السجل البدائي - الفصل 595

الفصل 595: التيسيراكت

في مساحة شاسعة تغطي أكثر من ثمانمائة ألف ميل، انتشرت أكوام ضخمة من المواد المعالجة على نمط غامض كان ينبض ببطء، وكانت جميع الأنماط ملونة بضوء فوسفوري حيوي بدا وكأنه محترق في الفضاء نفسه.

كان لون هذا الضوء غريبًا، ولم يكن من السهل وصفه لأنه كان في طيف لا يمكن العثور عليه في الكون المادي، وكان على روان أن يضحي بموارد لا حصر لها من الكواكب لإنتاج الوقود اللازم للحفاظ على هذه الأنماط حية، لأن هذا سيكون الأساس لمدمره.

في لمحة واحدة، اجتاح وعي روان كل ما في المصنع وعندما شهد تقدم مرؤوسه، شعر بالرضا، لأن كل لحظة لم تضيع وكان تتويج كل هذا الجهد أمامه.

كان روان قادرًا على جمع مخططات قاتل الكون داخل المكتبة القديمة بسبب وجود أندار في البرج الأسود.

كان قاتل الكون سلاحًا حربيًا قويًا لدرجة أن حتى العوالم العليا ستواجه صعوبة في إنتاج واحد منه. لم يكن روان يعلم عدد العوالم العليا الموجودة، لكنه كان يعلم أن العوالم العليا عالية المستوى فقط، مثل عالم الساحر، أو القوى المرتبطة بالبدائيين كالسماويين أو الجهنميين، ربما تمتلك قاتل كون.

في الكتاب الذهبي الذي جمعه والذي يروي تاريخ المعركة بين السماويين والجهنميين والتي أدت إلى تدمير الكون، عثر على مخطط لسلاح معركة قديم للسماويين، والذي لم يعد يتم إنشاؤه لأسباب غير معروفة.

كان اسم هذا السلاح هو أبوليون – المدمر.

بفضل قوة هذا السلاح، كانت هالته خالدة تقريبًا مثل النية من بدائي مثل الفوضى، وقد أصابت هذا الكتاب الذهبي الذي يحتوي على سجلات تلك المعركة.

كانت المعلومات المتعلقة بغرضه وإنشائه مثل فيروس أصاب واستولى على أكثر من ثمانين بالمائة من المعلومات التي يحتويها الكتاب الذهبي، وكان روان قادرًا على حصاد تلك المعلومات بنجاح.

أدى هذا إلى ثغرة في دفاعاته استغلها سامٍ، مما أشعل فتيل حرب قصيرة بين روان والسامين. لكن كل هذا كان في الماضي، ورحلة جديدة تنتظر روان الآن، وكان صنع هذا السلاح العظيم أولويته، لأنه سيكون سلاحه الأعظم، لما يتمتع به من إمكانات فريدة.

كان أبوليون حصنًا قتاليًا لديه القدرة على القتال ضد قوى العالم الأعلى وكان أحد أعظم الأسلحة المتاحة للقوى الكبرى خارج الكون لأنه حتى في مستوياته السابقة كان قادرًا على تحقيق مآثر عظيمة وباستثناء الكائنات القوية حقًا مثل حكام العوالم العليا والإمبيراطوريين، سيكون من الصعب على أي شخص آخر أن يجلب مثل هذا المستوى الشامل من الدمار الذي كان قادرًا عليه والقدرات الفريدة التي يمتلكها.

ما كان روان يحتاجه خلال معاركه هو تدمير مركّز باستخدام كمية هائلة من القوة، وهذا سيكون أعظم سلاح ضد والده والطريقة الأكيدة التي سيتخذها لإخضاع تريون.

بالإضافة إلى ترسانته الهائلة من الأسلحة، كان بإمكان أبوليون تركيز كل طاقة سكانه إلى مستوى معين وإطلاق شعاع من الدمار الخالص. كان هذا هو السبب الرئيسي وراء تسميته بالمدمر، إذ كان قادرًا على الوصول إلى إحدى القوى الأساسية للواقع نفسه، وتفكيك أي شيء يصادفه على مستوى يتجاوز المادي ويصل إلى الروحي. وفي مستويات أعلى، كانت هناك مزاعم بأن أبوليون قادر على تدمير حتى الروح تماما.

كان روان قد صدق هذا الادعاء سابقًا، لكن الآن بعد أن عرف عن أصل الروح، تساءل عما إذا كان سيكون قادرًا على إحضار هذا السلاح إلى مستوى حيث سيكون قادرًا على تدمير أصل الروح لمخلوق لأنه شعر أن سلاحًا بهذا المستوى سيقترب من قوة البدائي، وربما يكون الطريقة الحقيقية الوحيدة لقتل البدائي.

كان هذا أعظم أمل له والسبب أيضًا وراء سعيه للحصول على مثل هذا السلاح الخارق، مع تقدمه في سلالته البدائية الناشئة، بدأ يفهم حقًا مدى صعوبة تدمير البدائي، أراد القدرة على تركيز قواه في اتجاه واحد إذا احتاج إلى القيام بذلك، على غرار تاج ضوء النجوم الذي حصل عليه أثناء وجوده خارج الكون.

دون علم روان، كان هذا هو السبب وراء توقف إنتاج قلعة المعركة هذه على وجه الخصوص من قبل السماويين، أو ربما أجبروا على إيقاف إنتاجها، وكان ذلك بسبب حقيقة مفادها أنه من الناحية النظرية، فإن قوة الدمار التي كان أبوليون قادرًا على إنتاجها يمكن أن تؤذي حتى البدائيين!

لم يكن مهمًا إذا كان تعزيز أبوليون إلى هذا المستوى مستحيلًا بكل تأكيد، طالما كانت هناك فرصة لاستخدام مثل هذا السلاح لتهديد البدائيين بأدنى حد فقد تم إيقافه وحظره، لكن مثل هذا السلاح يمتلك نية خالدة تقريبًا، وقد انتهى به الأمر في أسوأ أو ربما أفضل الأيدي – روان.

كانت هناك مستويات مختلفة في إنتاج هذا السلاح، والمستوى الأول من أبوليون يمكن أن يكون ضخمًا مثل النظام الشمسي، ولكن من أجل البدء في إنشاء هذا المستوى الأول، كان من الضروري تطوير جوهر أبوليون.

كان إنشاء الجوهر بسيطًا ومعقدًا في نفس الوقت، ويضمن تطبيق طاقة خارج القوى ثلاثية الأبعاد الطبيعية المتاحة لمعظم الكون، والتي تتضمن عناصر من البعد الرابع – الزمن، وكان المفهوم الأكثر أهمية هو البعد الخامس والذي يمكن الإشارة إليه باسم التيسيراكت أو تشابك نسيج الزمكان.

أصبحت هذه المعرفة ذات المستوى الأعلى أكثر قابلية للفهم بالنسبة له عندما اخترق الدائرة العليا الثالثة باعتباره بدائيًا ناشئًا، وبدأت الأبعاد نفسها في الانحناء لإرادته وفهمه.

كانت التغييرات التي حدثت داخله لا تزال مربكة، حتى بعد ثمانية أشهر، ولكن كل يوم كان روان يقترب أكثر فأكثر من فهم المدى الكامل لقواه، وعندما يفعل ذلك، سوف يرتفع إلى الدائرة العليا الرابعة.

أفضل طريقة بالنسبة له لفهم قدراته الجديدة كانت إنشاء قاتل عالمي قوي مثل أبوليون، بهذه الطريقة، فإن العمل مع الطاقات الأبعادية من شأنه أن ينضج فهمه.

لقد كان بارعًا في التعامل مع البعد الرابع – الزمن، لكن البعد الخامس كان لا يزال لغزًا.

الترجمة : كوكبة

——

الأبعاد….اللعنة يبدوا اننا بندخل اخيرا في اكثر نظام قوة معقد في الحياة