السجل البدائي - الفصل 638

الفصل 638 الطريق إلى الحقيقة

أدرك روان أيضًا أنه حتى لو لم تكن جثة والده محمية، فمن المرجح أن تبقى داخل البُعد التاسع. لم يكن بإمكانه الوصول إلى البُعد التاسع بدون قوى البدائيين، ولم يكن من الممكن أن يصبح بدائيًا بدون العين.

كانت هذه القوة بمثابة مستنقع يتطلب حظًا لا يصدق وقوة هائلة حتى تتمكن من الخروج منه بنجاح.

إذا لم يتمكن السجل البدائي من إظهار جميع الأسرار وراء هذه الإرادة، فمن المحتمل أن يقع في فخ أو يواجه عقبة سيكون من المستحيل عليه التغلب عليها بسبب جهله.

بقدر ما يستطيع أن يقول فإن والده كان الوحيد الذي قُتل على يد جميع البدائيين، وحتى الفوضى لم يقتل بل سُجن، كانت قوته مغرية، ولكن ماذا لو كان سبب قتله هو هذه القوة؟

ماذا لو كانت قوة والده خطيرة أو هدامة لدرجة أن حتى البدائيين سيخاطرون بكل شيء لقتله؟ كان عليه أن يفكر مليًا في هذا الأمر قبل اختيار هذه الإرادة.

تنهد روان بإحباط، كانت الثانية الوحيدة التي كان يستخدمها لا تزال سارية المفعول، لكنه كان يشعر بمرورها، كان الوقت ينزلق بعيدًا عنه وكان يجب عليه اتخاذ قراره، وعدم التوقف عند الأمور التي لم يستطع إيجاد إجابات لها.

بقوة الإرادة والعناد التي نمت لتصبح جزءًا من طبيعته، حول روان نظره بعيدًا عن إرادة البدائي وذهب إلى التالي.

إذا كانت الإرادة السابقة جذابة كالماء لرجل يحتضر عطشاً، فإن هذه الإرادة تعادل تقديم بحيرة مملوءة بالطعام الشهي لذلك الرجل المحتضر.

إرادة غير مكتملة لأصل الروح، إرادة مجال من البعد التاسع، وهي قوة من شأنها أن تأخذه مباشرة إلى عالم البدائيين، دون أي من الشروط التي أعطتها له إرادة الزمن السابقة.

كانت هذه الإرادة مُناسبة تمامًا لسلالة شيول، وكان من المستحيل تقريبًا على روان أن يُصرف انتباهه عنها. لو لم يُحاول إنشاء إرادة مُبكرا، لكان قد ورثها بطبيعة الحال مع نموّ سلالة شيول إلى مستوى أعلى.

أُلقي كل شيء آخر جانبًا. كان هذا هو مصيره، فلم يكن هناك بدائي آخر يتحكم بأصل الروح، لأن سجل البدائي كان يُرشده إلى طريقٍ نحو القمة يتوافق تمامًا مع سلالته.

كان بإمكان روان أن يشعر بالطاقة الدقيقة التي كانت هذه الإرادة ترسلها، وكان هناك وعد بالسيطرة الكاملة على الروح، والحياة والموت، وكل هذا سيكون تحت سيطرته.

حتى البدائيون سوف يخافون من قوته، لأنه لم يكن هناك بدائي يتحكم في أصل الروح، فقط قوى ثانوية مثل الحارس البدائيين وغيرهم من الكيانات البدائية مثل نهر الأرواح، وغيرها التي لم يكن على علم بها، لكنهم لم يتحكموا حقًا في أصل الروح، بل أداروه فقط.

لقد عبر الأكوان كروح، هاربًا من براثن الحراس البدائيين، وكانت لديه الفرصة للحصول على قواهم، والآن يمكنه أن يحكم كل شيء يتعلق بمجال الأرواح.

إذا كان هو المسيطر على هذه الإرادة، فإنه سوف يكون البدائي الذي سوف تأتي كل هذه الكيانات القوية لعبادته، حتى الحراس البدائيين، سوف يصبح أعداؤه مجرد صبية مهمات له.

لقد اكتشف أيضًا أنه إذا قبل هذه الإرادة فإن سيطرته على نقاط الروح سترتفع بشكل كبير، لتصبح أعظم مما يمكنه حتى أن يتخيل، مما يفتح طريقًا للقوة من شأنه أن يقزم كل ما كان قادرًا على إنجازه بهذه القوة في هذا الوقت، مع تنوع نقاط الروح، حتى أولئك الذين كانوا أقوى منه بكثير سيجدون صعوبة في مواجهته.

لم تكن هناك أي عيوب لهذه القوة، وكانت سلالة دمه تناسبها تمامًا، وكان بإمكانه الوصول إلى حدود الخلق بها، لقد كانت مثالية بالنسبة له، وكان قراره قد اتخذ، وكان روان سيختار هذه الإرادة.

ومع ذلك، كان هناك وخز خفيف على حافة وعيه، مثل الحكة في منتصف ظهرك والتي لا يمكنك الوصول إليها تمامًا، كان يخبره أن هناك شيئًا كان يفتقده.

في أي وقت آخر كان روان سيتجاهل هذه الحكة، لكنه كان يعلم أن أحد أهم القرارات التي سيتخذها في حياته كانت أمامه ولا يمكنه ترك أي شيء للصدفة.

هدأ روان أعصابه المتوترة، وامتنع عن اختيار هذه الإرادة، وانتقل إلى الإرادة الأخيرة.

كانت هذه الإرادة شبه خفية، ولم تُضفِ عليها هالة من القوة، ولم تكن اللغة المستخدمة معقدة أو فخمة كغيرها، وكانت تكاد تكون غائبة عن حواسه. لو لم يُجهّز روان وعيه بنفسه بجهد جبار، لكان من السهل جدًا تجاهل هذه الإرادة.

استقر ذهنه وقرأ تفاصيل هذه الإرادة، وظل صامتًا لفترة طويلة وهو يفكر.

[إرادة الحقيقة غير المكتملة – إرادة مجال من البعد الأول (إرادة تولد من رغباتك في العثور على الحقيقة وراء كل شيء، والألغاز المخفية في الأبديات المفقودة، وأصل الروح، وولادة البدائيين ومعنى الوجود. هذه الإرادة ضعيفة، وهي شعلة متوهجة يمكن إخمادها بنسيم واحد، ولكن إذا غذيتها، فإنها ستنمو وتؤدي إلى مسار غير معروف، وهو لك تمامًا.)]

[ملاحظة: الحدود العليا لهذه الإرادة غير معروفة… اختر بحكمة، لأن طريقك سيكون محددًا، ولا يمكن كسره بعد الآن. سيظل أصل روحك موصومًا إلى الأبد.]

تنهد روان، ما الذي كان يتمناه حقًا؟ كان هذا هو السؤال الوحيد الذي سأله لنفسه، فاتخذ قراره.

مهما بلغت قوة الإرادات الأخرى، فقد كانت معروفة للجميع، وكانت تمتلك بالفعل قوىً عظيمة. مهما بلغت أهميته للسجل البدائي، سيظل يواجه معارضة شديدة…

علاوة على ذلك، لم يكن هدفه النهائي أن يصبح مجرد بدائي، لأن البدائيين لم يكونوا معصومين من الخطأ، كان هناك شيء أكثر من ذلك… شك في وجوده، لكن السجل البدائي ألمح إليه عن شيء من هذا القبيل موجود في أعماق الخلق… عرش في بداية ونهاية كل شيء، حيث يمكن العثور على الحقيقة المطلقة.

الترجمة : كوكبة