السجل البدائي - الفصل 1028

الفصل 1028: الحرق حتى الأساسات

إذا كان الدرع في السابق مثل لحاء الشجرة، فهو الآن من التيتانيوم.

لقد كان من الجيد أن يكون لدى العملاق شيك روان بداخله والذي يمكنه معالجة كل الطاقة التي يحتاجها، وقبل فترة طويلة أصبح درعه سميكًا إلى الحد الذي يمكنه من التحرك بمقدار بوصة واحدة قبل أن يتم قمعه مرة أخرى، لكن تلك البوصة المفردة كانت تقدمًا مرعبًا، في هذه المرحلة كان الوزن فوق المخلوق قد تسبب في تشقق الجبل.

لقد استهلك عملاق الشيك بلا انقطاع حتى وصل إلى عتبة، وشعر روان بنبض الطاقة يتجمع في جميع أنحاء جسد المخلوق، من نمط حركته، يجب أن تتجه هذه الطاقة نحو رأسه، لكن روان عاش لفترة طويلة داخل هذه الكارثة وفهم كل فسيولوجيته، لذلك لم يكن من الصعب تحويل هذا التيار من الطاقة نحو نفسه.

إذا كانت خططه المستقبلية ستنجح، فإنه يحتاج إلى بقاء هذا المخلوق على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة، وعلى الرغم من أنه لا يستطيع التدخل في تطوره بشكل متهور للغاية، فإنه يستطيع إجراء تغييرات طفيفة من شأنها أن تخلق تأثيرًا مركبًا يتفوق على العديد من التغييرات الطفيفة التي أدخلها عند النظر إليها ككل.

من ما فهمه عن الشيك، وفي هذه المرحلة كان يفهم كل شيء تقريبًا، كان أكبر نقاط ضعفهم هي رؤوسهم، ولو سمح لمسار التطور الطبيعي أن يستمر في هذا الشيك العملاق، لكان قد صنع مركز قوته في رأسه دون تفكير من أجل تقليل ضعف ذلك العضو المعين، لكن هذا سيكون مضيعة للموارد، ولن يختار روان أبدًا السماح بمثل هذا العرض الواضح للضعف. كان روان الذي كان ينمو طوال هذا الوقت، الآن في شكل طفل يبلغ من العمر عامين، بشعر أحمر لامع وبشرة خضراء. كان يجلس متربعًا في وسط بطن الشيك العملاق عندما استقرت كرة الطاقة التي تدل على تطور الشيك العملاق والتقطها.

لقد كافحت كرة الطاقة التي تشبه الضباب الأحمر والمليئة بهالة كثيفة من الموت قليلاً قبل أن تستقر وتكشف كل أسرارها لروان، فقد احتوت على جميع المسارات التطورية للشيخ، وبالنسبة للشيخ، فقد تبين أنها قصيرة لأن تطورها انتهى عند الرتبة البطولية.

“حسنًا، هذا لن ينجح… على الإطلاق”

تمتم روان وبدأ في تعديل كرة الطاقة، وأظهر خيوطًا صغيرة أدخلها في كرة الطاقة، تقلصت بعد فترة وجيزة، لكنه أعاد إنشاءها باستمرار.

لم يكن بإمكانه فعل الكثير دون أن يتعلم المزيد عن الكوارث، لكن ما كان بإمكانه فعله هو تمزيق نهايات التسلسل الذي يحكم تطور الشيك، والتوقف عند رتبة البطولة كان بلا فائدة بالنسبة لروان.

لكي يتمكن من الوصول إلى مساحته العقلية والبدء في إظهار دوائره العليا، كان يحتاج إلى أن يصبح هذا الجسد خالداً.

كان روان ينوي الوصول إلى مرتبة الخلود مع هذا الوحش ليس في قرون ولكن في إطار زمني أقصر بكثير، عام على الأقل وسنتان على الأكثر.

بعد أن عدّل روان كرة الطاقة أكثر، عبس في تركيز وهو يتعمق أكثر. إذا وصل الوحش إلى نهاية رتبة البطولة مع وجود مثل هذه الفجوة في مساره التطوري، فسيموت موتًا مأساويًا، إذ سيسعى جسده للتطور دون أي اتجاه يتبعه.

مع وجود روان بداخله، لن يواجه أي مشكلة، لأنه كان ينوي شقّ الطريق لهذا الوحش من هذه الرتبة فصاعدًا. أي شيء يأتي بعد رتبة البطل سيبنيه من الصفر.

وبعد الانتهاء من ذلك، بدأ روان في تعديل القدرات التي كان من المفترض أن يكتسبها الشيك في الرتبة البطولية.

سيكتسب الشيك العادي زيادةً طفيفةً في درعه وحجمه، ويكتسب القدرة على إخراج لعابٍ حامضيٍّ قوي. كما ستنخفض معدته بشكلٍ مفاجئ، ربما لتقليل الضرر الذي يلحق به من الحيوية المُولَّدة من معدته. لكن روان سرعان ما ألغى هذه القدرة.

لم يكن بإمكان روان أن يفعل الكثير لتغيير حالة البقية، لكن ما كان بإمكانه فعله هو دفعهم إلى ارتفاعات سخيفة.

لم يكن الأمر أنه لا يستطيع إعطاء الشيك المزيد من القدرات، ولكن إذا قام بتغيير قدرات الشيك بشكل مفرط، فقد يلفت ذلك انتباه إرادة العالم بسهولة، وزيارة أخرى من الوحش المضطرب، لذلك فهو لن يغير القدرات، بل سيعززها فقط.

من ذلك الارتفاع المذهل الذي اعتادت إرادة العالم أن تنظر به إلى الأرض، وخاصةً إذا كانت مكسورة كأرض هذا العالم، فإن هذا التغيير لن يكون ولو مجرد ومضة على رادارها. النملة الأكبر حجمًا هي مجرد نملة، ولكن إذا نبتت لها أجنحة نسر، فسيكون ذلك أمرًا يلفت انتباهها.

كان الشيك ذو الرتبة البطولية ينمو ليصبح حجمه خمسة أضعاف حجم الشيك المستنير على الأكثر، مع قوة متناسبة في درعه. أما الشيك العملاق، الذي لم يكن بعدُ بطلاً من الرتبة البطولية، فقد كان أكبر بأربع مرات، ودرعه أقوى بأكثر من عشرين ضعفًا من الشيك المستنير العادي.

لم يكن هناك مجال لتجاهل روان لهذه الميزة. بدفعه انزلاقًا ذهنيًا إلى أقصى حد، بل وتجاوزه قليلًا، دفع روان درع الشيك وحجمه إلى ما يتجاوز حدودهما الطبيعية.

ابتسم عند هذا التغيير وركز على القدرة الأخيرة، والتي كانت شيئًا كان على روان أن يضع الكثير من تركيزه عليه.

وبما أنها القدرة الهجومية الحقيقية الوحيدة التي يمتلكها الشيك، فقد احتاجت إلى المزيد من اهتمامه لأنه كان ينوي دفع هذه القدرة إلى حدود هذا العالم.

مع مراجعة فسيولوجيته وأسلوب القتال، تجاهل روان إنشاء عضو هذه القدرة بالقرب من فم هذا المخلوق، بدلاً من ذلك، نقلهم جميعًا إلى ساقيه… كل الثلاثين منهم.

كان الحمض الذي يُخرجه الشيك قويًا، وقادرًا على إذابة الفولاذ بسهولة، لكن روان وجده عديم الفائدة تقريبًا. قد يكون مفيدًا في الرتب الدنيا، لكن في نظر روان، الذي يراقب العالم من علوٍّ يفوق حتى الخالدين، لن تُجدي هذه القدرة نفعًا.

بدأ بتوجيه قدرة المعدة على التلاعب بالموت، وترك مساراتٍ إلى جميع الأرجل الثلاثين. الآن، يمتلك الحمض طاقة الموت، مُكوّنًا مزيجًا قويًا لا يُحصى حجمه، ومع ازدياد قوة الشيك في المستقبل، سيزداد تأثيره التدميري حتى تصبح كل ساقٍ يمتلكها منجلًا للحاصد.

كان التغيير الأخير الذي أجراه هو إنشاء قدرة نمو محسنة في هذا الوحش من شأنها أن تعزز نموه بشكل أكبر ولكنها تضع المزيد من التركيز على دماغه.

كانت الغرائز كلها جيدة وحسنة، لكن روان كان يقدر الذكاء، وهذا الكارثة لن يكون غبيًا.

بعد أن انتهى من كل هذا، ترك كرة الطاقة وتركها تغوص في لحم الكارثة. في البداية، ساد الصمت بينما استمر الشيك في الأكل، ثم تجمد قبل أن يُطلق صرخة غريبة اخترقت الكومة التي تغطيه. ابتسم روان قائلًا: “ستحتاج إلى مساعدة يا أيها الفتى صغير”. مدّ يده، فاندفعت خيوط طويلة من الديدان الطفيلية من فم الشيك المفتوح، وغاصت في لحم من حوله، وسحبتهم إلى معدته، وتولى روان أمر الهضم.

“اكبر وكن قويًا، لأنك ستحرق هذا العالم حتى أساساته من أجلي.”

الترجمة : كوكبة