السجل البدائي - الفصل 631

الفصل 631 إعادة دمج السلالات مرة أخرى

كانت صعوبة صنع هذا الجسد لانعكاسه تتمحور بشكل رئيسي حول قدرته على محاكاة جميع قواه بفعالية حتى دون أن تكون جذورها فيه. جرّب روان سيناريوهات مختلفة داخل بئر معرفته واكتشف استحالة ذلك.

كانت مساحته العقلية التي تحتوي على أراضيه وسلالة الدم البدائية الناشئة “ثقيلة” للغاية بحيث لا يمكن حملها بواسطة أي شيء ليس قويًا بدرجة كافية.

ما احتاجه روان هو تطهير سلالة أوروبوروس خاصته، فخلافًا لسلالة شيول البدائية الناشئة، كانت قدراته الذاتية مُتحكمًا بها بالكامل بإرادة الفوضى. لولا سلالته الثانية، لما أدرك حقًا مدى عمق هذا التلوث.

في اللحظة التي صعد فيها إلى الحالة الأسطورية عندما كان في ذلك العالم بالقمر الأحمر، لم يعد مصيره ملكًا له، ولكن بمساعدة السجل البدائي، بدأ في التخلص من هذا المصير القاتم.

باستثناء البدائيين، كان الجميع في السلاسل.

عرف روان أن إيفا كانت على حق، كان يجب عليه التخلص من سلالة أوروبوروس، كان هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله، بدلاً من ذلك، كان يجب عليه التركيز على سلالته البدائية الناشئة ومدى قدرته على البقاء على قيد الحياة خارج الكون، متجاهلاً السهولة التي يمكنه بها حصاد نقاط الروح داخل الكون… كان هذا ما قد يختاره أي شخص آخر، لكن أي شخص آخر لم يرى الصورة الكاملة.

رأى روان في ذلك فرصةً سانحة. سيتخلى عن هذه السلالة، ولو لفترةٍ وجيزة، وسيُصيب عصفورين، وربما ثلاثة بحجرٍ واحد. سيُنشئ إرادته، ويزيل إرادة القدماء، ويصطاد الفريسة. على أقل تقدير، كان روان صيادًا.

كان فصل أراضيه عن شيول أصعب بكثير مما توقع روان، إذ كان بحاجة إلى جسد قويّ بما يكفي لتحملهما. عندما صنع روان هذا الجسد للإنعكاس، كان قد ضخّ فيه أكثر من ثمانية وتسعين بالمائة من جوهره الجسدي، وما تبقى منه لم يكن ليتحمل مساحته العقلية إلا لأن أصل سلالته كان لا يزال موجودًا فيه.

لن يحدث هذا، فبدون جذر سلالته داخل جسد انعكاسه لن يكون قادرًا على خداع كل من سعى للتدخل في صعوده، ولكن إذا وضع جذر سلالته داخل الانعكاس فلن يكون هناك شيء يمكن أن يحمل مساحته العقلية.

لقد علق روان عند هذه الخطوة، لأن فصل سلالاته أثبت أنه أكثر إشكالية مما كان يعتقد، ولكن بعد سبعة عشر ساعة من المحاكاة التي لا نهاية لها مع بئر المعرفة، كان قادرًا على طرح خطة بالكاد نجحت، كانت استخدام بقايا جسده السابق أثناء السكن داخل جسد فرايغار لفترة قصيرة.

لم يكن روان قد أنشأ ملوكه بعد في هذا الوقت، وكانت الخطط في طريقها، ولكن مع طبيعة النورانيين، كان يعلم أنهم لن يكونوا قادرين على حمل أراضيه، لأنهم كانوا في الغالب مخلوقات من الطاقة، وكان يحتاج إلى شخص لديه قدرات جسدية طاغية.

كان فرايغار هو الخيار الأفضل – خياره الوحيد، واستدعى روان التنين وأخبره أنه لديه مهمة مهمة للغاية له.

عندما وصل التنين، كان في حيرة من شكل والده النائم العملاق والجسم الأصغر بجانبه، لكنه دفع غرائب والده جانبًا، مدركًا أن ذلك سيسبب المزيد من المتاعب في محاولة فهم خططه بدلاً من مجرد متابعتها.

كان فرابغار ممتلئًا بجوهر الآلاف من مخلوقات الهاوية وكان حريصًا على مواصلة غزوه، هذا الطلب الجديد للمساعدة من والده ملأه بالفرح، ولكن قبل أن يتمكن من البدء في الاستفسار عن المهمة في متناول اليد، سقط بصره في الظلام عندما ضربه روان.

كان التنين قويًا جدًا في تلك اللحظة ولم يكن لدى روان القدرة على الوصول إلى قدراته الجسدية بجسده الحالي لتعطيل التنين بسهولة، لذلك قام روان ببساطة بتفجير عقله بانفجار قصير من بصره البدائي، ومع إيفا كمثال، كان يعلم أن معظم المخلوقات التي صادفها لن تكون قادرة على التعامل مع مثل هذه الكمية الكثيفة من المعلومات، كما ساعدهم أيضًا أنهم كانوا متصلين به ولن يكونوا قادرين أو ميالين إلى إيقاف رسائله العقلية.

بعد أن انتهى من ذلك، استعاد روان جزءًا من نفسه كان قد أخفاه طويلًا، وهو عظم العمود الفقري الذي وُلد منه فرايغار. استولى روان على هذه العظمة في جاركار، ولم يبقَ في تريون سوى ذراعه، فتسائل في حيرة عما حدث لتلك الألفيقية العملاقة التي وُلدت من طرفه.

بعد أن فصل جوهر فرايغار الإمبراطوري عن هذه العظمة، فإن ما تبقى هو سلالة كورانيس الخاصة به، ومع ربط هذه العظمة مع فرايغار مرة أخرى، سيكون مستقرًا بدرجة كافية لحمل أراضيه لمدة ثلاث سنوات على الأقل.

لقد كان هذا هو الوقت المتبقي له قبل أن تتمكن أراضيه من تحطيم التنين إلى قطع في الجسد والروح.

قام روان بتقسيم قشور التنين وفتح تسعة منها

قلبٌ مُقسّم، وضع عظمة العمود الفقري داخل هذا المكان، ودمجها مع سلالته. ولأنه كان من أزالها سابقًا، فقد استبدلها بسهولة.

اندمجت عظمة فرايغار وقلبه. ونتيجةً لهذا الاندماج، اشتعل القلب الأحمر فجأةً، محترقًا بنيران سلالة كورانيس.

أومأ روان برأسه عند هذا المنظر، لكي ينجح هذا على الإطلاق، كان عليه أن يحرق جذر هذا السلالة، إلى جانب جوهر فرايغار القوي لحمل مساحته العقلية.

لم يهدر روان المزيد من الوقت في إعادة التفكير في قراره، فغرس يده اليمنى في رأسه وسحب ما يشبه الكون الدوار، كانا مساحته العقلية.

دفعهل في القلب المشتعل، وبينما كان يراقبه، بدأت الحرارة المنبعثة منه تخبو تدريجيًا. عندما ينطفئ القلب من هذا اللهب، فهذا يعني أن آخر جزأ من سلالة كورانيس التي كانت معه قد رحل، ولن يتبقى لفرايغار سوى وقت محدود قبل انفجار جسده، ربما بضع دقائق على الأكثر.

أغمض روان جثمان التنين النائم الذي كان وجهه مليئًا بالألم. ربت على أنفه مواساةً له، فالسنتان أو الثلاث سنوات القادمة ستكون جحيمًا على طفله، لكن روان وعد في قلبه بمكافأته كاملةً.

بعد إتمام هذا الجزء من تحضيره، دمج روان الاثنين في المائة المتبقيين، الذين يحملون أصل سلالة أوروبوروس، مع انعكاسه. ساد الهدوء لبرهة، ثم انفتح الانعكاس على حقيقته.

التقط فرايغار، وابتلعه الانعكاس وانتظر إيفا لتستيقظ للجزء التالي من تحضيراته.

الترجمة : كوكبة