السجل البدائي - الفصل 1022
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1022: اختراق الظلام
مع حواسه المحاصرة داخل هذا الجسد البشري، لم يتمكن روان من التأكد حقًا مما كان يحدث في الخارج، لكنه لم يكن يركز على معرفة ما كان يحدث في الخارج، لأنه كان لديه أخيرًا الوقت للتنفس دون خوف من أن يُسحق في الثانية التالية.
مع أنه كان في بطن وحش، إلا أن هذا كان أقل خطر واجهه منذ استيقاظه. لم يكن قد خرج من الغابة بعد، فالموت على عتبة بابه، وما منعه من ذلك بابٌ واهٍ بقفل مكسور، لا تكسره إلا نسمة خفيفة.
أغمض روان عينيه وحاول أن يغلق عينيه عن العالم. حاول ألا يفكر في أن لديه فرصة أخرى للحياة.
لا ينبغي أن يكون حيًا. السلاح الذي قتله كان سلاحًا بدائيًا، ومع أن روان شكّ في أن طبيعة روحه الفريدة ربما أبقت جزءًا منه حيًا، إلا أن السبب الوحيد الذي تخيّل نجاته هو أن قاتله لم يستطع التحكم بهذا السلاح بفعالية.
لقد تمكن هذا المخلوق المجنون بطريقة ما من الحصول على سلاح بدائي، لكنه استخدم أحد أقوى الأسلحة الموجودة كرمح مجيد؛ ولم يقم حتى بتفعيل أي من قواه.
ربما كان يعتقد أن روان لا يستحق مثل هذه الاعتبارات، أو كما اشتبه، فإن هذا المخلوق هو إرادة العالم، لكن وعيه قد تحطم إلى قطع كثيرة، وإذا كان في قوته الكاملة، مساويًا لكيان ثماني الأبعاد، فسيكون قادرًا على سحق الرجل العجوز سِيد مثل حشرة.
على الرغم من أن روان فهم هذا الأمر بوضوح، إلا أن جزءًا منه كان لا يزال منزعجًا من قتله بهذه الطريقة.
كان الأمر أشبه باستخدام صاروخ نووي كمطرقة لقتل نملة. صحيح أن النملة ستُسحق إربًا إربًا، لكن التأثير كان مختلفًا تمامًا عن تفجير القنبلة النووية مباشرةً على النملة.
باستخدام سلاح بدائي، كان ينبغي أن يكون قادرًا على توجيه كل ذرة من القوة والحرارة والإشعاع على تلك النملة الوحيدة، وبغض النظر عن مدى قوة النملة، فلن يتبقى منها شيء، لكن عمل هذه الإرادة المجنونة ترك آثارًا لروان في الواقع، وكان ذلك كافيًا لإعادته من الموت.
‘لم يكن كافيا… شيئا ما… اتصل بي أحدهم مرة أخرى…. من من أطفالي نجا من مصيري؟’.
لم يتمكن من العثور على إجابات في أي مكان سوى داخل نفسه.
كان الوصول إلى وعيه أصعب بكثير مما توقعه روان، فمع وعيه الهائل، بدا جسده كله كأنه مصنوع من مادة الفكر. امتزجت قواه وسلالته بسلاسة في جسده ذي الأبعاد، فكان جسدًا بقدر وعيه.
هذا لم يُسهّل عليه الوصول إلى فضائه الذهني فحسب، بل منحه أيضًا ثباتًا روحيًا جعل إرادته لا تُقهر. لولا هذه الإرادة، لما أمكن لشظايا وعيه المتبقية في الواقع أن تستيقظ. لكانت انجرفت إلى الأبد، وحيدةً، حتى نهاية الزمان.
في هذا الجسد الفاني، كانت قوة وعيه أقل مما كانت عليه عندما دخل نجمة الهلاك. بالكاد أقوى من بشري بالغ.
لكن هذا لم يمنعه من التوغل في ظلمة عقله ليجد فضائه العقلي. قد يكون وعيه ضعيفًا، لكن جودته بعد كل هذا الصقل كانت شديدة الكثافة.
كان جسد روان الضعيف الفاني، على الرغم من ضغطه في وضع غير مريح، لا يزال ينمو أقوى، وكان الأمر كما لو أن كل نفس يأخذه يملأه بالحيوية، لكنه لم يكن يعرف ما إذا كان هذا التأثير يرجع إلى تكوين هذا الجسد أو إذا كان التأثير الذي أحدثه وعيه على الجسد بعد امتلاكه.
لكن هذه العملية كانت بطيئة بشكل لا يصدق، وكانت كافية للحفاظ على شعلة الحياة الهشة بداخله، لكنها لم تستطع أن تمنحه القوة التي يحتاجها في هذا الوقت.
حوله، دوّى صوت هسهسة كأنه أُلقي في حوض زيت ساخن. لا بد أن عملية هضم الوحش قد بدأت، ووقته ينفد.
أبعد هذه الفكرة عن ذهنه، وانغمس في أعماق نفسه. أولًا، عزل جميع طبقات جسده السطحية.
الرئتين الصغيرتين اللتين كانتا تسحبان بهدوء آخر كمية من الهواء التي بقيت داخل هذه الكرة من الجثث، والقلب الضعيف الذي كان يكافح من أجل النبض، والضلعين المكسورين، والأصابع الثلاثة المخلوعة في اليد اليمنى والإبهام المنحني في اليد اليسرى، والعينين المليئتين بالقيح الأصفر وعشرات الطفيليات الصغيرة الشبيهة بالديدان تسبح فيهما، وعشرات الأمراض الأخرى، من الأمراض والطفيليات والصدمات الجسدية التي من شأنها أن تقتل شخصًا بالغًا سليمًا…
اعترف روان بكل هذه الأجزاء من جسده ودفعها جانبًا، وذهب إلى أعماق نفسه ولكنه لا يزال يحتفظ بكل هذه الطبقة السطحية من جسده في جزء من وعيه.
كان الأمر صعبًا، لكن الشيء الوحيد الذي لم يُحرم منه رغم ضعف وعيه هو العزيمة التي تولدت من تحدي المستحيل مرارًا وتكرارًا. لم تكن هذه المهمة مستحيلة، بل صعبة فحسب، وككل صعوبة واجهها في الماضي، لم تُكسره. لا شيء يستطيع ذلك.
في إدراكه الهشّ الذي تعمق في وعيه، أظلم كل شيء، ولم يتوقف، بل اندفع في الظلام، كان يغوص في اللاوعي لهذا الجسد، كان فارغًا، كطفل رضيع، لا شيء بداخله، لا خبرة مُتراكمة. كان هذا الطفل مُقدّرًا له الفناء، لكن وعيه أعاده إلى الحياة، كتابًا فارغًا.
هذا جعل الأمر أسهل على روان أن يوجه لكمة إلى الظلام، مع وعيه الضعيف والوقت المحدود الذي كان لديه للعمل به، لو كان هذا الطفل يبلغ من العمر بضعة أشهر فقط، لما كان الأمر بهذه السهولة.
بصوتٍ مسموعٍ جعل الدم يسيل من أنفه وعينيه وأذنيه، شقّ طريقه عبر الظلام. كان جزءٌ من دماغه متضررًا، لكن لم يكن لديه ما يحتاجه بشكلٍ حرج، فحاسة التذوق والقدرة على لمس جزءٍ من أصابع قدميه كانتا من أجزاء جسده التي كان في غنىً عنها في تلك اللحظة.
وراء الظلام، رأى روان نورًا. كانت وخزات صغيرة منه تمر بسرعة هائلة، لكن في هذا المكان، لم يكن للسرعة والمسافة أي معنى، واستطاع بسهولة تتبع مسارات الضوء، ورغم أنها بدت فوضوية، إلا أن هناك نمطًا عامًا هنا يكشف عن النظام داخل الفوضى.
كان هذا فضاءً عقليًا ناشئًا، كان لجميع الكائنات الواعية والعاقلة في الخليقة واحد، ولكن عادةً ما كانوا بحاجة إلى السير على درب القوة للوصول إليه. بفضل خبرته في بلوغ الدوائر العليا، تمكن روان من الوصول إلى هذا المكان باستخدام وعيه الضعيف.
تنهد روان، كان الوصول إلى هذا المكان مجرد الخطوة الأولى، كانت هذه العملية الكلية غير مهمة، ومنع تنمية القوة كان من المستحيل تحقيق هذا المكان، لكن روان لم يكن بحاجة إلى اتخاذ هذا الطريق عندما كان بإمكانه فقط تشكيل هذه المساحة التنفيذية بوعيه.
المشكلة الوحيدة هي أنه مع ضعف وعيه، سيستغرق الأمر منه عامًا على الأقل، لكن لم يكن لديه ساعة قبل أن يُقتل داخل معدة هذا الوحش، وغريزيًا كان يعلم أنه إذا مات هذه المرة، فستكون هذه هي المرة الأخيرة.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.