السجل البدائي - الفصل 1021

الفصل 1021: دائرة الحياة

لم يستطع روان تذكر آخر مرة شعر فيها بهذا الضعف، حتى عندما تجسد في جسد طفل في تريون. كان يكره هذا الضعف، لكنه اعتاد عليه من جديد. لقد فعل هذا العالم أكثر من كافٍ لإظهار ضعفه له مرارًا وتكرارًا.

“والآن، أين أنا؟”

شعر وكأن جسده بالكامل مضغوط في كيس بارد ومتحلل مليء بالسوائل التي تحتوي على اليرقات والحشرات الأخرى التي تزحف وتزحف.

اختنق عندما امتلأ فمه وأنفه، لكن قوته الإرادية الخارقة للطبيعة كبحت اشمئزازه، لقد لمس ما هو أسوأ وشعر بما هو أسوأ، لكن هذا الجسد الذي كان فيه الآن أصبح فانيًا بوضوح، وإذا لم يهرب من القفص الذي احتجزه، فسوف يغرق في ما بدا وكأنه هراء.

لقد مات بطرقٍ غير متوقعة منذ دخوله دوم ستار، لكن الغرق في القاذورات لم يكن ما أراد إضافته إلى سجله. شق روان طريقه بصعوبة بالغة، وبدا جسده الجديد هشًا وضعيفًا للغاية، ونطاق حركته محدود للغاية، لكن عينيه كانتا مغمضتين، ولم يستطع رؤية جسده أو ما يحيط به.

مهما كان ما يدفع من خلاله إما أن يكون لينًا، أو متحللًا على نطاق واسع بناءً على الرائحة التي يشعر بها، أو أنه قلل من تقدير قوته لأنه شق طريقه من خلاله في وقت قصير، وكان يلهث عندما دخل الهواء رئتيه، وهذا أثار رغبته في التقيؤ.

غرائزه التي وُلدت من سنوات طويلة من القتال وتحمل المخاطر أسكتت الأصوات التي أرادت الخروج من حلقه، بينما كانت معدته ورئتاه الممتلئتان بسائل كريه تجهدان لإخراج محتواهما، لكنه ظل ساكنًا وحلل محيطه، بدءًا من جسده. “سحقا!”

كان سبب ضعفه بسيطًا، روان كان جنينًا. جنينًا خرج لتوه من رحم أمه الميتة. وبسبب حجمه، لم يكن من المفترض أن يكتمل نموه.

هز روان كتفيه وفتح فمه، تاركًا الوحل يسيل منه وهو يضغط على بطنه الكبير بذراعيه الممتلئتين. لم يكن قادرًا على إصدار أي أصوات عالية، فكان عليه أن يتحلى بالصبر، وكان بحاجة للتنفس، لكن أي صوت عالٍ كان سيجذب الوحش فوقه.

لم يحتج إلى النظر إلى أعلى ليشعر بالضغط وهو يتحرك. في البداية، ظن أنه وحش واحد، لكن مع تكيف حواسه، بدأ يسمع أصواتًا أخرى قريبة. دلك روان معدته، دافعًا آخر ما ابتلعه من سائل كريه الرائحة، بينما بدأ يستخرج تفاصيل ما يحيط به. سحقت والدته المتوفاة النصف العلوي من جسدها، وسحقت النصف السفلي قليلاً، وكان من الممكن أن تُسحق معدتها أيضًا، ووُضعت على كومة من الجثث التي يُقدر عددها بالآلاف.

تمنى لو كان بإمكانه رؤية وجهها، فعودته إلى الحياة كانت بفضل تأثيرها بعد كل شيء.

لم يكن معروفًا كم من الوقت ظلت مستلقية هنا، لكنها كانت تتحلل بالفعل، عندما لمس روان المعدة التي خرج منها زحفًا، كانت لا تزال تحتوي على القليل من الدفء بشكل مدهش.

هل كان من الممكن أن تحتفظ هذه المرأة، حتى في موتها، بشرارة الحياة داخل جسدها لرعاية طفلها الذي لم يولد بعد؟

لاحظ روان أجساد من حوله، وجسده هو، وصنف الطبيعة الغريبة لجسده الحالي وأجسادهم. على الرغم من أنه كان بشريًا، إلا أن بشرته كانت خضراء فاتحة، ممتدة عليها وشوم غريبة متنوعة لم يستطع تحليلها بالكامل بسبب محدودية حركته، بينما كانت الأجساد الأخرى المحيطة بجسده سوداء، ولم يستطع تمييز أي تفاصيل أخرى من جلدها، ولكن ذلك كان بسبب تحللها.

لاحظ أن الجثث التي تحللت بشكل كبير كانت تحمل علامات التهام. كان المنظر قاتمًا، إذ بدت الجثث وكأنها مُضغَطة ومُصَّت منها كل رطوبة قبل التخلص منها.

كانوا ككرات عظام جافة وعضلات بنية ذابلة. كل كرة تحمل خمسين جثة جافة على الأقل، ولم يستطع إحصاء عدد الكرات في بصره، فلا بد أنها ممتدة بعيدًا.

عندما نظر حوله، لاحظ أنه مع حالة مضيفه الميت الآن والذين حوله، فإن هذه الكومة من اللحم سوف تكون قريبًا هي التالية التي سيتم التهامها وبصقها.

يبدو أنني تجاوزت مدة الترحيب. أعتقد أن وقت الرحيل قد حان.

كان روان يدفع نفسه ببطء للخروج من الجسد الميت، وكاد أن يتعثر عندما التف الحبل السري لولادته حول ساقيه.

كان جسده الهش يفتقر إلى الأظافر أو الأسنان، لكن القوة في عضلاته كانت كافية لسحب ما يكفي من القوة لتمزيق نهايات الحبل السري من جسد مضيفه، كان جسدها المتحلل هو أول من أعطى، وحمل ثلاثة أقدام من مشيمته، ربطها روان ببطء حول خصره وبدأ في الزحف ببطء بعيدًا عن الكومة.

كان هذا الفعل غير منسق في الثواني الأولى، لكنه سرعان ما أتقنه. طوال هذا الوقت، كانت الأصوات في الأعلى تتزايد شدتها، حيث كادت موجات الهواء، التي تحمل رائحة تحلل كثيفة، أن تطيح بجسده الصغير، لكن قوته كانت تتزايد ببطء، وكان روان يعلم أن هذه القوة لن تُحدث فرقًا إذا لم يجد ملجأً قبل أن يُلاحَظ.

ومن بين أكوام الموتى، كان هو الشيء الوحيد المتحرك، ورغم صغر حجمه، إلا أنه كان من السهل العثور عليه بالنسبة إلى إدراك الخوارق للطبيعة.

سهّل هذا عليه سلسلة قراراته التالية، فبدلاً من الزحف عبر أكوام الموتى، بدأ يحفر في الجثث. يُحرّك الجثث ببطء إلى الجانب، ويسمح لجسده بالانزلاق بين لحمها المتحلل.

كل هذا بدا مألوفًا جدًا بالنسبة له، لكن في ذلك الوقت في الماضي، كان يحفر طريقه للخروج، لكن هذه المرة، كان يحفر طريقه للدخول.

‘دائرة الحياة، هاهاها…’

لقد كان بالكاد قد وصل إلى أكثر من ثمانية أقدام في كومة الموتى عندما تجمد، وكان الصوت أعلاه قد هدأ، وبالكاد كان لديه الوقت للالتفاف حول أطرافه عندما شعر بضغط غير مقدس يحيط به وجسده والأشخاص المحيطين به مضغوطين وإحساس بالحركة وصل إليه من خلال الضغط وعرف أنه قد تم حمله للتو من الأرض بجانب جثث أخرى.

يجب أن يكون داخل فم الوحش، وهذا يعني… أنه قد يبدأ في المضغ قريبًا.

لم يهتم روان إذا كانت حركته قد تؤدي إلى إثارة الوحش، فبدأ في شق طريقه للخروج من خلال ضغط الأجساد، لكن الأمر كان صعبًا للغاية، ولم تكن قوته المتزايدة كافية للدفع ضد الضغط وبغض النظر عن مقدار كفاحه، بالكاد كان يستطيع تحريك جسده أكثر من بوصة.

“ليس مرة أخرى!”

زاد الضغط وربما كان ذلك بسبب صغر حجم جسده أكثر من الحظ، فقد كان محميًا بين عقدة كثيفة من العظام ونجا من ارتفاع الضغط، ثم ما تلا ذلك كان حركة اهتزازية لطيفة وتوقف مفاجئ.

‘هل أنا في بطن الوحش؟’

الترجمة : كوكبة