عبد الظل - الفصل 2131
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2131 : قاتلة الظلال
كان على صني العودة إلى بوابة الظل لاستدعاء نفسه مجددًا إلى قبر السَّامِيّ. لكن الأمر سيستغرق وقتًا أطول للعودة مقارنة بالوصول إلى مقبرة الثعابين – وذلك لسببين، الأول أنه لن يركب على أكتاف ظل الإدانة هذه المرة، والثاني، هو أنه عليه الالتفاف حول عاصفة الجوهر الهائلة.
وهناك آخر مخلوقات الظلام الذي ينبغي القلق بشأنه. فالذئب لا يزال موجودًا، في مكان ما… قريبٌ نسبيًا ويقترب أكثر، وفقًا لما قاله يوريس.
ولكن كانت تلك مخاوف ثانوية. فالقلق الحقيقي بشأن الكائنات المرعبة التي تسكن في قلب عالم الظل، والتي يبدو أنها قادمة لالتهامه.
بدأ يشعر بالفعل بضغط خفي ومرعب عند الحواف الخارجية لحاسة الظل، على بعد عشرات الكيلومترات. مما جعله يرتجف.
لهذا السبب لم يكن هناك وقت يضيعه، ولهذا أيضًا قام بحل مسألة قاتلة الظل بهذه السرعة. كان صني يود البقاء والتحدث مع يوريس أكثر، ولكن أخبرته غرائزه بأنه عليه الهرب.
أو الطيران… سيكون ذلك أفضل.
كان جسده الأصلي مصابًا بشدة وضعيفًا، لذا لم يتمكن من الحفاظ على سرعة كافية. لذا، خطط لبناء قشرة قوية حول التجسد السابع وحمل نفسه أثناء الفرار.
ولكن، قبل أن يحدث ذلك…
‘آهه!’
ترنح صني وسقط على إحدى ركبتيه بعد أن خطى بضعة خطوات فقط.
ومزق ألمُ حاد روحه.
‘إنها… إنها لا تضيع الوقت، أليس كذلك؟’
صر صني على أسنانه، ثم نهض من الأرض وغاص في بحر روحه.
بحلول هذا الوقت، وبفضل تدريبه على التحكم في عدة تجسدات في الوقت ذاته، تمكن صني من الاستمرار في الحركة بحرية حتى أثناء دخول جزء من وعيه الامتداد المظلم لروحه. لذا، حتى عندما وجد نفسه محاطًا بالمساحة المألوفة من المياه الداكنة، استمر جسداه في الركض.
تغير بحر روحه إلى حد ما منذ آخر مرة زاره.
كانت المياه الراكدة هي نفسها، ولكن بدا المحيط المظلم أكثر عمقًا. أصبح هناك المزيد من الظلال التي تحيط بنسخة المعبد عديم الاسم، وعشرات الآلاف منها تراقبه بصمت…
كما لو كانت تنتظر شيئًا ما.
كان الاختلاف الرئيسي، بالطبع، هو أن هناك الآن سبعة شموس سوداء معلقة فوق المعبد بدلاً من ستة.
بدت سماء روحه المظلمة… وكأنها أكتملت.
أدرك صني أن هناك ستة ظلال تقيم في هذه الأنوية الآن.
القديسة، الثعبان، الكابوس، الشرير، المُقلد، وقاتلة عالم الظل.
وبينما كان يحدق في نواة الرعب خاصته، اجتاح ألم مروع آخر وعيه، مما جعله يئن.
‘تـ… تلك المجنونة!’
بينما كان صني يتألم، اعتقد أنه لاحظ شبكة من التشققات تظهر على سطح الشمس السوداء.
تحركت المياه الراكدة بخفة، وهبت رياحٌ باردة عبر سطحها، مما جعل أغصان ظل مفترس الروح تتمايل في مكان ما في الأفق.
يبدو أن القاتلة التي دعاها إلى روحه قد استعادت وعيها… وكانت بالفعل تحاول تدمير واحدة من أنوية روحه من الداخل.
وبينما بدأ التجسد السابع يستدعي ظلال عالم الموت لتغمره وشرع في بناء القشرة، استدعى صني القاتلة إلى سطح المياه الراكدة.
وسرعان ما ظهرت أمامه، متوهجة مؤقتًا بلهب أسود.
وعندما انطفأ اللهب، تمكن صني أخيرًا من رؤية ظل واحدة من التسعة بوضوح.
…وبدت مختلفة كثيرًا عما كانت عليه أثناء القتال.
فقط الآن، بعد أن رأى القاتلة في ظلام روحه، أدرك مدى تمزق ظلها وتآكله في عالم الظل. ولكن الآن، استعادت حالتها المثالية. واختفى الشكل الغامض والمراوغ، وحلت محله هيئة صلبة مثلها تمامًا. كما تبخرت العباءة المتدفقة من الدخان الشبحي، ولم يعد هناك شيء يحجب ملامحها.
وقفت أمامه امرأة جميلة ذات قوامٍ نحيلة وأنيقة، ينبعثُ من بنيتها إحساسٌ مذهل بالرشاقة والقوة. كان أتزانها بلا شك اتزان محاربة، وتسللت لمسة من الكبرياء إلى وضعية كتفيها العاريتين.
كان شعرها الأبنوسي الفاتن مربوطًا في ضفيرةٍ طويلة، وبدت عضلاتها النحيلة وكأنما نُحتت بواسطة فنان مهووس… إلا أن جسدها الرشيق كان أسودًا بالكامل، وكأنه صُبغ بالحبر. في الواقع، لم يكن هناك أي تلميح للون يمكن لصني أن يراه.
حسنًا، كان ذلك منطقيًا. فهي ظلٌ، في نهاية المطاف.
…وقاتلة للظلال، أيضًا.
كانت القاتلة ترتدي درعًا خفيفًا جدًا يتألف من تنورة بتروغيس ‘1’، ودرع للصدر، وواقي ذراع واحد، ودرع للساقين يحمي قصبتي ساقيها – مما يشير بوضوح إلى أنها مخصصة لرامية سهام وليس لمقاتلة قريبة المدى. ومع الطريقة التي بدا بها هذا الطقم الخفيف على جسدها الأنيق، بدت أشبه براقصة أكثر من كونها مقاتلة، ولكن لم يُخدع صني.
كان هناك الكثير من الثقوب في جسده ليقع في مثل هذا الخطأ.
أما وجهها، فكان مخفيًا خلف حجاب – ومع ذلك، استطاع صني بالكاد تمييز ملامحها. عظام وجنتين عاليتين، أنف حاد…
وعيون سوداء بلا حياة، بدت وكأنها تحدق فيه بلا عاطفة.
أطلق صني نفسًا حذرًا.
لم يكن استدعاء ظل ليظهر أمامه في بحر الروح كاستدعائه إلى العالم الخارجي. فهنا، كانت الظلال عادة ما تبقى بلا حياة وغير نشطة إلا إذا أمرها بأن تستعيد وعيها، وكأنها في حالة ركود.
وهكذا، تمكن من دراستهم ورؤية رونياتهم بسلام.
‘يبدو أنني بأمان في الوقت الحالي.’
حدق صني في القاتلة، ثم حوّل بصره إلى الظل الذي كان بمثابة روحها.
أمتلكت بقية ظلاله جمرات مظلمة بدلاً من أنوية الظل، لكن كانت هذه فريدة. فهي تمتلك نواة روح حقيقية رغم كونها ظلًا – لذلك، لم يكن صني يعرف ما يمكن توقعه.
وما رآه كان مختلفًا عما كانت عليه القاتلة من قبل، لكنه لم يكن مشابهًا لظلاله الأخرى على الإطلاق. فقد اختفت نواة روحها المشعة، ولكن بدلاً من استبدالها بجمرة مظلمة، استُبدلت بشظية مشعة.
وبقيت تلك الشظية في نفس الحالة الغريبة – ليست متسامية تمامًا، لكنها أيضًا ليست فائقة، وكأنها تفتقر لشيء ما.
‘كيف أعرف رونياتها؟’
كان صني مشتعلًا بالفضول… وأكثر بقليل بالجشع. متحمسًا للغاية لامتلاك ظل قوي كهذا.
الآن، بعد أن تم نفيه من التعويذة، كان المصدر الأكثر موثوقية للمعلومات المتاح له هو كاسي. ومع ذلك، لكي يجعلها تلقي نظرة على القاتلة، عليه استدعاء الظل القاتلة إلى العالم الحقيقي.
ومن المحتمل أنها ستغامر بقتله فورًا حينها.
من الجيد أنها كانت خاضعة وخاملة هنا على الأقل…
فجأةً، شعر صني بحدس مشؤوم.
“هاه؟”
وبعد لحظة، عادت عينا القاتلة الداكنة، اللتان كانتا فارغتين وبلا حياة، لاستعادة حدتهما الباردة ببطء.
متحديةً جميع القواعد، أدارت الظل رأسها قليلًا رغم عدم تلقيها أي أمر لتستعيد وعيها.
وحدقت فيه مباشرةً ببرود قاتل.
ابتلع صني لعابه.
‘هراء…’
ترجمة آمون