السجل البدائي - الفصل 1059
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1059: العذراء الفاسدة
انفتح فم نايلا بصرخة مكتومة، بينما بدأ المزيد من جسدها يتلاشى، لكن تعبير وجهها كان غريبًا، ممتلئًا بالسعادة والمتعة. حتى في مواجهة الدمار القادم، لم تشعر قط بمثل هذه الحيوية.
كان من المتوقع أن تصبح عذراوات المعبد الأوعية الأمثل لإرادة الصاعدين. كان عليهن أن يكن مراقبات وحارسات وشاهدات، وأن لا يترددن أبدًا في أداء واجباتهن. وقد كُتب ذلك في عقيدتهن.
لم يتمكن أبدًا من معرفة الحب أو تكوين عائلة، كان واجبهن هو الجانب الأول والأهم في وجودهن، ولن يتمكن من العثور على العزاء إلا في النهاية عندما انتهت مهمتهن، لأنهن حملن داخلهن إرث وعبة جميع فتيات المعبد اللواتي سبقوهن.
في أي يوم في المستقبل تنتهي هذه المعركة التي لا نهاية لها، سواء لصالح الكارثة أو الصعود، فإن عذراء المعبد ستكون هناك كشاهدة.
كانت هذه المهمة بمثابة عبئًا تحملته جميع فتيات المعبد بنعمة، لكن وزنها كان ثقيلًا حقًا.
وهكذا اكتشفت نايلا بسعادة غامرة أن هالة الكارثة، التي اعتقدت ذات يوم أنها مدمرة في غرضها وحده، لم تكن تخدش سوى جزء صغير من ممتلكاتها، وكانت أقرب كلمة يمكنها أن تجدها للبعد الجديد الذي أظهرته لها هي… العاطفة.
لقد تسائلت ذات مرة كيف سيكون العيش داخل جسد وحش الكارثة الذي لم يكن مجنونًا ويسيطر على عواطفه بشكل كامل، والآن فكرت أنها قد ألقت نظرة خاطفة أخيرًا وراء هذا الستار، وسعدت بمدى غرابة وثراء كل شيء.
كان كل شيء مُعَدًّا إلى مستوى الحادي عشر، مختلفًا عمّا شعر به المستكشفون عند بلوغهم رتبة المُستنير، والتي عزّزت بشكل رئيسي إدراك المستكشف. في هذه الحالة، تفاقمت كل عاطفة شعرت بها في حياتها، من حزن وغضب وسعادة وشهوة وغضب، إلى درجة مُذهلة… ومع ذلك، لم تكن طاغية، لأنها ما إن تسللت إلى عقلها كالعاصفة حتى سقطت في هاوية لا نهاية لها، لأن الكارثة بدت وكأنها ستتقبل هذه المشاعر كما تأتي دون حدود، مما جعلها تشعر بالسعادة.
لقد أعطاها إدراكًا جذريًا لتجاربها الماضية التي جعلت كل المعاناة والألم الذي تحملته كفتاة معبد يبدو طفوليًا للغاية، وأرادت أن تبكي من الفرح لأنها كانت تعلم أنها بحاجة إلى جلب هذا التنوير إلى كل فتاة معبد في جميع أنحاء العالم.
اكتشفت نايلا أن الكارثة منحتها منظورًا جديدًا للحياة. كل ما مرّت به لم يكن له تأثير على مشاعرها. لم يهطل المطر لأنها حزينة، ولم تتوقف الشمس عن الغروب لأنها تشعر بالوحدة، بل كانت جميع مشاعرها ملكًا لها، وفي الواقع، لم تكن الكارثة تكترث بنوعية مشاعرها، بل كانت تتقبلها جميعًا.
استمر جسدها في التفتت، وبدأت علامات حياتها باهتة كعلامات نملة. في الموت، لم تشعر قط بمثل هذه الحيوية.
“شكرًا لك… شكرًا لك… شكرًا لك…” ظلت روحها تصرخ.
راقب روان نيلا وهي تُدفع إلى حافة الانهيار. اختفت أطرافها وجذعها بالكامل، وتحوّلت إلى دخان متوهج شاحب، ولم يبقَ من رأسها سوى ابتسامة عريضة وعينين جامحتين. في ثوانٍ معدودة سينفجر رأسها وتتلاشى، مهما عادت إلى الحياة، سيكون هذا مصيرها.
لم تكن روحها ضعيفة فحسب، بل إن الفساد الذي زرعه روان في قدراتها العقلية من شأنه أن يجعل هالتها متفجرة بشكل لا يصدق، مما يضمن أنها لن تعيش أكثر من بضع دقائق على الأكثر.
لن يسمح روان بحدوث هذا أبدًا بعد وصوله إلى هذه المرحلة. سيكون ذلك في النهاية مضيعة للوقت الذي استغرقه في إعدادها.
فتح راحة يده اليمنى، وظهرت دوامة من الدخان الأسود والأحمر تتخللها صواعق حمراء، كما تشكلت عاصفة شيطانية، وفي الداخل كان هناك مخلوق يشبه رؤية كابوسية لعنكبوت وسرطان البحر وجراد البحر كيميرا مع وجه امرأة ينبض جسدها بألسنة اللهب القرمزية.
وضع يده على فم نايلا المبتسم، ودفع الشيك فيه، وضبط المخلوق نفسه داخل الكتلة السائلة التي تشكل جمجمة الفانية، واستقر أخيرًا في دماغها.
داخل منزله الجديد، فتح الشيك فمه وبدأ بالتغذي. كانت طاقة الموت تغمره، فلم تكن نايلا مستكشفة من الرتبة سامية فحسب، بل إن رؤيتها الناقصة، وإن كانت فريدة، لطبيعة الصعود والكوارث، ضمنت أن طاقة الموت التي أنتجتها كانت ستقتل مئات من المستكشفين من الرتبة سامية. أصبحت الآن سامة بكل بساطة.
كان تأثيرها فسادًا، فتغذى الشيك على تلك الطاقة بسعادة، فأعطته بدورها حيوية. انفتح فم نايلا على مصراعيه، وبدأ سيل من الطاقة والجوهر ينساب منه، متحولًا إلى دم ولحم وعظم، وسرعان ما عادت نايلا إلى حالتها السابقة.
لقد بدت خالية من العيوب، لكن روحها كانت لا تزال تموت، وتتبدد بشكل أسرع من ذي قبل، لكن لمسة إصبع روان على حواجبها أصلحت هذه المشكلة، وملأتها بعشرة أضعاف كمية طاقة الروح التي كانت لديها من قبل.
مع إضافة الجزء الأول من وعيه، تمكن روان أخيرًا من حل لغز الحيوية المجهولة التي كانت تدخل جسده حتى عندما كان طفلًا فانيا.
اتضح أنه على الرغم من أنه لم يتمكن من التلاعب بطاقة الروح بوعي بعقله المحدود، إلا أنه كان يحول طاقة الروح إلى حيوية دون وعي.
بمجرد أن أدرك ذلك، شعر وكأن مصباحًا انطفأ في جمجمته. كان مصدر قوة روان الأعظم هو قدرته على استخدام طاقة الروح كمورد، بل المورد الأسمى. لقد عاد إليه أخيرًا أعظم ثرواته، وتحولت موازين المعركة القادمة لصالحه.
لقد فهم غريزيًا أنه في ما كان قادمًا، كان بحاجة إلى كل ميزة.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.