السجل البدائي - الفصل 626

الفصل 626 إطلاق سراح الوحش

فرك كين أنفه كطفلٍ أُلقي القبض عليه ويده عالقة في علبة بسكويت، “إذن، لقد فهمتَ سبب وضعي لك في نسخةٍ مني. حسنًا، لم أحاول إخفاء الأمر، كان بإمكاني إخفاء ملامحي بسهولة، لكنني أظن أن هذا لن يدوم طويلًا في ضوء استنتاجاتك.”

“حسنًا، ما أريده بسيط جدًا. لا أعرف من أين جائتك فكرة محاولة صنع إرادة بنفسك، لكن أقول لك، كثيرون حاولوا وفشلوا جميعًا. نعم، يمكنك اكتساب نوع بدائي من الإرادة يمكنك استخدامه حتى البُعد السادس، إنه ليس مثيرًا للإعجاب حقًا، لكن الأمر ينتهي عند هذا الحد. على عكسك، أريد المزيد.”

“لا أصدّق أنك تجهل حاجز الإرادة هذا الذي منع الجميع باستثناء البدائيين، ومع أنه من غير المجدي إنشاء إرادتك أصلًا، فقد توقعت منك أن تعلم بهذا بعد ملايين السنين في المستقبل عندما تصبح كائنًا كونيًا خارجيًا، لكنك اخترت أن تبدأ هذه العملية الآن، وعندما تفعل ذلك. كما قلتُ سابقًا، إنه خيارك، لكنك بدأت تسلبني حقي، بسبب هذا القرار!”

“كما ترى، إرادة الفوضى في جسدك هي طعامي، وكلما ازدادت قوتك، ازداد انجذابك لهذه الإرادة، وعندما تتعلم تقنيتي، بالتأكيد لا تريد أن تكون عبدًا للفوضى، أليس كذلك؟ لذا… عندما تتعلم تقنيتي، سأتمكن من التغذي على هذه الإرادة لأطول فترة ممكنة.”

“هل كنت تعرف أنك كنت المفضل لدي لفترة من الوقت؟، ففي غمضة عين بدأت في جمع الكثير من إرادة الفوضى حتى أنها كانت مساوية تقريبًا للإرادة التي سيجمعها طفل آخر من الفوضى بعد عدة ملايين من السنين … كم هو مثير للاهتمام!”

أومأ روان برأسه، “فهمت، لن أسألك عن سبب تغذيتك على إرادة الفوضى، فهذا لا يعنيني. لن أزيل إرادة الفوضى من جسدي بعد الآن، دعني أعود وأكمل صعودي إلى مرحلة الإرادة، حتى لو كان مسارًا مكسورًا، فهو مساري الخاص.”

ضحك كين، “جرأتك ساحرة، لكن عليك أن تعلم أن هذا الخيار لم يعد ممكنًا بالنسبة لك. في البداية، كنت سأعيد لك وعيك بكل سرور، لكن الآن… أعتقد أنني سآخذ ما تبقى من جسدك… أنت أثمن بكثير من مجرد أداة أزرعها لإرادة الفوضى. أسرارك ستكون ملكي.”

ضحك روان، وكان صوته منخفضًا وخطيرًا، “إذن كل هذا الحديث مجرد مهزلة، لم يكن لديك النية أبدًا لتركي أحصل على إرادتي الخاصة.”

نظر كين إلى المعركة، وكان صمته موافقةً كافية، لكنه سرعان ما عاد ليتحدث بفضولٍ يُضفي على نبرته نكهةً، “كيف يُمكنك إنشاء نورانيين بهذه القوة؟ لديك سلالة ثانية، ولكن ما هي؟ لا يُمكن أن تكون سماوية أو جهنمية، لا أفهم كيف يُمكن ذلك. أي سلالة قادرة على خلق هذا التقليد المثالي للسماويين؟”

ربت روان على رأسه، “أليس هذا ما كنت تحاول العثور عليه طوال هذه المدة؟، أستطيع أن أشعر بك، تتجول مثل الفأر في جمجمتي.”

ابتسم كين بخجل، “أيمكنك ذلك؟ حماسي لسلالتك الغامضة في أوجه! ومع ذلك، فأنا لستُ بلا رحمة، ويمكنني أن أختار التضحية ببعض امتيازاتي وأمنحك معروفًا. بالطبع، عليك أن تعبدني وتصبح رسولي إلى الأبد، لكن هذا ثمن زهيد. عليك أن تعلم متى يتفوق عليك الآخرون.”

سخر روان في قلبه، كين هو من جلب هذه الكارثة عليه، لكنه كان لا يزال يتصرف كما لو كان يقدم لروان معروفًا من خلال تقديم الفتات له.

“لا تُطيل التفكير في إجابتك، فبحسب تقديري، لديك بالكاد ثماني عشرة ثانية من الوقت الخطي لتكشف لي أسرار قلبك، وإلا ستبتلعك تجسيداتك من سلالة دمك بالكامل. حينها لن تصبح سوى ذكرى باهتة، لكنك ستظل واعيًا بما يكفي لترى كل ما صنعته يصبح ملكي.”

هز روان رأسه وضحك، أي شخص يعرف روان سيعرف أنه لم يعد غاضبًا فحسب، بل متعطشًا للدماء، “اعتقدت أنك وصفتني بالمجنون يا كين”، وأشار إلى بقايا لحمه، حتى الآن كان لا يزال محاطًا بإكليل فضي سميك،

“انظر إلى عمل يداي. في مستواي، أكافح من أجل إرادتي! ما الذي يجعلك تعتقد أن احتمال النسيان سيثنيني عن إكمال ما بدأته؟ لطالما عرفت أن جهدي قد يؤدي بي بسهولة إلى كارثة، لكن مصيري بيدي، وسأنكسر قبل أن أنحني. أنت في عقلي، لذا فأنت تعلم أن هذه هي الحقيقة!”

“أحقًا؟ أعني الحقيقة،” قيّم كين روان نقديًا، “ربما تحتاج إلى مزيد من التحفيز لاتخاذ قرارك. أعدك، العناد لا طائل منه، ما تملكه سيصبح ملكي عاجلًا أم آجلًا، وعدم كشف أسرارك مجرد إزعاج بسيط لي.”

سخر روان وطوى يديه خلف ظهره بطريقة غير مبالية بينما كان يشاهد ملوكه يفشلون ببطء في احتواء ثعابين أوروبوروس،

“إذن لا بأس أن أصمت. إن كانت هذه نهاية طريقي، فأنا أقبلها، والآن اصمت ودعني أتلاشى بسلام دون ثرثرتك التي لا تنتهي. لا عجب أن الفوضى يحتقرك، فرغم كل قوتك، فإن طبيعتك أقرب إلى طبيعة الفأر… ليس لديك كرامة.”

ظل كين صامتًا لبعض الوقت ثم تنهد، “حسنًا، دعنا نشاهدك تموت. أنا اعتبر شريفا لأنني على الأقل أعطيك في لحظتك الأخيرة الكرامة التي يستحقها كل طفل من أطفال الفوضى.”

******

داخل المصنع، كانت إيفا تعد ببطء في ذهنها، “أتمنى أن تعرف ما تفعله يا روان، على الرغم من أننا خططنا لحدوث شيء مثل هذا، لا أعرف ما إذا كنا قادرين على النجاح”.

أومأت برأسها إلى الضائع وهمست، “لقد حان الوقت. أطلقوا سراح الوحش.”

الترجمة : كوكبة