الإبن الأصغر لسيد السيف - الفصل 254 - مآثر حامل العلم (3)

– الإبن الأصغر لسيد السيف – المترجم : يوريتش | فضاء الروايات

---

الفصل 254 – مآثر حامل العلم (3)

---

“بيرادين؟”

 

 

كان عينا جين واسعتين بالدهشة كما أنه ترجل عن شوري.

 

 

ماذا يفعل هذا الغبي هنا؟ وماذا بالذهب المشتعل؟

 

 

كانت ألسنة اللهب فوق الذهب ضخمة وتستحق أن يطلق عليها حريق هائل. نظرًا لأن كمية الذهب كانت كافية للمملكة المقدسة بأكملها لعقود من الزمن ، فإن النار التي اجتاحت المملكة كانت كبيرة بنفس القدر.

 

 

هل هذا ما تفعله؟ كان جين على وشك أن يسأل بيرادين هذا عندما سمع صوتًا مألوفًا آخر.

 

 

“بيرادين! النيران اندلعت حتى في الخلف. يجب أن نهرب الآن و … هاه؟ جين؟ هل أنت حقًا؟”

 

 

جسم صغير وصوت أجش: دانتي هيران. لقد كان يتحقق مما إذا كان كل الذهب مشتعلًا تمامًا ، ولهذا السبب لم يلاحظه جين في البداية.

 

 

“دانتي؟ أنت أيضًا؟”

 

 

حتى جين كان عليه أن يتلعثم عندما انضم إليهما دانتي.

 

 

كيف يمكن أن يظهر هذان الأحمقان دائمًا في أكثر الأماكن غير المتوقعة؟

 

 

كلما التقيا ، كان الأمر على هذا النحو: عندما غادر جين قلعة العاصفة ، في ساحة الكون ، في المدينة المجهولة ، ساميل ، وحتى الآن.

 

 

قام جين بتأليف نفسه وتفقد الاثنين. تألقت عيناه بالفرح والسعادة.

 

 

“للتفكير في أننا سنلتقي هنا ، من بين جميع الأماكن! يجب أن يكون هناك شيء يربطنا حقًا ، أيها الصديقان العزيزان.”

 

 

“نعم ، هذا صحيح. هاها ، هيه ، هوهو. في المرة الأخيرة ، كنت تعيث فسادًا في ساميل ، لكن يبدو أننا هذه المرة نتسبب في المتاعب.”

 

 

“بالمناسبة ، ما هذا القط؟ إنه ضخم.”

 

 

“أنظر إلى هذا! أنت تمتطي قط الياقوت! كيف صادفت وحش الروح هذا؟ حسنًا ، على أي حال ، أنا سعيد حقًا برؤيتك. هاهاها.”

 

 

تحدث دانتي وبيرادين ، وكلاهما يشير إلى شوري.

 

 

شعر جين بصداع قادم لأنه رأى هذان الأحمقان السعيدان أمام كومة من الذهب المحترق.

 

 

“ألم تكن تتحدث عن هروب؟ هل أشعلتما النار يا رفيقاي؟”

 

 

“على وجه الدقة ، كان بيرادين.”

 

 

أشار دانتي بإصبعه إلى بيرادين كطفل يثرثر على صديق بعد أن تم القبض عليه وهو يسيء التصرف.

 

 

“كلا ، أنت من فعل ذلك ، أتذكر؟”

 

 

أنكر بيرادين بسرعة لكنه كان يشير في الواقع إلى جين ، وليس إلى دانتي.

 

 

وسّع جين عينيه وأشار إلى نفسه بشكل لا يصدق.

 

 

“ماذا؟ أنا؟ متى فعلت ذلك؟”

 

 

“بيرادين ، هذا الرجل وصل للتو. الحريق كان بلا شك لك -”

 

 

“حسنًا ، دعنا نقول إنه جين. إنه حامل العلم المؤقت لـ رونكانديل ، لذا يمكنني اعتباره أيضًا أحد إنجازاته.”

 

 

كان دانتي يلوح بيده ليوبخ بيرادين ، لكن سبيكة ذهبية خرجت فجأة من جيبه وسقطت على الأرض.

 

 

توقف جين فجأة ونظر من سبيكة الذهب على الأرض إلى وجه دانتي.

 

 

“يا رفيقاي ، هيا . هذا جنون. لا تقولا لي أنكما نهبتما للتو حانة.”

 

 

“إنه سوء تفاهم! أخبرني بيرادين أنه سيمنحني بعض المال إذا ساعدته. لهذا السبب تابعته هنا.”

 

 

“دانتي! هل حقا سرقت سبيكة ذهبية خلف ظهري؟”

 

 

وبخه بيرادين.

 

 

اتسعت عينا دانتي بشكل مفاجئ لدرجة أنهما كانتا على وشك الخروج.

 

 

“بيرادين! لماذا تغير كلامك باستمرار؟ أنت أشعلت النار ، ألا تتذكر؟”

 

 

هز بيرادين رأسه بسرعة ، لكنه كان يشير في الواقع إلى جين ، وليس إلى دانتي.

 

 

صفع جين على جبهته وأخذ نفسًا عميقًا. نعم ، كان من المستحيل على ذلك الرجل الصادق دانتي أن ينحني إلى مستوى منخفض ويسرق سبيكة ذهبية. ومع ذلك ، بدا أن بيرادين يتصرف بغرابة. كانت عيناه أيضا في حالة ذهول.

 

 

كان بيرادين يتصبب عرقًا بغزارة وينظر حوله بيأس. أمسك دانتي بيادين من طوقه وصرخ متهمًا إياه بأنه لص.

 

 

“حسنًا ، لا يهم! لا أعرف بعد الآن. ما أعرفه هو أنه يتعين علينا إلقاء اللوم على جين في هذا. إذا لم نفعل ذلك ، فسيكون كلانا في ورطة ، دانتي.”

 

 

“لم تقل شيئًا عن ذلك حتى وصلنا إلى هنا!”

 

 

“فقدت عقلي لفترة وجيزة بسبب غضبي!”

 

 

“لقد فقدت عقلك لفترة وجيزة؟ كنا معًا على متن تلك السفينة لمدة ثلاثة أيام حتى وصلنا إلى هنا. كنت بخير تمامًا طوال الوقت. هل تخبرني أنك كنت تزيف هذا التصميم عندما قلت إنه لا يمكنك أن تغفر الفظائع التي ارتكبتها العشيرة؟”

 

 

“أورغرفاف.”

 

 

كان بيرادين يتلوى مثل هوائية رياح محطمة.

 

 

“بيرادين ، فقط اصمت للحظة. دانتي ، أخبرني بما يحدث. ليس لدينا الكثير من الوقت. سيصل السحرة الزيبفيل الذين يتابعون حياتي قريبًا.”

 

 

“جين ، ماذا تقصد بذلك يا صديقي؟”

 

 

“لقد كنت من كشف الأحداث في المملكة المقدسة. لقد كشفت للتو عن ذلك في ساحة العاصمة وأنا الآن أهرب بعد قتال ضد سحرة الزيبفيل الذين هاجموني.”

 

 

“ماذا؟ هل هذا يعني أنك باميل؟”

 

 

“هل أنت باميل؟”

 

 

قرب دانتي وبيرادين وجهيهما من جين.

 

 

وكان ثلاثة منهم في حالة صدمة. بالكاد يستطيع جين أن يحافظ على عقله. إذا شارك أيضًا في هذه التمثيلية الحمقاء ، فقد يصبح الوضع أكثر عبثية بلا حدود.

 

 

“إلى جانب ذلك ، لقد كشفت حتى أنني حامل العلم المؤقت لعشيرة رونكانديل ، لذلك ليس أمام الزيبفيل خيار سوى قتلي على الفور. السبب الذي جعلني اخترت الهروب بهذه الطريقة هو التخلص من الذهب الذي زوده الزيبفيل بحسن نية مصطنعة.”

 

 

“جين ، نحن حقًا من المفترض أن نكون أصدقاء.”

 

 

شد دانتي قبضتيه ، وامتلأ وجهه بالعواطف.

 

 

“نيتنا هي نفسها ، جين. يبدو أن بيرادين خرج منها الآن ، لكنه طلب مساعدتي بعد أن أخبرني أنه لا يستطيع مسامحة عشيرته. لقد أراد أن يتحمل المسؤولية كخليفة لبطريركية الزيبفيل.”

 

 

بمعنى آخر ، كان الثلاثة في الميناء للغرض نفسه.

 

 

كان بيرادين ودانتي غاضبين بعد القراءة عن الوضع في المملكة المقدسة.

 

 

قرر بيرادين ، على وجه الخصوص ، تصحيح الأخطاء ، حتى لو كانت عشيرته هي المسؤولة عن الحادث. بصفته عضوًا نقيًا لعشيرة مهمة ، عرف جين ودانتي مدى صعوبة اتخاذ هذا القرار.

 

 

بغض النظر عن طلب بيرادين ، كان هذا الفهم هو الذي جعل دانتي ، خليفة بطريرك هيران ، يساعد بيرادين. تأثر دانتي بتصميمه.

 

 

بالطبع ، أصبح الآن أقل إعجابًا بعد أن رأى بيرادين ينفث الهراء أثناء قيامه بهذا الفعل.

 

 

“لهذا السبب يمكنك أن تلومني على الحريق. لا يهم. إذا لم تقم بإشعال النار ، لكنت فعلت ذلك بنفسي.”

 

 

“جين؟”

 

 

قام بيرادين بتأليف نفسه ونظر في عينيْ جين.

 

 

“قلت أن السحرة هاجموك؟ لإخفاء الحقيقة وحماية كرامة العشيرة؟”

 

 

لم يرد جين لكنه أومأ برأسه.

 

 

أغمق وجه بيرادين.

 

 

“وليس هذا فقط ، فهم يلاحقونك الآن؟”

 

 

“نعم.”

 

 

“هؤلاء الأوغاد. أليس لديهم أي خجل؟ سأقتل كل واحد منهم بنفسي.”

 

 

وقف شعر بيرادين على نهايته كما لو كانت الرياح تتطاير. كانت المانا تتزايد.

 

 

لقد كان ثماني نجوم ، أو ربما أقوى.

 

 

شهق جين وهو يشعر بمانا بيرادين.

 

 

‘كيف أصبح قويًا جدًا؟ قيل أنه وصل إلى تسعة نجوم في الثلاثين من عمره في حياتي الماضية.’

 

 

اعتقد جين أن قوى بيرادين تتكون من سبعة نجوم. نظرًا لأن بيرادين كان قادرًا على الإلقاء الإملائي السريع للغاية في وقت واحد ، فقد كان أقوى من السحرة من فئة الثمانية نجوم في نجومه السبعة.

 

 

لكنه كان مخطئًا. كانت المانا التي بدأت في الارتفاع في بيرادين قريبة من مستوى تسع نجوم ، حتى في لمحة.

 

 

“اهدأ يا بيرادين.”

 

 

“كرامة العشيرة؟ من يهتم بذلك؟ كم عدد الأرواح البريئة التي يجب أن تُقتل لحماية شيء كهذا؟”

 

 

تذكر جين فجأة اليوم الأول الذي التقى فيه بـ بيرادين.

 

 

“حسنًا ، هذا ليس سيئًا. مثير للإعجاب. لكن دعني أقدم لك بعض النصائح كشخص يتقدم عليك ببضع سنوات في هذا المجال من العمل. إذا واجهت زيبفيل آخر يسيء إليك ، فحاول ألا تتسرع وتقطع أصابعه. ألا تعتقد أن ذلك سيخلق الكثير من المتاعب لعشيرتينا؟”

 

 

قال بيرادين.

 

 

“أنت المهرج أيضًا ، بيرادين زيبفيل.”

 

 

“حسنًا ، ما الذي يجعلك تقول ذلك؟ إذا دخلت عشيرتي وعشيرتك في صراع دم بسبب كل نزاع صغير ، فسيتم هدم العالم كله بالفعل. لقد أعطيتك هذه النصيحة حتى تفكر في معاناة المواطنين في الحرب.”

 

 

كانت تلك هي المحادثة مع بيرادين في بوابة مملكة ميتل عندما كاد يقطع إصبع بيرادين.

 

 

اعتقد جين دائمًا أن بيرادين كان من النوع المؤذ وكان متأكدًا من أنه سيكون على دراية جيدة بالأنشطة غير المشروعة لعشيرة الزيبفيل.

 

 

لكن في الوقت الحالي ، لم يبدو أن بيرادين على علم بالفظائع التي ارتكبتها عشيرة الزيبفيل على الإطلاق.

 

 

بالتأكيد ، كان برادين غريب الأطوار ، لكن ربما لم يكن من نوع الزيبفيل الذي كان جين يعتقده دائمًا.

 

 

“هل تعرف معنى هذا الذهب يا جين؟ في الأساس ، تهدد عشيرتي بإغراق المملكة المقدسة في الفقر لعدة عقود إذا لم يقبلوا هذا الذهب وتغض الطرف عن الحادث. وهذا يعني أننا سنفعل ذلك. تجويع أكثر من مليون مدني.”

 

 

استعاد بيرادين التصميم الذي حرك دانتي ذات مرة.

 

 

فهم جين سبب تأرجح بيرادين من طرف إلى آخر.

 

 

لابد أنه خائف.

 

 

لقد كان غاضبًا من الفظائع التي ارتكبتها عشيرته ، ولكن من ناحية أخرى ، كان أيضًا خائفًا بشكل رهيب من الأحداث التي ستتبع أفعاله.

 

 

ولكن عندما علم أن جين قد تعرض للهجوم من قبل السحرة الزيبفيل ، انتصر غضبه على مخاوفه.

 

 

حقيقة أن جين تعرض للهجوم لم تترك شيئًا سوى الغضب في ذهنه. تبددت كل المشاعر والعقلية الأخرى. كان من الممكن أن تكون الأمور مختلفة تمامًا إذا اتخذ جيريمياس القرار نفسه في ظروف مماثلة.

 

 

لن يهتم الرونكانديل بالسبب. سوف يعجزونه ويطردونه من العشيرة.

 

 

لن يتسامحوا أبدًا مع مجرد ابن العشيرة الذي يقوم بتخريب جهود العشيرة بأكملها للحفاظ على كرامتهم ، خاصة إذا كان ذلك من أجل إحساس تافه بالعدالة.

 

 

“أدرك ذلك أيضًا. لهذا السبب حاولت حرق الذهب حتى بعد الكشف عن هويتي.”

 

 

“إذن كيف تتوقع مني أن أهدأ؟”

 

 

“الأمر مختلف عندما أفعل ذلك وعندما تفعله. كل ما علي فعله هو إعطاء المملكة المقدسة سببًا لرفض الذهب والهرب ، لأنني مجرد الطرف الثالث المعني. وأنت؟ ما الذي ستفعله؟ افعل بعد تلطيخ يديك بدماء هؤلاء السحرة؟”

 

 

“والدتي سوف تفهم نيتي.”

 

 

“ليس من دواعي سروري أن أقول هذا ، لكن انظر إلى أخيك. حتى كارل زيبفيل قُتل على يد مغتال أرسلته والدتك. تم استخدام كارل ، سيد البرج الرابع ، كطعم لإغرائي ، هل تفهم؟ تعتقد أنك تستطيع …؟”

 

 

“نار! الذهب يحترق!”

 

 

“يجب أن يكون هو الذي أشعل النار. أمسكوا به! لا يجب أن نفشل!”

 

 

سمعوا صراخ من بعيد. كان السحرة الذين يطاردون جين قد وصلوا للتو إلى الميناء.

 

 

“انتظر. جين ، دانتي. تفضل. سأكون الشخص الذي يمنعهم.”

 

 

تحدث بيرادين بهدوء. أشعلت المانا في يديه نوعًا مختلفًا من النار ، النسخة الأولى من اللهب المطاوع المدمر. هذه المرة ، عملت التعويذة ، على عكس المرة السابقة في ساميل.

 

 

“بيرادين يا صديقي.”

 

 

“لقد كنت ممتعًا يا رفيق.”

 

 

ترك جين تنهيدة.

 

 

‘هل تأخر عليه البلوغ؟ أنا أفهم ما يشعر به ، لكن هذا متهور جدًا أو غاضب أو لا. ماذا يعتقد إنه هو؟ عثة اللهب؟’

 

 

يمكن لـ جين التفكير في ألف طريقة أفضل وأكثر كفاءة لحل هذا الموقف.

 

 

“حسنًا ، سنمضي قدمًا يا بيرادين.”

 

 

“لكن جين! إذا هربنا وحدنا ، ماذا سيحدث لبيرادين؟”

 

 

أدار دانتي رأسه وصرخ.

 

 

“ولكن في المقابل ، دعنا نقول أنك هُزمت بشكل مروّع أثناء محاولتي إيقافي.”

 

 

بام!

 

 

سقطت قبضة جين اليمنى مباشرة على ذقن بيرادين.

 

 

“أووف.”

 

 

كسر!

 

 

تابع جين بركلة أمامية للضفيرة الشمسية. سقط بيرادين إلى الأمام ، والدم يتدفق من فمه. عندما سقط بيرادين على الأرض ، خطى جين على مؤخرة رقبته ليدفن وجهه بالكامل في الأرض.

 

 

تسبب الكمين المفاجئ في ارتداد المانا في بيرادين. كانا يسمعان صوت بيرادين وهو يقرقر.

 

 

“جين؟”

 

 

“أنت لا تريد أن يعاقب في عشيرته أيضًا ، أليس كذلك؟ نفس الشيء ينطبق عليك. تعال إلى هنا.”

 

 

لف جين دانتي في عباءته كما لو كانت علبة هدايا.

 

 

“قد يكون مؤلمًا قليلاً ، لكن أبقِ فمك مغلقًا حتى أعطي الإشارة ، حسنًا؟ شوري ، عُضَّهُ.”

 

صعد جين على ظهر شوري ، ودفعت القط دانتي في فمه.