السجل البدائي - الفصل 639

الفصل 639 مكتمل

حتى لو كان بإمكان روان أن يدعي الأبدية باعتباره بدائيًا، لم يكن هناك أي ضمان بأنه سيعرف الحقيقة على الإطلاق، وكانت مسألة الإرادة خاصة، على عكس سلالات الدم، لا يمكنه اختيار سوى واحدة، لكنه لا يزال يتسائل، كان لديه سلالتان كان مصممًا على دفعهما إلى المستوى البدائي، هل من الممكن له أن يكتسب إرادتين؟

لقد خرج السجل البدائي عن عادته لإبلاغه أن اختيار الإرادة سيضع علامة على أصل روحه إلى الأبد، ولكن إذا كان بإمكانه المطالبة بقوة أصل الروح باستخدام سلالة شيول الخاصة به، فربما يتمكن من إيجاد طريقة لتوسيع أصل روحه والمطالبة بأكثر من إرادة واحدة.

كان كل ذلك مجرد تكهنات بشأن المستقبل، لكنه اعتقد أن ذلك ممكن وأن هذا الاحتمال أعطاه الأمل بشأن المستقبل.

أغمض روان عينيه وابتسم، كان وعيه خاليًا من أي شك، وهذا المسار سيكون هو الذي سيمشي عليه.

لقد اختار الإرادة غير المكتملة للحقيقة، رافضًا جاذبية إرادة الزمن وإرادة أصل الروح، الطريقين المضمونين ليصبح الإنسان بدائيًا، واختار الإرادة الأقل قوة التي يعتمد نموها وقواها النهائية عليه.

كان روان يؤمن بنفسه. سيصل إلى عالم البدائيين بهذه الإرادة، وسيتجاوزه!

مرّت ثانية واحدة، واتخذ روان قراره. هرب وعيه من جسده.

بدأ السجل البدائي في امتصاص بلورات الروح إلى الصفحة بطريقة مثيرة للقلق، حيث بدأت قوة يمكنها تحطيم الكون في التخمير داخله.

ضغط روان على يده اليسرى بقوة، مُسكتًا صرخات كاين المحتضر. كان لديه خططٌ لهذا المخلوق، لكن عبوسًا ارتسم على جبينه. كانت الموارد التي يجمعها السجل البدائي أكثر بكثير مما توقع، ففي وقت قصير، لم يتبقَّ سوى مئة بلورة روح.

تنهد روان باستسلام ونظر إلى وجوه كين الذي كان يصرخ بكل أنواع العروض عليه، لم يكن روان يريد في السابق السماح لهذا الجزء من وعي كين بالموت حتى الآن، لكن يبدو أن الظروف أجبرته على ذلك.

أدى ذلك إلى تفعيل مليارات الأحرف الرونية القاتلة المضمنة داخل المصنع، حيث تقلصت البلورة متعددة الأوجه في يده فجأة واختفت، مما أدى إلى إسكات صرخات كين وغمر وعيه بشبح خبيث حيث اجتذبت سلالة الفوضى الخاصة به شظية من روح كين التي سكنت المصنع.

لم يتمكن روان من تخيل ما الذي قد يتفاعل معه كين، بغض النظر عن مكانه، عندما يختفي جزء من روحه فجأة في الهواء.

على عكس أرواح السامين التي بدت كقطع جليد سميكة تذوب ببطء، كانت روح كين أشبه بجبل ذهبي متجمد في مكانه داخل أراضيه، وفي كل لحظة، كانت عشرات بلورات الروح تنفجر من الجبل، ويلتهمها السجل البدائي بشراهة.

راقب روان روح كين في تفكير عميق وتوقع أنه على الرغم من أنه ربما لم يستخدم هذا المخلوق بالكامل بقدر ما أراد، إلا أن المكافأة في بلورات الروح التي كان يمنحه إياها كانت هائلة.

في أقل من أربع عشرة ثانية، كان قد منحه أكثر من ثلاثمائة بلورة روح، ولم يكد جبل الروح يتقلص حجمه. بدا السجل البدائي راضيًا بانتظار خروج بلورات الروح من جبل الروح قبل أن يبتلعها، ولاحظ روان أن التغيرات الجارية داخل السجل البدائي قد تسارعت نتيجةً لهذه التغيرات.

الآن أصبح بإمكانه التركيز على العالم الخارجي والمخاطر التي كان على وشك مواجهتها قبل أن يكمل السباق، حيث لم ينته السباق بعد، ولم يتبق سوى المرحلة النهائية.

ارتجف الواقع من الخوف عندما انقسم الظلام الذي جلبه حضوره إلى خراب الجبل والبحر فجأة بواسطة ثلاثة كائنات عظيمة كانت قواها تهز الأرض؛ بدوا وكأنهم ثلاثة أشباح ضخمة تغطي الأفق بأكمله ويمكن الشعور بقواهم في خراب الجبل والبحر بأكمله.

كل سكان هذا العالم، من أدنى البشر إلى أعظمهم قوة، انحنوا أمام حضور الحكماء الثلاثة العظماء.

كان الوجود الأول يتألق بنور ذهبي ويشبه رجلاً سمينًا بطنه مكشوفة، كان يجلس متربعًا ويحمل سلسلة من الخرز الذهبي، وكان الوجود الثاني له ستة أذرع ويتألق بنور أخضر حيوي مع عشرة آلاف سيف تدور حوله والأخير يشبه امرأة مذهلة ذات عين ثالثة في جبهتها.

نظر كلٌّ من الكائنات إلى روان بصدمة وغضب، وهم يحيطون به وبجميع نورانييه. لم يُضيّعوا الوقت في طلب غايته قبل أن يبدأوا بجمع القوة. وبصفتهم حكماء عظماء، شعروا بموجة تغيير صادمة تنبعث من شخصية روان، وسيوقفونه بكل ما لديهم من قدرات قبل أن يشرع في إحداث تغييرات قد تُزعزع استقرار عالم الجبل والبحار بأكمله.

التفتت إيفا إلى الضائع، “لا تسمح لأي واحد منهم بالوصول إلى والدك.”

أومأ الصبي برأسه، وكانت عيناه مليئة بالغضب بسبب النكسات المتعددة التي واجهوها أثناء عملية تشكيل المدمر.

بعد أن تناثر حجمه البشري الصغير، بدأ اللهب المفقود في التوسع حتى أصبح طوله عشرات الآلاف من الأقدام ويشبه عملاقًا ملتهبًا، وأطلق صرخة معركة لا تزال تبدو طفولية على الرغم من حجمه الهائل وهاجم الشخصيات الثلاثة بثلاثة أشعة من الضوء مليئة بقوة التقارب.

في البداية، تم تجاهل ألسنة اللهب الخاصة به وحجبها بشكل رافض من قبل ثلاثة حواجز طاقة أنشأها الحكماء العظماء، ولكن بعد فترة وجيزة، اندلعت الصدمة والغضب في أعينهم عندما اندلعت أجسادهم فجأة في انفجار من اللهب الأبيض بينما ضحك الضائع مثل عفريت مجنون.

كانت الطاقة التي كان يستنزفها من هؤلاء الحكماء الثلاثة العظماء مختلفة عن أي شيء صادفه من قبل وقبل أن يتمكن من أخذ المزيد منهم، تم قطع الاتصال، وقلب وجهه بغضب.

“كيف تجرؤون؟”

صرخ الضائع في وجه الحكماء الثلاثة العظماء المضطربين.

“كفى!” نادى روان، “عُد إلى جانبي. لقد انتهى الأمر.”

انكمش الشكل العملاق للضائع إلى شكل طفل ورفع روان يده اليمنى وهو يهمس لنفسه، “سأجعل كل موتهم يستحق ذلك”.

انطلق الضوء من يديه وبدأ عالم الجبل والبحر في الانهيار.

الترجمة : كوكبة