السجل البدائي - الفصل 1017
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1017: عرش النجوم
قد يختلف حجم سامي الكوارث الرضيع، ولكن عندما يكون نائمًا، فإن كتلته الكاملة ستكون منتشرة لمئات الأميال، بل وحتى آلاف الأميال.
كان سامي الكارثة، الواقع أسفل قارة الأمل، أكبر حجمًا، وكان ينشط منذ فترة. آخر مرة فتح فيها حواسه للعالم، كانت قد مضت عليها عصور صغيرة، وتجاوزت حدود الأضرار التي لحقت به منذ زمن طويل. عندما اتخذ قرار الاستيقاظ، من حالة سبات عميق إلى استيقاظ، كان ذلك فوريًا.
لم يكن لسامي الكارثة عينان، ومع ذلك كان يرى كل شيء. لم يكن له فم ولا رئتان، لكن صرخات استيقاظه دوّت لآلاف الأميال. تحولت البحار المحيطة لأميال لا تُحصى إلى دم وقيح. كل كائن حي في البحر تحول أو هلك.
تحولت المخلوقات القليلة التي نجت في المحيط إلى وحوش ملتوية، وانفتحت مليار فم وصرخت في إعجاب بصحوة سامي الكارثة.
كانت المعركة بين المستكشفين الصاعدين قد أعادت تشكيل الأرض لآلاف الأميال، وكان هذا في عالم ذي أبعاد أعلى، حيث كانت قوانينه وبنيته أقوى بكثير، في كون عادي، كانت قوة ضرباتهم ستقضي على ألف مجرة.
كان هذا النوع من المعارك في هذه البقعة من العالم نادرًا. نادرًا ما كان الصاعدون يمشون بين القارات السفلى، حتى المستكشفون الساميون لم يكونوا ليأتوا إلى هذه الأماكن. رأى نوح ريثماست الكثير، وكان هذا سبب مجيئه إلى هذا الموقع، والآن أصبح موقع معركة تُغيّر مسار هذا العالم.
جفت البحار لآلاف الأميال، كاشفةً عن قاع المحيط الصخري الذي لم يصله النور لدهور لا تُحصى. من خلال شقوق الأرض، أمكن رؤية جسد سامي الكارثة، وفي لحظة استيقاظه، تحولت السماء إلى اللونين الأحمر والأصفر، وانفجرت الأرض، وتحول البحر المتدفق المحيط إلى طين كثيف عندما تحول إلى دم وقيح.
ربما أثرت الكيانات البعدية على هذا العالم بطريقة مذهلة، لكن سامي الكارثة كان طفل هذا العالم، وصراخه استحضر قوته بأكملها.
لم يكن انفجار الأرض ثورانًا بسيطًا، بل ضاهى تقريبًا كل القوة الناتجة خلال الصدام بين الصاعدين والثعابين. انطلقت مليارات الأطنان من الحمم البركانية والمعادن الأرضية الأخرى من الأرض، ووصل ارتفاعها إلى ما يقرب من مائة وعشرين ميلًا في الهواء. كان الأمر كما لو أن بركانًا بحجم عالم أصغر قد ثار.
قبل لحظات من بدء المعركة، وبينما كانت سفنهم الحربية تحاصر فوهة قارة نيو هوب، لم يتوقع أي من الصاعدين أن تكون هناك مثل هذه التغييرات العظيمة في الأحداث التي تلت ذلك.
من فقدان كل مستكشف معهم إلى انفجار الشحنات الصفرية، والكيانات الثعبانية الغريبة والقوية التي يمكنها معالجة الهالة الفوضوية دون أي هدر، وأخيرًا بلغت ذروتها في صحوة سامي الكارثة، لم يتوقع أحد هنا هذه السلسلة من الأحداث.
كانوا يحومون حول فكي الموت منذ مدة، والصدفة وحدها هي التي أبقتهم على قيد الحياة. على حد علمهم، لم يصلوا حتى إلى الحد الأدنى الذي يُنبّه سامي الكارثة من سباته، ومع هذه الصحوة، أدركوا أن المعجزة التي أبقتهم على قيد الحياة طوال هذا الوقت قد انتهت.
في اللحظة التي انفجرت فيها الأرض، جمعت اليد اليسرى للسامي جميع الصاعدين، وقبضت أصابعها، مُشكّلةً قبضة. كان هذا هو أسلوبها الدفاعي، بينما صمدت السفينة الحربية أمام التموجات العنيفة والحرارة والضغط الناتج عن الانفجار غير المبرر. غطّى الظلام والنار كل شيء، ورغم ذلك الانفجار الكارثي، سُمعت صرخات سامي الكارثة العالية بوضوح.
داخل اليد اليسرى للسامي، كان هناك الآن سبعة من الصاعدين، آخر الصاعدين الذين تم تكليفهم بالعناية بجميع عمليات أحد أهم كنوز مجلس التسعة، والزعيم الحقيقي للرحلة، تحدث بهدوء،
“لقد استيقظ سامي الكارثة، ولن ننجو مما هو آتٍ. كل ما حدث هنا قد أُحيل إلى المجلس. أحسنتم جميعًا.”
توقفت الأرض المتفجرة، حاملة النيران والظلام، فجأة في الهواء كما لو أن الزمن قد توقف، وثم إختفت عندما فتحت عين سامي الكارثة.
لم تصمد اليد اليسرى للسامي لثوانٍ معدودة بعد أن صنع سامي الكارثة عينه، فكما مُحيت الأرض، هلك جميع المستكشفين الصاعدين في لحظة.
لم يعد سامي الكارثة موجودًا على الأرض، بل كانت الأرض المتفجرة نتيجة لمخلوق ذي كتلة جسم يمكن قياسها بالمليارات من الأطنان وما بعدها تم دفعه بعيدًا عن الأرض.
إارتفع إلى السماء ونظر إلى الأسفل، كائن ذو مخالب لا تعد ولا تحصى وظلام يغطي الأرض لآلاف الأميال.
لقد دمرت نظراته العالم، وحوّلت كل شيء إلى لا شيء، ثم صمتت صرخاته وظل سامي الكارثة يحوم وحيدًا في السماء، وتحته لم يكن هناك شيء سوى الظلام.
بفضل قوة إرادة العالم الموجودة داخل سامي الكارثة الشاب، كان إيقاظه أشبه بتحدي العالم نفسه، وكانت صرخات الغضب الخاصة به مماثلة لصرخات العالم.
نظر سامي الكارثة حوله في حيرة بعض الشيء، على الرغم من قدمه، إلا أنه نجا في الغالب باستخدام غريزته، وكان الهجوم هو وسيلة لمحو أي شيء تسبب له في أذى كبير، ووفقًا للذكريات الموجودة في دمه، لا ينبغي لأي شيء أن ينجو من صحوته، لكن الأرض تحته لم تكن فارغة، والألم الذي كان يشعر به داخل نفسه لم ينته، بل كان ينمو.
في الأرض أدناه، لم يكن هناك شيء، ولا حتى مساحة متبقية، مجرد فراغ، لكن الفراغ لم يكن فارغًا، كان هناك نهر ذهبي يتدفق، وفي وسطه وجد مكعب أرجواني.
بدأ النهر الذهبي يرتجف ويفور، ومن ترانيمه الغامضة بدأ ينبثق. أدرك سامي الكارثة أن هناك خطبًا ما، فأطلق صرخاته مجددًا، مُهلكًا الفضاء حتى بدأ النهر الذهبي يتلاشى تحت وطأة هجومه الشرس، لكن صرخات غضبه تحولت إلى ألم عندما انفجر جزء من جسده يحتوي على آلاف المجسات، وللحظة وجيزة، تحرك داخل الجرح شكلٌ حفر طريقه أعمق في جسد سامي الكارثة.
لقد أصيب سامي الكارثة بالجنون وبدأ في الحفر في جسده بمخالبه، وأدرك أخيرًا مصدر ألمه.
وهذا جعله يتجاهل بركة الذهب التي كانت تتصلب ببطئ في الأسفل، ولو نظر إلى الأسفل، لكان قد رأى البركة الذهبية تتحول إلى شيء مثل المرآة، وفي تلك المرآة كان رجل ذو شعر طويل مثل الماس يجلس على عرش مصنوع من النجوم، وعيناه مغمضتان.
خلف العرش، بدأت أجنحة اللهب في الارتفاع، وكان عددهم لا يحصى.
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.