الصياد البدائي - الفصل 173
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
بدأ جيك بالسير ببطء نحو الفريسة التي اختارها، وكان يرى أن ميستي في صراع داخلي، مترددة بين البقاء معه أو العودة. قرر أن يجعل القرار أسهل قليلاً على الطائر الكبير. قال بلهجة هادئة محاولاً إقناعه: “إنها وحش من الدرجة D… وذكية بشكل واضح. لا أستطيع تحديد قوتها بدقة دون مواجهتها مباشرة، وهذا يعني أن الموقف قد يصبح خطيرًا. هذه ليست معركتك، ولن أسمح لك بالدخول في مواجهة غير محسوبة المخاطر. الأفضل لك أن تعود وتعتني بالأمور في الحصن.”
كان واضحًا على وجه ميستي القلق، ورغم ذلك، لم يخف جيك شعوره بالشجاعة أمام تحدي ملاحقة عدو مجهول القوة. كان يعلم أن هذه ليست المواجهة الأكثر أمانًا أو حكمة، لكن التوقعات الملقاة على عاتقه كانت ثقيلة، والصقران كانا يعتمدان عليه. أراد ميستي البقاء معه، ولكن جيك كان يعرف أن قراره بالمطاردة بمفرده هو القرار الصائب.
أضاف بابتسامة مطمئنة وهو يحاول بث الثقة في الطائر: “لا تقلق، إذا ساءت الأمور، سأتمكن من الهرب. في الحقيقة، أنا واثق تمامًا أنني أسرع منك بمفردي أو حتى لو كنت مع هوكي.” هذه الكلمات الطمأنة كانت ضرورية لجعل ميستي يقتنع، ولكنه في الحقيقة لم يكن يمزح. جيك كان يعتمد على سرعته وقدرته على التكيف في المواقف الخطرة.
ميستي تردد لبرهة، ثم طار بعيدًا باتجاه المسار الذي خلفته الحوافر الغامضة. وبمجرد أن اختفى الطائر عن الأنظار، تبددت ابتسامة جيك.
‘الوحش من الدرجة D… كان متأكدًا من ذلك.’ جيك استند في هذه الفكرة إلى العديد من الأدلة، بما في ذلك إحساسه العميق بالمكان، الذي مكنه من إدراك الوجود المخيف للوحش. من خلال الجمع بين مهاراته في التتبع، والإدراك الحسي العالي، وتقنيات الصيد المتقدمة، استطاع أن يشعر بوجود الوحش الذي تعمد البقاء في المنزل لتعذيب الأسرة. لم يكن هذا مجرد شعور غامض، بل إدراك حسي عميق بأن الوحش كان من الدرجة D، وهو ما جعله أكثر تصميماً على مطاردته والإيقاع به.
بناءً على المشاهد المروعة التي رآها داخل المنزل، افترض جيك أن الأسرة كانت ضعيفة ولا تشكل تهديدًا، ومع ذلك، أظهر الوحش قسوة مفرطة، حيث بذل جهدًا كبيرًا لتعذيبهم وقتلهم. مع وجود هذا التفاوت الهائل في القوة، لم يكن ذلك سوى تعبير عن قسوة خالصة. بدا أن الوحش يكرههم بشدة، وهذا ما جعله يختار تعذيبهم بهذه الطريقة الوحشية. ومع ذلك، كان الوحش قد خلق كارما سلبية بتلك الأفعال، وجيك شعر بالارتياح لأنه سيكون حاصد الأرواح لهذا الوحش.
بمساعدة تقنيته “ميل الخطوة الواحدة”، تابع جيك المسارات التي خلفها الوحش بسرعة مذهلة. كانت هذه التقنية تمكنه من قطع مسافات شاسعة في وقت قصير، حيث أن كل خطوة له كانت تقربه من هدفه بمئات الأمتار. وفي غضون دقائق، وجد نفسه يعبر الحقول الواسعة التي استغرقت الأبقار الهاربة وقتًا طويلاً لقطعها.
عندما وصل إلى وسط الحقل، لاحظ وجود آثار لا حصر لها للأبقار. بدا وكأن المئات، وربما الآلاف، قد تجمعت في هذه المنطقة قبل أن تتحرك جميعًا نحو الحصن. لكن الشيء المثير للاهتمام هو أن الوحش من الدرجة D توقف هنا أيضًا، لكنه لم يتبع القطيع. شعور جيك بوجوده كان قويًا وواضحًا، مما يشير إلى أن الوحش بقي في هذا المكان لفترة طويلة، وربما استخدم مهاراته الخاصة والمانا بكثافة.
لم يكن العثور على المسار التالي للوحش صعبًا على جيك. فقد أصبحت آثار الوحش واضحة وجديدة بشكل أكبر كلما تقدم. مر جيك بالعديد من المزارع القديمة خلال مطاردته، وكلها تحمل علامات الدمار التي تذكره بالمزرعة الأولى. رأى المزيد من الجثث البشرية، متناثرة في أنحاء المزارع أو داخل المنازل، مما زاد من شعوره بالغضب والاستياء.
كلما تقدم جيك في طريقه، زاد شعوره بأن ملاحقة هذا الوحش كانت القرار الصائب. كان يرغب في قتله، ولكن أيضًا أراد أن يفهم سبب وحشيته. كان يعلم أن بعض الوحوش والبشر يستمتعون بإلحاق الألم بالآخرين، لكن مع هذا الوحش… كان يتساءل عن الدافع وراء أفعاله. هل كان ذلك مجرد شر أو قسوة؟ أم أن هناك سببًا أعمق وراء تلك الهجمات البشعة؟
بعد ساعات من المطاردة، بدأت آثار الوحش تصبح أحدث وأوضح. كان جيك بعيدًا الآن عن الحصن بمئات الكيلومترات، وقد دهش من المسافة الواسعة التي غطتها هذه الصراعات. كان يشك في أن المزارعين الذين عاشوا هنا في السابق كانوا يعيشون على مسافة مائة كيلومتر من جيرانهم، ما يعكس مدى عزلة هذه المناطق قبل ظهور النظام.
إلى جانب المزارع التي مر بها، لاحظ جيك وجود آثار لقطعان الأبقار، لكن لم يرَ أيًا من الوحوش نفسها. تساءل في نفسه: ‘هل تم جمعها جميعًا بواسطة قادة القطيع؟’
كان عدد الأبقار التي رآها يشير إلى عشرات الآلاف، ومع ذلك، لم يكن الحصن قد تعرض لهجوم من قبل أكثر من قائد قطيع واحد، ومعهم أقل من ألف بقرة في كل مرة. ‘لو أن جميع الأبقار هاجمت الحصن دفعة واحدة… لكان الحصن قد انهار منذ فترة طويلة.’
بينما استمر جيك في المطاردة، وصل إلى مزرعة صغيرة تحتوي على عدد قليل من الأبقار. كانت آثار الوحش حديثة للغاية، لدرجة أنه كان قادرًا على شم رائحة الدم البشري من مسافة بعيدة. لكن كان هناك شيء آخر جذب انتباهه…
اندفع جيك بسرعة نحو المنزل الصغير، وصُدم بما رآه في الداخل. كانت هناك جثتان على الأرض، جثتان لا تزالان دافئتين، مما يدل على أنهما قُتلتا قبل وقت قصير فقط. لكن ما لفت انتباهه أكثر لم يكن الجثتين، بل الفتاة الصغيرة التي كانت لا تزال واقفة في المكان. لم تكن تبدو أكبر من عشرة أو أحد عشر عامًا، وكانت تحمل سيفًا بيدها، بينما كانت تحدق في الجثتين بنظرة فارغة.
حاول جيك أن يتحدث إليها، قائلاً بلطف: “مرحبًا…”، لكنه لم يتلقَ أي استجابة. بدت وكأنها ليست واعية بالعالم من حولها. عيناها كانتا فارغتين تمامًا، وإذا لم يكن يعرف جيك أفضل، لظن أنها كانت تسير أثناء النوم. هذا المنظر ذكره كثيرًا بالعيون الفارغة التي رأها سابقًا على قائد القطيع.
جيك لم يكن متأكدًا مما يجب فعله. أخذ السيف من يدها وأخرجها من المنزل، لكنها لم تبدِ أي رد فعل. بدا وكأنها قد فقدت ارتباطها بالعالم الواقعي تمامًا.
أخذ جيك الفتاة في حضنه بحذر. لم تظهر أي مقاومة، حتى عندما حملها بين ذراعيه. كان يعلم أنه لا يستطيع تركها في هذا المكان، لكن في الوقت نفسه، لم يكن يرغب في التخلي عن مطاردته للوحش. كان عليه أن يعيدها إلى مكان آمن، لكنه كان يشعر بقلق عميق بسبب حالتها النفسية.
التقط الفتاة وبدأ في استخدام تقنية “ميل الخطوة الواحدة” ليعود بها نحو الحصن. كانت خطواته واسعة وسريعة، مما جعله يعبر السهول الشاسعة في دقائق قليلة. وعلى الرغم من أنه لم يكن متأكدًا تمامًا من الاتجاه، كان يعلم أن الحصن الكبير سيظهر له من مسافة بعيدة.
بعد أقل من ثماني دقائق، وصل جيك إلى الحصن، مما أثار دهشة الحراس الواقفين عند الجدار الخارجي. وجهوا أسلحتهم نحوه بدافع الغريزة، لكنه نظر إليهم بنظرة هادئة، مما جعلهم يتوقفون في أماكنهم على الفور.
سألهم جيك بصوت واضح وحازم: “هل يوجد أحد هنا يمتلك مهارات في السحر العقلي؟ أو ربما طبيب نفسي يمكنه التعامل مع الأطفال؟”
الحراس لم يجيبوا، لكن أحدهم أسرع نحو المحمية المركزية. لم يبقَ جيك في مكانه طويلاً. نظر إلى الأعلى فرأى ميستي جالسًا على أحد الأبراج، غير مبالٍ بما حوله. تبادل النظرات مع الطائر، وأشار إلى الفتاة. بدا أن ميستي فهم الإشارة، ثم أغمض عينيه بارتياح، مطمئنًا للبقاء في الحصن.
هذا جعل جيك يشعر ببعض الراحة، ولو لفترة قصيرة.
التقى جيك بفيليب، ميراندا، وليليان عند مدخل المحمية، حيث هرعوا لمعرفة ما الذي يحدث. كان القلق واضحًا على وجوههم وهم ينظرون إلى الفتاة الصغيرة فاقدة الوعي بين ذراعيه، فيما كانت الأسئلة تتزاحم في عيونهم.
“عثرت عليها أثناء تتبعي للوحش الذي كان وراء الهجمات الأخيرة. يبدو أنها تحت تأثير مهارة سحرية عقلية أو شيء من هذا القبيل. هل لديكم أي معالجين أو أشخاص يمتلكون مهارات في التعامل مع هذا النوع من الأمور؟ ربما حتى طبيب نفسي أو أحد لديه خبرة في علاج المشاكل العقلية الطبيعية؟” قال جيك بسرعة، محاولًا تلخيص ما وجده. كانت الدهشة بادية على وجوه الثلاثة وهم يستمعون لشرحه. وفي حين تغيّر تعبير فيليب ليعكس غضبًا واضحًا بعد أن علم أن الوحش، على الأرجح، من الدرجة D ويستمتع بتعذيب البشر، كانت ميراندا تنظر إلى الفتاة الصغيرة بعينين مليئتين بالشفقة والحزن.
“دعني أساعدك”، قالت ليليان فجأة، وهي تقترب بخطوات واثقة من جيك. بدت رغبتها في المساعدة واضحة، ومدّت يدها لتأخذ الفتاة. لم يتردد جيك وسلمها الفتاة بسرور، فيما بقيت الصغيرة بلا أي استجابة تُذكر.
بعد أن اطمأن جيك على أن الفتاة في أيدٍ أمينة، استدار بسرعة وقال بحزم: “سأعود لمتابعة المطاردة”.
“كن حذرًا”، قالت ميراندا بصوت مليء بالقلق.
ابتسم جيك ابتسامة خفيفة خلف قناعه قبل أن يستخدم تقنية “ميل الخطوة الواحدة”، التي جعلته يختفي تقريبًا عن الأنظار في لحظة، متجاوزًا جدران الحصن بخطوات سريعة نحو السهول المفتوحة.
كل ما فعله الوحش حتى الآن لم يؤدِّ إلا إلى زيادة حذر جيك وإصراره على مواجهته.
—
جلس سيلاس في غرفة المحمية بجوار الفتاة، التي وضعوها هناك بعناية بعد أن أحضرها جيك. كان الجميع حاضرين، بما في ذلك رجل يعمل كطبيب نفسي سابق في مدرسة ثانوية، وهو أقرب ما وجدوه إلى مختص في الصحة العقلية من بين الناجين في الحصن.
امتلك سيلاس، كمعالج متمرس، مجموعة متنوعة من المهارات التي تركزت على إزالة المانا الضارة أو الغريبة من أجساد الآخرين. كانت تجربته الواسعة في التعامل مع اللعنات قد ساعدته على تطوير هذه المهارات، خاصة بعد تعامله مع حالات صعبة مثل دونالد. ورغم أن السحر العقلي كان مختلفًا عن اللعنات في طبيعته، إلا أن بعض المبادئ الأساسية ظلت مشابهة.
أغلق سيلاس عينيه وركّز طاقته على الفتاة بينما وضع يديه على رأسها. حاول أن يستشعر أي بقايا من المانا الغريبة داخل جسدها. بعد لحظات قصيرة، تمكن من تحديد وجود أثر طاقوي غريب داخلها، وهو ما كان يتوقعه.
توجه سيلاس فورًا نحو هذا المصدر، محاولًا تفكيكه وتبديده، ولكن ما إن لامس المانا الغريبة حتى شعر بصدمة عنيفة وكأنها ضربته بمطرقة من الطاقة العقلية.
“آرغه!” صرخ فجأة وهو يسقط من على كرسيه، وقد بدأ الدم يسيل من أنفه. تراجع الحاضرون في صدمة وهم ينظرون إليه، وسأله نيل بخوف: “ما الذي حدث؟”
لكن سيلاس، رغم إصابته، كان أكثر قلقًا على الفتاة. أعاد وضع يديه على رأسها مجددًا ليتأكد من حالتها، خوفًا من أن تكون قد تأذت بفعل محاولته.
لكن المانا الغريبة داخل الفتاة بدت وكأنها انسحبت بعمق، كما لو أنها تحصنت في داخلها. كان الأمر أشبه بحماية ذاتية سلبية من نوع ما. شعر سيلاس بسخرية في طاقة المانا التي تسيطر على عقل الفتاة.
“لا أستطيع تبديدها… وحتى إن استطعت، لست متأكدًا من الطريقة الصحيحة دون أن أسبب لها أذى أو حتى أخاطر بقتلها”، قال سيلاس بنبرة أسف، وهو يهز رأسه متحسرًا بينما نظر إلى الفتاة التي ما زالت في حالتها المتجمدة، غير مستجيبة لأي شيء حولها.
“هل لا يوجد شيء يمكننا القيام به لمساعدتها؟” سألت ليليان، وقد بدأت ملامح القلق تظهر على وجهها رغم هدوئها الظاهري.
“لست متأكدًا… لكنني أتذكر أن لعنات دونالد توقفت بمجرد موته. ربما إذا تمكنا من قتل من يلقي هذا السحر العقلي، قد تنتهي السيطرة التي يعاني منها عقل الفتاة”، قال سيلاس بتردد، مشيرًا إلى إمكانية وجود رابط بين وفاة الملقي وزوال التأثير السحري.
“علينا أن نثق بجيك لحل هذه المسألة”، قالت ميراندا بصوت حازم، في محاولة لتعزيز ثقتهم في قدراته.
—
استغرق الأمر من جيك أقل من خمس دقائق للعودة إلى المزرعة الصغيرة حيث عثر على الفتاة. كانت رحلته أسرع بكثير هذه المرة؛ إذ لم يكن يحمل الفتاة بين ذراعيه، كما أنه كان على دراية تامة بالطريق الذي يجب أن يسلكه.
شرب جرعة لاستعادة قدرته على التحمل، ثم بدأ يتتبع أثر الوحش مرة أخرى.
من خلال ما لاحظه بشأن حالة الفتاة، استنتج أن الوحش يمتلك مهارات عقلية قوية. لم تكن هذه المفاجأة كاملة، بعد ما واجهه من سحر عقلي على قادة القطيع. لكن تأكيد هذا الآن أثار بعض القلق داخله.
في البداية، كان جيك يعتقد أن السحر العقلي كان مخصصًا فقط للتحكم في الأبقار أو قادة القطيع. ربما كان هناك “حاكم” يستخدم قدراته العقلية للسيطرة عليهم. لم يكن يتوقع أن تكون تلك القدرات بهذا القدر من القوة.
ما جعله أكثر حذرًا هو أن الفتاة كانت ضحية لهذه المهارات العقلية بشكل واضح. لقد كانت صغيرة جدًا لتتحمل تأثيرًا بهذه القوة. وبدأ يتساءل إذا كان بإمكانه استخدام مهارته “نظرة صياد الذروة” لتبديد السحر، ولكنه كان يخشى النتائج، خاصة إذا استعادتها الفتاة ووجدت نفسها محاطة بآلام الماضي وتذكرها لحقيقة أنها ربما قتلت والديها.
جيك لم يكن يمتلك مهارات لحماية العقل، وبالرغم من قوته وإرادته الصلبة، كان يفتقر إلى الحماية ضد السحر العقلي، وهو ما أثار قلقًا طفيفًا داخله.
ومع ذلك، لم يتردد جيك لحظة واحدة. بل على العكس، كان لديه شغف أكبر لمواجهة هذا الوحش. لقد كان يرى في هذه المعركة تحديًا مختلفًا، وقد أضاف هذا نوعًا من الإثارة إلى سعيه الحثيث للقضاء على الخصم.
بعد استعادة الأثر من جديد، واصل جيك تتبعه ولكن هذه المرة بوتيرة أبطأ وأكثر تركيزًا. استنادًا إلى الجثث والآثار التي وجدها، والوقت الذي مات فيه والدا الفتاة، كان واثقًا أن الوحش لم يكن بعيدًا.
سرعان ما اكتشف جيك مزرعة كبيرة على بعد مسافة قصيرة. كانت هذه المزرعة أكبر بكثير من أي شيء رآه حتى الآن. يمكنه أن يشعر بوجود العديد من المخلوقات بداخلها، ما أكد له أنه اقترب من هدفه.
لاحظ بعض الأبقار تتجول حول المزرعة، لكنها لم تكن سوى أبقار عادية.
قرر جيك الصعود في السماء مستعينًا بجناحيه ليحصل على رؤية أوسع. من الأعلى، شاهد مشهدًا مذهلًا؛ عشرات الآلاف من الأبقار تجمعت حول المزرعة، تحت قيادة عدة قادة قطيع، إضافة إلى ثيران قوية.
لكن جيك لم يكن مهتمًا بأي من تلك المخلوقات العادية، بل كان تركيزه بالكامل منصبًا على الوحش الذي شعر بوجوده داخل الحظيرة الكبيرة وسط المزرعة. كان يعلم أن هذا الوحش هو القائد الحقيقي لكل هذه الفوضى.
بلا تردد، انطلق جيك نحو الحظيرة، عاقدًا العزم على مواجهة الوحش الذي تسبب بكل هذه الفوضى والمآسي.
χ_χ✌🏻