عبد الظل - الفصل 2214
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2214 : مظلمٌ وبارد
أرتعش جنود الجيشين العظيمين أمام الجبروت الساحق للاشتباك بين أنصاف السَاميين، وأصبحت وجوههم شاحبةٌ، وأعينهم مفتوحةٌ على مصراعيها في رهبةٍ ورعب.
…لم يشعر صني بالشجاعة في تلك اللحظة، هو بذاته.
كان متكئًا على مقبض سيفه بينما كان طرف نصله مستريحًا على الأرض، يراقب المعركة باهتمام. بقي قناعه الأسود بلا تعابير، لكن الرجل الذي كان خلفه كان يحمل تعبيرًا قاتمًا على وجهه.
فقد راقب الجنود الاشتباك فحسب في النهاية. كانوا خائفين من القوى المدمرة التي أطلقها السياديان، لكن ما كانوا يخشونه هو أن يصبحوا ضررًا جانبيًا للمعركة المروعة، على الأكثر.
ومع ذلك، سيواجه صني قريبًا هذه المسوخ في قتال بذاته. سيختبر الرعب الذي لا يوصف من قوتهم الغير بشرية بنفسه. لذا، كان قلقه أقل بكثير نظريًا.
‘أقوياء جدًا، وسريعون جدًا…’
كان السياديون بالفعل قد تجاوزوا بكثير أي قديس. حتى صني، الذي كان ‘عملاقًا’ متساميًا، لم يكن قريبًا من مستوى قوتهم. كان يكافح لمتابعة تحركاتهم بعينيه، وأي الضربات التي لا تحصى من التي كانوا يمطرونها على بعضهم البعض ستكفي لتترك جسده مكسورًا ومشوهًا.
كانت قوتهم طاغية ببساطة.
ومع ذلك، ففي حد ذاتها، لم تكن مروعة للغاية.
واجه وقتل الكثير من مخلوقات الكابوس العظيمة، في نهاية المطاف… إلى الحد الذي لم يعد فيه قتالهم يبدو كشيءٍ من الأساطير المظلمة والمرعبة. وكان العديد منهم أسرع وأقوى من كي سونغ وأنفيل، وقادرين على إسقاط الجبال وإعادة تشكيل الطبيعة بضرباتهم.
ولكنهم قد ماتوا تحت نصل سيفه.
كانت هناك خطة مختلفة للمعركة بين السياديان، وهي خطة لا يستطيع سوى قِلة من الناس إدراكها.
لم يستطع صني أن يدرك ذلك أيضًا… لكنه كان يعرف أن ذلك يحدث هناك، في العاصفة الهائلة لحفيف السيوف، التي تعيد تشكيل الواقع بذاته.
تمامًا كما كان الملك والملكة منخرطين في معركة جسدية، كانت إرادتهما تتقاتلان أيضًا.
ربما كان درع أنفيل المتين بشكل لا يصدق قد بقي سليمًا فقط لأنه أراد ذلك. ويدي كي سونغ العاريتين يمكنهما ثني وكسر الدرع لأنها أرادت ذلك أيضًا.
كان بحر الدمى وإعصار السيوف مجرد امتدادات لأجسادهم الفانية أيضًا. كانا تعبيرًا عن قوتهم المروعة. في كل مرةٍ يخترق فيها سيفٌ طائر دمية ميتة، وفي كل مرة تُغلق فيها الأيدي الميتة حول الفولاذ البارد لسيفٍ طائر، تصطدم الإرادتان مع بعضهما البعض أيضًا.
لم يكن لديه معرفة كافية بالإرادة، لكنه كان متأكدًا من أن السياديان كانوا يستخدمونها بنفس القدر من المهارة التي يستخدمون السلاح بها. ومثلها كمثل السلاح، كانت الإرادة أداة قاتلة في أيديهم.
بل لربما تجري المعركة الحقيقية على هذا المستوى المفاهيمي، غير مرئيةً للجميع باستثناء الاثنين الفائقين ذات أنفسهم.
وهناك مستوى آخر لصدامهما أيضًا – مستوى جعل رأس صني يؤلمه. كان الصدام بين نطاقات السياديان، والذي كان له بعض التأثير على مقدار القوة التي يمكنهما التعبير عنها، ومدى حدة إرادتهما.
ربما.
فلم يكن متأكدًا.
قررت كي سونغ خوض المعركة على أمتداد عظمة القص، وهو خيارٌ غريب. فهذه هي أراضي ملك السيوف، بعد كل شيء – كانت محاطة بنطاقه من جميع الجوانب، وهو ما كان لابد أن يكون عيبًا كبيرًا، مما خنق قوتها.
ومع ذلك، قبل الصدام مباشرة، تغير كل شيء.
لم يستطع صني إدراك ذلك تمامًا، لكنه شعر به… تحول خفي في طبيعة العالم من حولهما. لا بد أن هذا حدث لأن ريفل تمكنت أخيرًا من غزو قلعة محيط العمود الفقري في مكان ما بعيدًا أسفلها – فقد اكتسبت كي سونغ المزيد من السلطة على قبر السَّامِيّ، ودفعت حدود أرضها ضد نطاق أنفيل من أعماق المحيط المظلم.
ثم كانت هناك بوابة الأحلام، التي بدا أنها انفتحت على المنظر الثلجي لقلب الغراب… بطريقة ما.
كان ساني يعلم أن بوابات الأحلام تعمل كقنوات للقوة الفائقة – وكلما ظهرت، أصبحت الأرض المحيطة جزءًا من نطاق السيادي. فهكذا تمكن أنفيل وكي سونغ من جلب نطاقاتهم إلى عالم اليقظة أثناء سلسلة الكوابيس والقضاء على حراس البوابة الذين ظهروا أثناء معركة الجمجمة السوداء.
أصبحت قلب الغراب الآن متصلةً بشكل مباشر بقبر السَّامِيّ، مما أدى إلى نشر نفوذ الملكة في هذه الأرض الملعونة… على الأرجح.
لذا، تم تشكيل توازن هش، مع قتال السياديان على الحدود حيث دفع نطاقهما ضد بعضهما البعض، مما أدى إلى إنشاء أرض محايدة.
كان على صني أن يضع كل ذلك في الاعتبار.
كان عليه أن يراقب وينتظر… وعندما يستنفد كل من السياديان قوتهما، عليه أن يدخل المعركة ويواجه قوتهما المروعة والاستبدادية بذاته.
جنبًا إلى جنب مع نيفيس، بالطبع.
هل سيكونون قادرين على الفوز حقًا؟.
حسنًا… الآن، لم يكن لديهم خيار.
لأنهم قد اتخذوا القرار بالفعل.
أغمض عينيه للحظة، وشعر بثقل هذا الاختيار يضغط عليه مثل عبءٍ ساحق.
للحظة، سمح صني لنفسه بأن يكون ضعيفًا ومتردد.
شعر بالمرض. وبالاشمئزاز من نفسه.
‘أنا… الشخص الأكثر نفاقًا في العالم، صحيح؟’
في العالمان، حتى.
كان ذلك لأن اللحظة التي ستختار فيها نيفيس طريق اللاعودة، ولم تترك لنفسها خيارًا آخر سوى هزيمة السياديان وتصبح واحدةً منهم، فقد اتخذت خيارًا للبشر الدنيويين الذين لا حصر لهم الذين يعيشون في نطاقين السيف والأغنية أيضًا.
وصني… كان صني شريكها المستعد. إذا فشلوا، سيموت الملايين من الناس.
فتح صني عينيه، ونظر إلى المذبحة التي لا يمكن تفسيرها للمعركة العظيمة أمامه.
جعلها حجمها يتأرجح.
‘…لا يمكنني الفشل إذن. لا يمكنني ببساطة.’
صر على أسنانه.
وكما هو الحال دائمًا، لم يُظهِر قناع ويفر أي تعابير.
لكن الظلال في جيش السيف فقد أصبحت فجأةً أعمق وأبرد.
عميقةً بلا نهاية، وباردةً بلا حدود…
ترجمة آمون