السجل البدائي - الفصل 1036

الفصل 1036: تغييرات غير متوقعة

هؤلاء الثلاثة الذين تقدموا لمحاربة الشيك المهاجم كانوا من مستكشفين مجيدين، وهي الخطوة التالية بعد الرتبة البطولية. عند الرتبة البطولية، يُنشأ مركز قوة المستكشف، ويربطه بهالة الصعود، ويمكنه الوصول إلى فضائه العقلي، وعند الرتبة المجيدة، يمكنه البدء في استخدام كنز ميلاده.

كانت كنوز الميلاد مميزة للغاية، فقد كانت نتيجة غريبة لاندماج الفضاء العقلي مع طاقة الهالة المتحولة لهذا العالم. لم يكن لدى المستكشفين في هذا العالم أي فضاء عقلي، لكن أرواحهم كانت تحتوي على كنوز الميلاد.

قد يكون سلاحًا أو أداةً وثيقة الصلة بطبيعة المستكشف. يولد كنز الميلاد داخل فضائه العقلي قبل أن يمتصه الكنز، مُنشئًا بذلك مستكشفًا ذا رتبةٍ عالية. ويعتمد ارتقائه إلى الرتب الأعلى على غزو كنوز ميلادية جديدة وربطها بفضائه العقلي.

هؤلاء المستكشفون الثلاثة ذوو الرتبة المجيدة درسوا تقنيات هالة متشابهة في الرتبة البطولية، مما مكّنهم من استخدام نفس الأسلحة في الرتبة المجيدة. كان من المهم لنوع كنز الميلاد المطلوب الحصول عليه في الرتبة المجيدة استخدام تقنية فعالة في المستوى البطولي. ستؤدي تقنية أضعف إلى ولادة كنز ميلاد أضعف، مما يعيق نمو المستكشف.

كانت الطريقة التي استخدمتها قوى الصعود القوية للحفاظ على مكانتها في أعلى التسلسل الهرمي هي قدرتها على جمع والتحكم في جميع التقنيات القوية اللازمة لإيقاظ كنوز الميلاد القوية والتحكم فيها.

لقد شقت الهلبيردات في أيدي المستكشفين الثلاثة المجيدين الهواء، وانطلقت منها ثلاثة صواعق فضية قصيرة اندمجت في الهواء وتوسعت إلى صواعق طولها مائة قدم، تضاعفت سرعتها وقدرتها التدميرية واصطدمت بالشيك، وكانت هذه الطلقة لا تزال تتجه بشكل صحيح نحو جبهة الكارثة، وهي البقعة التي كان من المفترض أن تكون نقطة الضعف في هذه الكارثة.

بعد أن ضرب الصاعقة الفضية في الهواء، اندفع الشيك إلى الأمام لكنه قوبل بعشرات الصواعق المشابهة، وهذه المرة لم يتمكن من صدها جميعًا، فقد اخترقت صاعقة عينه اليسرى، ودخلت اثنتان جبهته والأخيرة من خلال أنفه.

فجأة تضخم الجانب الأيسر من رأس الشيك وانفجر ليكشف عن توهج فضي ساطع داخل جمجمته، وألقى الانفجار الدم على مسافة مئات الأقدام.

انطلقت صرخة غير عادية من الشيك عندما انهار، وسحب زخمه جسده الضخم وتوقف على بعد أقدام قليلة من المستكشفين الثلاثة المجيدون.

سال دم الشيك الأبيض الشاحب ببطئ من الجروح المميتة في رأسه، كان ميتًا تمامًا. تبادل المستكشفون الثلاثة النظرات، وخلعوا خوذاتهم، وملامحهم متشابهة. كانوا جميعًا ذكورًا، ويبدو أنهم أقارب.

بدأت الأصوات تخرج من السفينة المحطمة بينما بدأ الناجون في الخروج، وكانت أعينهم خائفة من رؤية جسد الشيك العملاق، لم يتبق منهم سوى أربعين شخصًا، وفي ثوانٍ قليلة قتل الشيك ما يقرب من نصف الطاقم قبل أن يتم إسقاطه.

كان آخر من خرج من السفينة رجلاً عجوزًا، شعره الأحمر قد تلاشى نحو السواد، وكتفيه منحنية قليلًا. باستثناء الجميع هنا، كان هو الوحيد الذي نظر إلى الشيك دون خوف، بل بانبهار.

أثناء سيره نحو الوحش، انحنى المستكشفون الثلاثة المصنفون بشكل رائع وأفسحوا له الطريق، وبدا أن هذا الرجل العجوز هو قائد هذه السفينة وبالتالي الأقوى، مما جعله مستكشفًا أسطوريا مما يعني أنه كان يتحكم في ثلاثة كنوز ميلاد.

لمس الرجل العجوز خصلة واحدة من شعر الشيك ونظر إلى الوحش بعينين صافيتين قبل أن يغمس أصابعه في الدم ويجلبه إلى عينيه، قبل أن يتنهد بخيبة أمل،

“لقد شعرت بالانزعاج قليلاً عندما قتلتم الوحش بسرعة، لكنه مجرد كارثة من الدرجة البطولية، وعلى الرغم من أن شيئًا ما قد حدث له بالتأكيد لتعزيز أجزاء من قدراته، إلا أنه ليس له فائدة كبيرة بالنسبة لنا.”

استدار وخاطب بقية الطاقم، مشيرًا إلى المستكشفين المصنفين المجيدين أولاً، “هذه نقطة موارد للشيك، ادخلوا الحفرة واجمعوا أيًا منهم متبقٍ قبل أن يصل أخي إلى هذا المكان، أريد أن أكون بعيدًا، وبالنسبة لبقيتكم، ابدأوا في ترميم السفينة، هناك مخازن من معادن هونور لإصلاح الأضرار و…” تباطأ صوت الرجل العجوز عندما لاحظ أن الطاقم لم يعد يستمع إليه وبدأوا في الخوف والافتتان في عيونهم بشيء خلفه، مع الغضب المشتعل في عينيه استدار ولاحظ أنه لم يتغير شيء.

لم يكن بحاجة إلى الالتفاف لأن حواسه كانت قوية للغاية، فقد امتدت مئات الأقدام حول جسده ولم يلاحظ أي شيء خارج عن المألوف، وكانت الحركة التي قام بها فقط لإظهار مدى استيائه،

“سأقوم بجلدكم جميعًا حتى الموت إذا لم أحصل على سبب مناسب لجرائمكم في مثل هذا الوقت الحرج.”

كان أحد المستكشفين المجيدين هو الذي أشار بيده المرتعشة مباشرة فوق الرجل العجوز، “هناك… هناك طفل يقف على كتفك الأيسر.”

توقف الرجل العجوز وأبطأ تنفسه، لا يزال غاضبًا، نظر إلى كتفيه، ولكن كما توقع لم يكن هناك أحد ولا شيء، نظر إلى الوراء إلى ضباطه الذي يخطط لجعل أحدهم مثالًا، وشعر بقشعريرة في عموده الفقري عندما لاحظ أنه كان وحيدًا.

في اللحظات التي سبقت نظره نحو كتفه ونظره إلى الأسفل، لم تمر سوى ثانية واحدة ومع ذلك فقد اختفى الجميع من حوله… حتى بدون صوت.

في تلك اللحظة سمع حفيفًا خفيفًا، وكأن المعدن يُدفع خارج اللحم، ثم هبت نسمة باردة من حوله، فاستدار ببطء وواجه وجهًا لوجه عيون الشيك المفتوحة الضخمة.

اختفت الجروح المميتة، وعلامات الصواعق الفضية الكبيرة الموجودة على الأرض، ونهض الشيك المفترض أنه ميت. كان وجه امرأة جميلة، خالية من العيوب الظاهرة، مرعبًا.

من المفترض أن الشيك مشوهين، كوارث، لم يكن من المفترض أن يكونوا بهذا الاكتمال.

“إنها جميلة… يا طفلي، ألا تعتقد ذلك؟”

في تلك اللحظة شعر بثقل على كتفيه الأيسر وصوت هادئ مثل صوت طفل لكنه لا يزال يحمل نغمة من العمر المذهل.

رفع عينيه ببطئ نحو زوج من الأقدام الصغيرة التي كانت تقف على كتفه، وعندما تتبع الأقدام النحيلة، التقى برؤية صبي عارٍ ربما يبلغ من العمر عشر سنوات، وكان حبل ولادته لا يزال معلقًا من سرته ملفوفًا حول خصره.

لقد جف فم المستكشف العجوز، لكن غريزة الحرب التي استمرت قرابة قرنين من الزمان جعلته يتحرك حتى قبل أن يتصالح تفكيره الواعي مع ما كان يراه.

انفجرت هالته من جسده لكنه شعر بقشعريرة حول حلقه وشيء رطب يتدفق إلى صدره.

الترجمة : كوكبة