الإبن الأصغر لسيد السيف - الفصل 344 - السجل (2)

– الإبن الأصغر لسيد السيف – المترجم : يوريتش | فضاء الروايات

---

الفصل 344 – السجل (2)

---

‘بالتفكير في الأمر ، لديها شعر أبيض مميز لزيبفيل ذو الدم النقي.’

 

في العمود الجليدي ، ظهرت المرأة ذات الشعر الأبيض صغيرة جدًا لدرجة أنه كان من الصعب تصديق أنها كانت ساحرة من عشيرة الزيبفيل منذ ألف سنة.

 

ربما تكون في الثلاثينيات من عمرها؟ إنها تبدو صغيرة جدًا.

 

كان شعرها الثلجي الطويل يتلألأ ، وربما تجمد في برد الجليد الكامل المطلق.

 

بدت عيناها المغمضتان نائمتين ، وبدا وكأن بؤبؤيها اللامعين يمكن أن يفتحا في أي لحظة.

 

لم يكن للثوب الذي ارتدته أي عيوب واضحة ، ولكن يبدو أنه مصنوع من جلد قوي ، وكان العصا التي كانت تمسك بها بقوة حتى تم القبض عليها شيئًا عاديًا غير مزخرف.

 

وكان لها وجه واضح بشكل غير عادي.

 

مع هذا المظهر الخيري الذي بدا أنها غير قادرة على إيذاء أي شخص ، ولا حتى حشرة صغيرة.

 

كان من الصعب تصديق أن شخصًا مثلها كان جزءًا من قوى الشر التي حكمت العالم ذات يوم منذ ألف عام.

 

وكان من الصعب أيضًا أن يُفهم كيف انتهى بها الأمر محاصرة في هذا العمود الجليدي في مثل هذه الحالة المفعمة بالحيوية.

 

بدت المرأة وكأنها تستطيع التحرر من عمود الجليد في أي لحظة والتحرك.

 

“هل هذه المرأة حقـا ساحرة الزيبفيل القديمة؟”

 

“نعم. منذ ألف سنة ، قامت السيدة الثانية بختم هذه الساحرة باستخدام قوة الجليد الكامل.”

 

قالت تالاريس عندما لمست عمود الجليد.

 

لاحظ جين تجعدًا في يدها لم يكن موجودًا من قبل لكنها لم تذكر ذلك.

 

“هل هذا بسبب قسم عشيرة إندورما الذي ذكرتهٍ سابقًا؟”

 

“نعم. يجب أن تعلم جيدًا. لا توجد قوة بدون ثمن.”

 

بصفته متعاقد الألف سنة ، كان جين يعرف أكثر من أي شخص آخر الثمن والمسؤوليات التي تأتي مع اكتساب حياة ثانية وقوة وإمكانات تفوق ما كان يتمتع به أي عبقري آخر في عصره.

 

بالطبع ، لم تكن تالاريس تعرف كل شيء عن متعاقد الألف سنة.

 

لكنها اعتقدت أن جين قد فهم بالفعل مفهوم “المسؤولية” عندما رأته يحاول إنقاذ مواطني كولون.

 

“سلالة إندورما خاصتنا حصلت أيضًا على قوة الجليد الكامل. لقد اكتسبنا قوة أكبر بأغلبية ساحقة مما يمكن أن يمتلكه أي بشري ، ولكن في المقابل ، تلقينا مهمة المساعدة في حل الظواهر غير العادية في العالم.”

 

كانت هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها جين هذه القصة.

 

“لقد اعتقدت دائمًا أن حياد القصر المخفي يرجع ببساطة إلى طبيعته وتأثيره. هل تقولين أنه كان هناك مثل هذه المهمة؟”

 

لقد كانت قصة لم يعرفها إلا القليل.

 

الوعد الذي قطعته سلالة إندورما بـ “الجليد الكامل” ، كلا ، مع السَّامِيّن ، كان له طبيعة مختلفة قليلاً عن “العقد” النموذجي الذي أبرمه المتعاقدون.

 

“ما نوع الظواهر غير العادية التي تتحدثين عنها؟”

 

“عندما يتعلق الأمر بالظواهر غير العادية ، فإن الكوارث التي جلبتها الساحرة هيلورام هي الأكثر تمثيلاً. لقد عمل سادة القصر المخفي السابقات بجد لإيقاف تلك المرأة ، وكذلك فعلت والدتي.”

 

“أنتِ تكشفين الكثير لشخص غريب ، والدتي.”

 

“غريب؟ ابنتي ، كيف يمكن اعتبار صهري غريبًا…؟”

 

“لماذا بحق تنادينِ جين بصهركِ…”

 

“على أية حال ، معظم الناس العاديين لا يعرفون. لو لم توقف والدتي هيلورام ، لكان عدد سكان العالم قد أصبح عشرات الملايين ، إن لم يكن المليارات ، أقل مما هو عليه الآن.”

 

متجاهلةً سيريس ، واصلت تالاريس الحديث.

 

تنهدت سيريس ، واتسعت عينا جين.

 

‘إذا كان ما تقوله صحيحًا ، يبدو أن العالم كله ، إلى حد ما ، مدين للقصر المخفي.’

 

“قبل خمسمائة سنة ، حدثت حرب حماية المملكة المقدسة. وحتى ذلك الحين ، تسللت سيوف القصر المخفي إلى أراضي الشياطين وقتلت شياطين رفيعي المستوى ، مما ساهم بشكل كبير في سلام البشرية.”

 

منذ أن تم اختيار السيدة الأولى من قبل الجليد الكامل ، قدم القصر المخفي مساهمات كبيرة لا حصر لها للسلام والازدهار في العالم على مدى آلاف السنين الماضية.

 

لقد ضحت تالاريس نفسها كثيرًا منذ شبابها حتى الوقت الحاضر للقضاء على “الظواهر غير العادية” واستمرت في القيام بذلك.

 

“كانت هذه المرأة أيضًا واحدة من تلك الظواهر غير العادية ، مما سمعته.”

 

حول جين نظرته إلى المرأة المحاصرة في عمود الجليد.

 

“من خلال تجربتي مع العديد من العشاق ، أدركت أنه لا يمكنك الحكم على الشخص من خلال المظهر فقط. في بعض الأحيان ، قد يكون الشخص الذي يبدو بريئًا شخصًا قويًا وجسور ، والعكس صحيح. للوهلة الأولى ، قد تبدو هذه المرأة غير قادر حتى على قتل نملة واحدة.”

 

“هذا صحيح.”

 

“بسبب الغزوات الأجنبية ، فقدت سجلات مفصلة عنها ، ولكن حتى من السجلات المتبقية في أرشيفات القصر المخفي ، أستطيع أن أقول لك أن هذه المرأة كانت شريرة مثل هيلورام.”

 

فجأة ، تبادر إلى ذهنه اسم المرأة التي رآها جين في جهاز التسجيل الخاص بالقبر الثالث.

 

– “ماذا حدث؟ هل تمكنت من تدمير جميع أبراج العدو؟” –

 

– “كلا ، لم يكن ممكنًا. إذا قلت لك أن هناك المزيد من السحرة مثل إيلونا ، هل تصدق ذلك؟ سيلديراي. كانوا فظيعين ، لقد دمرت حوالي خمسين واستسلمت ثم عدت.” –

 

– “ماذا حقًا…؟” –

 

– “لقد خدعتك مرة أخرى ، سيلديراي. هاها! لقد خدعتك مرة أخرى. لا يسعني إلا أن أمارس هذا النوع من المقالب عليك بهذه السهولة.” –

 

– “ماذا؟ هل تقول أنها كذبة مرة أخرى؟” –

 

– “نعم هذا صحيح. من يصدق أن هناك وحش مجنون آخر مثلها في العالم ، هاه؟ على أية حال ، أنت سخيف جدًا ولطيف.” –

 

إيلونا زيبفيل.

 

حتى فرسان رونكانديل العشرة العظماء من ذلك الوقت كانوا يرتجفون خوفًا عند ذكر هذا الاسم ، والنكتة القائلة بأنه قد يكون هناك ساحر آخر مثل إيونا المرعوبة.

 

“اسمها إيلونا زيبفيل ، وهي زيبفيل نقية الدم ، لكنها لم تكن الأم الحاكمة أبدًا. وبصرف النظر عن اسمها ، لا توجد معلومة واحدة معروفة عنها. والغريب أنه لا توجد سجلات عنها. ومع ذلك ، بناءً على القرائن التي تركتها السيدة الثانية من خلال الجليد الكامل…”

 

“يقولون أنها كانت ساحرة قادرة على تدمير قارة بأكملها.”

 

واصلت تالاريس شرحها عندما زودت عمود الجليد بقوة الجليد الكامل.

 

فجأة ، انبعث الضوء من العمود ، وظهرت حوله عدة “شاشات”.

 

أجهزة تسجيل؟ أشرطة فيديو!؟

 

فحص جين العمود في مفاجأة.

 

وعلى عكس جهاز التسجيل الذي تركه سولديريت ، فإن الصور التي ظهرت من عمود الجليد لم تكن مقاطع فيديو ولكنها صور ثابتة مثل اللوحات.

 

ضمن هذه الصور كانت هناك مشاهد لإلونا زيبفيل في القتال أو في أعقاب ساحات القتال التي دمرتها.

 

على الرغم من أنها كانت مجرد صور ثابتة وليست مقاطع فيديو ، إلا أن جين كان مذهولًا بمجرد النظر إلى مظهر إيلونا.

 

قامت إيلونا بعصاها برفع الجبال وهدمها وتجمع الآلاف من البشر لمواجهتها…

 

في اللحظة التالية التي تظهر في الصور ، لم يبق أحد على قيد الحياة ، فقط قطرات لا حصر لها من الدم تشكل الأنهار والعظام. لم تتضرر ملابس إيلونا ولو بشكل طفيف.

 

“ربما لا تستطيع حتى السيدة الثانية قتل هذه المرأة. يبدو أنه بالكاد تمكنت من ختمها باستخدام قوة الجليد الكامل.”

 

“هل لا تزال إيلونا زيبفيل هذه على قيد الحياة؟”

 

“لقد فقدت بعض السجلات ، ولكن لم يكن هناك أي سجل لمقتلها. ويقال أن وقتها قد تم تجميده.”

 

فجأة ، أصابت قشعريرة العمود الفقري لجين ، وظهرت قشعريرة على ظهره وخصره.

 

‘يا لها من وحش… لقد كانت مختومة منذ ألف سنة ، لكنها لا تزال على قيد الحياة.’

 

وحتى الآن ، لم يتمكنوا من قتلها.

 

لو كان ذلك ممكنًا ، لما ترك أسياد الجيل السابق من القصر المخفي ، بما في ذلك تالاريس ، إيلونا دون مراقبة. وكان هناك جزء يصعب قبوله.

 

‘لماذا يوجد عدد قليل جدًا من السجلات لمثل هذا الساحر من العيار؟ وحتى في النصوص التاريخية الأخرى ، من المحتمل أن يكون اسمها غائبًا ، ولا تبقى سوى آثار في سجلات القصر المخفي.’

 

من تعبيرات الفرسان العشرة العظماء في جهاز التسجيل والآثار التي تركتها السيدة الثانية للقصر المخفي أثناء ختم إيلونا ، لم يكن هناك شك في أن إيلونا زيبفيل كانت أقوى ساحر في تاريخ الزيبفيل. حتى لو لم تكن كذلك ، كان ينبغي ذكر اسمها كلما تم طرح موضوع أقوى السحرة.

 

ومع ذلك ، لم يسمع جين اسم إيلونا أبدًا حتى عندما كان منغمسًا بعمق في دراسة السحر في حياته الماضية.

 

عندما تحدث الناس عن أقوى السحرة في التاريخ ، تم ذكر اسم ريول زيبفيل ، وليس اسم إيلونا.

 

بطريقة ما ، كانت شخصًا منسيًا ، مثل تزينمي أو عدد لا يحصى من الأشخاص الذين محاهم الزيبفيل.

 

‘هل كان الزيبفيل هم الذين مسحوها؟’

 

كانت الفكرة الأولى التي تبادرت إلى ذهني بالطبع هي تلاعب الزيبفيل بالتاريخ.

 

لكن لماذا؟ كانت إيلونا زيبفيل أعظم قوة لدى الزيبفيل في ذلك الوقت. أثبتت تعبيرات مثل “على قدم المساواة مع البطريرك” و”نصف قوة الزيبفيل الكاملة” الموجودة في جهاز تسجيل سولديريت ذلك.

 

هل كان من الضروري محو آثار المصائب التي سببتها إيلونا زيبفيل؟ أم أن قوتها ساحقة للغاية ولا يمكن السيطرة عليها؟ وبما أنها حاولت التلاعب بتاريخ تيمار ، فلا يبدو أن الأمر كذلك.

 

أو ربما حدث خطأ ما ، وتعرض الزيبفيل نفسهم لأضرار كبيرة عندما هزم الرونكانديل في ذلك الوقت.

 

وسط كل أنواع التكهنات ، تحدثت تالاريس.

 

“منذ ألف سنة ، كان القصر المخفي يخفي هذه المرأة من الزيبفيل.”

 

لقد كشفت تالاريس للتو عن أحد أعظم أسرار القصر المخفي لجين.

 

السبب وراء إخفاء وجود إيلونا عن الزيبفيل لم يكن سوى هذا.

 

“إذا اكتشفوا ذلك ، فهذا يعني أن هذه المرأة يمكن أن تصبح نشطة مرة أخرى.”

 

“مستقبل لا أريد أن أتخيله. إذا تمت إضافة وحش مثلها إلى الزيبفيل ، الذي هو المهيمن بالفعل ، فسوف يتوقف التوازن عن الوجود.”

 

وبالفعل كان هذا هو الحال.

 

الرونكانديل ، على الرغم من امتلاكه لـ فارس النجم السَّامِيّ ، سايرون ، لم يتمكن من تجاوز الزيبفيل. من الطبيعي أن يتم استيعاب القوى الأخرى مثل الفيرمونت والكينزيلو والقصر المخفي أو مواجهة الدمار إذا انهار التوازن بينهم.

 

بالطبع ، ربما لم تعد إيلونا تقاتل من أجل قضية الزيبفيل. لكن ذلك كان مجرد وهم ، وسيناريو غير محتمل على الإطلاق.

 

“لقد كشفت لك سر القصر المخفي لأنك تحقق في مقابر بطريرك الرونكانديل الأول وتلقي نظرة على الماضي.”

 

اعتقدت تالاريس أن جين قد يجد أدلة يمكن أن “تقتل” إيلونا خلال تلك العملية.

 

كان من الممكن أيضًا إيجاد طرق لكبح ظاهرة الزيبفيل غير العادية من خلال التلاعب بالتاريخ.

 

وعلاوة على ذلك ، كانت تالاريس قلقةً.

 

يمكن أن يشعر جين بتلك المشاعر بداخلها.

 

“في الآونة الأخيرة ، أصبح ختم الجليد الكامل يضعف.”

 

عند سماع ذلك ، نظر جين إلى كف تالاريس مرة أخرى.

 

كانت بها تجاعيد لم تكن موجودة من قبل. نظرًا لسنها ، كان وجود التجاعيد أمرًا طبيعيًا ، ولكن مثل العديد من المحاربين الذين اكتسبوا التنوير ، كانت تقمع الشيخوخة بشكل كبير حتى الآن.

 

علاوة على ذلك ، كانت سلالة إندورما محصنة بشكل خاص ضد تأثيرات الشيخوخة بسبب قوة الجليد الكامل.

 

تشير ظهور التجاعيد على راحة يدها إلى أن قوة الجليد الكامل التي كانت تقمع إيلونا قد وصلت إلى حدودها.

 

بالنسبة لها ، أصبح الحفاظ على جسدها في ذروته مهمة صعبة بشكل متزايد.

 

“إذن كم من الوقت بقي لنا…؟”

 

في تلك اللحظة عند قول جين ذلك.

 

كسر…!

 

ظهر صدع في منتصف عمود الجليد.