السجل البدائي - الفصل 1015

الفصل 1015: معركة نهاية العالم

في فوهة بركان الأمل الجديد، بدأت معركة مدمرة للعالم وكان للصاعدين اليد العليا، نزلت اليد اليسرى للسامي إلى الحفرة، ومن أصابعها الخمسة كانت تطلق تيارات من شعاع تآكلي يمكن أن يقطع نجمًا إلى نصفين، ويمزق أي فرصة لشفاء الثعابين الأربعة أوروبوروس، وعلى عكس لحمهم الطبيعي، كان هذا اللحم الحجري أصعب ألف مرة في النمو مرة أخرى.

استغلّ الصاعدون هذه الميزة لإبقاء الثعابين في موقف دفاعي. استدعوا أسلحةً ضخمة، كنوزهم الأصلية، التي كانت جميعها تتوهج بألوان مميزة مختلفة تدل على نوع القوى التي أتقنوها في حياتهم، ومزقوا عظام الثعابين بعمق، قاطعين منها قطعًا كبيرة.

لقد تعلموا خلال ملايين السنين من المعارك تقنيات استخدمت كل قدراتهم التدميرية المحتملة إلى حد الكمال، وعمل الستة المتصاعدون بسلاسة أثناء ذبحهم للثعابين.

الأضواء المرعبة، والحرارة، والموجات الصادمة، والظواهر الغامضة الأخرى حطمت ووسعت الحفرة التي أصبحت عليها الأمل الجديد، ولم يعد من الممكن احتواء صراع الصاعدين والثعابين، حيث بدأ المحيط المحيط يتدفق نحو ساحة المعركة.

ومع ذلك، فإن موجة صدمة واحدة أو ومضة ضوء من شأنها أن تتبخر مليارات الجالونات من مياه البحر، وبدلاً من أن تُغطى ساحة المعركة بالمياه، كان العكس هو ما يحدث حيث كانت الحفرة الضخمة الناجمة عن المعركة المستمرة تتوسع، مما أدى إلى تبخر المحيط لأميال ودفعهم إلى الوراء، وكشف الصخور الأساسية في قاع المحيط وتفجيرها أيضًا حتى أصبح ما تبقى هو لحم سامي الكارثة الذي امتد تحت المحيط.

لقد زاد جنون الثعابين من الأضرار التي لحقت بهم، حيث أدى الانفجار غير المتوقع من الشحنات الصفرية فى تمزيق كل اللحم من أجسادهم، بما في ذلك عيونهم، ولم يترك لهم شيئًا سوى الهياكل العظمية المصنوعة من الصخور.

لم تكن أجساد التجسيدات هذه مجهزة بالأعضاء اللازمة لتوسيع حواسهم أكثر من ذلك بكثير، وكان الوقود المستمر من الثعبانين الموجودين أسفلهما يأكلان سامي الكارثة هو ما أعطاهم ما يكفي من العصير لعلاج عظامهم، ومع ذلك لم يكن أعداؤهم بسطاء، فقد كانت لديهم الميزة ولم يتخلوا عنها، وقبل فترة طويلة عزلوا ثعبانًا واحدًا من أوروبوروس وقاموا بمناورته في وضع يمكنهم من مهاجمته بشكل جماعي في وقت واحد.

لقد وجه الصاعدون الستة كل قوتهم إلى سلاحهم في لحظة واحدة، حيث دفع هذا الانفجار من القوة المحيط بأكمله إلى الوراء لمسافة مائة ميل وأظلم السماء لألف ميل أخرى، معززًا بقوة اليد اليسرى للسامي، وقد خلقوا بشكل جماعي شفرة من البرق الأسود يبلغ طولها مئات الأميال، وبها قطعوا رقبة الثعبان.

تم قطع صراخ ثعبان أوروبوروس عندما قطع النصل رأسه.

انزلقت جمجمته الضخمة، التي تجاوز قطرها خمسين ميلاً، عن رقبته، ولكن مع سقوط الرأس، انحرف جسده بطريقة لا يقدر عليها إلا هيكله الأفعواني، فاندفعت رقبته للأمام والتقطت رأسه الساقط، لكنها ظلت معلّقة بشكل ملتوٍ. تمنع قوة النصل الجرح من الالتئام.

لن يسمح الصاعدون لمثل هذه الميزة بالانزلاق من بين أصابعهم، لقد شموا رائحة الدم وهاجموا بلا رحمة، كانوا على وشك تقطيع هذه الثعابين إلى قطع يمكن التحكم فيها.

[في حلق ثعبان أوروبوروس ذو الجمجمة الملتوية، ازدهرت شعلة بيضاء، وفي تجاويف عينيه الفارغة ولدت شعلة حمراء، ولكن لأن رأسه كان يواجه الأرض، لم يلاحظ هذا التغيير.]

كان الصاعدون الستة يستخدمون كل قوتهم، ودفعوا إلى الوراء ثعابين أوروبوروس الثلاثة التي أرادت إنقاذ الثعبان الجريح بانفجارات كبيرة من القوة، ومرة أخرى، اتسعت ساحة المعركة بأكملها مع أنين يصل لمئة ميل بينما كانوا يشحنون تقنيات القتل الخاصة بهم، مما أدى إلى إنشاء ثلاث شفرات من البرق الأسود، وفي تلك اللحظة زأر ثعبان أوروبوروس.

بسبب انحناء رقبته، كان الصوت الصادر منه متقطعًا ومخيفًا، لكن ما أعقب ذلك الزئير كان لهبَين، اللهب الأحمر الذي يرمز إلى لهب العقاب، الفريد لدى السماويين، واللهب الأبيض للضائع. انفجرت النيران من كل ثقب في رأسه ورقبته كألف نجمة متفجرة.

كما فتحت الثعابين الثلاثة الأخرى، التي “سمحت” لأنفسها بأن تُدفع للخلف، أفواهها أيضًا وانبعث منها مزيج من النيران الحمراء والبيضاء التي كان قطرها أميالاً وتحترق بحرارة شديدة وكأن نجمًا قد ولد في العالم، انطلقت نحو الصاعدين من الخلف.

تم تحويل النصل المخصص للدفاع إلى دفاع، حيث وقف الصاعدون ظهرًا لظهر مع اليد اليسرى للسامي التي تقلصت حتى أصبحت على بعد مائة قدم فقط وكانت في مركزهم وتدفع القوة إلى أجساد الصاعدين.

لكن ذلك لم يكن كافيًا. احتوت هاتان الناران على خصائص غريبة عن هذا العالم، فمزقتا دفاعاتهما إربًا إربًا، وبدأ العالم من حولهما يتحطم إربًا إربًا، وجفّ المحيط لألف ميل، واشتدّ الصراع.

من ثعابين أوروبوروس، بدت النيران التي أطلقوها غير محدودة، ومع سمة الشعلة المفقودة، أول نار موجودة، ازدادت حرارتها فقط مع مرور اللحظات وبدأت دفاعات الصاعدين في التحطم.

لقد تحولت المعركة فجأة وفي اللحظات التي كان من المفترض أن تقضي فيها النيران على الصاعدين، حدث شيء آخر.

لم ينتهِ انفجار الشحنات الصفرية الذي أحدثه نوح ريثماست بعد، بل كان الانفجار الأول مجرد البداية، إذ تجلّت فجأةً الطاقة الجذرية التي جعلت الشحنات الصفرية ممكنة. كان احتمال حدوث ذلك ضئيلاً، ومع ذلك، فقد تحقق في تلك اللحظة.

لقد تمزقت ثقوب صغيرة في الواقع، كانت لا تعد ولا تحصى، وكانت موجودة في جزء من الثانية بالكاد، ولكن في تلك الثانية الواحدة، كل شيء، حتى الواقع، تجمد، وتحطم، واختفى، تاركا مليارات الفراغات الصغيرة في الهواء والتي أصبحت تساوي مليارات الثقوب السوداء التي تظهر في مساحة بالكاد تبلغ مائة ميل.

اختفت النيران من ثعابين أوروبوروس، وامتصتها الثقوب السوداء، وتحطمت أجسادهم إلى قطع حيث اندلعت ملايين الثقوب السوداء من جميع أنحاء أجسادهم، حتى سامي الكارثة في الأسفل لم يسلم، حيث ترك لحمه مع ملايين الحفر الضخمة.

اختفت الثقوب السوداء، تاركة مستكشف الصاعدين دون أن يصاب بأذى، لكن ثعابين أوروبوروس تحطمت إلى قطع.

لم يكن لدى الصاعدين وقتٌ لالتقاط أنفاسهم، ففي تلك اللحظة، تحوّلت السماء إلى اللون الأزرق والأحمر، وهطلت موجةٌ من الهالة المُنقّاة. لم تكن أجساد ثعابين أوروبوروس المهشمة كافيةً لاستهلاك هذه الطاقة، لكن المكعب الأرجواني في ذيلها كان قويًا بما يكفي لجذبها.

بدأ المكعب في سحب حمولة المحيط من الهالة ومع نموه، زاد تأثيره على ثعابين أوروبوروس.

في زاوية ساحة المعركة حيث تقع عين حجرية لثعبان أوروبوروس البدائي، تغير شيء ما حيث تطورت عين الحجر إلى شقوق دقيقة، وفي الداخل كان هناك توهج ذهبي، حيث تحولت قزحية الثعبان إلى لحم.

الترجمة : كوكبة