتهم، وقصر نظرهم وغرورهم من بين أمور أخرى واضحًا له، ومع ذلك لم يختبره قط، كان عليه أن يعترف، إن لطيف تقريبًا، لكنه كان يستطيع أن يرى كيف قد يجد الآخرون ذلك مزعجًا.

لم يبتعد روان عن الصاعد على الرغم من كل الانحرافات المسلية، وبدأ في تحريك طاقات الصاعد داخل جسده، وأشار نحو الصاعد وبدأ توهج أزرق يتجمع فوق أطراف أصابعه، لكن هدير الغضب اندلع من حاكم ‘مدى الحجر’، والبصق يطير من فمه،

“هرطقة! أنت لا تكتفي بعدم الركوع، بل تجرؤ على رفع يديك نحو السماء، وتحاول ضرب…”

لأول مرة منذ دخوله هذا الطابق، تحولت عينا روان إلى الفانين، ولا بد أن الحاكم قد رأى شيئًا داخل أعماقهم التي لا نهاية لها لأن فمه انغلق بقوة كبيرة لدرجة أنه عض جزءًا كبيرًا من لسانه وكاد يختنق بالدم الذي انفجر من جرحه.

“مهاجمتي داخل نطاقي هو أمر أحمق”، صوت الهامس للصاعد السامي أخذ مركز الصدارة مرة أخرى، لم ينظر بعيدًا عن روان طوال هذا الوقت ويمكن لروان أن يشعر بثقل نظراته وهي تحاول شق طريقها عبر جلده.

تقدم الصاعد خطوة للأمام في ذلك الهواء وأشار إلى روان بإصبع حاد انتهى بنقطة إبرة، وعلى الرغم من أن لحمه يشبه الدخان، إلا أن حدة إصبعه تركت أثراً نازفا من القوة عبر الهواء حيث شق الفضاء بسهولة، مهما كانت رتبة الصاعد، فمن المؤكد أنها لم تكن منخفضة،

“سأفترض من الوجود القوي من جسدك أنك يجب أن تكون مقيد دم، فقط لديهم رائحة لحم مقززة تحيط بأجسادهم، ويجب أن تكون أيضًا أحد أفراد عرقك القديم الملعون، لطالما اعتقدت أن الشائعة كانت بعيدة المنال، إنه أمر نادر أن أجد نفسي مسرورًا عندما أكون مخطئًا، لكن هل أنت متأكد من أن إغضاب الصاعد لن يؤدي إلى القضاء جنسك، أو في أفضل الأحوال زيادة المعاناة المفروضة بالفعل على جميعكم؟”

“أنتم جميعًا تتحدثون كثيرًا،” قال روان، وبلغت الطاقة الزرقاء المتجمعة فوق إصبع روان ذروتها، باستثناء الصاعد الذي بدا هادئًا، وأصبحت القاعة متوترة ثم تلاشى الضوء الساطع بشكل غير متوقع، وظهر أثر خفيف من الدخان الأسود يحيط بإصبع روان كما لو كان محترقًا.

كان الأمر كما لو أن التوتر كان فقاعة تم تفجيرها بدبوس، ضحك حاكم ‘مدى الحجر’، وتردد صدى تسليةه بين النخبة من حوله، وبصق مرارة واضحة في نبرته،

“يا أحمق، هل تظن أنك تستطيع استخدام طاقة الصعود في وجود صاعد؟ لطالما عارض تحالف الفضة تجارة واستغلال ذوي الدم المقيد كعبيد، لكنني أعدك أن هذا كله على وشك التغيير، سيندم شعبك على هذا اليوم، وسيصبح اسمك لعنة على شفاههم إلى الأبد.”

أمال روان رأسه إلى الجانب، وبدأ في أصابعه، مما جعلها تتوهج عدة مرات أخرى، “في الواقع، أعتقد أنني أستطيع استخدام طاقة الصعود بشكل جيد للغاية، على الرغم من أنك ستسامحني إذا كان عليك الانتظار للحظة حتى تظهر آثارها.”

“ما هي التأثيرات؟” تحدث أحد النخبة الأكثر شجاعة، وكان عجز روان الواضح يكسر القيود التي فرضها على عقولهم، وكأن المئات من المستكشفين على الأرض أمسكوا رؤوسهم وبدأوا في الصراخ من الألم ردًا على سؤاله.

كانت صرخاتهم مفجعة، وقبل أن يتمكن أي شخص هنا من تحديد ما هو الخطأ، انفجرت رؤوس المستكشفين الصارخين، وترنحت أجسادهم المقطوعة الرأس، وفي تزامن غريب، سقطوا جميعًا على ركبهم وأذرعهم ممدودة إلى جانبهم.

لكن الغريب أن الدم لم يخرج من أجسادهم، وموقعهم جعل الأمر يبدو وكأنهم لم يموتوا، بل كانوا ينتظرون فقط.

“هذا التأثير” أشار روان إلى الجثث.

اتجهت نظرات كل مستكشف بدهشة نحوه، وارتفع إصبع حاكم ‘مدى الحجر’ المرتجف وهو يشير إلى روان،

“كيف تجرؤ على الهجوم أمام الصاعد السامي؟” نظر حوله وانكسر صوته قليلاً عندما لاحظ أن بعض أحفاده المباشرين قد لقوا حتفهم، “ماذا فعلت؟”

“أعتقد أنه من الأفضل أن تختبره بنفسك”، قال روان ببرود، “أحيانًا لا تفي الكلمات حقها، لا تقلق، سيحدث في أي لحظة الآن.” ارتقى جسد روان عن الأرض وبدأ يرتفع حتى أصبح على نفس مستوى الصاعد.

“مثير للاهتمام،” همس الصاعد السامي، حيث أمسك كل المستكشفين أدناه بما في ذلك حاكم ‘مدى الحجر’ رؤوسهم وبدأوا في الصراخ، وبعد بضع ثوان، انفجرت رؤوسهم جميعًا، وترددت الأرض حيث سقطت آلاف الركب على الأرض.

ربت روان على ذقنه ونظر إلى الجثث في الأسفل وسأل بفضول، “ما الذي تجده مثيرًا للاهتمام بشكل خاص في هذا الأمر، لقد مات جميع مرؤوسيك، ولم تفعل شيئًا للدفاع عنهم، ويبدو أن ثقتهم بك كانت في غير محلها حقًا”.

لوح الصاعد بيده رافضًا، “موتهم لا يهم بالنسبة لي بقدر ما يهم كيف تمكنت من تحقيق ذلك… لقد تمكنت بطريقة ما من استخدام نفوذي الذي تسرب إلى أراضي ‘مدى الحجر’ لآلاف السنين ضدهم، لقد قتلت بسكين مستعار عن طريق تحريك آثار طاقة الصاعد الخاصة بي… من علمك مثل هذا الشيء وكيف يمكن لصاعد سَّامِيّ أن يمتلك هالة صاعدة قوية كهذه؟”

ابتسم روان، “أعتقد أنك تعرف كيف تمكنت من القيام بذلك.”

رفع الصاعد السامي يده ولمس الهواء أمامه، يلتقطه بأصابعه مثل الخيط ثم توقف،

“أستطيع رؤية طاقتك، لكنها… مستحيلة، لا عيب فيها. لماذا هي نقية هكذا؟ هل وصلتَ إلى الرتبة السامية باستهلاك هالة الصعود فقط؟”

“نعم،”

صافحت يد الصاعد قائلة: “أنت رجس!”

“نعم، أعتقد أنني تلقيت مثل هذا اللقب من قبل، مرات عديدة في الماضي.”

الترجمة : كوكبة