عبد الظل - الفصل 2129
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2129 : المخاطر المحسوبة
نفد مخزون صني من اللعنات والتنهدات المُرهقة. حدق في الجمجمة الخالية من التعابير لفترة، ثم أطلق ضحكة قصيرة.
“آه. فهمت. أهذا كل شيء؟”
إذن، هناك ظلال قديمة تعيش في أعماق عالم الظل… ظلال عظيمة وشاسعة لدرجة أن هذا المكان يستغرق دهورًا لتحويلها إلى جوهر نقي.
ظلالٌ لكياناتٍ سامية ميتة، سواءً السامية أم المدنسة منها…
وبعضها قد استسلم للفساد في مرحلة ما، متحولةً إلى كائنات وحشية تتحدى الوصف.
ألقى صني نظرة على يوريس.
“إذن… هل من المفترض أن مخلوقات الظل لا تُفسد؟”
صمت الهيكل العظمي الغامض لبضعة لحظات.
“حسنًا… هذا ليس مستحيلًا تمامًا، على ما أعتقد، ولكنه بالتأكيد غير مسبوق. ما لم يكن المخلوق قد ولد كوليد ظلال، فإن مخلوقات الظل تتكون من ظلال الموتى. والموت، كما تعلم، يدمر الفساد. لذا، لم أسمع قط عن مخلوق ظل فاسد – قبل أن أشهد أحدهم هنا بنفسي. ويا للعجب! العالم قد تغير حقًا.”
أطلق يوريس ضحكة ساخرة.
“على أي حال، وعلى عكس ظل زميلتي من التسعة، فقد أهملت إخفاء رائحة روحك عند دخول عالم الظل. ومن المؤكد أنهم شعروا بها الآن. لذلك، سيأتون إليك قريبًا. ولهذا، أقترح عليك أن تعود إلى المكان الذي أتيت منه، يا الفتى، وعُد عندما تكون قويًا بما يكفي لمواجهتهم.”
أبتسم صني بقتامة.
كان يميل إلى الاستماع لهذه النصيحة.
بالطبع، ستكون هناك مشكلتان إذا فعل ذلك… وهما، عاصفة الجوهر والذئب، الذين يقفون حاليًا بينه وبين بوابة الظل. لكنه قد يتمكن من حل هذه المشكلات، بطريقة ما.
أما مواجهة كائن أو اثنين من الكائنات غير المقدسة، فلم يكن ذلك شيئًا يمكنه حله.
تنهد صني ونظر إلى ظل الرامية، بينما لا يزال مُوجِهًا شظية العظام الحادة نحو عنقها.
وبعد أن تردد قليلاً، قال:
“سأذهب. لكن قبل ذلك، لا يزال لدي سؤالان أريد طرحهما عليك.”
حدق يوريس فيه بصمت، دون تأكيد أو نفي أنه سيجيب عليهما.
أشار التجسيد السابع إلى بقايا ثعابين الروح الشاهقة حولهم.
“لماذا هم هنا؟ وما الذي قتلهم؟”
أدار الهيكل العظمي الغامض جمجمته قليلًا، ناظرًا إلى العظام القديمة.
“لم يقتلهم شيء. هذا هو مكان راحتهم فقط. هنا تأتي ثعابين الظل بعد أن تفقد أسيادها، لتتبعهم إلى الموت… ويبدو أنك لا تعرف هذا الشعور، بالنظر إلى أنك لا تزال هنا وتتجول بدون سيد. يا للعجب! ما اقسى قلبك.”
تردد صني.
“لماذا عالم الظل غير مضياف بهذا الشكل لمخلوقات الظل، على أي حال؟ بصراحة، لم أتوقع أن أعاني بهذا الشكل في موطني المفترض.”
ضحك يوريس.
“أفليس الغرضُ من عالم الظل هو تقديم العزاء والسلام الأبدي للظلال؟ آه، ولكن ليس لكل الظلال بالطبع – بل فقط لأولئك الذين بلا أسياد، مثل ظلال الموتى. أو أنت، ظلُ سَامٍ ميت.”
رمش صني.
‘ماذا؟’
إذن، إذا كان لا يزال يشارك رابطة الظل مع نيفيس، فلن تتحل روحه ببطء في عالم الظل؟.
بشكل غريب، بدا ذلك منطقيًا. فبدون سيد، لم يكن مختلفًا عن الظلال اليتيمة التي أتت إلى هذه الأرض القاحلة بعد أن ماتت الكائنات التي تُلقيها. لذا، كان عالم الظل يحاول منحه هدية السلام الأبدي…
بتدميره.
ضيّق صني عينيه قليلًا.
“انتظر. هل يعني هذا أنه يمكنني استدعاء ظلالي هنا، وستكون بخير؟”
هل كان يمنع نفسه بدون سبب وجيه؟.
هز يوريس جمجمته.
“تلك الأشياء التي تسميها ظلالًا ليست بلا سيد تمامًا، لكنها ليست كائنات حقيقية تمامًا أيضًا. إنها جزءٌ منك، ولذلك ستُدمر معك… بل وفي الواقع، بشكلٍ أكثر شمولًا منك. ما لم تكملها وتحولها إلى مخلوقات ظل حقيقية، فأنصحك بعدم جلبها هنا.”
رفع صني حاجبه، مندهشًا.
“أكملها؟ ماذا تقصد؟”
تنهد الهيكل العظمي القديم.
“يا فتى، يقولون إن الحكمة تأتي مع العمر، لكن ضع في اعتبارك أنني قضيتُ معظم وجودي الطويل مسمرًا على شجرة. فما نوع الحكمة التي تعتقد أنني كنت سأكتسبها أثناء تعليقي على شجرة لعينة؟ أنا لست كُلي العلم. فكيف من المفترض أن أعرف المزيد عن طبيعة أن تكون ظلًا أكثر منك؟ للإجابة على سؤالك، فلا فكرة لدي. كل ما أعرفه هو أنه ما لم يتمكنوا من الوجود بشكلٍ مستقلٍ عنك، فإنهم ليسوا مخلوقات ظل مكتملة.”
حدق به صني بصمت لفترة، شاعرًا بحيرة شديد.
إذن، وفقًا ليوريس، فإن القديس والباقين لم يكونوا مخلوقات ظل حقيقية… بعد؟ وأن هناك شيئًا يمكنه فعله لإكمالهم، مما يمنحهم نوعًا من الاستقلالية؟.
ألم يكونوا مكتملين بالفعل؟.
ولماذا قد يرغب حتى في جعلهم مستقلين؟ فإن الهدف من وجود الظلال هو أن يكونوا دائمًا تحت إمرته، جاهزون لمساعدته في أي شيء يحتاجه.
لم يكن ذلك منطقيًا إطلاقًا.
ولم يكن لديه الوقت للتعامل مع هذه المسألة في الوقت الحالي، حقًا.
هزّ رأسه، ثم نظر صني مرة أخرى إلى رامية الظل.
وتصلب وجهه.
وبعد فترة من الصمت، قال:
“إذن هذا يترك مسألة واحدة فقط لا يزال علي التعامل معها. يا يوريس من التسعة… قلت لي أن هذه واحدة من التسعة أيضًا. فما اسمها، إذًا؟”
كانت ألثيا من التسعة ساحرة وساعية للمعرفة، لذا لم يستطع تخيل أنها أصبحت صائدة وحشية. ربما تكون الرامية شخصٌ آخر.
بقيت الجمجمة البيضاء صامتة لوهلة، ثم حركت فكها.
“هي لا تتذكر، لذا لا أتذكر أنا أيضًا.”
حدق فيه صني بنظرة قاتمة.
“بصراحة، أجد صعوبة في تصديق ذلك.”
حدقت الجمجمة المبتسمة فيه دون أن تقول شيئًا.
ثم تمتم يوريس متذمرًا:
“الحياة مليئة بالصعاب، يا فتى. فماذا تتوقع أن أفعل حيال ذلك؟، وعلى أي حال، قلت أنك لديك سؤالان لي… وهذا هو السابع. لن أقدم لك أي إجابات مجانية بعد الآن.”
عبس صني وعدهم…
لماذا هم هنا؟.
ما الذي قتلهم؟.
لماذا عالم الظل غير مضياف لمخلوقات الظل؟.
إذن يمكنني استدعاء ظلالي هنا، وسيكونون بخير؟.
إكمالهم؟.
ماذا تقصد؟.
ثم صر على أسنانه.
‘هذا اللـقيط!’
نظر إليه يوريس وضحك.
“اذهب وابحث عن اسمها بنفسك. فلربما إذا منحته لها، ستستعيد بعضًا مما فقدته.”
تمتم صني بلعنة.
وبعد بضعة لحظات قليلة، سأله الهيكل العظمي الغامض بفضول:
“إذن… هل ستستمع لنصيحتي وتتركها؟ أم ستفعل ما تفعله دائمًا وتقتلها؟ ودعني أكرر، فقط للتأكد… سيكون القيام بذلك في غاية الخطورة. فمن الأفضل بكثير السماح لعالم الظل نفسه بالقضاء عليها.”
حدق صني بظل الرامية.
كان يوريس محقًا. دعوة هذه الظل القاتلة إلى روحه سيكون خطيرًا للغاية، ومن الحكمة تركها تعيش…
لفترة أطول قليلًا.
مع الأخذ في الاعتبار مدى الأضرار التي تعرضت لها الرامية، فإنه من المؤكد أنها ستُدمر قريبًا بواسطة عالم الظل.
تكمن المشكلة فقط في أن صني لم يصدق ذلك أبدًا. فرغم أن هناك أسبابًا عديدة تشير إلى أن الرامية لن تنجو حتى لو تُركت، ولكنه نجا من الكثير من المواقف المستحيلة لدرجة أنه لم واثقًا من الأمر.
كانت هذه المجنونة… روحًا مشابهة له، بطريقة ما. حتى وإن كان العالم نفسه ضدها، فستجد طريقة للنجاة.
كان متأكدًا من ذلك.
والأهم من ذلك…
لم يكن صني من النوع الذي يتخلى عن ضغائنه.
ابتسم بقتامة.
“…سأجازف.”
وبهذا، قبض على يده، وقطع عنق الرامية بالشظية الحادة من الناب العاجي.
ترجمة آمون