السجل البدائي - الفصل 618

الفصل 618 معرفة الذات

انفتحت عينا روان فجأةً، وقد انتعشا تمامًا في حالته الراهنة. عادت أعمدة وعيه وبئر معرفته إلى حالتهم المثلى، لكنهم كانوا خاطئين… مشوهين.

لقد اندمج جزء كبير من سلالة أوروبوروس مع غرفه وأعمدة وعيه لدرجة أنه مع الحالة الضعيفة لسلالة أوروبوروس، لم تعد أعمدته ترتفع إلى السماء – أشعة سميكة من قوى الوعي التي لا هوادة فيها والتي من شأنها أن تجعل قوة وعي السامين والسحرة الكبار يخجلون – الآن أصبحت ملتوية، وتقلص لمعانها الذهبي إلى اللون البني الصدئ.

لم تعد عين بئر المعرفة الخاص به مشرقة وثاقبة بل أصبحت باهتة وصفراء، مثل عيون رجل عجوز في شفق حياته، وكانت قوتها في المعالجة حتى في هذه الحالة أقل من عشرة في المائة.

لو كانت هذه هي الأدوات التي استخدمها روان، لكان ذلك كافيًا، فما سيأتي بعد ذلك لم يكن مسألة ذكاء أو قوة، بل ببساطة تصميم واستنارة. كان استعداده لهذه اللحظة، وللنجاح، كان عليه أن يؤمن بنفسه ويفهمها بعمق.

وقف روان، وانخفض طوله إلى 320 ميلاً، ومع ذلك كانت كل حركة من جسده الضخم ملموسة.

دفع هذا التصرف إيفا والبقية إلى التراجع، مدركين أن الوقت قد حان، وأومأ روان برأسه إلى شخصياتهم المنسحبة شكرًا، وانتظر عودتهم إلى أماكنهم حيث بدأت اللعبة النهائية.

في هذا الوقت لم تعد النواة العائم في الأعلى تشبه القلب بل كرة بدون عيوب مرئية على سطحها، كانت هناك ثلاثة ألوان تتدفق على طول سطحها الخارجي، وكان اللون الأكثر سيطرة هو اللمعان الذهبي، ثم لون أحمر مثل الدم المتحلل، وأخيرًا لون أسود مشابه للدخان.

بفضل بصيرة روان الجديدة، أدرك أن ما كان ينظر إليه ليس ألوانًا، بل مظهرًا خارجيًا لشيء أعمق. لم تكن هذه نية كما أخبره لاباليتاي ذات مرة، بل كانت أكثر تعقيدًا، فاختار روان تسميتها الإرادة.

لا يمكن للنية أن توجد إلا في البعد الرابع بعد أن ترسخ نفسها بقوة في الزمن، ويتم الشعور بتأثيراتهاوعلى البعد الثالث بشكل واضح، وكان هذا هو السبب في أن السامين والسحرة الكبار كانوا أقوياء حقًا، لأن هجماتهم كانت تحمل لمحة من الحتمية، ومع ذلك لم تستطع التحرك إلا عبر الحاضر.

اشتبه روان أن السامين أنفسهم لم يفهموا حقًا كيف تعمل نواياهم بعد أن اكتسبوا هذه القوة في البداية فقط على مستويات عالية جدًا سيبدأون في فهم هذه القوة، سيستغرق الأمر شخصًا مثل روان الذي كان بدائيًا ناشئًا وكان لديه إمكانية الوصول إلى فهم الأبعاد على هذا المستوى للبدء في حل العقدة.

كان هذا أيضًا هو السبب في إمكانية تطهير نية السامين بسهولة، حتى نية من الدرجة الأدنى يمكنها تطهير نية من الدرجة الأعلى إذا أعطيت أحجامًا كافية، لكن الإرادة كانت مختلفة.

تذكر ما قالته الساحرة القوية داخل جزيرة الراحة لأندار عن هذه القوة، لقد أطلقت على هذا اللون اسم رائحة القديم.

كانت هذه الإرادة أو الرائحة قوة عميقة ومتغلغلة ترسخت خارج البعد الرابع إلى مستويات أعلى، مما أدى إلى غرق فسادها عميقًا في الماضي والحاضر والمستقبل.

كان الذهب من الفوضى، والأحمر من أبيه، والأسود من القوة الهاوية التي هاجمت نورانييه. تسللت هذه القوة ببطئ إلى سلالته دون أن يلاحظها، ومع مرور الوقت، ستتسرب ببطء إلى كيان روان حتى يعجز عن التمييز بين جوهره وجوهر القدماء.

كان الخطر في مثل هذا الشيء هو وجود حبل المشنقة حول رقبته، وإذا اختار تجاهله، فإن نهاية مؤسفة تنتظره، فهذا الكون لا يرحم الضعفاء.

الآن كان على وشك التخلص من هذه الرائحة الكريهة.

كانت المواد جاهزة، وكانت الكرة التي تحوم أمامه والتي كان حجمها يعادل سبعة من كوكبه السابق اندمجت معًا.

لقد تم إجراء الاتصالات، وربط مليارات المكونات والمواد إلى كل واحد لم يكن مجرد إنجاز في الصياغة، بل كان فنًا في حد ذاته، وتم زرع رونيات غامضة في كل جزء من النواة، وكان آخر شيء يحتاج روان إلى القيام به هو وضع إرادته الخاصة داخل هذه النواة وإعطائها الحياة.

إذا كان روان يقوم بإنشاء مدمر باستخدام المخططات الموضوعة مسبقًا والتي حصدها من الكتاب الذهبي، فإنه كان سيستخدم نيته لتكون بمثابة المنشط لها، لكنه كان يذهب إلى عمق أكبر، مما يعني أنه كان عليه أن يجمع إرادته الخاصة.

على مدى العامين الماضيين، كان روان يفكر في كيفية إنشاء إرادته الخاصة، كانت هذه قوة يجب أن تأتي إليه بشكل طبيعي عندما يصل إلى الدائرة العليا الخامسة أو السادسة، ولكن إذا انتظر كل هذا الوقت فإن الإرادة التي سيظهرها لن تكون إرادته بالكامل، بل اندماج إرادات الثلاثة قدماء داخل سلالته.

في ذلك الوقت لن يكون هو نفسه بعد الآن لأنه سيفقد ببطء ما يجعله مختلفًا، ويتقلص إلى لا شيء سوى قناة للقدماء، ولم يكن معروفًا حتى بمساعدة سجله البدائي ما إذا كان سيكون قادرًا على تطهيرهم من جوهره بعد الآن.

ارتجف وعي روان، ألم يكن فاسدًا بالفعل؟

ولأنه لم يكن من النوع الذي يهدر وقته الثمين في مشاكله، فقد بدأ في العمل على عملية إنشاء إرادته الخاصة.

بقدر ما يستطيع أن يقول، كان لديه قدرات تتجاوز دائرته العليا الحالية، وبعض القدرات التي كان قادرًا عليها كانت قدرات لا يستطيع استخدامها إلا القدماء، وهذا يعني أنه كان لديه بالفعل الأدوات اللازمة لإنشاء إرادته الخاصة، لكنه لم يكن على علم بذلك.

بعد أن راجع نفسه مرات لا تُحصى، كان السجل البدائي هو ما أعطاه أخيرًا التلميح الذي كان ينقصه، فبدأ البناء من تلك النقطة. تلك التلميحة الثمينة كانت ألقابه.

كان لدى روان خمسة ألقاب، وهي: سائر العالم، دماء الفوضى، جزار الواقع، المنشئ، بدائي

كل ما أظهره له السجل البدائي كان مهمًا، وكانت هذه الألقاب مهمة في إنشاء إرادته.

داخل كل هذه الألقاب كان جوهر شخصية روان، كان عليه فقط العثور عليه.

الترجمة : كوكبة