عبد الظل - الفصل 2126
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2126 : روح العطاء المتبادل
عند سماع تلك الكلمات، بدا على صني الارتباك.
ما… ما هذا الشعور المألوف؟.
‘آه! أعلم!’
بالطبع…
إنه شعور التعرّض للاحتيال!.
عابسًا، حدق بالجمجمة الخالية من التعابير لبضعة لحظات. لم يتحرك الهيكل العظمي، ولو لم يكن صني يعرف جيدًا، لكان قد افترض أنه مجرد جثة عادية. فالشيء الوحيد الذي كشف الطبيعة غير العادية ليوريس هو ذرة نادرة من النور تنجرف من العظام البيضاء من وقت لآخر.
…وتصاعدت نفس ذرات الجوهر من كلا تجسيدي صني أيضًا، مما ذكّره بأنه لا يزال في سباقٍ مع الزمن.
‘هذا اللـقيط.’
لذا، كان على صني أن يساوم مع جثة وقحة في منتصف عالم الموت، والأسوأ من ذلك، أن الجثة كانت تمتلك كل الأوراق الرابحة.
عبس بشدة.
“أنت من تحدث معي أولًا، أليس كذلك؟ لذا، إن كان هناك أمر، فيبدو أن حاجتك أكبر من حاجتي.”
ضحك يوريس.
“لم يكن ذلك لأنني أردت التحدث، بل بدافع الخير من قلبي. حسنًا، ليس لدي قلب حقًا، ولكنك تفهم المغزى – أردت ببساطة إنقاذ فتى ساذج من ارتكاب خطأ فادح. لأنني طيبٌ وكريم.”
حدق فيه صني بريبة.
“أوه، حقًا؟ هل أنت متأكد من أنك لم تكن تريد إنقاذ هذا الظل هنا بدلاً من ذلك؟ فبعد كل شيء، التزمت الصمت حتى اللحظة التي كنت على وشك فيها قتل أحدكم أنتم التسعة. يا لها من صدفة.”
سخرت الجمجمة البيضاء.
“أحدنا نحن التسعة؟ يا للعجب! لا بد أنك مرتبكٌ، يا فتى. إنها ليست واحدة من التسعة – إنها مجرد ظل لواحدة من التسعة. ظل متوحش وعديم العقل، في الواقع… إنها إهانة لذكرى رفيقتي العزيزة، وجودها يزعجني ويؤسفني بشدة. آه، يا للأسف! لو كنتَ قويًا بما يكفي لتحمل عواقب تدميرها…”
عبس صني.
“يبدو أنك رجل ذو نزاهة عظيمة بالفعل، يوريس. ألم تذكر للتو طيبتك وكرمك؟ كم هذا رائع، ولكم هذا جديرٌ بالثناء. فلا عجب أنك ساعدت نيفيس… النفيليم… بكل تفانٍ. شخصٌ بقدر تفانيك، وطيبتك، وكرمك، لن يستغل فتى ساذجًا ويحاول الاحتيال عليه، صحيح؟”
أطلق يوريس ضحكة مكتومة.
“تلك الفتاة المقيتة؟ أجل، لقد ساعدتها… لكن كان ذلك بروح العطاء المتبادل فحسب. فقد أخرجتني من تلك الشجرة اللعينة، بعد كل شيء، لذا كان لزامًا عليّ أن أرد لها المعروف. لكن، ماذا فعلت أنت من أجلي؟ لا شيء… وبالتأكيد، يجب أن يكون هناك معروفٌ تقدمه لي لأرده لك بالمثل.”
حدق صني به لبضعة لحظات، ثم تنهد بأسف.
لم يكن الأمر شائعًا أن يجد نفسه في الطرف الخاسر في معركة كلامية. عادةً ما يكون هو الشخص الأكثر وقاحةً في الغرفة، ومقابلة شخص أكثر وقاحة كان أمرًا نادر الحدوث.
‘يا له من وقح!’
نظر صني إلى يوريس باستياء، ثم أضاف بعد صمت قصير:
“وماذا تريد إذًا؟”
بقي الهيكل العظمي الغامض صامتًا.
وفي النهاية، تحدث:
“وماذا، الأمر بسيط. أنت عبد الظل، أليس كذلك؟ شخصٌ يمتلك قوة الموت. لذا، أريدك أن تقتلني.”
رمش صني مرتين.
‘ماذا…’
أمال التجسيد السابع رأسه قليلاً.
وضاقت عيناه.
“انتظر، ألا يُفشِل ذلك الغرض بأكمله؟ فالموتى لا يروون الحكايات. من سيجيب على أسئلتي إذا قتلتك؟”
أطلق يوريس ضحكة قصيرة.
“حسنًا، سأجيب على أسئلتك قبل أن تقتلني، بالطبع. انظر إلي الآن – أنا أرتاح هنا في عالم الظل، منتظرًا بصبر أن أُدمَّر. يستغرق ذلك إلى الأبد… مع ذلك، إذا كان بإمكانك تسريع العملية، فسأوفر عليك بعض الوقت.”
فكر صني في كلماته.
كان يوريس… يكذب بالتأكيد بشأن الكثير من الأمور، أو على الأقل لم يخبره بكل شيء. فلدى الهيكل العظمي الغامض بالفعل الوسائل لكسر إرادة سَامي الظل وتدمير نفسه – كان بإمكانه الاستسلام إلى ضباب العالم السفلي، على سبيل المثال، ليصبح ببساطة لا شيء. كما يمكنه الانتظار ليتم إبادته ببطء بواسطة عالم الظل.
لكن ربما لم يكن الموت والدمار متماثلين. وربما كان يوريس يبحث عن موت حقيقي، لا يمكن أن يمنحه إياه سوى صني.
في النهاية، أومأ صني برأسه.
“حسنًا، سأقتلك. لذا، ابدأ بالكلام.”
أطلق الهيكل العظمي ضحكة أخرى، هذه المرة بدت وكأنها تنضح بالحنين.
“أتمنى لو كان الأمر بهذه البساطة، أيها الفتى. للأسف، لست قويًا بما يكفي بعد لقتلي. لذا، عد إلي بعد أن تصبح فائقًا… بل ومن الأفضل أن تكون مقدسًا. لن أذهب إلى أي مكان، لذا ستجدني هنا.”
أخيرًا، ظهرت تعابير الاستياء على وجه صني.
“أصبح فائقًا؟! هل تعتقد أنني لم أحاول؟! كيف بحق من المفترض أن أصبح فائقًا، يا كومة العظام عديمة الفائدة؟!”
حدق به يوريس بنظرة تبدو وكأنها تسلية… وهو أمر مثير للإعجاب، بالنظر إلى أن الجمجمة البيضاء لم يكن لديها أي وسيلة للتعبير عن المشاعر.
وفي النهاية، قال:
“وما المشكلة الكبيرة؟ فقد شاهدتك تقتل ذلك الظل المقدس المخيف من قبل. ومما رأيته، فأنت بالفعل قد قطعت معظم الطريق إلى التفوق – لديك الإرادة، وتعرف حتى كيف تستخدمها. هذا هو الجزء الأصعب. وفوق ذلك، فنطاقك الناشئ مكتمل التشكيل بالفعل، ووزنه ساحقٌ. وهل أحتاج حتى إلى ذكر مدى عمق ارتباطك بعنصرك المصدر؟ يا للعجب… لم أرَ أحدًا جاهزًا ليصبح فائقًا مثلك. الشيء الوحيد الذي تحتاجه هو اتخاذ الخطوة الأخيرة.”
رمش صني، وقد انقطعت أنفاسه فجأة.
ما قاله يوريس… عند التفكير فيه، بدا صحيحًا
فقد خطى بالفعل خطوات كبيرة في طريقه نحو التفوق مؤخرًا. وسماع أنه يمتلك نطاقًا ناشئًا كان مفاجئًا بعض الشيء… لكن بخلاف ذلك، كان الهيكل العظمي الغامض على حق.
لقد وصل صني إلى حافة التفوق دون أن يدرك ذلك حتى.
وربما كانت الخطوة الأولى والأهم… هي الفعل ذاته المتمثل في اتخاذ قرار العودة إلى أحضان الحضارة وتحمل المسؤولية عن المستقبل، وفرض إرادته على العالم.
ففي النهاية، هذا ما كان عليه السيادي – شخص ينحني العالم لإرادته، وبهذا يطالب بالسلطة عليه.
ثم تلتها سلسلة من الخطوات الأصغر. المطالبة بقلعة، وإقامة حكمه على جزء شاسع من قبر السَّامِيّ. قتل وإخضاع مخلوقات الكابوس العظيمة، وتشكيل فن المعركة المتسامي. والانضمام إلى جيش السيف ومراقبة ملك السيوف لتعلم منه… خصوصًا أثناء معركة أنفيل مع الإدانة.
ومراقبة رَين والتعلم من استيقاظها الطبيعي، كذلك.
والخطوة الأكثر أهمية، بشكل مفاجئ… كانت متعلقة بتحسين مهارته في النسيج. كانت عملية صنع ‘النعمة’ هي التي فتحت عينيه حقًا ووسعت آفاقه، وعلمته كيف يستخدم إرادته.
كانت هناك دروس وإنجازات أخرى مهمة أيضًا. دروس عديدة، حقًا.
لدى نيفيس طريقتها الخاصة لتحقيق التفوق، بينما كان لدى صني طريقته الخاصة.
كان جاهزًا تقريبًا.
ما كان يفتقده فقط، بالفعل، هي خطوة نهائية واحدة. محفّز يشعل جميع إنجازاته السابقة، ويدمجها مشكلًا العرش.
لكن لم يكن لدى صني أي فكرة عن ماهية هذا الحافز.
تردد للحظة قبل أن يسأل بحذر:
“وما هي تلك الخطوة الأخيرة؟”
بقي يوريس صامتًا… ثم أجاب بتحفظ:
“وكيف لي أن أعرف؟”
أطلق صني زمجرة.
‘…هذا اللـقيط!’
ترجمة آمون