السجل البدائي - الفصل 1038

الفصل 1038: سلالة العار

القد هز شيء ما في نبرة روان والروحانية في وجوده الرجل العجوز إلى الصميم وأدرك أنه كان أمام شيء لم تكن لديه حتى فرصة لفهمه حتى في مليون عام،

“ماذا أنت؟” همس الرجل العجوز رسميًا،

“أنت تعرفني يا رويل، ليس بوعي، بل شيءٌ ما في دمك، غريزتك الأقدم تعرف وجودي كما تعرف يدك. حاربني بكل ما في روحك ونفسك، على عاداتك القديمة، وعندها سأخبرك. أنت تُثير فضولي يا رويل.”

هدر الرجل العجوز قائلا ” اذهب إلى الجحيم!”

“هذه هي الروح!” ابتسم روان، وكانت ابتسامة جميلة، كان وعيه الذي يسكن هذا الجسد يتغير ببطئ وفقًا لصورته، “تعال إليّ أيها الفاني، دع حياتك تكشف عن روعتها في هذه اللحظة، أرني ما الذي دعاك إلى نظري.”

لم يزأر الرجل العجوز، بل صر على أسنانه وجلب رأس سيفه إلى جذعه، وبصوت صفير عالٍ أغلق الجرح النازف،

حللت عينا روان، اللتان كانتا سوداوين كالفراغ، هذه التغيرات الجديدة في الرجل العجوز، وأومأ برأسه راضيًا قبل أن يهاجم، وقد أدرك جزءًا منه أنه في هذه اللحظة يبدو مجنونًا كإرادة العالم التي ذبحته قبل فترة. كانت آخر فكرة في قلبه قبل أن يصطدم برويل ويترك كل شيء خلفه، إلا أن غريزته كانت أن “هناك دائمًا حقائق وراء الجنون”.

على الرغم من أنه لم يستخدم أي قوة إضافية سوى جسده الفاني ضد مستكشف من الدرجة الأسطورية، إلا أن صوت شفرته القصيرة التي ضربت الهلبرد كان مثل الرعد.

كان لدى روان إمكانية الوصول إلى جميع فنون القتال العظيمة عبر العديد من الأكوان، ومع وجود جزء من وعيه يعمل دائمًا على تحسين القدرات التي يعرفها، فقد وصل إلى حالة عميقة في قدرته القتالية لدرجة أن كل حركة قام بها حملت قدرًا لا يُحصى من الهيمنة، ولكن في هذه المعركة، استخدم فقط أصغر قدراته، لكنه كاد أن يتغلب على الرجل العجوز في الثانية الأولى.

كانت شفرات روان مثل الإعصار، تتسلل دائمًا من اتجاهات غير متوقعة، وكان الرجل العجوز يدافع بشراسة باستخدام سيفه، عرف أن عليه يضحي بالجروح الصغيرة لتجنب الجروح الكبيرة، لأنه أدرك بسرعة أن سلاحه الأعظم، كرة الفضة الخاصة به، كان عديم الفائدة تمامًا ضد عدوه.

لقد كان أمرًا مذهلاً ومخيفًا أن يشاهد عدوه يتسلل عبر انفجار القوة كما لو كان بلا معنى، بينما لا يزال يهاجمه بضربات من شأنها أن تقطع جسده.

أدرك رويل أن هذه النتيجة كانت مسألة وقت فقط، فبدون أحد أطرافه لم يكن متوازنًا بشكل صحيح، وقد مر وقت طويل منذ أن اضطر إلى القتال بحياته على هذا النحو.

كما لو أن شفرات الطفل قد تضاعفت، اتجهت العشرات منها نحو جميع النقاط الضعيفة في جسده من رأسه إلى أصابع قدميه، وشحب وجه الرجل العجوز على الرغم من لون بشرته الخضراء الداكنة، في اللحظة التي سبقت وفاته، أشرقت عيناه واحترق ذراعه المتروك على الأرض بتوهج فضي وأطلق القفاز حول الذراع مجال قوة لم يلتف حول جسد الرجل العجوز ولكن حول روان، مما أدى إلى تجميده في مكانه. انحبس أنفاس الرجل العجوز في حلقه، وشهق بصوت عالٍ، وتجمع العرق والدم على ساقيه. استغرق القتال بالكاد ثلاث ثوانٍ، لكنه كاد أن يموت مائة مرة. في هذه اللحظة توقفت شفرات روان على بعد ملليمتر واحد من عينه اليمنى وقلبه، وتأخير طفيف في تنشيط قفازه وسيموت.

على غير المتوقع، لم يُغضبه هذا الفهم، بل بدأ يضحك. التفتت عينا روان، اللتان كانتا متجمدتين في مكانهما، نحوه ببطء، وحركتهما استثارت صرخة عالية من القفاز تشبه خدش ظفر على لوح، وخرج صوته من بين الأنقاض رغم أن شفتيه لم تتحركا.

“كما ترى… كان ذلك غير متوقع، وفقًا لكل ما أعرفه عن المستكشفين، فإن قطع الطرف الذي تم ربطه بكنز الميلاد الخاص بك سيحرمك من القدرة على توجيه قوة هذا الكنز، أي حتى تصبح مستكشفًا من الدرجة السامية، كيف ستمكن من أداء هذا الإنجاز يا رويل؟”

تابع الرجل العجوز ضاحكه: “لذا هناك أسرار لا تعرفها أيها الوحش”.

بدأت يده اليسرى المقطوعة تنمو بسرعة، وعندما فعلت ذلك، ظهرت عليها قشور بنية باهتة تشبه قشور الثعبان. ظهر القفاز في يدي الرجل العجوز، وتغيرت هيئته، وبدأ جلده الأخضر يتجه نحو الأرجواني، وبدأ شعره الأسود المحمر يتحول إلى اللون الذهبي.

“يُقال إننا لا نستطيع استخدام هذه الكلمات إلا عندما نصبح مستكشفين من الرتبة السامية، وقد انتظرتُ معظم حياتي لأقولها، ولكن لشخص مثلك… أعتقد أنه من المناسب استخدامها هنا، فلم يعد عاري عبئًا عليّ عندما يُمكن استخدامه ضد المجهول في هذا العالم”، قال الرجل العجوز بصوت عالٍ، والقوة تسري في صوته.

“أنا مستكشف المجهول والشر، وهذا هو مصيري.”

بدأ حقل القوة الذي يغطي جسد روان في الصرير عندما قفز الشرر منه، بعد فترة قصيرة سيكون حراً، وكان الضوء في عينيه خطيرًا ومليئًا بالغضب.

لقد تجاهل الرجل العجوز، الممتلئ بالقوة الجديدة، هذا الخطر القادم، وأمسك بهلبرده بكلتا يديه واندفع إلى الأمام، ودفع السلاح إلى أسفل على جبهة الصبي المقيد.

ولكن يدين صغيرتين أمسكتا بالنهايات الثقيلة للشفرة وأوقفتاها على بعد بوصة واحدة من قطع جبين الطفل، ولكن الرجل العجوز ابتسم ولف مقبض سلاحه فانفجرت الشفرة التي علقت بين راحتي الصبي.

“سوف تموت اليوم أيها الوحش!” صرخ الرجل العجوز.

“ليس اليوم،” أجاب صوت هادئ من خلال الانفجار السريع المواجه، كاشفًا عن الجسد الذي يحتضن لهبًا فضيًا في وسط راحة يده، “ليس في أي يوم آخر. الآن أخبرني، أيها الفاني البائس… من يدعي أن سلالتي هي عار؟”

الترجمة : كوكبة