السجل البدائي - الفصل 1058
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1058: خلف الستائر
نظرت نايلا إلى هذا الخالد الغريب في حيرة، كان محقًا، لم تكن تدري ما يقصده، كيف يكون موت الآخرين بلا معنى في بعض الأحيان، ويكون ذا معنى في أحيان أخرى؟ ما أصله، أو من يؤثر فيه؟ كان من المستحيل عليها أيضًا فهم سبب إظهار الخالد لجانبه الحزين لفانية عادية، لكن ما فهمته هو الألم والفقدان.
يبدو أن هذا الخالد قد فهم الألم، وبعمقٍ شديد، لم يكن كسائر أمثاله الذين لا يعرفون سوى اللامبالاة تجاه من هم أدنى منهم. لعلها لا تستغرب، أليس قاتلًا وحاميًا في آنٍ واحد؟ يدّعي أنه لم يتجاوز الحدود أبدًا عندما يقتل، ومع أن هذا خطٌّ لن تراه أو تفهمه أبدًا، إلا أن نايلا وجدت نفسها تُصدّق كلامه، وهكذا اتخذت قرارها.
ابتسمت وجلست بجانب أمها، وشاهدت وجه أمها، والخوف والحب والحماية المتجمدة في ملامحها وهي تنظر إلى الطفلة كان مفجعًا، و”همست” نايلا،
“كيف يمكنني أن أرى ما وراء طبيعتي؟”.
لم تكن نايلا تتوقع ردًا سريعًا، لكن روان لم يتأخر قبل أن يرد: “لطالما كنتِ عند الباب، لكنك لم تكوني تعرفين كيف تتجاوزينه. هل تسائلتي يومًا كيف يُمكنكِ امتصاص طاقة الصعود والكارثة معًا، مع الحفاظ على هالتكِ الصاعدة خالية من وصمات الكارثة؟ لقد كنت تستخدمي الجزء السطحي فقط من حقكِ الطبيعي. انظري إلى ما وراء السطح واستكشفي ما يكمن تحته.”
ارتجف قلب نايلا، حين سمعته الآن، بدا الأمر بسيطًا للغاية. لماذا لم تتخيل التفاعل الأعمق للقوى التي لطالما امتصتها في جسدها؟ لطالما اعتُبر من الطبيعي أن ينمو الصاعد مع هالة الصعود، لأنه طهّره العالم، وكان يُنظر إليه دائمًا على أنه نقي.
قيل أن الهالة الأساسية، التي كانت موقع القوة المركزية، كانت جوهر كل صاعد، والهالة النقية، سواء من الصعود أو الكارثة كانت مجرد وقود لتغذية الهالة الأساسية.
ومع ذلك، كما قال هذا الخالد الغريب، كانت تنظر فقط إلى سطح الأشياء، فماذا ستجد إذا لم تعد تنظر إلى الهالة كطاقة فحسب، بل فكرت في جوانبها الفردية؟ لم تكن هالتها الأساسية مجرد صعود، بل كانت أكثر من ذلك.
لو كان الصعود حياةً، لكانت تتقبل الموت كلما استوعبت هالة الكارثة. ربما كان الصعود والكارثة وجهين لعملة واحدة.
عندما دخلت أفكارها أبعادًا جديدة، لم تدرك نايلا أن تكهناتها، ووجود روان، وحقيقة أنها كانت في أنفاسها الأخيرة، كل هذا خلق حالة فريدة حيث بدأ جوهر جسدها في الانهيار.
رفعت قدميها عن الأرض، وبدأ جلدها يصبح شفافًا، كاشفًا عن أعضائها الداخلية وسحابة من هالة الصعود المحفورة في كل خلية من خلايا جسدها. انحنى جسد نايلا كما لو كانت تتألم، إذ بدأت بقع سوداء باهتة تنمو وتنتشر في جميع أنحاء هالة الصعود خاصتها.
كانت هذه البقع السوداء هالة الكارثة، إذ أدركت أن الطاقة التي كانت تستهلكها وجهان لعملة واحدة، مما أدى إلى حدوث طفرة في جسدها. إلا أن هذه الطفرة لم تكن حميدة، ولم تتقبلها هالة الصعود بداخلها، فبدأ جسدها ينهار.
اختفى ألم روان وغضبه عندما بدأت عيناه تتبع مسار الدمار الذي يتتبع جسد هذه المستكشفة، متأكدًا من أن وجوده لا يتدخل في هذه العملية.
بالطبع، بعض الأشياء التي قالها لنايلا كانت الحقيقة، ولكن هذا لم يكن كل شيء، كان يعلم أن أفضل الأكاذيب هي تلك التي تغلف الحقيقة، وفهم الخط الرفيع الذي يجب أن يوجد بين الحقيقة والأكاذيب كان أحد أسس إرادته.
بسبب القيود الشديدة التي واجهها داخل هذا العالم، أُجريت عليه بعض التجارب التي لم يستطع إجراؤها بنفسه أو باستخدام يديه. كانت الهالة نظام قوة مثيرًا للاهتمام، وكان متعدد الاستخدامات للغاية فيما يتعلق بالتعرف على الذات. في ذلك الوقت، كان يسير على خطٍ مُحكم يُبقيه مُنسجمًا مع إرادة هذا العالم.
كان بحاجة إلى إجابات لبعض أسئلته حول هذا العالم، وكانت نيلا المرشح الأمثل لهذا التحقيق. مشكلته الوحيدة كانت عدم قدرته على التدخل شخصيًا في العملية بأي شكل من الأشكال، على الأقل عدم استخدام هالته، لذا إستخدم كلامته وكيف ستفسرها نيلا.
كانت نايلا فانية مثيرةً للاهتمام، وقد غُرست بذرة تأثيره في عقلها عندما التقى بها لأول مرة، ولم تكن بحاجة إلا إلى بعض التشجيع لتزدهر. كان روان يعرفها أكثر مما تعرف هي نفسها، فكان القيام بذلك في غاية السهولة.
كان يحتاج فقط إلى إظهار المشهد الصحيح، وتقديم نفسه باعتباره المرشح المناسب، والسماح لها برؤية ما يعتقد عقلها أنها بحاجة إلى رؤيته لاتخاذ قرار يغير الواقع مثل الشك في حالتها ودفع عقلها لرؤية الواقع بطريقة لم يكن من المفترض أن تراها.
كان الأمر أشبه بإقناع إنسان بأن النار باردة والجليد ساخن والسماح له بالإيمان بهذا المفهوم بعمق شديد لدرجة أنه عندما دخل النار شعر بالبرد، لكن النار كانت لا تزال ساخنة وعلى الرغم مما كانت مشاعره تخبره به، فإنها ستستهلكه.
الحقيقة هي أن الصعود والكارثة، وإن كانا من نفس الأصل، ليسا بالضرورة وجهين لعملة واحدة. كان لجسد روان الحالي أيضًا هالة مميزة، ولأنه حافظ على هالته نقية دون أي أثر للكارثة بداخله، فقد استطاع دفع هذا الجسد الفاني وتقنيته إلى ما هو أبعد من ذروته.
ترك هذا أيضًا ثغراتٍ وأسرارًا لم يستطع الوصول إليها بعد، لأنه إن فعل، ستُلطخ هالته بالكارثة، مُفسدًا بذلك خططه المستقبلية. ما كانت نايلا تختبره كان نافذةً لملاحظة جانبٍ آخر من الصعود والكارثة، وترسيخ أفكاره حول نظام القوة هذا.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.