السجل البدائي - الفصل 1041
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1041: أعمال الاختفاء
دفن الشيخ نفسه في الأرض وحرك روان طاقة الصعود داخل خلاياه، والهالة الزرقاء التي كانت تسكن عميقًا في أعماق خلاياه تدفقت ورسمت أعضائه الداخلية بالكامل باللون الأزرق وانطلق جسده إلى السماء مثل كائن روحي، وظهر على ارتفاع خمسين ألف قدم في الهواء على الفور تقريبًا.
لا يزال عارياً، لكن شعره الأحمر الطويل والكثيف الذي يصل الآن بالكاد إلى ركبتيه كان يتحرك حوله مثل الكفن، مخفياً شخصيته بينما كان روان معلقاً في السماء، وانتظر، حتى وهو يحلل السفن الحربية التي تقترب من القارة.
نظرًا لقرب هذه المنشأة من المحيط، وانتشار الدخان الأخضر المحيط بها، لم يكن من الممكن للسفن القادمة أن تجهل أن هذه هي المنطقة المستهدفة. فالقارة شاسعة، والانفجار وقع منذ فترة، وكان على روان ضمان عملية بحث سريعة وفعّالة.
كان هناك ما مجموعه ثلاثة وعشرون سفينة حربية متجهة نحوه، وكانت غالبيتها مثل فرقاطة فالكون التي تم تدميرها للتو، ولكن اثنتين من السفن التي بقيت خلف الأسطول كانت ضخمة، أكثر من خمسة أضعاف حجم الفرقاطة العادية وتحمل فأسًا فضيًا مزخرفًا على بدنها، لكنها لا تزال جميعها تحافظ بشكل عام على الأشكال المثلثة التي تفضلها سفن حربية لنجم الهلاك.
أدرك روان الآن أن هذه الأشكال ليست محض صدفة، فمع تريثون، كانت المكونات الأساسية التي بُنيت بها كل سفينة تميل إلى اتخاذ شكل مثلث عند وضع أكثر من بضع جزيئات منها جنبًا إلى جنب، وكان معظم هيكل السفينة مصنوعًا من هذا المعدن. وهذا ما جعل السفن متينة وسهلة الإصلاح، إذ كان تريثون قادرًا على استهلاك مواد أخرى لنسخ نفسه، ناهيك عن قلة استهلاكه للطاقة ليعمل كمنطاد عملي.
من العلامات الموجودة على السفينتين الضخمتين، كان تحالف الفضة موجودًا هنا، أو على الأقل جزء من قواته، وكان روان يتوقع أن يصل اللاعبون الآخرون إلى هنا أولاً قبلهم، لذا إما أنه كان حظًا أو أن التحالف كان يدير سفينة محكمة.
على أية حال، لم يكن هناك أي فرق، كانت فرصتهم الأكبر للفوز ضد روان عندما كان لا يزال بشريًا، كمستكشف مستنير، كانت قواه قد انفجرت إلى ارتفاعات جديدة، وكان بإمكانه استخدام المزيد من أساليبه لحل هذه الصراعات.
بدأ التحرك نحو السفن حتى حام فوق المحيط على بعد أميال قليلة من الأرض، مد يديه إلى الجانبين وأغمض عينيه، وأصابعه تصدر حركات نقر في الهواء وكأنه يعزف على وتر غير مرئي.
ظاهريًا، غافلةً عن وجوده، مرّت جميع السفن مسرعةً بجانبه، كأن وجوده كان خفيًا، وقليلٌ من المستكشفين الذين وُلدوا بإدراكٍ خارقٍ للطبيعة استطاعوا استشعار وجوده، لكنهم على الأرجح لم يُصدّقوا حواسهم. شعر روان بلمسة أولئك الأفراد ذوي الإدراك العالي تغمره، لكنها لم تلتصق به، وقد علم أنهم جميعا أموات.
إلا لو كانوا مستكشفين صاعدين يمتلكون الإرادة، فإن لمس وعي روان بوعياتهم سيفسد أجسادهم ، وفي أي لحظة من الآن، سيتمنون الموت. أحيانًا، لم يكن التميز أمرًا جيدًا.
لم تظل السفن الثلاث والعشرون التي نجحت في المرور بجانبه في الهواء لفترة طويلة، وكأن مفتاحًا بداخلها قد تم إغلاقه فجأة، فبدأت جميعها في الاصطدام بالأرض.
كان ضوء الشموس الثلاثة في الأعلى يقطع يدي روان، وكان من الممكن رؤية العديد من الفروع الدقيقة التي نشرها مثل شبكة العنكبوت، وفي نهايات هذه الشبكة كانت هناك مئات من المكونات الصغيرة في السفن التي مرت للتو بجانبه.
لقد تبين أن مجسات روان الطفيلية عندما تم تمكينها باستخدام الهالة الصاعدة كانت أفضل أزواج المشارط التي قد يحتاجها أثناء وجوده في هذه الحالة.
لم يكن قويًا بما يكفي لتدمير جميع السفن جوًا، لكنه استطاع تحديد عيوب تصميمها بدقة، وتحديد المكونات الأساسية المتعلقة بالتنقل والاتصال. الأول لتثبيت السفينة في مكانها، والثاني لمنع أي اتصال من المغادرة.
لم تكن السفن مترابطة، وكان هناك العديد من الموانئ التي يستطيع روان الوصول إليها بفضل مجساته الدقيقة المجهرية، وعلى الرغم من أن السفن مرت بجانبه بسرعات عالية عندما ركز روان كل عقد وعيه على مهمة واحدة، إلا أن العالم كان يتباطأ إلى حد الزحف ويمكنه أن يختار كل ما يحتاجه من السفن على الفور تقريبًا.
بحركة من أصابعه، دمّر كل ما سحبه من هذه السفن، ثم استدار واندفع نحو السفن التي تحته. كان التريتون مادةً قادرةً على شفاء نفسها ذاتيًا، ولن تبقى هذه السفن على الأرض إلى الأبد.
شعر روان بنسمة من الإثارة تنبض في صدره، لأنه في اللحظات التي أوقف فيها السفن وأطلق نفسه نحوهم، كان قد أنهى التقنية التي سيستخدمها في صعوده.
لقد كان سيصبح الشمس.
لقد أدرك روان أن هناك قوتين توجهان هذا العالم، وعلى السطح، تبدوان بسيطتين، لكنه كان يعلم أنهما اتخذتا أشكالًا مختلفة لإخفاء طبيعتهما الحقيقية؛ النور والظلام، الموت والحياة، الصعود والكارثة، الهالة الحمراء والهالة الزرقاء… بغض النظر عن الشكل الذي اتخذته، كانت هناك دائمًا قوتان رئيسيتان وكانت طبيعتهما لعنة على بعضهما البعض.
إن الشموس الثلاثة التي في الأعلى لم تكن شموسًا، على الرغم من أنه لم يكن لديه أي دليل بعد، كانت حالة روان عميقة للغاية، لدرجة أنه كان قادرًا على اكتشاف “الحياة” والكثير من تعقيداتها، مما جعله يميز بسهولة أن الشموس المتعددة في الأعلى كانت مستكشفين، مستكشفين صاعدين.
لا بد أن هؤلاء مستكشفون وصلوا إلى مستوى أبعادي عالٍ، ربما يعادل مستوى إلورا أو بذرة الرجل العجوز. كان عالم نجم الهلاك عالمًا كان من المفترض أن يكون كيانًا ثماني الأبعاد على الأقل، وكان موجودًا قبل هذا العصر الأسمى بكثير، ولم ينس روان هذه الحقيقة، ففي عالم كهذا دائمًا ما تكون هناك طبقات تحت طبقات.
لقد قُتل بسهولة على يد ذلك المخلوق الذي كان من المفترض أن يكون جزءًا من إرادة العالم، والذي يُمكن بسهولة أن يكون كائنًا من البعد السابع. هذه الشموس التي في السماء كانت أيضًا مخلوقات من هذا النوع، مع أنها كانت من الصاعدين.
كما لو أن فكره كان بمثابة تمهيد، اختفت شموس السماء فجأة. في لحظة كانت موجودة، وفي اللحظة التالية اختفت، تاركةً العالم في ظلام دامس.
حلّت محلّهم سبع شموس أخرى، لكن هذه لم تُشعّ نورًا، بل ظلامًا فقط. شعر روان بثقلٍ على جسده بدأ يدفعه ببطء نحو الأرض. ثم لفتت انتباهه صرخةٌ حادة.
جاء الصوت من الأسفل، بالقرب من المكان الذي تحطمت فيه السفن الحربية الثلاث والعشرون؛ كان هذا هو الموقع الذي خاض فيه معركة مع رويل، المقيد بالدم.
في الهواء المحيط بساحة المعركة الصغيرة، بدأ الضباب الأبيض الشاحب في الارتفاع، ومن الضباب خرجت أصوات الصراخ الحادة.
ركّز روان على ذلك الموقع وتتبع أنماط الضباب، فأدرك سريعًا أنه يتبع نمط هجمات رويل. كل حركة قام بها، وكل تعويذة ألقاها باستخدام الكرات الفضية، حتى آثار الضوء الفضي الطويلة التي خلّفها الهالبيرد، كانت ضبابًا ينزف، ومن ذلك الضباب، خرجت الوحوش.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.