عبد الظل - الفصل 2132
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2132 : غير مروضة
بالطبع!.
كيف افترض بحق أن هذه المعتوهة المجنونة ستتبع القواعد؟! ففي النهاية، أول شيء فعلته بعد أن أصبحت ظله هو الهجوم على جدران نواة ظله!.
لابد أن ذهنه كان أكثر إنهاكًا مما أعتقد…
وفي نفس اللحظة التي أدرك فيها صني أن القاتلة قد تخلصت من حالة الخمول التي من المفترض أن تكون فيها، انقضت الظل عليه بالفعل. تراجع صني مترنحًا، بالكاد متجنبًا أصابعها، وسقط على سطح المياه السوداء.
كانوا حاليًا أمام درجات المعبد عديم الاسم، على مسافة بعيدة من الظلال الصامتة. ألقى صني نظرة خاطفة عليهم أثناء سقوطه، آملاً أن تندفع جحافل ضحاياه السابقين للدفاع عنه.
لكن بقيت الظلال ساكنة وغير متحركة، دون أن تتفاعل مع محنة سيدها على الإطلاق. وهذا كما توقع… فالقاتلة هي جزءٌ من روحه، لذا لم ترها الظلال الصامتة كغازية.
‘سحقا!’
متدحرجًا على كتفه، قفز صني على قدميه وحدّق في الظل الجميلة بازدراء. وفي نفس الوقت، أمرها بالتوقف.
“مهلاً، أنتِ! استمعي الآن…”
كانت أوامره مطلقة عندما يتعلق الأمر بالظلال. حسنًا… على الأقل كان من المفترض أن تكون كذلك. وللإنصاف، فظلاله الأخرى جميعها مخلصة ومطيعة للغاية، ولم تحاول أبدًا مقاومة أوامره – باستثناء الشرير، الذي كان أحيانًا يقاوم قليلاً.
ولكن حتى ذلك الرجل لم يكن جادًا بشأن عصيانه، إذ كان في الغالب يقوم باستعراض. وبعد إظهار استياءه أو تردده، أمتثل دائمًا بسرعة لأي شيء أمره به صني.
لذا، توقع صني أن تتجمد القاتلة في مكانها.
وقد فعلت…
لثانية واحدة.
ثم، وكأنها تكافح ضد وزن مهيب، تحركت الظل مجددًا.
كانت حركاتها بطيئة في البداية، لكنها تسارعت بما لا يمكن تصوره، مما جعل الدماء تتجمد في عروق صني.
‘اللعنة على كل شيء.’
كانت القاتلة ترتدي درعًا، مهما بدا بسيطًا، ولكنها افتقرت تمامًا إلى الأسلحة. ومع ذلك، لم يكن ذلك مهمًا على الإطلاق – فجسدها هو سلاحٌ بذاته، ويمكنها بسهولة تمزيق صني بيديها العاريتين.
خاصةً الآن، بينما كان متعبًا، وروحه في حالة يرثى لها.
على الأقل، أُضعفت القاتلة بسبب اضطرارها لمقاومة أمره المباشر – أكثر مما كانت ضعيفة كمخلوقة ظل عندما اضطرت لتحدي إرادة لورد الظلال، في ذلك الوقت.
لذا، لم يكن صني عاجزًا تمامًا.
متجنبًا ضربة أخرى، حاول أن يخاطب الظل الوحشية:
“انظري حولكِ! هل تعلمين أين أنتِ؟ ما الذي تأملين في تحقيقه هنا بالضبط، أيتها المجنونة؟!”
بدلاً من الإجابة، ألقت عليه القاتلة نظرة مليئة بنية قتل الباردة واللامتناهية، مما جعل صني يرتجف.
تراجع خطوة أخرى لتجنب ضربة ساحقة وعبس.
ما الذي كان من المفترض أن يفعله هنا؟.
إن القتال ضد القاتلة مجددًا سيكون مشكلة… ليس فقط لأن صني لم يستطيع التراجع، مما سيمنحها الحرية لتدمير روحه، ولكن أيضًا لأنه لا يريد تدميرها.
لماذا يدمر ظلًا قويًا كهذا بعد كل هذا العناء للحصول عليه؟!.
أما البدائل الأخرى، فبدت قاتمة.
إذا غادر بحر روحه، ستدمر القاتلة أنوية الظل وتقتله… في الواقع، ربما ستبيد الظلال الصامتة أولاً، وتمتصها وتزداد قوة.
بالطبع، يمكنه استدعاء القاتلة مرة أخرى إلى عالم الظل ومواجهتها هناك، مما ينقذ روحه من غضبها.
ولكن هذا من شأنه أن يؤدي فقط إلى معاناة أجساده أكثر، ناهيك عن إهدار الوقت الثمين. إلى جانب ذلك، قال يوريس أن عالم الظل سيكون أكثر تدميراً لظلال صني، لذا حتى لو فاز، فلربما يخسر القاتلة إلى الأبد.
لذا، الشيء الوحيد المتبقي…
ما هو؟.
صدّ ركلة شرسة ورُمي للخلف، حتى كاد يصل إلى الصف الأول من فيلق الظلال الصامتة.
‘أعتقد… أنه علي أن أقيدها.’
لم يكن ذلك الحل المثالي، ولكنه الحل الوحيد الذي استطاع التفكير فيه.
كان عليه أن يضع القاتلة في مكان لا تُدمر فيه، ولكن لا تستطيع فيه التسبب في مزيد من الضرر لروحه.
ثم، بعد أن تُقيد، يمكنه أن يفكر في طريقة لترويضها ببطء.
في الواقع…
لاحظ صني شيئًا عندما كان يتحدث مع يوريس.
انقسمت مفاصله، وسقطت بضع قطرات من دمه في الدخان الشبحي الذي كان يلفّ جسد القاتلة المهزومة. بدا وكأنها تتفاعل قليلاً مع دمه.
هل كان ذلك، ربما، شيئًا يمكنه استكشافه أكثر؟.
أصابت ضربة أخرى صني، وكادت أن تطيح به.
لكن ذلك لم يكن مهمًا الآن!.
غاضبًا، زمجر قائلاً:
“لقد… قلت… توقفي!”
لم تبدُ القاتلة وكأنها تتفاعل مع صراخه.
…مع ذلك، تفاعلت مع حضور شاسع ظهر فجأة خلفها.
ولكن كان الأوان قد فات.
هناك، وقف مخلوق هائل. كان وحشًا ذا حراشف بثلاثة أعناق طويلة وثلاثة فكوك مخيفة، وجسده الضخم مغطى بأجنحة هيكلية هائلة. تدفق ضباب أسود سام من الثقوب الممزقة في جسده، منتشرًا ببطء فوق السطح المضطرب للمياه الداكنة.
طغى حجمه على صني والقاتلة، مما جعلهما يبدوان وكأنهما لعبتان صغيرتان.
وقبل أن تتمكن الظل القاتلة من الرد، أغلقت مخالب الوحش حولها، ساحقةً إياها في قبضة حديدية.
أطلق صني تنهيدة ارتياح.
“…شكرًا، يا ثعبان.”
في الواقع، لم يكن الوحش المروع سوى الثعبان، الذي اتخذ شكل أحد الظلال الصامتة.
ظل الباحث المدنس عن الحقيقة، وهو ‘عملاقٌ’ قد قتله صني سابقًا في القارة القطبية الجنوبية.
أصبح صني الآن ‘عملاقًا’، مما يعني أن الثعبان أصبح ‘عملاقًا’ أيضًا.
وبالتالي، امتلك القدرة على التحول إلى هيئة العمالقة الذين قتلهم صني، طالما أنهم ليسوا من رتبة أعلى من الثعبان نفسه.
الباحث المدنس عن الحقيقة، وجالوت…
ووحش الشتاء.
فذلك أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت صني إلى المغامرة في عالم الظل وكسب نواة ‘العملاق’.
تنفس بعمق، وألقى نظرة على القاتلة التي كانت تكافح لتحرر نفسها من قبضة ‘العملاق’ التي لا يمكن الهروب منها، ثم توجه نحو المعبد عديم الاسم.
“اتبعني.”
…وبعد فترة وجيزة، وقف صني خارج الغرفة الحجرية التي تُستخدم كخزينة في العالم الحقيقي.
لكن في نسخة المعبد عديم الاسم، أصبحت زنزانة.
كانت القاتلة محتجزة داخلها خلف باب حديدي. وقد وجهت بالفعل بضعة ضربات ساحقة، سواءً على الباب أو على جدران الزنزانة، ولكن حتى قوتها لم تكن كافية لإلحاق الضرر بها.
أطلق صني تنهيدة إحباط.
‘هذا بحر روحي، اللعنة…’
يبدو أنه أصبح هناك الآن، سجنٌ في بحر روحه.
هز رأسه، ثم استدار وقال بتعب:
“ابقِ هنا في الوقت الحالي، يا قاتلة. سأتعامل معكِ لاحقًا…”
بطريقة ما…
شعر أن إعادة تأهيل ظله السادس المضلل ستستغرق بعض الوقت… وكثيرًا من الجهد.
ترجمة آمون