السجل البدائي - الفصل 1000

الفصل 1000: صحوة الجنون (2)

كانت هذه الطاقة الأرجوانية كالفتيل، وكانت الطاقتان الزرقاء والحمراء وقودًا. ومع انجذاب المزيد منهما إلى أعماق البيضة الصخرية، ازداد اتساع الضوء الأرجواني حتى بدأ يضغط على المساحات الصغيرة المتاحة داخل البيضة الصخرية.

لقد أشرقت مثل نجم لامع حتى وصل إلى كتلة حرجة، حيث لم يعد بإمكانه ضغط الطاقة التي تراكمت بداخله، ثم انفجر الضوء الأرجواني.

كان الانفجار قصيرًا، وامتد لعدة أمتار ودفع الطاقة المزدوجة إلى الوراء للحظة.

انكمشت الأضواء الأرجوانية المنفجرة عندما حدث انفجار في المنطقة التي حصل فيها الاندماج، مما أدى إلى جذب الضوء الأرجواني المتناثر إلى قلب كثيف من البلازما الأرجوانية التي عملت كقوة جاذبة أخرى للطاقات التوأم، وامتصاصها مرة أخرى إلى قلب البيضة الصخرية.

لقد عملت الطاقة الأرجوانية الجديدة في شكل بلازما مثل مغناطيس عملاق استنشق الطاقتان الحمراء والزرقاء وبدأ في التوسع مرة أخرى، ولكن على عكس ذي قبل، كانت الطاقة الأرجوانية أكثر كثافة ولم يكن توسعها سريعًا جدًا.

لم يقلل هذا التوسع من قوة الشفط التي أصدرها، بل على العكس من ذلك، زاد من شدته، مما أدى إلى ولادة صوت هدير كبير حيث تم تقليص الطاقتين المزدوجة بشكل واضح.

ومرة أخرى وصلت هذه الطاقتان إلى حدودهما، وحدث انفجار آخر كان قوياً لدرجة أنه حطم قوة الانفجار في قلب البلازما، وظل هناك صمت لفترة وجيزة قبل أن يحدث انفجار شديد بشكل غير متوقع في مركز الاصطدام الذي كاد أن يحطم الفضاء داخل البيضة الصخرية.

لقد عادت البلازما الأرجوانية التي تحطمت بقوة كبيرة وما خرج منها كان مكعبًا أرجوانيًا أصغر من ثلاث بوصات، لكن قوة الشفط كانت أكبر بألف مرة من البلازما الأرجوانية.

بدأ المكعب بالتوسع ببطء حيث امتص كمية أكبر من الطاقة الحمراء والزرقاء التي بدأت تنافس شفط الثعابين الستة أوروبوروس، ومع نموه زادت قوة الشفط.

حتى في حالة اللاوعي، كانت غريزة روان تتطور بالطاقة غير المتوقعة التي صنعها، مما رفعها إلى مرتبة أعلى.

أصبحت القشرة الحجرية للبيضة الآن ملطخة بصبغة أرجوانية كانت تتوسع ببطئ لتغطية القشرة بأكملها، حيث توسعت الثقوب الستة التي تمثل الأفواه المفتوحة لثعابين أوروبوروس، جارفة المزيد من بحار الطاقة إلى الداخل.

هدرت الطاقتان في يأس، ولكن لا شيء يتزحزح، فقط ازداد الشفط، وانكسرت عزيمتهما، ومع أنين، سمحتا لنفسها أن تُستهلكا.

كان هناك أمرٌ غريبٌ يحدث داخل جسد روان. لم يكن من المفترض أن يندمج تيارا الطاقة التوأمان، لأنهما كانا موصلين لإرادة هذا العالم، ودمجهما خلق مسارًا جديدًا لا يؤدي إلى شيء.

لم تكن هناك طاقة أرجوانية داخل نجم الهلاك، كانت غريبة تمامًا عن هذه المساحة ولم يكن ينبغي لها أن توجد أبدًا.

لو اختار روان الطاقة الزرقاء، لكان قد اتصل بجزء من الطاقات ذات الأبعاد الأعلى في هذا العالم وتطور ببطء على طول مسارات القوة التي كانت قابلة للتطبيق فقط داخل نجم الهلاك، كما هو الحال مع الطاقة الحمراء، لكن الجشع والغضب داخل الوحش صنعا طاقة جديدة على الرغم من قوتها إلا أنها كانت بلا مصدر.

كانت هذه الطاقة الأرجوانية فوضوية، وتفتقر إلى التركيز والغرض، وفقط كائن مثل روان الذي كانت سيطرته على الطاقة سخيفة يمكنه تسخيرها، وحتى تطوير حالتها باستمرار إلى متغير أعلى.

كانت الطاقة الأرجوانية تتزايد كالنار في الهشيم، لكن دون جذور لها، فبعد أن تستهلك طاقة البحار الحمراء والزرقاء، سرعان ما ستتلاشى. كان الأمر أشبه بإشعال شعلة في قاع المحيط، لا يمكن أن توجد إلا بوجود تيار مستمر من الوقود يغذيها، فبدون المزيد من الوقود ستنطفئ. لم يكن من المفترض أن توجد هذه الطاقة هنا، وسرعان ما حدث هذا.

لقد تم استهلاك البحار الهائلة من الطاقة بالكامل ولم يشبع الوحش، بل كان مليئًا بالطاقة التي تفتقر إلى أي نوع من الاتجاه، وعندما شعر بالتبديد البطيئ لتلك الطاقة دون أي مصدر جديد للوقود لتغذيتها، زاد جنونه.

كانت ثعابين الأوروبوروس مخلوقاتٍ شرسةٍ مُكتنِزةٍ وانتقامية. حتى أوروبوروس البدائيون حديثو الولادة لم ينسوا كراهيتهم، وفي حالتهم المُنهكة، لم يُؤدِّ مجرد التفكير في فقدان الطاقة الدافئة داخل قوقعتهم إلا إلى زيادة جنونهم، حتى في أعماق غضبهم، أدركوا أن نارًا لا مصدر لها كهذه الطاقة الأرجوانية، تحتاج إلى وقودٍ لتشتعل، حتى لو لم يكن لها جذر.

لقد عرفوا أيضًا أن مصدر إشعال هذه النيران الجديدة هو الحياة، وبعد قتل كل كائن حي في القارة أعلاه، لم يكن هناك سوى مصدر واحد للحياة يمكن أن يكون بمثابة إشعال وانتقام لهم.

لم يتمكنوا من الاستفادة من هذه الطاقة، لكن هذا لم يهم، فقد تم إطلاق العنان لجنونهم والشيء الوحيد الذي فهموه هو تغذية هذا اللهب الأرجواني حتى يصبح ساطعًا بدرجة كافية لتغيير حالة البيضة الصخرية بأكملها.

أدى التوهج الأرجواني من المكعب والانفجار المستمر من القلب مع تطور الطاقة إلى ظهور شقوق في البيضة الصخرية، وبقوة الجنون، بدأت ثعابين أوروبوروس في الدفع للخارج، مما أدى إلى زيادة الشقوق في البيضة الصخرية، سيلاحظ المراقب عن كثب شيئًا غريبًا، كان هناك شيء إضافي مع الثعابين وكان ينمو.

في حين أن اللحم الموجود بالأسفل بدأ ينتفخ إلى أعلى مثل غليان عملاق، كانت الطريقة التي استخدمها روان في الهروب من قبضته غير طبيعية وغير متوقعة، مما أدى إلى صنع مناطق كبيرة من الضرر حيث تمزق لحمه إلى قطع كما تم انتزاع الجسم الذي استوعبه بعيدًا عن قبضته، مما تسبب له في ألم كبير.

كانت هناك إرادةٌ في هذا الجسد، لكنها كانت خاملةً في أغلب الأحيان. راضيةً بالنوم لدهورٍ في أعماق الأرض، بينما ينجرف الغذاء من السطح والبحار المحيطة ببطءٍ نحو أحضانها الجائعة.

كان لا يلين في هيمنته، ولم يكن يهمه مسار من هم في الأعلى، فكل ما يحدث سيقود كل حياة إليه في الأسفل. كان يغذي القارات والبحار، كلها لتسمين الفرائس، وندائه يقودها إلى معدته، وكان جوعه لا ينقطع.

مع أن هروب روان غير متوقع، إلا أنه لم يكن كافياً لإحداث أي تغييرات كبيرة داخل إرادة النائم الذي لن يستيقظ إلا في نهاية الأيام عندما يحين وقت المعركة من أجل حاكم هذه الأرض.

اندفع لحمه القابل للتشكيل إلى الأعلى ليلتهم الفريسة التي أفلتت من قبضته، لقد عرف أنه لا شيء يستطيع الهروب منه، وبعد الانغماس في الكمية المدهشة من الغذاء التي اكتسبها من استهلاك فريسته لأول مرة، لن يوقفه شيء في سعيه للمطالبة بها مرة أخرى.

كان اللحم، على الرغم من قابليته للتشكيل، مكونًا من مادة كثيفة وكمية لا تقدر بثمن من الطاقة والجوهر، وعندما وصل إلى البيضة الحجرية أعلاه، كانت حركته بطيئة، لكن زخمه كان لا يتزعزع، على بعد أمتار قليلة من لمس البيضة الضخمة أعلاه، تغير شيء ما.

الترجمة : كوكبة

——

قررت انهي فصول اليوم مع الفصل ألف لذا ذي كل الفصول لليوم