السجل البدائي - الفصل 637

الفصل 637 عالم البدائيين

لم يكن روان يعرف سبب ذلك، لكن هذا الإرادة ذكّرته بأمه.

ومع ذلك، لم يُفكّر مليًا في هذه الإرادة وهو يتحقّق من الإرادة التالية. كانت هذه الإرادة قوية، لكنها لم تكن ما يحتاجه. لم يكن سيختارها بلا تردد، متجاهلًا احتمال وجود وصايا أعظم.

لقد قُتل ذلك الشخص، ذلك الفتى الجميل، مليون مرة، ولم يعد يتوق إلى النظام، بل إلى السلطة فقط. كان النظام والسلام بلا معنى عندما كان من الممكن سحقهما ببساطة بأهواء الأقوياء. قد يأتي وقت للسلام، لكنه ليس الآن.

كانت الإرادة التالية بمثابة صدمة لحواسه، وحتى النظر من خلالها كان كما لو كان يطعن عينيه بسكاكين مشتعلة… الألم جعل روان يبتسم، كانت هذه قوة.

حقيقة أنها كانت ناقصة، والمتطلبات التي نصّت على حاجته إلى إرادة مخلوق يُدعى إمبراطور العدم، لم تُلغِ حقيقة أنها إرادة بلغت البُعد الثامن! ما جعل قلب روان ينبض بقوة هو أيضًا القوة المرتبطة بهذه الإرادة – النسيان.

بقدر ما يستطيع أن يقول، كان هناك عدد قليل جدًا من الأشياء التي يمكن أن تؤثر على البدائي وكان النسيان واحدًا منها.

تم استخدام هذه القوة لاحتواء بدائي قوي مثل الفوضى، وعلى الرغم من أن روان لم يفهم الانقسامات بين قوة البدائيين، لم يكن هناك طريقة تجعل بدائيًا مثل الفوضى ضعيفًا، ولكن إذا كانت هذه القوة كافية لاحتوائه، فقد كان هذا كافيا لإظهار إمكاناتها الحقيقية.

أثرت هذه الإرادة على وعيه كحشوة معدنية بمغناطيس قوي. سمع همسات لا تُحصى وزئير جبار غاضب قاوم قوة الكون المتعدد بأسره وتحدى بدائيًا للقتال.

هل كان هذا الزئير صادرًا من إمبراطور العدم؟ ما مدى قوة هذا المخلوق ليتحدى بدائيًا؟ مع ذلك، لم يُشر أيٌّ من جزأ هذه الإرادة إلى القدرة على قتل بدائي، بل إلى تحديه فقط. قوة كان على يقين من أن لا أحدًا في كل الأكوان سيرفضها، لكن لا يزال هناك المزيد في المستقبل.

ترك روان الإرادة خلفه بكل أسف، وانتزع عقليًا السكاكين المشتعلة التي كانت تمثل هذه الإرادة التي لا يمكن فهمها بعيدًا عن عينيه، واستمر في المضي قدمًا، وكان تنفسه ساكنًا.

ارتجف إدراكه وتجمد في مكانه، كفأرٍ مذعور أمام نظرة ثعبانٍ جائع. بالكاد استطاع التنفس، أو حتى التفكير، لكن إدراكه خفّ تدريجيًا من الضغط اللامتناهي مع استمرار التغيرات في السجل البدائي، وانحسار الضغط على حواسه بشكل كبير.

بدون هذا التغيير، كان يخشى أن يظل عالقًا هنا إلى الأبد، غير قادر على الحركة لأن قوة هذه الإرادة أبقت عليه في مكانه، مثل حشرة عالقة في الكهرمان.

انتقل شعورٌ بالفهم من صفحات السجل البدائي إلى وعيه، فأخبره أنه قد بلغ ذروة الإرادة، هذا هو عالم البدائيين، ولا شيء آخر يستطيع بلوغ هذا المستوى، إذ لامست هذه الإرادة البُعد التاسع. ذروة الوجود، مستوىً لا تستطيع حتى أعظم القوى في الكون تأكيد وجوده.

تم سحب إدراكه إلى الإرادة وكان فاغرًا في حالة من الصدمة والرهبة.

[إرادة الزمن و ؟؟؟؟ غير المكتملة.]

لم يتذكر روان آخر مرة واجه فيها سجله البدائي صعوبة في فهم مفهوم ما. ما هو المفهوم الخفي إلى جانب إرادة الزمن؟

أرسل موجة من الاستفسارات حول الارتباط المجهول بهذه الإرادة غير المكتملة للزمن تجاه السجل البدائي، وكانت الإجابة التي تلقاها مختلطة، ومربكة للغاية بحيث يصعب فهمها، لكن صدى الألفة سحب وعيه …

لقد لمس الصدى شيئًا عميقًا بداخله وعبس روان في كراهية وانزعاج.

بدا الأمر كما لو أن هذا الصدى كان كل ما يحتاجه السجل البدائي لإنشاء اتصال معه، وارتجف عندما امتلأت وعيه بالمعرفة.

كانت إرادة مجال من البعد التاسع فريدة من نوعها، ولا يمكن المطالبة بها إلا من قبل البدائيين، وحقيقة أنه كان لديه إمكانية الوصول إلى إرادة من هذا المستوى تعني أنها كانت مرتبطة به، وكان الكائن القوي الوحيد الآخر الذي عرفه والذي كان مرتبطًا به جوهريًا والذي يمكن أن يحمل قوى البدائي هو والده.

لا يمكن أن توجد إرادة فريدة كهذه بدون مالك، وكون السجل البدائي قد أظهرها له يعني أنه يمكن المطالبة بها. هل فقد والده عبائته؟ لماذا لا يطالب بإرادته؟ تخيل أن ما فعله به البدائيون قد دمر تقريبًا كل قوة كان يملكها، ولكن كأفعى بلا رأس ذات حيوية هائلة، رفض هذا الوغد الموت.

“إرادة الزمن،” تمتم روان في قلبه، الظلام الذي كان يحيط دائمًا بمكانة والده في قلبه يتلاشى ببطء.

‘ماذا ستفعل يا أبي، إذا أخذت منك ليس فقط قوتك، بل أيضًا إرادتك؟’

كان من الصعب جدًا على روان أن يكبح جماح نفسه عن قبول هذه الإرادة في هذه اللحظة. مهما حدث، كانت هذه الإرادة هي التي ستقوده إلى عالم البدائيين، وكانت أعظم قوة في الوجود، وكانت في متناوله.

ولتحسين هذه الصفقة، كانت هذه القوة ملكًا لعدوه الأكبر.

انهار كل شيء أمامه، ولم يجذب انتباهه إلا سحر هذه القوة. كان الأمر أشبه برجل عطشان يجد واحة. شيء ما في أعماقه جعله يدرك أن هذه القوة حقه الطبيعي، وعليه أن ينتزعها.

الشيء الوحيد الذي أبقى روان عقلانيًا هو حقيقة أنه كان يعلم أن هناك خيارين آخرين في انتظاره، وسيكون غير حكيم بشكل لا يصدق إذا لم ير ما هو موجود لتقديمه.

الأمر الآخر هو أن الصورة الكاملة وراء هذه الإرادة لم تُكشف بعد. جزء منها كان رمادي اللون، وهذا أمرٌ مجهول، وفي التعامل مع قوةٍ بهذا الحجم والضخامة، لا يُمكن الاستهانة بالمجهول.

عرف روان أيضًا أنه لا يستطيع ببساطة اكتساب القوة الكاملة لهذه الإرادة دفعةً واحدة، حتى لو اختير، فهو بحاجة إلى عيون ماذا؟ أبيه؟ كيف يمكنه اكتساب شيء كهذا في هذا الوقت أو في أي وقتٍ في المستقبل؟ إذا بقيت جثة أبيه، فستكون تحت أنظار البدائي، مما يجعل من المستحيل عليه رفع الإرادة إلى ذروتها.

الترجمة : كوكبة

———

للعلم لما روان يقول “أبيه” في نهاية الفصل ما يقصد الأمير الثالث بالجسد الحقيقي