السجل البدائي - الفصل 614
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
دعم مترجم لزيادة تنزيل رواية The Primordial Record
الفصل 614 فريسة ليست سهلة
كانت أبسوميت تنزف الجنود بسرعة أكبر مما يمكنها من إنتاج جنود جدد، ولم يكن هذا الوضع أفضل عندما تم تقليص مرافق التصنيع والاستنساخ لديها إلى ما يزيد قليلاً عن 25%.
لا تزال السفينة الرونية تقاتل بشراسة بما لديها من أسلحة. كان كل جندي مُدرّعًا بدرع معدني يشبه المرايا الفضية، وهو أحدث إصدار من الدروع التي أنتجتها السفينة الرونية بعد أن اكتشفت عدم فعالية دروعها السابقة أمام قوة المخلوقات البغيضة.
في المواجهة الأولى، كانت أبسوميت ضد لاميا، بطل الرجس إلى جانب قواتها قد مزق مائة ألف جندي مثل سكين ساخن في الزبدة، حيث لم يكن لدى درعها السابق أي طريقة لتقييد الرجس من إصابة وامتصاص جنودها، في الواقع، فإن جوهر القوات الرئيسية لدى لاميا، الحاصدين، جائوا من هذه الدفعة من جنود أبسوميت.
كانت السفينة الرونية سلاحًا قويًا في الحرب، وهذا يعني أنها كانت قادرة على الابتكار بشكل أفضل من معظم الأسلحة، حتى في خضم المعركة، وقد أدى أحدث درع صنعته إلى خفض معدل الإصابة إلى أقل من النصف، وهو ما كان تقدمًا مذهلاً نظرًا لأنها كانت تمتلك موارد ضئيلة للعمل بها.
على الرغم من أن أبسوميت ركزت في الغالب على ابتكار سفنها وطراداتها الحربية حيث كانت تلك هي الأسلحة الحقيقية ضد المخلوقات البغيضة، إلا أن أسلحة الجسد مثل جنودها كانت مجرد إمداد لاميا بالقوة بطريقة أو بأخرى.
لم تتباطأ الرجس وبدأت في حصاد الكتلة الحيوية في عدد لا يحصى من الكواكب، ولإبطاء سرعتها في جمع القوة، قامت السفينة الرونية بتدمير العشرات من الكواكب إلى غبار، وكانت أعظم معركة في عالم صغير تم تدميره منذ ثلاثة أشهر.
كان هذا هو التغيير الذي أثار غضب أبسوميت، لا يمكن مقارنة العالم الصغير بالمئات من الكواكب التي تم ذبحها سابقًا، لأن العالم الصغير كان محورًا قويًا للأثير، وكانت أبسوميت متأكدًدة من أن لاميا كانت قادرة على إنشاء بطل ثانٍ باستخدام الطاقة التي استهلكتها من ذلك الكوكب.
لماذا كان السامين يراقبون هذا الجنون؟ كانت تفهم تجاهل مئات الكواكب التي تقع تحت جنون الرجس، لكن اخذ عالم أصغر كان صفعةً مباشرة لسيادة تريون.
مع كل الفوضى والدمار المستمر الذي يحدث حاليًا، كانت المعركة الحقيقية بين سفينة الرونية والثلاثة مسوخ الذين يستخدمون أسلحتهم الرئيسية.
كانت السفينة الرونية تستخدم مدفع فوربال-رون الذي يبلغ طوله أكثر من ثلاثين ميلاً والذي يمكن تدويره في كل اتجاه ويمكنه إطلاق شعاع من الأثير النقي الذي كان موجهًا نحو اللهب والصقيع والبرق وغيرها من الجواهر الأولية.
بكامل قوتها، كان هذا السلاح قادرًا على اختراق عشرات العوالم الصغيرة، لكن في الوقت الحالي، كان يعمل عند أدنى إعداداته، ليس لأن هذا ما أرادته السفينة الرونية، ولكن لأن قواها كانت تتقلص.
ومع هذه القوة المتناقصة، فإنها لا تزال صامدة ضد الثلاثة مسوخ، والتي علمت أنها تسمى أخوريل.
أطلق الأخوريل تيارات كثيفة من اللهب الأحمر من أفواههم تشبه أشعة الليزر، وكان روان قد تعرف على هذه النيران على أنها ضوء لحمي، لكنها تعززت إلى درجة أنها يمكن أن تلتهم عالمًا بأكمله.
لم تتمكن السفينة الرونية من الهجوم لأن مدافعها كانت مشغولة بصد وصد ضربات الأخوريل الثلاثة، وكان عليها التأكد من تدمير كل شعاع من المصباح اليدوي تمامًا، وإلا فإنه سيخلق بلورات من شأنها أن تستنزف الحيوية في ساحة المعركة وتتحول إلى ألغام يمكن أن تنفجر بقوة قنبلة نووية حرارية صغيرة.
لم تكتفِ أبسوميت بالمصارعة ضد ثلاثة من هذه المخلوقات، فقد كشف ذلك عن مدى نضج لاميا، إذ لم تكن تستخدم سوى جزء صغير من جيوشها الضخمة لمواجهتها مباشرةً. أثار هذا الإدراك فخرها، إذ رأت جسد لاميا العملاق من بعيد، لا يُبالي بالمعركة، بل منشغلاً بإطعام نفسه.
كانت الحرب بالنسبة لهذه الرجس مجرد أرض تغذية عملاقة.
كانت تشبه إنسانًا بشريًا أنثى يبلغ طولها أكثر من اثني عشر ميلاً، وكان رأسها والجزء العلوي من جسدها مضغوطين على واحدة من أكبر السفن الحربية لأبسوميت وكانت تتغذى على السكان.
كانت لاميا تمسك السفينة بيد واحدة بينما كانت تدفع بلسانها في الفجوة التي أحدثتها في الهيكل.
انقسم لسانها إلى مئات من خيوط الدموية التي اخترقت البارجة الحربية فمزقت الجنود وتلتهمهم بلذة، وكان من الممكن سماع أنينها من المتعة في جميع أنحاء ساحة المعركة.
كان شعرها مليئًا بالعيون التي كانت تتجول في ساحة المعركة، والشهوة والفساد بداخلها دفعت الآلاف من الجنود إلى الجنون، ومع استمرار المعركة استمر هذا العدد في الزيادة.
خلفها كان هناك اثنا عشر من الأخوريل، الذين وقفوا على أهبة الاستعداد، آمنين في معرفتهم بأن ثلاثة فقط من عددهم سيكونون كافيين لسحب السفينة الرونية إلى الدمار.
أسفل كل ذلك كان هناك العديد من الكناسين البيوميكانيكيين من كلا الجانبين الذين كانوا يجوبون ساحة المعركة ويسحبون الموتى والذين ما زالوا يموتون إلى مصانع المعالجة حيث تم طحن الرجال الصارخين والرجسات بدرجات متفاوتة من الإصابات إلى عجينة وحصاد أجسادهم للحصول على أجزاء.
كانت أوامرها هي جر لاميا نحو قلب الإمبراطورية بكل الوسائل الضرورية، لكن أبسوميت سرعان ما أدركت أنها لم تكن بحاجة إلى القيام بذلك، كانت لاميا قادمة إلى الإمبراطورية بطريقة أو بأخرى، والأوامر التي كانت تتبعها لم تكن تؤدي إلا إلى جعل الرجس أقوى.
كان هذا هو الوضع الحالي الذي شهده السامين الثلاثة عندما خطوا إلى ساحة المعركة.
كان وجودهم كصافرة إنذار عالية في فترة الصمت التي أوشك فيها النهار على البزوغ. فجأةً، ساد الصمت ساحة المعركة بأكملها، ولم يُسمع سوى وقع أقدام السامين وهم يتجهون نحو قمة السفينة الرونية.
لقد ساد الصمت ساحة المعركة بأكملها، ليس لأن المقاتلين توقفوا عن القتال، بل لأنهم تجمدوا في مكانهم، مثل الذباب المحبوس في العنبر.
فجأة، لدى الأمر أن هذه الحرب المريرة التي كان عشرات الآلاف يموتون في كل لحظة، والتي كانت تحدث فيها مآثر بطولية عظيمة وأعمال وحشية رهيبة، كانت بلا معنى.
إن وجود سامين تريون الثلاثة جعل كل شيء آخر يفتقر إلى المعنى والمضمون.
كانت لاميا الوحيدة التي تتحرك ولم تبدو في عجلة من أمرها حيث سحبت لسانها من البارجة وألقت بها جانبًا.
كانت الرجس تتحدث بلغة ميدان القديمة كأنها قطة راضية، “إذن أنتم هنا أخيرًا، يا أطفال. لن تجدوني فريسة سهلة كما كنت من قبل”.
الترجمة : كوكبة