السجل البدائي - الفصل 616

الفصل 616 جوهر لاميا الحقيقي

عند هذا التغيير المفاجئ، صرخت نواة الرجس بشكل غير متوقع بغضب وزادت الطاقة الصفراء النابضة من شعرها حتى أصبحت ساطعة مثل الشمس الصفراء، بدأت الرجسات المتأثرة في الابتعاد عن ارتباكها، وبدأت الطاقة تطهر عقولهم ومستويات قوتهم في الارتفاع بشكل كبير ولحظة كان الأمر كما لو أنهم جميعًا تحولوا إلى كائنات بمستوى قوة السامين.

انتشرت صرخاتهم في جميع أنحاء الفضاء وتضخمت الطاقة الصفراء وملأت أجسادهم بالضوء، وبدأت أجسادهم تنبعث منها ضباب مصفر كان بمثابة حمض قوي، وبدأ الفضاء نفسه في التفتيت والتشقق عندما بدأ الحمض في تآكل مادة الواقع.

صفقت كورانيس بيديها تقديرًا وأطلقا صافرة الذئب، “هاهاها، هذا الوحش صفعك للتو، تيبيريوس.”

“لا يهمني ما هي القوى التي لديكم، سأدفنكم في هذا المكان،” صرخة لاميا المرعبة وصلت إلى السامين مع دوي عالٍ ترك شقوقًا في جميع أنحاء الواقع لأميال لا نهاية لها عبر الفضاء.

استأنفت المخلوقات البغيضة هجومها، حيث ذبحت بسرعة واستهلكت ما تبقى من جيوش أبسوميت وهبطت على السامين بغضب متجدد، وفي لحظة واحدة تم تغطية وجود السامين بأجساد الملايين من الرجسات المهاجمة.

انطلقت نبضة من أكوام الرجسات المُزمجرة المحيطة بالسامين، فتجمدت كل مخلوقات الرجسات التي كانت تُحيط بالسامين قبل أن تنهار جميعها وتتحول إلى رماد. انتشرت هذه النبضة في أرجاء الفضاء، وتحولت كل المخلوقات البغيضة إلى رماد باستثناء لاميا والأخوريل الذين كانوا محميين بقبة من الطاقة الصفراء.

هدرت لاميا بانزعاج، ولم تتوقف الطاقة التي تربطها بالأخوريلين ومع هدير عالٍ، تم قذف ملايين من الفظائع الجديدة من الحاصدين والمدنسين وعشرات المتغيرات الأخرى من الرجسات من أجساد الأخوريل.

لقد مزقوا أكياس الولادة الخاصة بهم واستهلكوها بسرعة، ونما حجمهم وتشكلوا بالكامل في أقل من ثلاث ثوانٍ.

كانت هذه المخلوقات البغيضة حديثة الولادة مختلفة بعض الشيء، حيث كانت أجسادها مغطاة بشبكة متوهجة غريبة من النوع الذي بدا غير مهم، ولكن هذا هو افتراض أي شخص لا يفهم ما الذي يجعل المخلوقات البغيضة مرعبة.

كانت هناك سمة فريدة من نوعها وهي ببساطة التطورات السريعة التي لا نهاية لها.

خلال معاركها مع السفينة الرونية، لم تستخدم لاميا هذه القدرة على وجه الخصوص، وتركتها حتى بدأت حملتها الحقيقية ضد تريون.

ما دمر رجساتها السابقة هو نبضة اهتزازية معينة تم إطلاقها عندما ينقر سامي الحرب بأصابعه.

على الرغم من أن هذه التغييرات الجديدة على أجساد الرجسات لم تتمكن إلا من حمايتهم من هذه القوة الاهتزازية إلى حد محدود وكان لدى سامي الحرب العديد من الحيل والقوى الأخرى، إلا أنه كان من الحقائق التي لا يمكن إنكارها أنه إذا أعطيت الوقت الكافي، فإن هذه البغيضات سوف تتكيف مع كل هجوم يلحق بها.

لم تصل الدفعة التالية من الرجاسات حتى إلى السامين عندما تحولت إلى رماد مرة أخرى عندما نقر تيبيريوس بأصابعه ثلاث مرات، لكن أثر الابتسامة كان على شفتيه على الرغم من أنه استخدم المزيد من القوة في التعامل مع هذه الرجاسات.

ضحكت لاميا قائلةً: “لقد أتيتم متأخرين جدًا، لقد شربتُ كثيرًا من العوالم العديدة التي استهلكتها، ومن المستحيل أن توقفوني. كان من الحكمة أن يهاجمني ثلاثة منكم دفعةً واحدة.”

لقد أطلق أخوريلها المزيد من المخلوقات البغيضة، وكانت أجسادهم مختلفة بعض الشيء، وهذه المرة، اندمجت الشبكة المتوهجة مع أجسادهم، مما منحهم مقاومة معززة للغاية للاهتزاز، إذا استخدم تيبيريوس نفس الهجوم، فمن غير المعروف عدد الرجسات الذين سيكون قادرًا على تدميرهم هذه المرة.

هز حوروش رأسه، “ربما نجحتِ، لكن الكثير من قوتكِ حصلت عليها من أبناء تريون، لم تكوني حكيمة وأكلتِ الكثير منهم عندما كان يجب أن تغادري نطاقنا، كما أننا لسنا هنا لمهاجمتكِ على الفور، أخي وأختي هنا فقط للمراقبة، سأكون أنا الذي سيقضي عليكِ”.

مد السامي يده اليسرى للأمام وفتح كفه ليكشف عن قلب ينبض، تراجعت لاميا فجأة، وامتلأت ملامحها بالصدمة والخوف،

همس حوروش وهو ينظر بعمق إلى النواة في يده، “عندما تركنا أجسادنا القذرة خلفنا، احتفظنا بالأنوية الحقيقية لقواقعنا معنا، وقمنا بتشكيل انوية مزيفة داخل أجسادكم. هذا هو قلب مينيرفا، جوهركم الحقيقي.”

صرخت لاميا واستدارت لتهرب، لكن قوة شفط رهيبة خرجت من القلب النابض في يد حورش وكانت فعالة على كل رجس هنا، وسحبتهم إلى القلب النابض.

أطلق الأخوريل صرخات يائسة طويلة، لكن القلب النابض استخدم تلك الطاقة الصفراء للرجس كسلسلة وجذبهم إلى القلب، وبينما اقتربوا منه بدأوا في الانكماش حتى أصبحوا بحجم حبة أرز، وتم امتصاصهم جميعًا في القلب.

صرخت لاميا بغضب ويأس لكنها لم تستطع الذهاب بعيدًا، تم سحب جسدها أقرب وأقرب إلى القلب حتى أصبحت على بعد أقدام قليلة،

“لن تحاصروني مرة أخرى، أرفض هذه الإهانة… أرفض مصيرًا كهذا!” امتلأت صرخاتها بالألم، وقاومت الجذب بعنف حتى بدأ جسدها يتمزق، وشرب قلبها دمها ولحمها بلهفة.

كانت معاناتها مؤلمة وأطلقت صرخة ألم أعلى عندما تم سحب ساقيها إلى القلب ولم يتبق سوى النصف العلوي من جسدها بالخارج،

في ذروة اليأس، بدأت لاميا بالتوسل من أجل حياتها،

“اتركزني وشأني، وأعدكم بأنني لن أشن حربًا ضدكم وضد سلطانكم بعد الآن.”

“لقد فات الأوان لذلك”، أجاب حوروش، “لقد كانت لديكِ فرصة للهروب، لقد أعطتكِ إياها مينيرفا، لكنكِ أهدرتها”.

صرخت لاميا مرة أخرى، وازدادت معاناتها، وفي عمل جنوني وقوي جعل حتى السامين مندهشين، بدأت في سحب نفسها من القلب تاركة جروحًا ضخمة في جسدها حتى أصبحت عظامها مرئية.

فركت كورانيس حواجبها بانزعاج، “هذا يستغرق وقتًا طويلاً، أطعمها السفينة اللعينة، تيبيريوس.”

توقف سامي الحرب للحظة قبل أن يتنهد ويفتح راحة يده ويمسك بالسفينة الرونية، وفجأة لم تعد أبسوميت بحجم مدينة وانكمش إلى أقل من سبعة أقدام في الطول، ويشبه سيفًا فضيًا عريضًا.

“تيبيريوس… ماذا تفعل؟ توقف… أنا رمحك… طفلتد الحبيبة… أبي؟”

كانت الكلمات الأخيرة من السفينة الرونية أشبه بسؤال. توجه سامي الحرب نحو حوروش وأمسك لاميا مرعوبة من شعرها وبدأ يدفع السفينة الرونية إلى حلقها.

الترجمة : كوكبة