السجل البدائي - الفصل 1054
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1054: عمالقة الذهب والدم
لمعت عينا نايلا بالغضب وسألت من بين أسنانها: “الرقم الدقيق”.
“سبعمائة وثلاثة وأربعون ألف مستكشف، من بينهم خمسمائة وخمسة وعشرون مستكشفًا من الدرجة البطولية، ومائتان وتسعون….”
تلاشت الأرقام إلى طنين ممل على حافة عقلها، وأغلقت عينيها، وهي تردد ترنيمة عقيدتها في الداخل، وللمرة الأولى شعرت أن الكلمات التي أعطتها الكثير من القوة في السنوات الطويلة لا معنى لها، ولم يستطع عقلها أن يترك الصورة الفردية لذلك الوحش على الشاطئ.
تفاصيل ظهوره في الأحداث المشؤومة محفورة في ذهنها. لقد هبط من السماء في جسد بشري، لكن من لم يكن فانيًا من قبل سينخدع بمظهره. كان كاملًا، والشيء الوحيد الذي يفتقر إليه كل فانٍ هو الكمال.
بدت عيناه وكأنهما تخفيان الفراغ، ومع ذلك امتلأتا بفضولٍ حاد، كما لو كان طفلاً، كل شيء فيه جديد، ومع ذلك بدا وكأنه يعرف كل شيء في آنٍ واحد. كان ممتلئًا، ولكنه لا يزال فارغًا.
يدٌ لمست وجهها، وحيث كانت تتوقع البرودة، استقبلتها بدفئ. لم يتنفس، طوال وقوفه أمامها لم يتنفس، كان ينبغي أن يكون باردًا… ومع ذلك، حملت يداه دفئا أبعد عن قلبها عشرة آلاف عام من الألم والحزن.
يد جزار الموت، ولكنها أيضًا حامية الحياة.
جماله جعل العقل يمتلئ بالنار والبرودة أيضًا لأنه لا يوجد شيء في الوجود من المفترض أن يكون بهذا القدر من الكمال أو الجمال.
طبيعتان متعارضتان تعيشان داخل كائن واحد، ومع ذلك لم تلغيا بعضهما البعض، بل بدا أنهما في وئام، يولدان شيئًا أعظم من مجموع أجزائهما… النور والظلام كواحد، يصبحان شيئًا أعظم مما يمكن لأي منهما أن يكون… هذا كان…
لقد أصبح عقلها باردًا وارتجفت نايلا، حيث امتلأ عقلها بالخوف وأطلقت بشكل غير متوقع أنينًا صغيرًا من الخوف، غير مبالية بنظرة الدهشة الموجهة إليها من قبل حاكم مدى الحجر.
ما كانت تفكر فيه كان بدعة. كان الأمر أشبه باعتقادها أن الصعود والكوارث يمكن أن يصبحا شيئًا واحدًا.
قمعت هذه الأفكار بكل ما في داخلها ونظرت إلى الأعلى، “خذني إلى الصاعد السامي، لدينا الكثير لمناقشته.”
****
بعد سبع ساعات، نايلا، التي كان وجودها يشبه إلى حد كبير الشبح، طافت عبر القلعة العظيمة التي كانت تسمى مدى الحجر، كان عقلها فارغًا وتمسك ورقة في يدها اليمنى.
كعادتها، وجدت نفسها في حديقة الهلال، ذلك العمل الفني الذي جمع بين الزهور والبرك المتدفقة والحيوانات الرقيقة، ليولد مشهدًا خلابًا يجسد السلام والوئام. كان سبب إقامتها في مدى الحجر وعدم طلبها أي تغيير طوال معظم القرون السبعة الماضية هو هذه الحديقة.
جلست نايلا هنا لساعة أخرى قبل أن تفتح بعناية الرسالة التي سلمها لها الصاعد السامي. كالعادة، لم يرَ أحدٌ شكله قط، حتى عذراء معبد مثلها، رأت مئات الصاعدين في حياتها، لم ترَ الصاعد السامي الغامض قط.
لقد ركعت أمام شبكة معدنية كبيرة عندما استجابت لاستدعاء الصاعد، ثم سردت كل ما حدث، بما في ذلك الكائن الذي رأته في القارة، والأحداث التي وقعت سابقًا عندما تمكن المستكشفون من اكتساب الهالة على الرغم من استخدامهم للأدوات فقط.
كانت نايلا تتوقع أن اعترافها من شأنه أن يجلب قدرًا صغيرًا من السلام، لكن تذكرها للحدث جعل ما حدث يبدو أكثر تعقيدًا وإرباكًا، لذلك لم تكن العديد من الأشياء تترابط، ولم يساعد صمت الصاعد السامي لساعات في تحسين الأمور.
لقد تم إدخال قطعة صغيرة من الورق عبر الشبكة، واتضح أن هذا هو الرد الوحيد الذي تلقته، والآن بعد ساعات، قامت بتقشير الورقة ببطء ونظرت إليها لبعض الوقت في حيرة لأنها كانت تحتوي على سطر واحد فقط.
[تبحث العين عن الخاتم، بينما يتجول عملاق الذهب والدم في القلعة.]
لقد كان الصاعد السامي دائمًا كائنًا غريبًا، لكن هذه الرسالة الغامضة أضافت فقط إلى ارتباكها،
“نايلا، هل يمكنني رؤية تلك الورقة؟”
دوى صوتٌ أمامها مباشرةً، فرفعت رأسها مذعورةً، فإذا به هناك. لم ينطق إلا ببضع كلماتٍ آنذاك، فخجلت حين اكتشفت أنها لم تُكرّر تلك الكلمات أثناء تقريرها إلى الصاعد السامي.
لقد سألته “هل أنت المسؤول عن هذا؟”
أجابها: “أنا كذلك،”. قبل أن يضع يده فوق قلبها، “يجب أن تعرفي في داخلك من أنا”.
استولى الذعر الشديد على قلبها، وكانت الإجابة على كل أسئلتها أمامها طوال هذا الوقت، ومع ذلك فقد أصبح جزء منها أعمى عن الحقيقة.
تجمد جسدها في مكانه وهي تنظر إلى الكائن الذي كان يقف على بُعد خطوات قليلة، وظهره مُسندٌ على شجرة خضراء بأزهار حمراء. أكمّلت ملامحه المشهد، إذ بدا وكأنه الشكل الأمثل للحياة، جوهر كل الوجود.
لم يعد يبدو كصبي بل كرجل أطول من معظم الرجال، ولم يفقد أيًا من سحر الشباب، بل على العكس، فقد ارتفع، وخاصة في عينيه وصوته.
في البداية، كانت عيناه مثل حفرة مظلمة تؤدي إلى الهاوية، إلا أنها كانت مليئة بنوع غامض من اللهب، والآن اتخذ هذا الشعور شكله، حيث كانت البقع الذهبية مثل النجوم تتلألأ في ذلك الظلام، كان الأمر… ساحرًا.
على الرغم من كل هذا، لم يجذب انتباهها شيء أكثر من صوته، الجلالة المطلقة والقوة بداخله ومع ذلك لا يزال ملفوفًا بنبرة متناغمة تجعل المرء يشعر وكأنه يستمع إلى أفضل صوت تحت السماء.
“شكرًا لكِ،” قال وهو يبتسم، واكتشفت نايلا أن عقلها كان مشغولًا طوال هذا الوقت، لكن جسدها كان يطيع كلماته.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.