الإبن الأصغر لسيد السيف - الفصل 364 - المسار (4)

– الإبن الأصغر لسيد السيف – المترجم : يوريتش | فضاء الروايات

---

الفصل 364 – المسار (4)

---

في 19 سبتمبر 1799 ، في فندق نزل العلجوم في جنوب غرب ولاية الإمبراطورية الإقطاعية ، كيكن.

 

جلست فاليريا في الردهة وشعرها مصبوغ باللون الأسود ، وترتدي درعًا جلديًا خفيفًا ، وتحتسي الخمر.

 

تم إسناد عصاها على الحائط ، وملفوفةً بقطعة قماش لتبدو مثل الرمح ، مما يمنحها مظهر مغامر مبتدئ منغمس في مهمتها.

 

لقد كانت تحدق في منشور معلق على جدار النزل لفترة من الوقت.

 

(قال جين رونكانديل ، “الجمال ، هذا هو اسمك الآخر.” استسلم للأداء المذهل لمستحضرات تجميل عشيرة بينغ.)

 

وبغض النظر عن الشعار الإعلاني المحرج (على الرغم من أن الشعار الإعلاني لعشيرة بينغ حظي باهتمام كبير) ، فقد كان من اللافت للنظر أنه حتى في بلدة صغيرة مثل هذه ، كانت هناك منشورات تتسكع.

 

“ليس هناك الكثير من المرتزقة الذين يطلبون خمرًا في وضح النهار ويحدقون في نشرة إعلانية بها مثل هذا التعبير البارد. أوصي بتغيير الأمور قليلاً. أطلبي الكثير من الطعام ، وضعي مجلة المرتزقة أمامكِ ، سيكون ذلك لطيفًا.”

 

جلس جين مقابلها وهو يهز كتفيه.

 

“هل حقًا قلت ذلك؟”

 

“هذا الجزء من اسمك الآخر؟ مستحيل.”

 

على الرغم من أن جين نفسه كان أمام المنشورات الإعلانية المتتالية ، إلا أنه لم يتعرف عليه أحد.

 

فتح جين القائمة ، وبطبيعة الحال ، نادى مالك الحانة. ثم شرع في طلب مجموعة متنوعة من الأطباق.

 

“حساء اللحم البقري مع الكثير من الفلفل الحار والبصل ، وحساء أمعاء الثور. أضف الكثير من الفلفل إلى الأخير. و…”

 

توقف جين عندما رأى تعبير فاليريا.

 

‘لقد ذكرت بالصدفة الأطباق التي كنا نتناولها كثيرًا خلال وقتنا معًا في حياتنا الماضية. منذ أن اعتدت على تناول الطعام حسب تفضيلات سيدتي ، تغير ذوقي قليلاً.’

 

لحسن الحظ ، لم تتفاعل فاليريا بشكل مختلف.

 

“حسنًا ، الأطباق المتوفرة في أي نزل هي أطعمة شائعة. لا ينبغي أن يكون هناك أي شيء غير عادي.”

 

لكن فاليريا فكرت بشكل مختلف.

 

‘الكثير من الفلفل الحار والبصل والكثير من الفلفل. كيف يمكن أن يكون دقيقًا إلى هذا الحد؟ هذا ليس بالأمر غير المعتاد ، بعض الناس يأكلون بهذه الطريقة من وقت لآخر.’

 

تمت وضع ذوق فاليريا خلال فترة وجودها مع مرتزقة البومة الرمادية. بالتفكير بهم فجأة ، ارتدت فاليريا ابتسامة مريرة.

 

‘من الغريب ، في بعض الأحيان… أشعر وكأن جين رونكانديل يعرفني جيدًا.’

 

لقد مر وقت طويل منذ أن تناولت فاليريا هذه الأطباق مع الآخرين ، لكنها اعتقدت أنه لم يكن شعورًا سيئًا. ليست رائعة تمامًا ، بل مقبولة فقط.

 

لقد أكلا حتى يشبعا بينما تظاهرت بأنهما الثنائي المرتزق النموذجي وناقشا مستقبلهما كمستقلين.

 

“عمل جيد ، فاليريا أولهارت. من المثير للإعجاب ، أنكِ تمكنتٌذِ من العثور على قبيلة القطط في ثلاثة أشهر فقط.”

 

عندما غادرا النزل وسارا على طول الطريق الهادئ المؤدي إلى وانتارامو ، بدأ جين في التحدث.

 

“لم أجدهم بالكامل بعد؛ وكما كتبت في الرسالة ، لم أجد سوى آثار. إنها تؤدي إلى غابة وانتارامو.”

 

أومأ جين برأسه.

 

في الواقع ، لا أعرف إذا كانت غابة وانتارامو هي غابة عادية.

 

هذه المرة سمعت الاسم لأول مرة.

 

تمامًا كما كان جين على وشك أن يقول ذلك ، واصلت فاليريا.

 

“علاوة على ذلك ، لو لم تترك قبيلة القطط آثارًا عمدًا ، لما وجدت حتى تلك الآثار. لست أنا من لست مثيرةً للإعجاب ، بل هم.”

 

“تركت قبيلة القط آثارًا عمدًا؟”

 

“نعم. إنهم يعرفون أنني أبحث عنهم. أعتقد أنهم أدركوا ذلك منذ شهر ، ومنذ ذلك الحين ، وهم يرسلون رسائل بمهارة ، كما لو كانوا يطرحون الألغاز تقريبًا.”

 

كانت قبيلة القطط تقود فاليريا إلى غابة وانتارامو.

 

‘إذا كان بإمكانهم ترك رسائل لمطارديهم ، على الأقل لم يتم القضاء عليهم جميعًا …’

 

عندما تذكر اللحظة التي تركهم فيها بمفردهم مع حاجز الكهف في القبر الثالث ورحل ، حتى الآن ، كان جزءٌ من قلبه يشعر بالثقل كما لو كان محملاً بالمعدن.

 

– “حاجز قبيلة القطط مثير للاهتمام للغاية. هناك أشياء مزعجة أكثر مما تعتقد.” –

 

الكلمات التي نطق بها فريق فيلق الأطياف عندما اخترقوا حاجز قبيلة القطط ودخلوا الكهف.

 

حتى بعد سماع تلك الكلمات ، لم يسأل جين أبدًا أعضاء فريق فيلق الأطياف عما فعلوه بقبيلة القطط.

 

ربما كان ذلك بسبب عدم قدرته على الكشف عن نقاط الضعف غير الضرورية أو الدخول في حرب نفسية معهم.

 

لاحقًا ، عندما ظهر بيراكت والتقى بطيفان آخران عند مغادرة الغابة ، لم يستطع جين التخلص من حقيقة أنه لم يسأل الأطياف عن قبيلة القطط.

 

“كنت أخطط للتواصل معك عندما أتيحت لي الفرصة لمقابلتهم شخصيًا. ولكن نظرًا لأنها غابة وانتارامو ، كان من الضروري إحضار شخص يعرفونه. اعتقدت أنهم ربما اعتبروني تهديدًا وقرروا القضاء علي.”

 

“القضاء عليك؟”

 

سأل جين ، وابتسمت فاليريا بارتياح.

 

“على محمل الجد ، أنت لا تعرف ما هي غابة وانتارامو؟”

 

“لا أفعل.”

 

“ثم لماذا تظاهرت بأنك تعرف؟”

 

“متى فعلت…؟”

 

“لقد فعلت للتو.”

 

“كلا ، كنت في الواقع على وشك تقديم إجابة صادقة من قبل. لكنكِ لم تمنحيني فرصة للتحدث.”

 

بفت.

 

أطلقت فاليريا ضحكة مكتومة خفيفة.

 

“كنت أختبرك بالفعل. كنت أشعر بالفضول بشأن قدرة حاملي علم رونكانديل على جمع المعلومات. يبدو أن المعلومات حول غابة وانتارامو لا تُعطى لحاملي العلم ذوي الرتبة الأدنى.”

 

لم يكن الأمر بهذه الأهمية ، لكنه شعر وكأنه ضربة على مؤخرة رأسه.

 

“إذا كنت تشعر بالسوء حيال ذلك ، فأنا أعتذر.”

 

“لا بأس. إذًا ، ما تلك الغابة على أية حال؟”

 

“على الرغم من أنك لا تعرف غابة وانتارامو ، لا بد أنك سمعت عن مشروب اللحن الملكي ، أليس كذلك؟”

 

“لقد جربته من قبل. لقد أعطاني إياه والدي.”

 

“ربما يعتقد معظم الناس في العالم أنك الابن الأصغر الأقل تفضيلاً ، لكنك كنت طفلاً محبوبًا للغاية. وأعتقد أنه حتى سايرون رونكانديل قد منحك مشروب اللحن الملكي. غابة وانتارامو هي الأرض التي يتم فيها تخمير مشروب اللحن الملكي.”

 

عندها أدرك جين أخيرًا سبب تفاوض الإمبراطور ونواب فيرمونت مع غابة وانتارامو عندما كان كاشيمير صغيرًا.

 

مشروب اللحن الملكي.

 

مشروب خاص معد ليوم خاص ، في لحظة خاصة ، لشخص مميز.

 

سباق واحد فقط في العالم يمكنه صنع المشروب الملكي.

 

“أحفاد عرق الجنيات…”

 

في غابة وانتارامو عاش أحفاد قبيلة الجنيات.

 

قلة قليلة من الناس يعرفون هذه الحقيقة.

 

حتى معظم التنانين الذين عاشوا لآلاف السنين لم يعرفوا ذلك ، ناهيك عن حامل العلم الثاني عشر.

 

حرفيًا ، على قمة العالم أو بالقرب منه ، كان أولئك الذين هم في السلطة وشركائهم المقربين ، أو أولئك الذين لديهم قدرة خاصة على كشف أسرار العالم العديدة ، هم الوحيدون الذين يعرفون طبيعة وانتارامو الحقيقية.

 

وأولئك الذين يعرفون وانتارامو كانوا دائمًا حذرين بشأن الاقتراب منها.

 

كانت غابة وانتارامو ملكية مشتركة للقوى العملاقة. إذا انتشرت الشائعات حول وانتارامو إلى أفراد غير ضروريين وتسببت في حدوث مشاكل في الغابة ، فسيعاني الجميع من العواقب معًا.

 

“جين رونكانديل.”

 

“نعم؟”

 

“في المرة الماضية ، عندما ألقيت نظرة على سجلاتك ، علمت أن عرق الجنيات لديهم علاقة وثيقة بعشيرتي.”

 

<في جهاز تسجيل سولديريت الذي أكده جين رونكانديل ، كان على عرق الجنيات القديم واجب الاحتفاظ بالسجلات>

 

<منذ ألف سنة ، كانت جميع الجنيات القدماء مخلصين>

 

<كان لديهم علاقة عميقة مع البشر الذين يحملون اسم هيستور>

 

أثناء التحقيق لاستعادة جهاز التسجيل والبحث عن قبيلة القطط ، كانت تلك العبارات الموجودة في السجلات هي محور التركيز الرئيسي لفاليريا.

 

“لقد ذكرت أيضًا أنك رأيت الجنية القديمة في القبر الثالث باستخدام قدرات مشابهة لسجلات الهيستور السحرية.”

 

“نعم هذا صحيح.”

 

“لذلك ، بينما كنت أبحث عن قبيلة القطط ، أدركت أن مشروب اللحن الملكي ، الذي خمرخ أحفاد عرق الجنيات ، قد يكون أيضًا شكلاً من أشكال التسجيلات. ومن الغريب أنني أدرك ذلك الآن.”

 

“هل تلمحين إلى أنه قد يكون هناك بعض الارتباط بين أحفاد عرق الجنيات وعشيرتكِ؟”

 

“بالضبط.”

 

“في هذه الحالة ، هناك أيضًا احتمال أن يكون لدى قبيلة القطط بعض المعرفة بهويتك الحقيقية. وهذا قد يفسر سبب قيادتك عمدًا إلى غابة وانتارامو.”

 

“هذا هو سبب دعوتي لك. مما أعرفه ، أن العرق المعروف باسم أحفاد عرق الجنيات ينحرف بشكل كبير عن الصورة العالمية التي يمتلكها الناس.”

 

مشروب اللحن الملكي هو مشروب لديه القدرة على نقل القصص.

 

إنه في حد ذاته رومانسي بشكل لا يصدق ، حيث ألهم العديد من الشعراء لتأليف أغاني عن أحفاد عرق الجنيات.

 

ونتيجة لذلك ، عندما يسمع الناس أغنية “أحفاد عرق الجنيات” ، فإنهم غالبًا ما يستحضرون صورًا لشخصيات صغيرة ورائعة ، ولسبب ما ، غابات غامضة وجميلة.

 

على الرغم من أن مظهرها ومناظرها الطبيعية تتناسب تمامًا مع الخيال المشترك…

 

شخصياتهم الفعلية لا.

 

“إن أحفاد عرق الجنيات حصريون للغاية وقاسون بوحشية تجاه الغرباء. إذا عثر شخص جاهل في غابة وانتارامو وتقاطع معهم ، فسوف يقتلون دون تردد.”

 

“هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها شيئًا كهذا.”

 

“إنهم لا يقتلون دون ألم فحسب. إنهم يلعبون مع هدفهم مثل لعبة ويقضون عليه عندما يشعرون بالملل.”

 

كان منظور فاليريا مختلفًا تمامًا عن منظور جين. لم تكن لديها ثقة في قبيلة القطط على الإطلاق.

 

لذلك لم يكن من غير المعقول بالنسبة لها أن تعتقد أن قبيلة القطط قد تركت آثارًا عمدًا واستدرجتها إلى غابة وانتارامو بقصد قتلها.

 

“ربما كان لدى قبيلة القطط انطباع إيجابي عني وكانوا يحاولون التواصل معي هنا من خلال ترك آثار ، لكن لا بد أنهم أبلغوني أن وانتارامو مكان خطير. حسنًا ، حتى أنا ربما سأفعل شيئًا كهذا إذا بدأ المتعقب فجأة يطاردني ، لذلك لا أحمل أي مشاعر سيئة تجاه قبيلة القطط.”

 

“إذا كان أحفاد عرق الجنيات قاسيين حقًا كما تقولين ، فقد يكون من الممكن أن ترسل قبيلة القطط إشارة استغاثة.”

 

“لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال.”

 

عندما وصلوا إلى مدخل غابة وانتارامو ، كان الوقت ليلاً.

 

وسط الريح الباردة ، ترددت أصداء عواء الوحوش البعيدة ، وبدا أن الغابة تشير إلى وجودها البشري المتناثر من خلال عدم وجود طريق عند المدخل.

 

وو-آه…!

 

عندما قامت فاليريا بتنشيط سحر التسجيل خاصتها ، ظهرت علامات زرقاء زاهية على الأرض.

 

<للسماح للمطاردين بالعثور عليهم ، ترك لولو من قبيلة القطط آثارًا هنا.>

 

تمت كتابة هذه العبارة على نافذة شبه شفافة ظهرت قبل فاليريا.

 

العلامات الزرقاء كانت جميعها آثار أقدام تركها لولو.

 

باتباع آثار الأقدام المتوهجة ، بعد حوالي ثلاثين دقيقة من المغامرة في عمق الغابة ، شعر الاثنان بأن المشهد يتغير فجأة.

 

بدأت الأشجار القريبة والمتجمعة بكثافة في الالتواء.

 

تحركت الغابة وكأنها كيان ضخم ، وتشبثت الأشجار ببعضها البعض وتفككت ، وأصدرت صوتًا مدويًا.

 

“…”

 

اتسعت حدقة عين جين عندما رأى الجزء الداخلي من شجرة ملتوية.

 

وبعد ذلك ، شعر بموجة من النية القاتلة.

 

كان ذلك لأن لولو ، المغطى بالدماء ، كان مقيدًا داخل شجرة.