السجل البدائي - الفصل 1002
📏 حجم الخط
✍️ نوع الخط
🎨 الخلفية
🖥️ عرض النص
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 1002: صحوة الجنون (4)
أدرك نوح ريثماست أنه يجب عليه العودة. فكل ما كان يحدث كان يُشير إلى قوى تفوق ما يُمكنه إدراكه في مستواه.
كان الخطر هنا ملموسًا، ولو اقترب لأقسم أن هذه الحفرة فم وحش عملاق، وأن الأشواك الجليدية أسنانه. لم يشعر وكأنه ينظر إلى الأرض، بل إلى حلق وحش.
ارتجف لكنه قرر المضي قدمًا، مهما حدث، فهو مستكشف من رتبة سامية، وهذا يعني شيئًا ما. كان شخصًا يغوص في أعماق الفراغ المجهولة ويبحث عن الحقيقة في داخله.
كانت قارات هذا العالم لا حدود لها، ومن واجب كل مستكشف البحث عن غموض الوجود، وكشف الأسرار العظيمة، ومواجهة الكوارث. كان سيهرب من هذا المكان إذا رأى مخاطر لا يستطيع مواجهتها، لكنه لن يكون عذرًا جيدًا للمستكشف إن لم يحاول حل هذا اللغز، ونهاية قارة بأكملها.
لقد خفف من حماسه لاكتشاف شيء جديد إدراكه المهيب بأن الأشياء الجديدة في عالم مثل عالمهم غالباً ما تكون خطيرة.
بدأ في الطيران إلى الأعلى حتى تجاوز الطبقات الخارجية من الأشواك الجليدية، زهناك العديد من الأشواك المنحنية في الداخل والتي كان عليه أن يحركها بعناية حتى يتمكن من الوصول إلى الحفرة الفاغرة في المنتصف.
لاحظ نوح ريثماست بسرعة بعد أن فقد يده أن الأشواك الجليدية المحيطة بالثقب الذي يؤدي إلى أعماق الأرض لم تنبعث منها أي برودة، حتى عندما تكون على بعد أقدام قليلة منها، ولكن عبور نقطة معينة، حتى ولو بمليمتر واحد من شأنه أن يثير برودة غير طبيعة تكاد تقتله وهو مستكشف من الدرجة السامية.
لم ينقذه في الوقت المناسب سوى حدسه بالخطر، فبتر يده اليمنى عندما لاحظ أن البرد سيسري في جسده ويجمّده حتى الموت عندما لامست سبابته اليمنى مليمترًا واحدًا فقط المساحة المحيطة بأحد المسامير الجليدية.
أصبح تنفس نوح مضطربًا، إن هذا أحد أخطر الأماكن التي غامر بدخولها على الإطلاق، وخطأ واحد سيؤدي إلى وفاته.
أظلم جلده الأخضر إلى ظل أسود، وسرعان ما جدد يده المفقودة قبل أن ينزل إلى الحفرة. على الرغم من أنه أمل أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي سيشفي فيها نفسه من حافة الموت الفوري، إلا أنه علم أن هذا أمر مستحيل.
كان نوح يكره الأمر عندما يتبين أن كلامه صحيح، وخاصة في مثل هذه المواقف.
إن هذه هي أولى المخاطر التي واجهها وأضعفها على الإطلاق، حيث كان بإمكانه بسهولة تجنب الأشواك، والسقوط إلى أسفل الأرض حيث لاحظ في الأسفل توهجًا أزرق باهتًا.
ثم جائت الرياح بعد ذلك، قوية ومتقلبة بنفس القدر، كان عليه أن يركز في جميع الأوقات أو قد تهب عليه هبة ريح غير متوقعة وتدفعه ضد المسامير وتنهي حياته في لحظة، والمشكلة الوحيدة هي أن كل هبة ريح كانت غير متوقعة، لكن الريح لم تكن شيئًا مقارنة بصواعق الصقيع المتجولة.
كالعادة، كان اكتشاف هذا الخطر الجديد مُرعبًا وكاد أن يُودي بحياته. انطلقت صاعقة جليد طائشة نحوه من العدم، إذ ولّدتها الفراغات في هذه الحفرة عشوائيًا من العدم.
كان كل صاعق أصغر من بوصتين ويتحرك بسرعة الضوء تقريبًا، وكان بإمكان نوح أن يرى الصاعق بسهولة لأنه كان محاطًا بهالة من الهواء الأزرق المتجمد.
لقد حافظ على تركيزه وتفادى الكثير منهم، لكن حظه نفد عندما توجه أحدهم مباشرة نحوه واضطر إلى الركض إلى الجانب حيث كاد يصطدم بصاعقة صقيع تنطلق نحوه من الجانب الذي فاته لأنها ولدت من الهواء الرقيق حيث لم يكن هناك شيء من قبل، وأغمض عينيه، متقبلاً موته، لكنه نجا بشكل غير متوقع من الموت عندما ضربت صاعقة صقيع عشوائية أخرى الصاعقة التي كانت في طريقها إلى صدره.
هذا جنون! تحته، رأى عشرات الآلاف من هذه الصواعق تجوب المكان، وهذا وهو يعتبر قريبًا من قمة الفوهة، فما الخطر المجهول الذي سيُكتشف أعمق؟ لم يكن مؤهلًا لاستكشاف هذا المكان، قد يتمكن مستكشف صاعد من ذلك، لكن لم يكن أمامه سوى الموت.
استدار للمغادرة، حينها شعر نوح بهبوب هالة كعاصفة. شهق بصوت عالٍ وكاد يصرخ من هول الصدمة عندما غمر نهر، بل محيط من الهالة، من نوعي الصعود والفساد، الفوهة، وكأنه لا نهاية له.
كان نوح في صمت يراقب كمية هائلة من الهالة تنمو في الحفرة أدناه، تم سحبها من أعماق العالم وتحويلها إلى واقع بحجم هائل، حتى أنه اعتقد أنه قد يكون مجرد هلوسة.
كان هذا القدر من الهالة هائلاً لدرجة أنه لا يمكن تفسيره بتدمير جميع سكان قارة واحدة. حتى موت كل كائن حي في ألف قارة لا ينبغي أن يُولّد هذا القدر من الهالة. لو كانت حواسه السامية مخطئة، لكان كنزه يصرخ في جوارحه، ولم يكن أمامه خيار سوى تصديق أن ما يراه هو الحقيقة.
كان نوح مستكشفًا في الرتب السامية، كائنًا يُعبد كسامي عبر عشرة آلاف قارة، ومع ذلك شك في أنه استخدم جزءًا من ألف من الهالة المتاحة أدناه ليصل إلى طوله الحالي، من فاني. لم يخطر بباله حتى أن كل هذه الهالة يمكن أن تتواجد في مكان واحد.
باستثناء أن قارة الأمل الجديد كانت تضم عشرة آلاف من المستكشفين من الرتبة السامية وعشرة آلاف آخرين من رتبة الشر تحت سطحها، وقد لقوا حتفهم مع سكان الأمل الجديد، فقد حدث أمر غريب ومرعب للغاية هنا. دار عقله في عاصفة محمومة بينما ضخامة الهالة في الأسفل تُبقيه ثابتًا في مكانه. حاول نوح أن يفهم كيف يُمكن أن يحدث شيء كهذا.
ومع ذلك، عندما فكّر في الأمر، كانت النتيجة بسيطة للغاية. هالة كهذه لا يمكن توليدها إلا بحصادها من الكائنات الحية التي هلكت، أما هالة الموتى الجدد، سواءً من كارثة، أو مجرد فاني، أو مستكشف، فكانت فوضوية للغاية ولا يمكن امتصاصها.
لقد أخذ العالم نفسه جزءًا كبيرًا من تلك الهالة الفوضوية وكافأ المضيف بهالة نقية يمكنه امتصاصها بأمان.
كانت هناك نظريات حول مدى اتساع الاختلافات بين الهالة الفوضوية التي جمعها العالم وما قدمه في المقابل، ومن المعروف عمومًا أن الانقسام كان هائلاً، لكن الجميع اعتبروه تبادلًا عادلًا لأنه لا أحد يستطيع امتصاص الهالة الفوضوية، كل من حاول مات في عذاب أو تحول إلى رجس ابتلي به كل من المستكشفين و الكوارث.
ومع ذلك، بغض النظر عن كيفية محاولة نوح لتبرير ما كان يشهده، فإنه لم يستطع أن ينكر أن محيط الهالة التوأم تحته كان مطهرًا!
الترجمة : كوكبة
✨ عضوية مميزة في فضاء الروايات ✨
🚫📢 تخلّص من الإعلانات المزعجة
💖 استمتع بتجربة قراءة سلسة ومميزات حصرية مقابل مبلغ رمزي
📌 ملاحظة: أرسل اسمك في الموقع عند الدفع ليتم تفعيل العضوية ✅
جميع ما يتم ترجمته في الفصول منسوب إلى المؤلفين، ونحن بريئون من أي معانٍ تخالف العقيدة أو معانٍ كفرية وشركية.
هذا مجرد محتوى ترفيهي فلا تدعه يؤثر عليك أو يلهيك عن دينك.
استغفر اللـه وأتوب إليه.