السجل البدائي - الفصل 620
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 620: تفكيك نفسه
لقد شعر الأمير الثالث بقلق عميق، ولكن من المؤسف أن وعيه لم يعد مستقراً كما كان من قبل، وأن تركيزه قد انخفض بسبب شهوة الدم ومتعة القتال.
ولكن هذا الشعور الغريب كان قوياً لدرجة أنه أثار موجة جديدة من الوعي في ذهنه، هزته بعيداً عن تعطشه للدماء وبدأ في الدفع نحو الهروب من الصحراء، تذكر سبب وجوده هنا، وببطء ولكن بثبات كان يتجه نحو الحرية.
من بين كل الأعداء الذين واجهوه، كان ملك العدم هو الأكثر إزعاجًا، بفضل قدراته التي جعلت كل محاولة يبذلها للهروب بلا جدوى، كما حول المكان والزمان إلى لا شيء، وبالتالي حول أي جهد يبذله إلى جهد لا معنى له.
ما جعل مشهد المعركة هذا مخيفًا بشكل لا يصدق هو حقيقة أنه لم يكن هناك صوت، حتى مع مستوى القوى المروعة التي تم إلقاؤها، كانت هذه المعركة بلا صوت.
كانت غريزة الأمير الثالث تصرخ في وجهه، كانت تخبره أنه بحاجة إلى مغادرة الصحراء، وأن شيئًا ضخمًا يحدث، وإذا تأخر في معالجته، فسوف يفشل في تحقيق الغرض الكامل من وجوده…
“ماذا يحدث؟ ماذا سأخسر؟ آآآآ…”
مع صرخة الغضب، تجاهل الأمير الثالث كل شيء، وأشعل جوهره، وبدأ في الدفع للهروب من هذه الصحراء.
تحولت هذه الصحراء اللامتناهية إلى بحر أحمر، عندما اشتعلت جوهر الأمير الثالث، حتى هذا الموقع القوي والمخيف تحول أمام حضور القوة الحقيقية للأمير الثالث.
لأول مرة منذ أزمان لا تعد ولا تحصى، انطلقت صرخة عظيمة من الصحراء، صرخة قديمة لا تصدق، مليئة بالغضب الذي من شأنه أن يحول كل شيء في الوجود إلى غبار.
ردّ الأمير الثالث على هذا الردّ بصرخة غضب ويأس طويلة وعميقة. شيءٌ ما في تلك الصرخة أسكت الصحراء، فاستعادت سيطرتها على مضض.
انحنت الصحراء للأمير الثالث، لكن غضبها لم يخمد، فمنذ تلك اللحظة مُنع من دخول الصحراء. إذا عاد، فسيضطر الأمير الثالث إلى سلوك طريق آخر، وهو أمر مستحيل، فهذه هي الطريقة المُظلمة للوصول إلى وعي الكون والعودة، وإلا فسيُصبح شيئًا آخر.
كان إشعال جوهره هو القشة الأخيرة، فقد أعطاه كل القوة التي يحتاجها للهروب من محاصرته، بينما كان يقاتل ببطء نحو أطراف الصحراء.
ولكنه كان يعلم أن هذا العمل المتمثل في إشعال جوهره يعني نهايته، لكنه لم يعد يهتم، وكان سيمرر الشعلة طواعية إلى التالي في الصف إذا كان هذا يعني أنه لن يفشل في مهمته.
ترددت صرخات غضبه في الصحراء مرة أخرى،
“تنتصر أيها الرابع… لقد فزت أيها الوغد!”
*******
لم يكن روان مدركًا لتأثير فعله على بقية الكون. لا، هذا خطأ، فقد أدرك أن شيئًا مشابهًا قد يحدث، مع أنه لم يُدرك ضخامة جهده.
استمر في تطهير حالته العقلية، كانت هناك قوة عظيمة تحيط به والتي بدأت في ضغط الواقع حتى بدا وكأن هالة فضية تحيط به.
سمع صوتًا قويًا في المسافة، مما عزز عزيمته، وأدرك أن هذا الصوت كان قادمًا من جيشه النوراني المكون من مائة ألف فرد.
لقد صنعوا جميعًا رماحًا من اللهب، وضربوا الأرض بالرمح، مما أدى إلى إحداث عدد لا يحصى من الانفجارات الصوتية بهذه البادرة.
كان بإمكانه أن يشعر بإيمانهم، وحبهم، وثقتهم التي لا تتزعزع، واستمد روان القوة منهم بينما استمر في الحديث،
“أنا لستُ جزارً للواقع. دمارُي المُفرطُ وُلِدَ من عقلٍ لا يملكُ أيَّ سيطرة. لم أكن سوى عبدٍ لغريزةٍ كان عليَّ السيطرةُ عليها، أنا…”
فجأة دخل همس إلى وعيه،
“أوه… ولكنك لم تتقن هذه الغريزة بعد… يا طفل الفوضى!”
كانت تلك الكلمات مزعجة للغاية وصاخبة، لدرجة أن الأمر كان كما لو أن كل خلية في جسده كانت تصرخ.
انفجر جسد روان إلى مليار قطعة وانتشر على مسافة آلاف الأميال.
انطلق زئير الغضب والعزيمة من تلك الشظايا، وأدى فهمه لمدى عمق الفساد الذي تعرض له إلى شعور كبير بالخجل والغضب في قلبه.
“لقد عشتُ مع كل هذه الإرادات لفترة طويلة! إذا كانت هذه القوة نابعة منك، فهي ليست لي. لا أحتاجها!”
أعادت أجزاؤه تكوين نفسه، لكنه لم يعد كاملاً كما كان من قبل.
كان روان ممتلئًا بالغضب ولم يقم عمدًا بشفاء نفسه حتى النهاية، حيث ترك نفسه منفصلًا إلى أجزاء مختلفة، مثل دمية تشريح تعرض الطبقات المختلفة داخل الجسد، في السابق لم يكن قادرًا على رؤية نفسه بهذه الطريقة أو حتى تفكيك نفسه كما فعل للتو.
كانت الطبقة الداخلية من جسده عبارة عن سحابة ذهبية سميكة مثل الزئبق، وإذا نظرنا عن كثب سنجد أنها لم تكن سائلة بل حبيبات ذهبية لا تعد ولا تحصى مع بقع من ضوء النجوم بداخلها، كانت تدور ببطء وكانت الهالة التي أطلقتها قوية، حيث لم تعد موجودة داخل جسد روان المطلق.
تحتوي هذه الهالة على جوهر امبراطوري لا حصر له أخذه روان من الكون والجوهر الذي حوله باستخدام نقاط الروح.
باستثناء الحالات غير الطبيعية، لم يكن هناك طريقة يمكن بها لأي كون أن يمنح كائنًا واحدًا هذا القدر من الجوهر، لأنه كانت أسس القوة هي التي يمكن أن تسحقه من الداخل.
جزء كبير من السبب الذي جعل روان قادرًا على أداء العديد من المعجزات أثناء وجوده داخل الكون مثل قدرته على إعادة حالته المستقبلية إلى الماضي عندما استخدم برج الجشع أو كيف كان قادرًا على زرع آلاف العوالم بينما كان لا يزال مجرد مهيمن حالة الصدع كان مرتبطًا بحقيقة أن كمية الجوهر الإمبراطوري التي كان يمتلكها كانت غير مسبوقة.
كانت هذه الكمية من الجوهر التي جمعها روان كافية لولادة مائة إمبراطوري!
يمثل هذا الجوهر قوة عظيمة وبدأ هالته في زعزعة استقرار المصنع.
أما الطبقة الثانية فكانت عظامه الذهبية، كانت تلمع كالشمس وكانت مستقرة كالأعمدة التي تدعم الكون.
الطبقة الثالثة كانت لحمًا، كانت بمثابة قنوات طاقة لا نهاية لها، إذ كانت تمتلك القدرة على احتواء كمية هائلة من الأثير. وهذا ما جعله قادرًا على حرق الثوران دون أن يتحول إلى تراب.
زأر روان، “ثوران… أخرج!”
الترجمة : كوكبة