عبد الظل - الفصل 2128
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2128 : ما لا ينبغي تواجده
أطلق صني تنهيدة متعبة.
وحتى التجسيد السابع دحرج عينيه في إحباط.
‘حسنًا، بالطبع…’
بصراحة، كان قد توقع أن يسمع شيئًا من هذا القبيل. فهو لا يزال في عالم الظل، في النهاية، وبينما بدا أن الخطر الوشيك قد زال، سيكون من السذاجة أن يتوقع أن المخاطر الجديدة لن تظهر قريبًا.
بعد أن عبّر عن استيائه من قدره – أو عدمه – لبضعة لحظات بهدوء، سأل بنبرة مستسلمة:
“أوه؟ وماذا الآن؟”
حدقت الجمجمة القديمة فيه بتجاويف عينيها الفارغة. وعندما تحدث يوريس، بدا صوته الأجش مشوبًا بشيء من الحنين:
“انظر إليّ جيدًا، يا فتى. كيف تعتقد أنه أنتهى بي الحال هكذا؟”
راقب صني الهيكل العظمي بصمت.
كان يوريس ممددًا على الأرض، محاطًا بقطع مكسورة من العظام العاجية ومدفونًا جزئيًا في غبار السج. انتمت شظايا العظام هذه إلى بقايا ثعبان الروح، لكن لم يكن الهيكل العظمي البشري ذاته سليمًا أيضًا.
كانت نصف أضلاعه مكسورة، وإحدى ذراعيه مفقودة تمامًا، وساقاه مهشمتان بالكامل. كان في حالة يرثى لها تمامًا…
لم يعرف صني مدى قوة يوريس بالضبط، ولكنه ارتعش متخيلًا نوع المخلوق الذي كان بإمكانه أن يشوهه بهذا الشكل المروع.
نظر إلى الأسفل، نحو رامية الظل.
“…أفترض أن هذا الموجود هنا لم يكن هو من آذاك لهذه الدرجة؟”
ضحك الهيكل العظمي.
“لا.”
توقف إيريس لبضعة لحظات، ثم تحدث بنبرة ودودة:
“وكما ذكرت سلفًا، يوجد مدخل إلى عالم الظل مخفي في هاوية العالم السفلي. ونحن لسنا بعيدين للغاية عن ذلك المدخل، مما يعني أن هذه هي الأطراف الخارجية لعالم الظل. هنا تصل ظلال الكائنات الحية بعد الموت قبل أن تبدأ حجًا إلى قلب أرض الموتى.”
تنهد.
“كنت أحاول فعل الشيء ذاته، لكن… حسنًا. يمكنك أن ترى كيف انتهى بي المطاف.”
رفع صني حاجبه.
“وماذا يوجد في قلب عالم الظل إذًا؟”
كافح الهيكل العظمي القديم ليرفع كتفيه.
“ذلك، لا أعرف. ورغم هذا، كنت أشعر بالفضول لرؤيته! فهو لغزٌ مغرٍ للغاية. وبما أنني ميت إلى حد ما، فسيكون من العار أن أفوّت الفرصة…”
بعد أن ضحك بتسلية، أصبح أكثر جدية:
“وعلى أي حال، تخفي الأطراف الخارجية لعالم الظل مخاطرها الخاصة. مثل مخلوقات الظلام تلك التي تزحف أحيانًا من خارج الهاوية… وبالمناسبة، أحدهم يقترب منا أكثر فأكثر الآن. ظننت أنه ينبغي أن أخبرك.”
لعن صني.
‘اللعنة.’
صحيح… كان هناك المتشرد المظلم الرابع، الذئب، يطارد ظل الإدانة. افترض صني أنه دُمر بفعل عاصفة الجوهر، لكن يبدو أن المخلوق قد نجا. بالنظر إلى أنه كان على الأرض عندما ضربت العاصفة…
‘هل حفر جحرًا داخل الغبار لتجنب تيارات الجوهر؟’
نظر حوله، محدقًا عبر حقل العظام إلى الامتداد القاحل للكثبان الداكنة.
وبالتفكير في الأمر…
نظر صني إلى التل الجديد من الغبار الأسود الذي تكوّن حيث سقط ظل الإدانة. كان الغبار عبارة سج صلب سابقًا… فهل كان عالم الظل يومًا أرضًا من الحجر الأسود اللامع قبل أن يتحول إلى صحراء من الغبار؟.
لكن لم يكن هذا هو المغزى. المغزى هو أن الذئب لا يزال حيًا، ويقترب. لم يتمكن من التهام جوهر الإدانة، ولكن كان صني موجودًا هنا. قد لا يكون ‘عملاقٌ’ متسامٍ لذيذًا مثل طاغية ملعون، مع ذلك يبقى الطعام طعامًا.
متذكرًا النسر والعلق، أخذ صني يفكر فيما إذا كان بإمكانه القضاء على الذئب بمفرده.
بالنظر إلى مدى الإرهاق والجروح التي أُصيب بها، بدا الأمر إشكاليًا في أفضل الأحوال، وغير محتمل في أسوأها.
عبس.
“إذن، هل من المفترض أن أهرب من ذلك الكائن المظلم؟”
حدق فيه يوريس بصمت للحظة.
“ يا الهـي … هل يمكنك أن تدعني أكمل، يا فتى؟ من يهتم بتلك الأشياء المخيفة؟ فقد تذكرت ذكرها بالصدفة فقط. وما كنت سأقوله هو أنه بينما تخفي الأطراف الخارجية لعالم الظل مخاطرها الخاصة، فإن الأهوال الحقيقية تقبع أعمق، في قلبه.”
رمش صني.
“…أتقصد أن عواصف الجوهر ومخلوقات الظلام ليست الأهوال الحقيقية؟”
ملاحظًا وجهه الشاحب، سخر الهيكل العظمي الغامض.
“لابد أنك رأيت الظلال وهي تسير نحو مركز عالم الظل، لذا فكر في الأمر. يتحلل الضعفاء بسرعة إلى تيارات من الجوهر. بينما يستمر الأقوياء لفترة أطول قليلاً… إذًا، فمن يمكنه التحمل بما يكفي ليصل إلى قلب العالم؟”
أصبح تعبير وجه صني قاتمًا.
‘إنه محق’.
لم يُدمر ظل الإدانة بواسطة عالم الظل… بل قُتل على يد صني. ولو لم يكن موجودًا، لكان قد أعاد بناء جسده الهائل واستمر في التقدم، على الأقل لفترة.
في الواقع، لربما استطاع تجنب التحلل بالكامل داخل الجوهر لسنوات… وربما مئات السنين.
إذن، فكم من مثل هذه الظلال يوجد في ذلك المكان نحو الأفق، في قلب عالم الظل؟.
أو من ظلالٍ خلفتها كائناتٌ أقوى بكثير؟.
ارتجف.
أومأ يوريس برأسه.
“هذا صحيح. هناك، في الظلام، تعيش ظلال كائنات تفوق إدراكك. منها ملعونة، ومقدسة… سامية، وغير مقدسة. تلك التي صمدت أمام دهورٍ لا حصر لها من الإبادة، وتغيرت ببطء خلال تلك العملية. لقد تسبب هذا الظل الوحشي هنا بكل هذه المتاعب، فكيف ستنجو من تلك؟”
توقف لبضعة لحظات، ثم أضاف بنبرة مضطربة:
“وأكثر من ذلك… هناك، في الأفق، توجد أشياءٌ لا ينبغي تواجدها على الإطلاق.”
هذه هي المرة الأولى التي بدا فيها يوريس وكأنه يتخلى تمامًا عن طبيعته المرحة، مما زاد من قلق صني بشكل كبير.
سأل بنبرة متوترة:
“ما هي تلك الأشياء؟”
حدّق الهيكل العظمي الأبيض فيه بصمت.
وفي النهاية، صدر الصوت من أعماقه مرة أخرى:
“مخلوقات ظل… قد استسلمت للفساد. أوه، وستكون قد شعرت الآن برائحة روحك المتسامية، بلا شك…”
ترجمة آمون