السجل البدائي - الفصل 1035

الفصل 1035: الكمين

ربما كان روان يفتقر إلى هالة الصعود الزرقاء، لكن ما لم ينقصه هو الحيوية، وبالتالي الجوهر. جميع أجساد الشيك الساقطين والصغار الذين ابتلعهم الشيك المتحول منحته حيوية هائلة، لدرجة أنه لو أراد، لكان بإمكانه جعل هذا الجسد البشري طوله خمسين قدمًا على الأقل.

ومع ذلك، سيكون هذا استخدامًا محدودًا لهذه الكمية من القوة، فهو يمتلك بالفعل درعًا لحميًا وكان هناك درع آخر عديم الفائدة، ويفضل أن يكون التكتيكي في سلسلة الصراعات القادمة.

كان روان فانيا، لكنه لم يكن عاجزًا. صحيح أن الشيك كان قويًا وهو الآن سلاحه الرئيسي، لكنه كان أشد فتكًا بفضل عقله.

إن السفينة التي هاجمت موقعًا خاطئًا لم تكن مصادفة، فقد جعل روان وجوده مستحيلًا تقريبًا، وعندما طوى الشيك جسده، اختفت أي علامة على الحياة.

كان الشيك في الأصل مخلوقات كارثة ضعيفة، لكن قدرتهم على أكل الموت منحتهم خصائص فريدة معينة، وأي علامة على الحياة لديهم كانت غير قابلة للكشف تقريبًا إذا لم يكونوا في حركة، وفي ظل الدخان الأخضر، بدا الأمر وكأنه مبنى. لخداع هذه الدفعة الأولى من الأعداء، ما فعله روان هو أنه صنع مئات الأجساد ومنحهم جميع خصائص الحياة، وتركهم متجمعين في مواقع معينة، وكان كل هذا بمثابة إلهاء. لقد اعتاد على أداء العديد من المهام في وقت واحد كعقل خلية، وعندما كان يقضي ساعات في فك رموز أسرار منشور النقل الآني، كان هدف الجزء الآخر من عقله هو صنع هذا الإلهاء، وكانت أجزاء أخرى تركز على مهام أخرى ضرورية للمعركة القادمة.

دوى انفجار آخر عندما استهدفت السفينة المجموعة الثانية من الكائنات الحية التي زرعها في منطقة عشوائية أخرى. بدأ الدخان الذي تناثر بفعل وجود السفينة يغطى المساحات المفتوحة مرة أخرى، وبينما كان يفعل ذلك، تبعه عن كثب شكل الشيك الضخم المختبئ بداخله، ملاحقًا السفينة في الأعلى.

تعرّف روان على هذه السفينة من ذكريات المستكشفين. لقد طوّر سكان نجم الهلاك سفنهم الحربية وقدراتهم على النقل إلى مستوى عالٍ، وأصبحوا قادرين على منافسة بعضٍ من أفضل السفن الحربية التي صادفها روان في الواقع خارج هذا العالم.

إن انتشار الطبيعة الغريبة للهالة في هذا العالم أدى إلى ظهور كنوز وموارد خاصة يمكن استخدامها لإنشاء أسلحة ومركبات قوية.

كانت هذه السفينة الحربية فرقاطة من فئة فالكون، قادرة على استيعاب ما بين عشرة إلى مئة فرد من الطاقم. كانت السفينة مثلثة الشكل وأنيقة كشفرة رمح. ورغم أنها كانت سفينة شائعة الاستخدام، إلا أن وظائفها كانت من بين الأفضل، ولم تتغير خصائصها تقريبًا منذ دخولها الخدمة قبل نحو نصف مليون عام.

عادةً، لم يكن المستكشفون الذين استخدموا هذه السفن أقوياء جدًا، وكان أعلى مستوى منهم يصل إلى الرتبة الأسطورية، وهو عادةً قائد الفرقاطة. ولاجتياز القارات اللامتناهية تقريبًا في هذه المملكة، كانت هذه السفينة هي الأقل استخدامًا.

لقد ترك روان سبعة عوامل تشتيت حوله، ومن بين انبعاثات القوة التي أصدروها، كان الأقوى في المرتبة البطولية، وبالنسبة للسفينة التي بقيت في الأعلى وأطلقت قوى المرتبة البطولية، فقد وجدتهم يشكلون تهديدًا إلى حد ما، أو ربما كانوا يتراجعون لتقييم الفخاخ، ولكن مهما كان السبب لديهم، فقد أعطى روان بالفعل الأمر للشيم بالهجوم.

كانت السفينة الحربية على بعد ألف قدم فقط من القوس إلى المؤخرة، تحوم على بعد أربعة عشر ألف قدم فقط من الأرض، وهي مسافة آمنة من المفترض ضد أي تهديد في الأسفل، مع العلم أن المستكشفين الوحيدين الذين يمكنهم الطيران دون عناء كانوا في الرتبة السامية ثم من المرجح أنهم آمنون، قفز الشيك نحو السفينة، كان جسده غير واضخ في الضباب، لكن شيئًا بحجمه وكتلته يتحرك بهذه السرعة لا يمكن إخفاؤه.

انطلق الصاروخ من الأرض، وكان الصوت أشبه بزلزال، بل إن الأرض قد تصدعت لمئات الأقدام. استدارت المدافع الضخمة في الفرقاطة نحو الجسم الضخم المندفع نحوها، وأطلقت حمولاتها بسرعة.

سلسلة من الطلقات المتفرقة مثل الصواعق ضربت الشيك عندما بدأت السفينة في محاولة القيام بمناورات مراوغة، لكن الطلقة تناثرت دون ضرر على درع الكارثة، وبدا أن الأسلحة القائمة على الطاقة ليس لها تأثير يذكر على الكارثة، وحتى عندما انسحبت السفينة، لم يأخذوا في الاعتبار إلى أي مدى يمكن أن تمتد أطراف الشيك.

قفز الشيك وطوى أطرافه، وحول نفسه إلى كرة من الدروع، وعندما بدا وكأن السفينة نجحت في تفادي الصاروخ الذي يبلغ وزنه 40 ألف طن، انفجرت أطراف الشيك إلى الخارج، واصطدمت اثني عشر منها بجانب السفينة، مما أدى إلى تمزيق خطوط حمراء طويلة عبر بنيتها التحتية.

لقد أصيب اثنان من أطرافه بقطع في المحرك وانفجر شيء ما في الداخل، أصدر محرك السفينة الحربية صرخة عالية مثل غراب يحتضر بينما كان يميل إلى الجانب وينفث الدخان والشرر الكهربائي، وقد انقلب عدة مرات في الهواء قبل أن يصطدم بالأرض وارتد، تاركًا أجزاء محطمة منه في الأرض، وسحبه زخمه لمئات الأقدام قبل أن يتوقف أخيرًا.

استدار الشيك في الجو بعد كمينه الناجح، ورغم أنه لم يكن قادراً على الطيران، إلا أنه بدأ يحرك أطرافه كأنه يركض في الهواء، وحين ارتطم بالأرض لم يتوقف لحظة واحدة حتى انطلق جسده في الحركة، قاطعاً بضعة آلاف من الأقدام التي تفصله عن السفينة الساقطة في ثانية واحدة بالكاد.

حتى عندما وصل إلى السفينة لم تتوقف حركته، وتراجع برأسه واستخدم ظهره المدرع لضرب السفينة، مما أدى إلى سحق جانب السفينة مثل علبة صفيح تحت سندان، قبل أن تبدأ العشرات من الأرجل التي تحمل مخالب حمراء متوهجة في تمزيق السفينة.

سرعان ما بدأت الصرخات تتعالى من داخل السفينة عندما أمسكت مخالب الشيك بالمستكشفين التعساء داخلها. كان جسد الشيك لا يزال مختبئًا في دخان أخضر كثيف، ولم يرَ من كانوا داخلها سوى مخالب حمراء ضخمة متوهجة تُمزّق سفينتهم وتقتل أي مستكشف تعيس يلمسه على الفور.

كانت أطراف الشيك ماهرة للغاية، وكانت تمسك بواحدة جانباً مثل عمود بينما كانت الأطراف الأخرى تسحب الجثث وتطعنها على ذلك الطرف الوحيد، وفي بضع ثوانٍ، كان هناك أكثر من ثلاثين مستكشفاً قد طعنوا على الطرف، وعاش بعض الأقوى منهم لبضع ثوانٍ قبل أن يحطم الحمض المحشو بطاقة الموت كل ذرة من الحياة في أجسادهم.

كان الشيك قد قام بتطهير جزء من السفينة بالكامل وكان على وشك الحفر بشكل أعمق عندما تجاوز سهم فضي كبير يبلغ طوله أكثر من مائة قدم مخالبه وثقبه بشكل لا يخطئ في اتجاه جبهته.

اصطدمت العشرات من أطراف الشيك العملاقة بالسهم الفضي وحولته حتى اخترق الدرع السميك في ظهره، لكنه توقف بعد اختراقه بضعة أقدام.

ثلاثة أشخاص يرتدون دروعًا متوهجة لامعة ويحملون هالبيردات متلألئة بتوهج برتقالي حيوي خرجوا من السفينة المدمرة ونظروا إلى الشكل الضخم للشيك المختبئ في الظلام، وهاجموا بصمت.

الترجمة : كوكبة