عبد الظل - الفصل 2120
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2120 : قاتل السَامي
لم يتم تدمير ظل الإدانة، لكنه حاليًا في حالة ضعف ومعرضٌ للخطر. وبينما كان صني وقاتل عالم الظل القاسي في حالة مزرية، إلا أنهما كلاهما كانا في وضعٍ مثالي لتوجيه ضربة قاتلة للسَامي الضعيف.
حسنًا، كان صني حيًا. بينما كان الظل الغامض ميتًا، لكنه… رفض الرحيل.
على أي حال، أيٌ منهما يمكنه قتل ظل الإدانة. والسؤال الوحيد هو من سيوجه الضربة أولًا.
لذلك، اندفع صني إلى الأمام دون إضاعة أي وقت. أو حاول ذلك على الأقل… للأسف، كان جسده متضررًا بشدة، لذا فإن أفضل ما تمكن من القيام به هو التقدم بسرعة متعثرة.
‘آه، هذا يؤلم…’
هذا ما كان ليفكر فيه في أي ظروف أخرى. لكن حاليًا، تواجدت فكرة واحدة فقط في ذهنه:
‘اقتله، اقتله… يجب أن أقتله أولاً!’
مبتسمًا بخبث، تقدم صني بعرج نحو زوبعة الغبار الأسود قابضًا بشدة على شظية الناب العاجي. وبعيدًا، تمكن الرامي الغامض أخيرًا من تثبيت شكله ووقف على قدميه، متجاهلًا الجرح المروع في فخذه تمامًا.
‘هراء.’
شعر صني بنظرة الرامي المرعبة تتجه نحوه أولًا، ثم تنتقل إلى ظل الإدانة.
‘هراء!’
صارًا على أسنانه، أمر صني الظلال بأن تتجسد في شكل أجنحة داكنة خلفه… لكن في تلك اللحظة، اصطدمت إرادة الرامي القاتل بالعالم، مما أجبر الظلال على التراجع خوفًا.
“أيها الخونة اللعينون!”
لعن بصوتٍ عالٍ، ثم ادفع صني في عدوٍ سريع.
وتحرك الرامي أيضًا…
ومع ذلك كان صني أسرع.
فقد استعاد صني وعيه أولًا، ولذا وصل إلى ظل الإدانة أولًا.
قفز في الهواء وغاص في زوبعة الغبار الأسود. للحظة، حاولت القوة الغريبة المألوفة أن تجذب عقله وجسده وروحه، محاولةً استهلاكهم – ولكنها كانت أضعف بكثير الآن، لذلك تجاهلها ببساطة.
وبعد لحظة…
غرس نصل العاج في قلب الزوبعة المظلمة، حيث كانت كرة مثالية تتشكل ببطء من شظية عظمة محطمة.
لربما لم يكن لنصلٍ عادي القدرة على إيذاء القوة غير الملموسة التي شكلت ظل الإدانة.
لكن أستخدم صني ناب ثعبان روح، والذي هو نابٌ قويٌ بشكل غير مفهوم. كانت ثعابين الروح قنواتً للموت، وكان صني وريثه… لذلك، شحذ إرادته إلى نية قتل باردة لا محدودة، ووجه تلك النية إلى شظية العظام القديمة، عاقدًا العزم على إيصال الموت والدمار إلى ظل السَامي الميت.
وبدا أنه نجح.
عندما اخترق النصل العاجي قلب الإدانة…
شعر صني بتموج غير محسوس ينتشر عبر العالم.
ثم شعر بشيء قديم وضخم لا يمكن وصفه يتفتت.
ثم، لم يشعر بشيء سوى فراغ أجوف يحل محله.
تمزقت زوبعة الرياح فجأة، واستقر الغبار الأسود.
وسقطت شظايا العظام على الأرض.
ثم سقط صني أيضًا.
وتحطمت شظية ناب العاج، ولم يبقَ سوى قطعة صغيرة من العظام في قبضته.
لكن…
أثناء سقوطه، اتسعت عيناه، وامتلأت روحه بفيضان لا ينتهي تقريبًا من شظايا الظل – كمية تفوق أي شيء اختبره من قبل.
كان الأمر مثيرًا ومخيفًا في آنٍ واحد.
شعر بأنوية الظل خاصته، والتي تضررت إلى حد ما بسبب عالم الظل، يُعاد ملؤها وإعادة بنائها كما كانت من قبل.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.
ملأ الفيضان العارم من شظايا الظل روحه، مشبعًا إياها…
وفي أعماق تلك الظلمات، ولدت النواة السابعة والأخيرة أخيرًا، متوهجة بجمال مظلم لا نور فيه.
ساقطًا على كُثيب من الغبار الأسود، تدحرج صني إلى أسفل منحدره، وأطلق ضحكة قصيرة مليئة بالذعر.
‘هراء، هراء، هراء…’
في اللحظة التالية، مزق الألم المألوف لتكوين نواة ظل جديدة عقله، مما جعل صني يصرخ ويتشنج.
هذه المرة، لم يكن هناك صوت مهدئ للتعويذة يرافقه خلال العملية. ولم يكن قد نسج كلماتٍ مطابقة في السوار العملي، لذا بقي السوار صامتًا كذلك.
في الواقع، لم يعلن السوار حتى عن قتل ظل الإدانة – ربما لأنه لم يكن يعرف ماذا يفعل عندما يُدمر صني الظلال، التي لم تكن حية تقنيًا، وبالتالي لا يمكن قتلها.
‘ت–تـ… تمسـ… تمسك أيها المغفل!’
كافح صني بصعوبة لاستعادة وعيه بمحيطه وسط الألم.
كان أمر إعادة ملء الشظايا المُستهلكة شيئًا جيدًا. وأخيرًا تشكيل النواة السابعة ليصبح ‘عملاقًا’ لهو ببساطة إنجازٌ رائع. ففي النهاية، هذا ما أتى إلى عالم الموت من أجله.
لكن اختياره لهذه اللحظة المؤسفة للغاية لتحقيق هذا الإنجاز العظيم كانت مشكلة.
لأنه…
بينما حاول صني النهوض، قبضت يد لا تعرف الرحمة على عنقه وسحبته بقوة إلى الأعلى.
‘هراء!’
كان رامي الظل لا يزال حيًا.
…ومليئًا بالغضب، على ما يبدو، إذ كان ينظر إلى صني من خلال خيوط الدخان الشبحية بكرهٍ مرعب.
شبه مشلولٍ من الألم المروع الناتج عن تمزق روحه بفعل النواة الناشئة، ومن تغير كيانه ذاته، حوّل صني وزنه وركل الرامي بكل ما أوتي من قوة.
للحظة، شعر وكأن عنقه قد ينكسر، ولكنه انزلق من قبضة العدو الحديدية بدلًا من ذلك. دُفع صني بعيدًا وسقط على الغبار الأسود، متدحرجًا إلى أسفل منحدر الكُثيب.
وطارده الرامي.
مصطدمًا بضلع شاهق لثعبان روح ميت عند سفح التل، أطلق صني أنينًا ضعيفًا وحاول الزحف بعيدًا.
“آآآآآآه!”
سحقا! لماذا كان الأمر مؤلمًا للغاية!.
أمسك الرامي به بعد بضعة لحظات. فتدحرج صني، متفاديًا القدم التي كانت ستسحق جمجمته لولا ذلك، ورفع ذراعيه ليدافع عن نفسه. ثم هبطت ضربة مدمرة عليه، كادت تحطم قفصه الصدري، وبعد لحظة، أرسلته ركلة مروعة طائرًا في الهواء.
هبط صني في كومة وتدحرج بضعة مرات، ليجد نفسه وجهًا لوجه مع الجمجمة البشرية التي لاحظها في وقت سابق.
حدقت الجمجمة فيه بثقوب سوداء مفتوحة في تجاويف عينيها الفارغة، مما جعل صني يرتجف.
هل ستُترك جمجمته هو أيضًا هنا، منسية ومهملة؟.
متدحرجًا على ظهره، نهض قليلًا وأمسك بقدم الرامي التي كانت على وشك الوصول إلى رأسه حينها.
لا… بالنظر إلى مدى وحشية هذا الوغد، لم تكن هناك فرصة لعينة لأن تُترك جمجمته سليمة.
نجح صني في إنقاذ رأسه من أن يُركل بعيدًا عن كتفيه، لكن في اللحظة التالية، تلقى لكمة على وجهه بدلًا من ذلك.
طائرًا للخلف، اصطدم صني بعمود فقري لثعبان روح ميت وسقط على ركبتيه. أصبحت رؤيته مشوشة، وتذوق الدم على لسانه.
‘أنا أنزف حقًا… واو…’
بل وغارقًا في الدم عمليًا.
خفت الألم، على الأقل.
رافعًا رأسه لينظر إلى الشكل الغامض للرامي المقترب، بصق صني دفقة من الدماء…
وابتسم.
“مرحبًا، أيها الأحمق…”
لم يهتم الرامي لكلماته، رافعًا قبضته لتوجيه الضربة القاضية.
توترت عضلات صني، مستعدًا.
“…خلفك.”
تجمد الظل القاتل لجزء من الثانية، ثم استدار.
ولكن كان قد فات الأوان بالفعل.
لأنه هناك، خلفه، وجه صني آخر قبضته بكل القوة المدمرة ‘لعملاقٍ’ متسامٍ.
وصل الظل السابع الذي طال انتظاره.
ترجمة آمون