السجل البدائي - الفصل 635

الفصل 635 مسارات الاندماج المتعددة

أغلق روان قبضته اليسرى، مما أعمى كين، وبدأ ينظر حوله.

خلفه بدأ نورانيون بالظهور، بقيادة ملوكه، ظهرت أيضًا إيفا والضائع، حيث كانت إيفا تومئ برأسها إليه في إثارة، أمر بلا كلمات من روان حول جميع نورانييه إلى وضع الحارس حيث احتاج روان إلى بضع لحظات أخرى لإكمال جوهره.

لقد ضحى بالكثير من أجل هذه الفرصة لتحرير نفسه، وكان موت أبنائه ثقيلاً عليه. طهر روان عقله من التشتت باندفاعة قوية من الإرادة.

لقد ظل الألم قائما، لكن كان عليه أن يجعل رحيلهم يستحق العناء.

وعندما كان على وشك اتخاذ الخطوة الأخيرة، خرج عواء حاد من الجوهرة في يده اليسرى، “كيف؟ ….”

“ألا تحب أن تعرف؟” تمتم روان في قلبه، وهو يخنق الكراهية الشديدة والاشمئزاز الذي شعر به تجاه كين، كان قريبًا جدًا لدرجة أنه لا يمكن تشتيت انتباهه، وسرعان ما تمكن من الوصول إلى السجل البدائي.

لم يكن روان الأذكى، ولكن إذا أعطي وقتًا كافيًا، فيمكنه وضع خطط من شأنها أن تنجح في الغالب، إذا كان بإمكانه التخطيط لشخصية مماثلة لتحل محله أثناء تشكيل المدمر، فلن يكون هناك سبب يمنعه من وضع خطط للحصول على مصنع ثانٍ!

مع وجود موارد كافية، كان عليه التأكد من أنه لديه دائمًا نسخ احتياطية، وقد أصبح هذا أحد الجوانب الأساسية لشخصية روان.

لم يكن على دراية كبيرة بنوع العدو الذي قد يواجهه أثناء صياغة سلاحه، لكنه كان يعلم أن الشيء الوحيد الذي سيقوم به إذا لم ينجح هو إلحاق الضرر بمدمره.

إذا كان تدمير مصنعه هو أحد النتائج الأكثر احتمالية، فهذا يعني أنه يحتاج إلى طُعم أو نسخة احتياطية، وليس أي طُعم عشوائي، بل طُعم يخدع أي شخص يراه.

لإنشاء المستوى الأول من قلعة المعركة، كان من الممكن استخدام المعادن الغامضة والمواد الثمينة الأخرى، ومع ذلك ذهب روان خطوة إلى الأمام واستخدم ما يمكن القول إنه أحد أكثر المواد قيمة في الكون لإنشاء المستوى الأول من مدمره، والذي كان الممالك السامية للسامين.

إن هذا القدر من الجهد، فقط من أجل المستوى الأضعف من قلعة المعركة الخاصة به، قد يعتبره معظم الناس مضيعة، حيث كان هذا هو نوع المواد التي كان من المتوقع استخدامها في المستوى الثالث أو الرابع من قلعة المعركة، لكن روان كان يستخدمها بالفعل في المستوى الأول، ومع ذلك كان كل ذلك مجرد طُعم، طُعم جذاب كان غرضه الحقيقي أن يكون سجنًا.

كان هذا هو مدى استعداده للذهاب، وحقيقة أنه كان قادرًا على سجن مخلوق مثل كين، حتى لو كان جزءًا بسيطًا من هذا الكائن، كانت شهادة على حقيقة أن استعداده كان ممتازًا.

ستكون هذه هي القشرة الحقيقية لمدمره – خراب عالم الجبل والبحر الأعلى. آخر كنز جمعه من المخلوق الكوني الخارجي.

لقد فتح هذا الكنز القوي عينيه على إمكانيات العوالم العليا ووسع رؤيته، وكان روان سعيدًا بالرحلة القصيرة التي قام بها والفوائد التي قدمتها له.

كان سيخطو خطوةً أبعد، مستخدمًا جزءًا من عالمٍ أعلى لإنشاء المستوى الأول من مدمره. كان هذا الإجراء مُبالغًا فيه لدرجة أنه شكّ في أن أحدًا سيتمكن من توقعه. لقد تخلى عن زرع هذا الخراب القوي، واستخدمه في شيءٍ يُمكن القول إنه أفضل بكثير.

خرجت ألف همسة من الجوهرة التي تحمل كين،

“طموحاتك مثيرة للإعجاب، وخططك معقدة، لكنك لا تزال تعاني من كبرياء الشباب، ولا توجد طريقة تمكنك من استيعاب عالم مثل هذا حول جوهرك الناشئ… إنه مكسور، لا يمكنك سد الفجوة المطلوبة.”

“ستحتاج إلى أن تكون أقوى بكثير وأن تتمتع بتحكم أكبر… اسمعني، كنت مخطئًا بشأن إمكانياتك، ويمكنني مساعدتك في تحقيق رغباتك. لا يجب أن ينتهي هذا الأمر بخسائر متبادلة من كلا الجانبين، فأنت لست بحاجة إلى عدو مثلي.”

لم يهتم روان به، فقد كان تركيزه منصبًا على السجل البدائي الذي كان يهتز ويمر بتغيرات كبيرة.

مع ذلك، لم يستطع روان الانتظار حتى اكتمال التغييرات التي كان يمر بها السجل البدائي، إذ شعر أن انتهاء هذا التغيير سيستغرق وقتًا طويلًا. كان لا يزال بإمكانه الوصول إلى الصفحات، فقلب صفحاتها إلى الصفحة السابعة حيث استقبله مشهدٌ من الفوضى.

كانت إحصائياته مختلطة وبدا أن صفحة السجل البدائي بها خلل، لقد كان يتوقع شيئًا كهذا لأنه جرد نفسه بالقوة من العديد من قدراته وسلالاته وكان على وشك الانهيار.

إن إبقاء نصف النواة المشكلة، الإرادة، وجسمه الطاقي في مكان واحد كان له أثره السلبي.

كانت همسات كين متواصلة،

“أيها الأحمق المتكبر، أمنحك فرصة تستحقها، لكنك ستضيعها إن لم تستمع إليّ، فأنت تعلم أنني أقول الحقيقة. خطتك لدمج هذه الأنقاض مذهلة، لكن إرادتك لم تكتمل بعد، وما لم تندمج مع النواة، فلن تكون قوة فاعلة. هذه الأنقاض جبل، وأنت ما زلت نملة، ولن تتمكن من حمل ثقلها. دعني أكون عونك، ومعًا يمكننا إعادة النظر في شروط شراكتنا.”

بدأت الجوهرة في يديه تومض بسرعة، وبدأ الضوء الأحمر المنبعث منها يخفت، بينما بدأت رؤوس كين الألف تتلاشى واحدًا تلو الآخر، حتى وهو مسجون، لم ينتهِ تبدد إرادة الفوضى، بل تباطأ فقط. فبدون أي سلالة فاعلة تُبقي هذه الإرادة حية، كان مصيرها الهلاك في الأسر.

وصل وعي روان إلى نهاية الصفحة السابعة، فرأى كلماتٍ مكتوبةً أسفلها خففت من قلق قلبه. كان يعلم أنه مع السجل البدائي، كل ما عليه فعله هو خلق الفرص المناسبة، وأن التفرد سيُعطي نتيجةً إيجابيةً من كل القطع التي جمعها.

[ تم اكتشاف جوهر غير مكتمل للمدمر.]

[ تم اكتشاف خراب عالم أعلى ]

[تم اكتشاف إرادة بدائية ناشئة]

[تم فتح مسارات الاندماج المتعددة…]

الترجمة : كوكبة