داعم جداً - 4
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
أربعة: تواصل المُكرَّسين
حدق ألدن في الرسالة لفترة. لم يرَ هانا منذ ذلك اليوم في المستشفى، ولكن من الواضح أنها تواصلت مع خالته في وقت ما. ربما مباشرة بعد الحادثة، نظرًا لأن هذه الرسالة ظلت مدفونة في مكان الأشياء المسطحة لفترة طويلة.
كان قد تلقى مكالمة فيديو من أرجون توماس مرة واحدة، بعد عدة أشهر من الحادثة. جرت المكالمة في مكتب معالجته النفسية. كان البطل مهذبًا، ولكن الموقف بأكمله كان محرجًا للغاية. بحلول ذلك الوقت، كان ألدن قد جمع ما يكفي من التفاصيل لفهم أنه خلال الثواني الأخيرة من المعركة، ركض مستنزف الأجساد نحو جسده فاقد الوعي في محاولة يائسة لامتصاص طاقة ألدن وتجديد قوته.
أمسك السيد توماس بالمراهق الشرير وفعل ما يفعله شخص يتمتع بقوة خارقة هائلة.
‘كان يجب أن أشكره لإنقاذه حياتي.’
كانت هذه فكرة جديدة.
لطالما كان ألدن مدركًا أن أرجون وهانا قد أنقذا حياته تقنيًا. مرتين. مرة بإيقاف مستنزف الأجساد، ومرة أخرى عندما وضعت هانا جسده داخل فقاعة سحرية لمنعه من النزيف حتى الموت.
ولكن، أي امتنان شعر به كان دائمًا يطغى عليه حزن فقدان والديه.
وأما الآن…
أخذ نفسًا عميقًا واتصل بالرقم الطويل بشكل غريب. كانت الكلمات التي صقلها طوال اليوم في المدرسة على طرف لسانه. بمجرد أن تجيب هانا، سيقولها، ويحصل على إجابته النهائية، ثم يغلق الهاتف، وهكذا تنتهي الأمور.
رن الهاتف مرة واحدة ثم اتصل على الفور.
“معك ألدن ثورن”، قال بسرعة. “أنا—”
“مرحباً أيها الأرضي!” قال صوت مرح مسجل مسبقاً بلهجة غير مألوفة. “لقد اتصلت بشبكة التواصل الخاصة بالمكرّسين على كوكبك. رقمك غير مسجل. يرجى ذكر اسمك، وسبب اتصالك، ومستوى الطوارئ. سيتم معاقبة المكالمات المازحة.”
رمش ألدن. ‘هل أنا أتحدث إلى نظام الأرتونان الآن؟ النظام الفعلي؟’
لابد أنه كذلك. لقد أطلق عليه لقب “الأرضي.”
لم يكن يدرك أن واجهة سحرية قادرة على تغيير الواقع يمكن أن تمتلك رقم هاتف.
وكان عقله مشغولاً تماماً بتمرير رسالته إلى هانا بسرعة وبأقل قدر من الإحراج الاجتماعي، لدرجة أنه احتاج إلى لحظة للتفكير قبل أن يتمكن من الإجابة على الأسئلة المفاجئة ولكن البسيطة تماماً.
“أمم… أنا ألدن. صموئيل ألدن ثورن. أتصل للتحدث إلى هانا إلبر. إنها بطلة خارق– واحدة من المكرّسين. الأمر ليس عاجلاً، لذا أعتقد أن مستوى الطوارئ لدي منخفض؟”
لم تكن هناك أي وقفة بعد أن انتهى من الكلام. أجاب النظام على الفور.
“أوه، نعم”، قال بصوت لطيف لم يعد يبدو مسجلاً مسبقاً على الإطلاق. “أراك يا ألدن. هانا قد وضعتك كجهة اتصال ذات أولوية. إنها ليست في مهمة حالياً، لذا سأحولك إليها. هل تفضل الفيديو، أو الصوت فقط، أم التخاطر العاطفي؟”
“التخاطر العاطفي؟” سأل ألدن، مذهولاً. أليس التخاطر قوة خارقة؟ وليس شيئاً تستخدمه فقط لإجراء مكالمات هاتفية؟
“لا أوصي بذلك”، قال الصوت. “إنه ضار للعقول غير الناضجة، وهانا تستطيع تحمل تكلفة أربع دقائق و68 ثانية فقط. يجب أن تكون مكالمتك موجزة.”
‘لماذا هو خيار أصلاً إذن؟!’
أبعد ألدن الهاتف عن أذنه، وكأن ذلك سيخفف من أي ضرر محتمل على دماغه. “أمم… الصوت فقط يكفي.”
“جاري تحويلك الآن.”
#####
“أنتِ أكثر شخص ممل في العالم. آمل أنكِ تعرفين ذلك.”
رفعت هانا رأسها في دهشة لترى أفضل صديقاتها تقف فوقها. كانت كلاي تحمل زوجًا من كوكتيلات عصير البرقوق، وعيناها البنيتان تضيقان بخيبة أمل.
“هل تعملين فعلاً أثناء حفلة وقت الفطور الخارقة والخارجة عن المألوف الوداعية خاصتي ؟”
“آه…” قالت هانا، وهي تضع دفترها جانبًا وتنظر حولها في المطعم. “أليس الحفل قد انتهى تقريبًا؟”
كانت كلاي قد حصلت أخيرًا على وظيفتها الأولى خارج الجزيرة، وهي وظيفة مرغوبة في تورونتو. ستبدأ العمل في غضون بضعة أسابيع، وقد حجزت مطعمها المفضل للمأكولات السيشوانية طوال الصباح لكي يودعها جميع أصدقائها. كانت هذه هي المرة الأولى التي تتناول فيها هانا مابو توفو الحار جدًا على الإفطار، لكنها اعترفت أنه كان رائعًا بالفعل.
ولكن الآن، أصبح البوفيه فارغًا ولم يتبق سوى عدد قليل من الأشخاص يجلسون على الطاولات المليئة بالأطباق المتسخة، وفي إحدى الزوايا، كان هناك “مُشكّل” بالكاد تعرفه هانا، ويبدو أنه كان يمارس مهاراته بجعل بقايا الشاي الأخضر من كوبه تطفو في دوائر كسولة فوق طاولته.
“الحفل لا ينتهي أبدًا طالما أنا هنا!” أعلنت كلاي، وهي ترفع المشروبات فوق رأسها. انسكب بعض عصير البرقوق على شعرها المصفف على شكل كعكة سوداء وأنيقة، ولكنها تجاهلته تمامًا.
رفع بعض الأشخاص كؤوسهم نحوها وهتفوا بمودة.
“سأفتقدكِ حقًا”، قالت هانا بابتسامة. “أتمنى أن تكون تورونتو رائعة.”
“يمكنك دائمًا أن تكوني مساعدتي الشخصية”، قالت كلاي متوسلة، وهي تميل على الطاولة مع تعبير مألوف يظهر على وجهها. “أعلم أننا يمكننا جعل الأمر ينجح. سأقسم راتبي معكِ بنسبة 60/40. وكندا ستحصل على شخصين بسعر واحد. سيحبون ذلك.”
“سيكون الأمر ممتعًا، لكنك تعلمين أنني أريد—”
” ‘تعظيم كفاءة الشريك.’ أنا أعلمممم. ولكن لماذا لا تحاولين تعظيمي كفائتي؟ أريد أن أكون مُعظَّمة الكفائة. سيكون ذلك رائعًا.”
“أنتِ قناصة عقل بعيدة المدى تحولين دماغ الهدف إلى كاسترد. أنتِ فعليًا فعالة بنسبة مئة بالمئة طالما أنكِ لا تخطئين. كيف يمكنني تعظيم ذلك؟”
في الواقع، كانت لدى هانا بعض الخطط لدعم مهارات كلاي كـ”مُقنعة”، فقط في حال ظهرت الحاجة لذلك. ولكن ذلك لم يغير حقيقة أنه، وفي معظم الظروف، عملهما معًا لن يكون مختلفًا عن أي اثنين من الأبطال الأقوياء يعملان بشكل متوازٍ.
هدف الداعم في ساحة المعركة—الهدف الذي تسعى إليه هانا على أي حال—هو جعل الشريك أكثر كفاءة بشكل كبير مما سيكون عليه بدونها.
في الوقت الحالي، كانت تكتب اقتراح تعاون مع أحد “المعدّلين” الآخرين المتمركزين حاليًا في جاكرتا. كان بطلًا أكثر خبرة وكبرًا منها، يقوم بأشياء إبداعية للغاية باستخدام التغيرات الموضعية في درجات الحرارة. كان لديه داعم مخصص لفترة وجيزة قبل بضع سنوات، وارتفعت نسبة نجاح مهماته بشكل هائل، ولكن المساعد حصل على استدعاء لمهمة وترك الأرض ولم يعد أبدًا.
ربما كان مشغولًا بالمهمة التي كُلِّف بها من قبل السحرة الفضائيين، ولكن في هذه المرحلة، كان من الأفضل افتراض أنه قد مات.
“سآخذ هذا”، قالت كلاي وهي تضع أحد الكوكتيلات على الطاولة وتخطف دفتر الملاحظات. “وأنتِ خذي المشروب. لا يزال لدينا ساعة قبل نهاية الحجز لهذا المكان. لنلعب البوكر!”
ابتسمت هانا بموافقة، وسرعان ما وجدوا أنفسهم يلعبون البوكر في منتصف النهار مع بقية الحاضرين الذين لم يغادروا الحفلة. كان الـ”مشكل” لاعبًا ثانويًا يُدعى ديفيد. المسكين كان يتعرض للاستغلال لأنه لم يدرك أن صديقتهم نوراي تمتلك مهارة سلبية دائمة تعزز الجاذبية.
(المهارات السلبية هي مهارات مفعلة دائمة و لا تحتاج مجهود من الشخص ليفعلها )
كان خطيب نوراي، إيليا، يبتسم خلف مجموعة أوراقه. كانت لديه إحصائيات براعة عالية جدا، لذا من المحتمل أنه كان يغش أيضًا. ولكن لن يتمكن أي منهم من الإمساك به وهو يفعل ذلك.
“ما زلت لا أصدق أنهم سمحوا ل”مُقنعة” من الرتبة S مثل كلاي بمغادرة الجزيرة”، قال إيليا وهو يهز رأسه بينما كانت كلاي تكشف بفخر عن يد رابحة. “كنت أعتقد أنكِ ستبقين عالقة هنا حتى تصبحي عجوزًا وشعركِ رماديًا.”
“امتلكت قلباً نقياً وأفعالاً أكثر نقاءً منذ كنت في الخامسة عشرة”، قالت كلاي مبتسمة بفخر. “سجلي ناصع البياض لدرجة أن انتقادات والدتي نفسها لا تؤثر عليه. أنا قديسة. ملاك. وحمل وديع. أنا—”
“رعب غير مقدس قادرة على قتلنا جميعًا دون حتى أن تنهضي من مكانك؟” قالت نوراي وهي تسرق كرز الماراشينو من كوب إيليا.
هزت كلاي رأسها. “واقعيًا، يمكنني فقط قتل أحدكم من هذه المسافة. وبعدها سيطعنني الآخرون حتى الموت بالشوك وعصي الطعام.”
“علينا فعل ذلك”، قال إيليا. “لم أحصل على مكافأة مهمة منذ زمن طويل.”
ابتسمت هانا وهي تستمع إلى المزاح. كان أمرًا مذهلًا حقًا أن كلاي حصلت على وظيفة في تورونتو. لم تكن معظم الدول مرتاحة لفكرة السماح لمتحكمي العقول بعبور حدودهم.
معظم الـ”مُقنعين”—أولئك الذين لم يصبحوا أشرارًا—قضوا حياتهم على الجزيرة أو في واحدة من بضعة مناطق أخرى مملوكة لأبطال الأرض المتحالفين. كان والدا كلاي من ذوي القدرات الخارقة أيضًا، لذا منذ اللحظة التي حصلت فيها على فئتها، كانت تدرك المخاطر.
كان الكمال هو الحد الأدنى من المتطلبات إذا أرادت العمل دوليًا كبطلة.
لقد أخذت الأمر إلى مستوى أبعد من خلال التخصص في كل خطوة، حتى تم تصنيفها أخيرًا كـ”قناصة عقل” بدلًا من “متحكمة”. لم تكن لديها تعديلات خفية في ترسانتها، فقط تدمير عقلي قوي ومركّز على هدف واحد. مخيف جدًا، ولكنه ليس بالطريقة التي تجعل أصحاب السلطة يرغبون في إبقائها على الجانب الآخر من الكوكب.
كان الأمر مخاطرة كبيرة منها أن تضيق تركيزها بهذا الشكل. هانا كانت سعيدة لأن هذه المخاطرة قد أثمرت أخيرًا.
“أتعرفين، ربما قبل أن تذهبي إلى تورونتو، عليكِ أن… أوه، لحظة. لدي مكالمة.”
ظهر إشعار بصري يلمع في طرف رؤيتها، ورفعت يدها للتحكم به. لم تكلف نفسها عناء تدريب نفسها للتوقف عن هذه العادة في العبث في الهواء. التحكم في أفكارك لإعطاء أوامر دقيقة تمامًا لواجهة النظام لم يكن سهلاً مثل استخدام أصابعك.
كان الإشعار الوامض للمكالمة باللون الذهبي—وهو اللون الذي خصصته لذوي الأولوية القصوى—لذا لم تكلف نفسها عناء التحقق من هوية المتصل. كلاي كانت جالسة على الجانب الآخر من الطاولة، ولم تكن لديها شريك حاليًا. مما يعني أنه لا يمكن أن يكون أي أحد غير والدتها.
“مرحبًا، أمي!” قالت. “ما الأمر؟ الآن هو منتصف الليل في لندن، أليس كذلك؟”
ساد الصمت التام لعدة ثوانٍ.
“أمم…” قال صوت متردد. “معك ألدن ثورن؟ هل هذه هان—الآنسة إلبير؟”
أسقطت هانا أوراق اللعب من يدها.
“هانا، هل أنت بخير؟” قالت كلاي بقلق، وهي تعقد حاجبيها.
هزّت رأسها بعصبية.
“هذه هانا.” خرج صوتها كهمسة، لذا قامت بتنقية حلقها. “من الرائع سماع صوتك، ألدن. كيف يمكنني مساعدتك؟”
‘ يا الهـي ’، قالت كلاي بصمت، موجهة كلماتها بشفتيها فقط. قامت بحركات درامية لإسكات باقي الجالسين على الطاولة، رغم أنه لم يكن هناك حاجة لذلك. لن ينقل النظام كلماتهم خلال مكالمة موجهة إلى هانا.
“حسنًا،” قال ألدن. كان هناك صوت نفس مسحوب بشكل حاد، ثم قال بسرعة وبرتابة، وكأنه يحاول إنجاز واجب قراءة مزعج: “أريد أن أسألك إذا كان هناك حقًا تسعون ثانية بين أول استخدامين لتفجير الطاقة عند مستنزف الأجساد وبين اللحظة التي قام فيها السيد توماس بالإمساك به؟”
فتحت هانا فمها لتجيب، ولكن قبل أن تتمكن من ذلك، تابع الحديث.
“لأن هذا ما قرأته على الإنترنت. أنه استخدمه لأول مرة—مرتين بسرعة كبيرة—ثم استخدمه مرة أخرى بعد تسعين ثانية عندما عبر هو والسيد توماس جانب المبنى. هل هذا صحيح؟ هل كانت تسعين ثانية كاملة؟”
‘ما هذا؟’ لم تكن هانا قد تجاوزت تلك المهمة الكارثية في شيكاغو بعد. وربما لن تفعل أبدًا. لكنها أيضًا اعتقدت أنها انتهت من معظم التداعيات المتعلقة بها. لم تتوقع أبدًا أن تسمع من ألدن مرة أخرى.
“أنا… لم يكن لدي مؤقت تلك الليلة. ولكن عندما قدمنا تقاريرنا، أنا وأرجون اتفقنا على أنها كانت حوالي تسعين ثانية؟ قد تكون أقل بقليل.”
‘هل أقول الشيء الصحيح؟ إنه الآن في الحادية عشرة، أليس كذلك؟ من المهم أن أقول الشيء الصحيح!’ كان رأس هانا يعج بالأفكار. تساءلت عن الطفل مرارًا وتكرارًا، ولكن لم يكن من المناسب لها أن تزعجه هو أو خالته لمجرد تخفيف إحساسها المستمر بالذنب.
ماذا يريد؟ ما قصة التسعين ثانية هذه؟ ماذا لو طلب تفاصيل أكثر عن الشرير؟ ما الذي يمكنها حتى أن تخبر المدنيين عنه؟ لقد مضى وقت منذ أن تأكدت من الأمور الحساسة التي لا تزال سرية وما هو متاح للعامة.
“حسنًا،” قال ألدن. “شكرًا. وداعًا.”
‘مهلاً، هذا كل شيء؟’
“أمم… وداعًا.”
لكن الطفل كان قد أغلق الخط بالفعل.
انهارت هانا في كرسيها ووضعت يدها على مقدمة قميصها. ‘اللعنة’. كان قلبها ينبض بسرعة وكأنها أنهت لتوها اختبار عدو بعد زيادة الإحصائيات.
“هل أنت بخير؟” سألت كلاي، رافعة حاجبها نحوها.
“نعم. لم أتوقع هذا. هو فقط أراد أن يعرف—”
ظهر إشعار مكالمة مرة أخرى. كانت تحتاج إلى بضع ثوانٍ لتجميع أفكارها، ولكن يدها الخائنة ضغطت عليه على الفور.
“نسيت بعض ما أردت قوله.” كان صوت ألدن لا يزال سريعاً، ولكنه بدا أقل رتابة هذه المرة.
“هات ما لديك”، قالت هانا دون تردد. لأن فمها خائن أيضاً.
“لم يكن خطأك أن والديّ ماتا. لقد أجريت الكثير من الأبحاث عنك وعن السيد توماس وعن مستنزف الأجساد، وقوّتك لا يمكنها منع الانفجارات إلا إذا كنت تعرفين متى وأين ستحدث. ولم تكوني حتى تعرفين أن مستنزف الأجساد يمكنه صنع انفجار طاقة لأنه فعل ذلك لأول مرة أثناء تلك المواجهة.”
“أنا—”
“يقول التقرير الرسمي إن والديّ ماتا عندما دخل السيد توماس عبر الجدار وجزء من المبنى الخاص بنا انهار. دُفنت غرفة نومهما تحت الأنقاض من الطابق العلوي والسقف. ولكنني أعتقد أنهما كانا قد ماتا بالفعل حينها. بسبب الانفجارات الأولى. لأنهما لم يسمعاني وأنا أناديهما.”
توقف للحظة لأخذ نفس عميق، ثم استمر بسرعة وكأنه يحاول إنهاء مهمة غير مرغوبة.
“كنت أصرخ بصوت عالٍ جداً عندما استيقظت، ولكن أمي وأبي لم يأتيا أبداً. ولم يردا علي حتى، وإذا كانت هناك تسعون ثانية فعلا، كانا سيأتيان. لقد اختبرت الأمر مع خالتي كوني، وجاءت تركض خلال ثماني ثوانٍ. لذا فلا بد أنهما كانا قد ماتا بالفعل عندما أخطأتِ وسمحتِ للسيد توماس والمستنزف بتحطيم جانب المبنى.”
صمت ألدن.
كانت يد هانا تمسك مقدمة قميصها بإحكام. كانت تحاول التفكير فيما يجب أن تقوله.
‘شكراً؟’ لم يكن ذلك مناسباً.
‘دعني أتحقق من المعلومات وأعود إليك لتأكيدها؟’ بالتأكيد ليس هذا.
‘يا فتى، هل أنت بخير؟’
أفضل. لكنها ما زالت إجابة غير جيدة.
من الواضح أنها انتظرت طويلاً. لأن الصبي تحدث مرة أخرى، بصوت أبطأ وأكثر حدة، وكأنه يحاول شرح شيء لطفل أصغر منه.
“أنا أقول لك إنهما ماتا في الانفجار الأول. الذي لم يكن بإمكانك فعل أي شيء حياله على أي حال. لأنك لم تعرفي أنه سيحدث. لذا لا داعي لأن تشعري بالسوء بشأنه… حسناً؟”
“ح-حسناً”، قالت هانا. “شكراً جزيلاً على إخباري.”
“ليس لدي رقم السيد توماس، فهل يمكنك إخباره أيضاً؟”
“حسناً. سأتصل به فوراً”، قالت بنبرة آلية.
‘هانا، يا لكِ من غبية. كوني بطلة. الضحية ذو الأحد عشر عاماً هو الذي يتصرف بنضج وتفكير. كوني أفضل. فكري في شيء. ستشعرين وكأنك حمقاء إذا لم تقولي شيئاً مريحاً.’
“إذن، وداعاً”، قال الصبي.
“ألدن، انتظر!” كان عقل هانا لا يزال فارغاً تماماً. حاولت البحث عن فكرة، ثم تفوهت بأول ما خطر في بالها. “هل تريد القدوم إلى أنيسيدورا يوماً ما؟ أستطيع أن أحصل لك على تصريح لمدة يوم.”
أخذت تأنب نفسها. تلك التصاريح كانت مخصصة تماماً للحالات الخاصة وللشخصيات المهمة والعائلة المباشرة. لكنها تستطيع فعلها. على الأرجح.
بدا أن الصبي يفكر في العرض. “في عطلة الصيف؟” اقترح. “هل سيكون السفر إلى هناك مكلفاً؟”
‘أوه، صحيح’. السفر إلى نقطة نيمو ليس بسيطاً تماماً.
(نقطة نيمو هي نقطة في المحيط التي تعتبر الأبعد عن اليابسة يمكنكم البحث عنها)
“سأحصل لك على فرصة نقل آني! النظام يستطيع فعل ذلك. فقط… أخبرني متى يمكنك القدوم.”
“سأسأل عمتي إن كانت تمانع”، قال. “لكنها لن تمانع.”
“رائع! أراك في الصيف إذن!”
سيكون لديها بعض الوقت لت—
“العطلة تبدأ بعد ثلاثة أسابيع.”
‘اللعنة. نصف الكرة الشمالي.’
“رائع!” قالت، وأخيراً تمكنت من استدعاء صوت هانا البطلة الخاص بها. “أخبرني بما ستقوله خالتك. سنجعل الأمر يحدث!”
“ستقول نعم. وداعاً.”
أغلق الخط مرة أخرى.
هانا مسحت يدها على وجهها. ‘أعتقد… أن الأمر سار بشكل جيد؟’
لطالما أرادت أن تفعل شيئًا من أجل هذا الطفل، لكن ذلك لم يكن خيارًا متاحًا. البطلة لا يمكنها التدخل في حياة الضحية، ولكن بما أنه هو من اتصل بنفسه…
‘أحتاج إلى مراجعة تفاصيل القضية مرة أخرى. ربما أتصل بأرجون. قد يجيب بعد كل هذا الوقت.’
“إذًا… هانا؟”
رفعت رأسها ورأت إيليا ينظر إليها من فوق أوراقه.
“هل تواعدين “أرنبًا” سرًا؟”
“ماذا؟ لا. أنت تعرف أنني عزباء الآن”، قالت بشرود، بينما كانت تفكر في أي أصدقاء يمكنها الاتصال بهم للحصول على تصريح سفر في وقت قصير.
“لقد واعدت “أرنبًا” ذات مرة”، قال ديفيد بحلم. “كانت غنية جدًا. ولكنها كانت تُستدعى فجأة في أكثر اللحظات حرجًا.”
“لهذا السبب كانت غنية”، أشارت نوراي. “كانت واحدة من المحظوظين. “الأرانب” الذين لا يُستدعون أبدًا لا يمتلكون مهارات ولا أموال، وهذا هو حال معظمهم. إنه عمل قاسٍ.”
“هانا”، قالت كلاي ببطء، “أعتقد أن ما يحاول أصدقاؤنا الإشارة إليه بطريقة غبية وغير مباشرة هو أنكِ للتو عرضتِ شراء نقل آني مخصص لطفل مدني.”
“يمكننا فعل ذلك، أليس كذلك؟” قالت هانا بقلق، بينما كانت لا تزال تقلب بين جهات الاتصال في شاشة نظامها. “أعلم أنني سمعت عن أشخاص يفعلون ذلك.”
“نعم، لكن… هل سبق أن بحثتِ عن تكلفة واحد؟”
“لا”، قالت هانا. لم تكن بحاجة إلى ذلك. النقل كان مغطى من قِبل حكومة الجزيرة للسفر الرسمي، ولم تتح للبشر الخارقين الفرصة للقيام بالكثير من السفر غير الرسمي. “لماذا؟ هل هو مكلف؟”
تبادل الجميع النظرات.
تنهدت كلاي. “سنبدأ حملة لجمع التبرعات من أجلكِ أو شيء من هذا القبيل. إنه هدف نبيل. وفي هذه الأثناء، يجب أن تكتفي بأكل الرامن والفاصوليا.”
(للذين لم يفهموا “أرنب” هو اسم واحدة من الفئات . و ايضا فئة “مُقنع” هي ترجمة غير دقيقة تماماً ولكن هي ترجمة لكلمة Sway اذا عندكم اقتراح لترجمة افضل لاسم هذه الفئة ممكن اسمع اقتراحاتكم … هم يتحكموا بالعقول)
#######
إذا وجدت اي أخطاء اذكرها عشان اصححها .
ترجمة : الكسول