السجل البدائي - الفصل 483

الفصل 483 الصدمة والرعب

على وجه التحديد، على بعد مليار ميل خارج كوكب قصر الخمر، انحرف الفضاء وتشوه، وتم إخراج شخصيتين.

الأول كان أوروغات الذي نظر حوله مذهولاً من فكرة أنه قد تم نقله للتو دون إرادته، والثاني كان الرجل ذو الشعر الأبيض، الذي كان ظهره مواجهاً للسامي وكان يلمس بعض السلاسل الملفوفة حول جسده بينما كان يتمتم عن كونه بطيئًا جدًا.

كان مشغولاً بالنقر على السلاسل، وكل نقرة كان يقوم بها كانت تجعل النجوم في المسافة تهتز، حيث كانت قطع كبيرة من مادة النجوم تتناثر في الكون.

نظر أوروغات إلى مساحة الشفاء خلفه، فتقلصت حدقتاه قليلاً، إذ لاحظ شيئًا مذهلاً كاد أن يصدمه. كان أوروغات يبلغ من العمر خمسة وأربعين مليون عام تقريبًا، أي أكبر بكثير من سامين تريون.

كان الوقت بين صعود سامين تريون وحكمهم بالكامل جزءًا صغيرًا بالكاد من حياته الأبدية، وفي الكون الشاسع، حتى تريون نفسه لم يكن سوى نقطة صغيرة في المخطط الكبير للأشياء.

لذلك فإن حقيقة أن ما حدث للتو تركه في رهبة كان صادمًا للغاية.

تجهم أوروغات في أفكاره. لم ينتقلا آنيًا، بل جرّه هذا الفاني إلى هنا.

كان هذا وحده كافياً لاعتباره إنجازاً ساميا من شأنه أن يهز جيلاً بأكمله، ولكن ذلك كان مجرد غيض من فيض.

لقد تحرك هذا الفاني بسرعة كبيرة لدرجة أن سرعته تجاوزت الزمان والمكان، وعلى الرغم من أنهما كانا على بعد مليار ميل من الكوكب، إلا أنهم في الواقع لم يقضوا أي وقت في الوصول إلى هنا.

في الواقع ما حدث هو العكس، لقد أمضوا وقتًا أقل!

استطاع أوروغهات أن يرى في المسافة مشهد نفسه داخل الحانة مع الرجل ذو الشعر الأبيض قبل أن يتحرك ويسحبه إلى الفضاء.

لقد سافر بسرعة كبيرة لدرجة أن الزمن لم يتوقف فقط، بل عاد إلى الوراء!

المدهش أن هذا الفاني خرق قاعدتين أساسيتين من قواعد الكون، ولم يلحظ أوروغات أي استخدام للقوة. فعل كل ذلك بجسده وحده!

أصبحت نظرة أوروغهات صارمة، وتذكر كلمات هذا الرجل للتو، عندما اشتكى من بطئه.

نظر إلى هذا الشخص ذو الشعر الأبيض والسلاسل الكثيرة الملفوفة حول جسده التي تُقيده وتُقيد حركته، فلم يعد بإمكان أوروغات أن يُكبت أي غرور في قلبه. بالطبع، كان بإمكانه مُقاتلة هذا الفاني بتقنيته السامية، لكن فكرة أنه، كسامي كبير يُفكر في مُقاتلة فاني، كانت فكرة سخيفة بالنسبة له لدرجة أنه شعر وكأنه يحلم.

كانت سرعته مجرد عامل واحد، وكان هناك أيضًا السيطرة العليا التي كان يتمتع بها هذا الرجل على القوة، فقد حرك ساميا كبيرًا دون إثارة مئات الدفاعات السلبية التي كانت حول جسده، وكل ذلك بينما كان يحمل مثل هذه الأعباء الثقيلة.

وباعتباره ساميا كبيرا، فقد حمل مملكته معه، مما يعني أنه كان مرتبطًا بمملكته السامية في جميع الأوقات، ومع ذلك فقد جره إلى جانب مملكته السامية دون أي حادث، على وجه التحديد على بعد مليار ميل من الحانة.

لم يكن هذا فانيا بل كان عملاقًا.

تغير وضع أوروغهات ووضع يده على صدره، “سامحني على التحدث معك بهذه الطريقة المتهورة، سيكون من دواعي سروري أن أعرف اسمك.”

كان صادقًا جدًا، ولم يكن في قلبه أي ذرة من سوء نية. كان أوروغات ساميا كبيرا، لكنه كان يعلم أنه سيكون من الصعب جدًا عليه تكرار هذا الإنجاز، ناهيك عن فاني لم يعش سوى جزء ضئيل من عمره، وبقدرات وموارد أقل بكثير ليلجأ إليها.

شخصٌ كهذا يستحق الاحترام، مهما كانت قوته ضعيفة. لو كان هذا الرجل يمتلك السمو وطوّر روحه، لكان قوةً لا يُستهان بها.

ابتسم الرجل ذو الشعر الأبيض، وقال: “إذا استطعت أن تتبعني لتناول المشروبات والدردشة، فيمكننا تسوية هذا الخلاف، وربما تحصل على ما تريد دون أي عنف”.

ابتسم أوروغات، “المهمة التي أسعى إليها مهمة جدًا، وأعتقد أن شخصًا مثلك يمكنه تقدير اهتمامي. لقد انتُزعت مني محنتي.”

ربت تيلموس على ذقنه، ولم تظهر ملامحه أي صدمة، تنهد أوروغات واستمر،

“أعلم أن أحداثًا كهذه قد حدثت في التاريخ، لكنني سامي كبير، وأرى خيوط القدر. لم يكن هناك سوى مصدرين لوقوع المحنة، أنا وشخصٌ آخر. بكمية الطاقة التي تراكمتها المحنة، لكانت قد أشبعت عشرة مصادر منفصلة. ومع ذلك، وبطريقةٍ لا أفهمها بعد، جمع المصدر الثاني كلَّ ذرةٍ من طاقة المحنة. يجب أن تعلم أن مثل هذه الأمور مستحيلة، فلا يمكن لمحنةٍ لشخصٍ واحدٍ أن تكون قويةً لدرجة استنزاف طاقة المحنة بأكملها، وهذا يعني أن هذا المصدر الآخر لا بد أن يكون لديه طريقةٌ لتخزين أو استيلاء على المحنة!”

توقف الرجل ذو الشعر الأبيض قبل أن تصبح ملامحه مهيبة، “ما نوع التقنية التي تمارسها؟”

تردد أوروغهات قبل أن يجيب، “فن المحارب الهائج. هل تعرف عنه؟”

“بشكل حميمي،” ابتسم الرجل ذو الشعر الأبيض، وفتح راحتيه، حيث غمرت مليارات اليرقات الحمراء بحجم ديدان الأرض، كانت هذه نية المحارب الهائج في ذروة مستوى الأصل!

في البداية، اعتقد أوروغهات أن هذا الرجل يجب أن يكون لديه فقط جسد قوي غير معقول وقوة التحكم، لكن الأساليب التي استخدمها للتو لإطلاق فن المحارب الهائج على مستوى الأصل، جعلته يعيد التفكير في قوة هذا الفاني، مع الهالة التي يمكنه رؤيتها تحوم حول هذا الفاني، لم تكن هذه حتى قدرته المركزية.

تقدم أوروغهات خطوة إلى الأمام، وكانت عيناه مغمضتين بالرغبة، كان هذا هو هدف بحثه لفترة طويلة، ورؤيته معروضًا بسهولة هنا كان مثل رؤية وجبة مختارة موضوعة أمامه لا يستطيع لمسها، بالنسبة للسامي كان هذا محبطًا للغاية.

بدأ غضبه يتصاعد من جديد، قد تبدو محنة المحارب الهائج أمرًا بسيطًا في ظاهرها، لكنها في الحقيقة لم تكن كذلك. سرقة المحنة تعني أنه قد يضطر للانتظار مئات الآلاف من السنين، أو حتى ملايين السنين، حتى تتجمع طاقة المحنة من جديد.

الترجمة : كوكبة