السجل البدائي - الفصل 607

الفصل 607 الفساد

كان وجود هذا الوحش مثيرًا للقلق، لكنه لم يفاجئ روان.

“لا أحد بريء”، قالها ببطء وهو يحث على نشر التراجع بشكل أسرع، متجاهلاً صرخات الغضب والدهشة القادمة من الخارج – المخلوق الكوني الخارجي.

كان انتشار وصمة الرجوع هذه قد وصل إلى ما يقرب من ستين في المائة، ولكن مع حث روان، الذي حفزه الرونيات التي زرعها في الكنز، بدأ ينتشر بسرعة ولم يتبق سوى جزء صغير من المقبض، ولكن هذا لن يدوم طويلاً.

خلال اللحظة القصيرة التي قضاها مع هذا المخلوق، حاول كل منهما التفوق على الآخر.

كان روان قد تسلل إلى داخل جسده باستخدام استنساخاته المقاتلة وأبقاهم خامدين، منتظرًا لفترة من الوقت حتى يفقد المخلوق على الأرجح أي شك حول معاملتهم، وعندما يصبح أيضًا أقوى، لعب المخلوق معه أيضًا كما هو متوقع.

إن الكنز الذي بيع لروان لم يكن ملكًا له حقًا لأن بصمة المخلوق كانت لا تزال بداخله.

لم يكن هذا شيئًا يمكن اكتشافه بسهولة ولم ير روان أي تلميح إليه، ربما عندما يشعر المخلوق أيضًا أن روان لم يعد يشك، فإنه سيسحب الكنوز إلى جانبه، أو إذا تجرأ روان على الخروج من الكون، فسوف يأخذ المخلوق بسهولة الكنوز التي تبادلها، فلا عجب أنه كان على استعداد لتداول ثلاثة من كنوزه الأكثر قيمة مع روان دون الكثير من المساومة.

ارتفعت صرخات المخلوق وبدأ ضباب شاحب يتسرب من الشفرة المتحولة، وعندما تم تغطية السلاح بالكامل بطاقة التراجع، هرب الضباب منه بالكامل وكان يتخذ ببطء شكل المخلوق الذي واجهه ذات مرة.

كان الضباب على شكل حريش عملاق ذو تريليونات من الأرجل والذي سرعان ما ملأ المكان بأكمله، كان حجمه مذهلاً وكانت الحركة من جسده ساحرة ومليئة بالقبح.

في الأسفل، كان الكتبة ونساجي التعويذات يلهثون عند هذا المنظر، لأن السماء قد تم استبدالها فجأة بشكل هذا الوحش، وسرعان ما أبعدوا أنظارهم عنه، حيث بدأ كاتب مثير للشفقة يتحول بهدوء إلى حريش عملاق.

كان هذا التحول سريعًا ولم يبدو أنه كان مدركًا لذلك، فقط وميض ذهبي سريع قطع رأسه جعل الآخر يدرك حقًا حجم الخطر.

الكاتب الذي تحول إلى حريش عملاق، لم يستطع حتى الصراخ قبل أن يتحول إلى تمثال ذهبي، وإذا نظرنا عن كثب سنجد أن معدة هذا الحريش قد تمزقت وتوسعت، وكان بداخلها آلاف من الحريش الصغيرة التي تحولت أيضًا إلى ذهب.

لو جاءت تلك القطعة الذهبية متأخرة قليلاً، فإن الألفيق الذي اندفع خارج جسده المنفجر كان سيغطي هذا الجزء بأكمله من التشكيل، مما يؤدي إلى زعزعة استقراره.

كانت صاحبة القطع هي ديان، كانت هي الوحيدة التي اكتشفت الفساد بسرعة وعرفت على الفور أنه مع مستوى العدو الذي واجهوه وضخامة المهام التي تنتظرهم، لا يمكن التسامح مع خطأ واحد.

مرت عيناها الذهبيتان بسرعة عبر الكتبة الـ 313 هنا واستشعرت رائحة خافتة من الفساد من 53 كاتبًا آخؤ.

“الجميع، أغلقوا حواسك، لا تنظروا إلى البشاعة في الأعلى.” صوت ديان الآمر رن مثل الجرس.

ارتفعت قليلاً في الهواء وأطلقت الكرة الذهبية التي تدور خلفها فجأة 53 سلسلة ذهبية طويلة من الطاقة التي اخترقت جباه جميع الكتبة الذين تم إفسادهم من خلال النظر إلى هذا الوجود، وتحويلهم جميعًا إلى تماثيل ذهبية.

نقر نساج التعويذة الوحيد الآخر بجانبها بأصابعه، وغمر التماثيل الذهبية بنار زرقاء وذهبية تبخرت، وتحول الدخان الصغير الذي تصاعد من التماثيل المدمرة إلى ضباب وهرب فوقها، وعاد إلى جسم الضباب العملاق للمخلوق الكوني الآخر.

“سش …

تردد صراخ المخلوق المزعج في جميع أنحاء المصنع وبدأ وجهه الكابوسي في الانخفاض حتى وصل إلى رأس روان.

كل ما حدث مع الكتبة لم يستحق اهتمامه، فطاقته كانت تسعى إلى إفساد واستيعاب كل ما كان على اتصال به.

انفتح وجه المخلوق المرعب.

“كيف تجرؤ…”

أضاءت عيون روان الذهبية بالانزعاج والغضب وضغط على قبضته، وانتشر تحريكه عن بعد مثل العاصفة وسحق تروس الجنون إلى قطع.

بدأت قطع ضخمة من الشفرة، والتي تبدو الآن وكأنها معدن ترك ليصدأ لعقود من الزمن، تتساقط في الوعاء الذي كان مليئًا ببقايا السائل من محركه العالمي.

صرخ المخلوق مرة أخرى في يأس واختفى، تم قطع كل رابط كان لديه مع تروس الجنون والسلاح الذي يمكن أن يحمل جزءًا من وعيه في الوقت الحالي توقف عن الوجود، وبالتالي اختفى من هذا الفضاء، ولم يعد لديه ما يرسخ وعيه به.

لم يكن روان سعيدًا لأنه كان يعلم أنه كان في سباق مع الوقت، إذا كان المخلوق على علم بأن كنوزه معرضة لخطر التدمير، فإنه قد يسحب الكنزين الأخيرين بسرعة.

على الرغم من أنه تأكد من خلال وجود المخلوق أنه على الرغم من أنه يمكنه فهم ما كان يحدث هنا، إلا أنه لا يمكنه بالضرورة التأثير على النتيجة.

بدت بيئة المصنع شبيهة ببيئة البعد الخامس، ومع ذلك، كانت لا تزال تقع داخل الكون المادي. كان المخلوق قويًا بلا شك، لكن روان اعتقد أن تجاوزه للقيود الكونية والوصول إلى هذه المنطقة بجسده الرئيسي سيكون أمرًا صعبًا للغاية، وكان روان قادرًا على التعامل مع الجزء المتبقي من وعيه.

لكن كان على روان أن يتأكد من هذا الافتراض، والآن بعد أن تأكد من أن البصمة التي تركها المخلوق داخل السلاح ليس لديها القدرة على زعزعة استقرار عملية التشكيل، فقد واصل خططه.

في البعيد، قلّل الملكان من قوة شحنهما. جهزهما روان لبعضٍ من أشد تعاويذهما تدميرًا تحسبًا لأي طارئ، وكانا هما من سيُقيّدان المخلوق إذا اتضح أنه أقوى من المتوقع.

الترجمة : كوكبة