السجل البدائي - الفصل 1027

الفصل 1027: إعادة تشكيل الدروع

لقد وصلت النهاية حتمًا للكارثة الذي قاتل ضد كل أقاربه وحده.

كان وحش شيك العملاق على حافة الموت. سحقت اثني عشر من أطرافه بالفعل، بينما تشوهت الأخرى. لم يمضِ وقت طويل قبل أن يتحول إلى عجينة، لكنه لم يستسلم، بل بدأ يُفعّل سمة لم يفهمها، لكنها ظهرت فيه بشكل غامض قبل بضعة أشهر: بدأ يتغذى.

لقد ترسخت غريزة التغذية بداخله بعد عامين من النمو والجوع غير المقيد، وفي نهاية حبله، اتجه إلى هذه الغريزة الجديدة.

لم تكن هناك مشكلة في اصطياد الفريسة في ذلك الوقت، فقد كانت تُغرقه الجثث، ما كان عليه سوى فتح فمه، فيمتلئ بالدم والعظام واللحم. لم يكن الصراع ليبدأ إلا عندما أراد فتح فمه، لكن الضغط الهائل حل هذه المشكلة للشيك العملاق، إذ سُحق وجهه، وسحق فكيه، وفتح له منفذًا مفتوحًا إلى حلقه، وبالتالي إلى معدته.

كانت معدته شبه ممتلئة، لكن دون تدخل روان، تباطأت عملية هضمه، التي كانت جنونية في السابق، إلى حد كبير. مهما بلغت كمية طاقات الموت التي يمكنه اكتسابها من الأجساد داخل معدته، فإنها كانت عديمة الفائدة عندما تُنتج كمية مماثلة تقريبًا من الحيوية كنفايات.

لن يمر وقت طويل قبل أن يغرق في الطعام ثم يتم سحقه مؤقتًا في العدم.

إن الشيك الذين نجوا من هذه المذبحة سوف يزدهرون حيث ستقل المنافسة في الحوض وربما في المستقبل سوف يولد الشيك من الدرجة البطولية.

كان غضب روان من ضعفه الحالي ساحقًا بعض الشيء، وشاهد في ملل خامل هذا الشيك الصامت وهو على وشك الموت، لقد كان يتلقى أرواحًا من الكوارث المحتضرة ولكن بدون الوصول إلى مساحته العقلية الحقيقية، لم يستطع فعل أي شيء بها.

خطرت له فكرة وهو يشاهد الشيك المحتضر، فعقد حاجبيه متأملاً في صحتها. بعد برهة، أدرك أنه رغم صعوبة الأمر، إلا أنه لا يزال ممكناً، لكنه يحتاج أولاً إلى فهم شخصية الشيك. فليس كل مخلوق قادر على تحمل وطأة القوة.

بينما كان يأخذ وقته لمراقبة العملاق الشيك المحتضر، لاحظ أنه على الرغم من أنه كان يفعل كل شيء بالغريزة، لم يكن هناك إنكار للفخر في عظام هذا المخلوق، فقد رفض الاستسلام حتى على حافة الموت، وعلى الرغم من أن احتمالات بقائه على قيد الحياة كانت ضئيلة، إلا أنه لم يتوقف عن عمله بلا هوادة.

كان هذا كافيًا لروان، فلم يُرِدْ أيَّ صفةٍ أخرى من هذا المخلوق، وكان يتقبل الكبرياء والمثابرة. فالكبرياء يضمن عدم خضوعه بسهولةٍ لضغطٍ من…

كائنات أعلى والقدرة على التعامل مع ضغط أن تصبح قويًا والمخاطر التي قد تترتب على ذلك.

تنهد روان واستنشق كل الطاقة الحيوية التي تُنتج بعنف في معدة المخلوق، وفي هذه العملية، أُطلقت العنان لطاقة الموت الكثيفة لتتسرب إلى جسد العملاق شيك. ازداد جسد الكارثة برودةً مع غمره بطاقة الموت، وأصبح من الممكن رؤية ظلال خافتة تخرج من المعدة قبل أن تتسرب إلى كل جزء من جسد العملاق شيك.

مع تدفق طاقة الموت، اختفى كل الطعام الذي تناوله. كان روان معالجًا نقيًا للطاقة لدرجة أن العملاق شيك لم يحتج إلى بصق أي بقايا طعام، تاركًا معدته في حالة دائمة من الفراغ والجوع.

مع موجة الطاقة الجديدة، بدأ جسد الشيك العملاق يواصل عملية تطوره. لم يكن معروفًا إن كان سيكون الأول من نوعه الذي يتخطى مرتبة المستنيرين، لكن وصوله إلى المستوى البطولي كان معجزة بين أمثاله.

سمحت موجة طاقة الموت لجروح العملاق الشيك بالبدء في الشفاء وبدأ درعه يزداد سمكًا، وفتح فمه ودخل المزيد من الطعام إلى معدته، وحارب الشيك شفاءه، لأنه أراد المزيد من الطعام لدخول معدته.

استنزف روان حيوية الجثث الواردة حالما بدأت عملية الهضم، وأكل الشيك طاقة الموت. دخل تكافلهما مرحلة جديدة وتسارع، لكن روان سرعان ما عبس عندما أدرك أن هذه العملية لا تزال بطيئة جدًا بالنسبة لما كان ينوي فعله.

كان لا يزال غير راغب في إظهار وجوده علانية، ومع ذلك كان يعلم أنه أضاع الكثير من الوقت عندما مات في المرتين، لم يكن يعلم لكنه كان يشتبه في أن الوقت الذي مر سيصدمه.

كان روان بحاجة إلى طريقة لخداع إرادة هذا العالم، وإذا كان قد تعلم أي شيء من المرتين الأخيرتين اللتين قُتل فيهما، فهو أن مسار الكوارث كان أفضل طريقة يمكنه استخدامها للبقاء تحت الرادار، لأنهم كانوا الفائز الحالي في الحرب الأبدية والأطفال المفضلين لإرادة العالم.

ومع ذلك، لكي يخدع إرادة العالم يجب على روان أن يكون قوياً أيضاً بينما لا يلفت الانتباه إلى نفسه.

لم تكن ذكرياته كما كانت، لكن روان كان يعلم أنه قد صنع مسارًا جديدًا للقوة في هذا العالم من خلال الجمع بين الصعود والكوارث، وعلى الرغم من أنه كان على استعداد لاستكشاف هذا المسار، إلا أنه كان بحاجة إلى دستور أكثر صلابة للقيام بذلك.

كانت خطة تُرسم في ذهنه، وكان جزءٌ بسيطٌ من تركيزه منصبًّا على استهلاك حيوية الشيك العملاق. لم يعد روان راغبًا في تقييد نموه، فبدأ بتوجيه هذه الحيوية نحو إعادة بناء جسده وتنميته.

إن مساحته العقلية الهشة تعني أنه سيحتاج إلى البدء في السير على طريق القوة لتعزيزها، وسوف يتعين على هذه القوة أن تتبع مسارات هذا العالم، على الأقل على السطح، ولم يعد ينوي القيام بذلك بمفرده.

وبما أن الوقت لم يعد له معنى كبير بالنسبة له، فقد غرق روان في حالة شبه واعية بينما كان يراقب تقدم العملاق شيك.

لم يعد على حافة الموت. لم يخفّ وزن جسده رغم استهلاكه للأجساد المحيطة، مهما أكل، لا يزال آلاف الشيشان يسحقونه، لكن شفاؤه حافظ على توازن ثابت بين تدميره وإعادة بنائه.

ولكن ببطئ ولكن بثبات بدأ هذا يتغير وبدأت الميزة تتحول نحو العملاق شيك.

بغض النظر عن مقدار الضرر الذي تلقاه العملاق شيك من الوزن على جسده، فإن التسريب المستمر لطاقات الموت شفاه، ومع استمرار تطوره إلى مرتبة أعلى دون عوائق، بدأ درعه يزداد سمكًا، حيث كان الضغط الممارس عليه بمثابة نوع من البوتقة.

درعه الذي لم يكن من المفترض أن يتطور إلى مثل هذه الحالة عند ترقيته إلى رتبة البطولة تلقى دفعة كبيرة من هذا الضغط الشديد، وبما أن حجمه كان من المفترض أن ينمو أكبر مع الارتفاع كان يخنقه الوزن عليه، أصبح رفع الشيك أكثر صعوبة وتزايدت الموارد التي يحتاجها.

مثل المعدن الذي يتم إعادة صياغته مرارًا وتكرارًا، استمر درع شيك العملاق في التعزيز لمقاومة الوزن.

الترجمة : كوكبة