عبد الظل - الفصل 2118
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2118 : مثل الوحش
في الخارج، استمر ظل الإدانة في التقدم عبر غضب عاصفة الجوهر. اتخذ العملاق المظلم خطوة تلو الأخرى، لا يُقهر، وبلا إحساس… اهتز العالم تحت خطواته، ولم يكن أمام المحيط الهائج من الجوهر الفضي خيار سوى الانشقاق أمامه.
كانت الرياح المدمرة عاجزة عن إيقاف الظل الهائل، ولم تستطع الإبادة الحتمية لعاصفة الروح أن تدمره.
ومع ذلك، ألحقت العاصفة أضرارًا به.
شيئًا فشيئًا، تآكل الجبل المظلم لجسد الإدانة الغامض بفعل ذرات جوهر الروح الصغيرة وغير الملموسة. تقلصت الصفائح الكبيرة من السج تدريجيًا، وتضاءل الامتداد البارد للظلام المتجمد، وبدا كل شيء آخر حُكم عليه بأن يكون جزءًا من ظل السَامي الميت يتلاشى ببطء في البريق الفضي.
وبينما حدث هذا، كان الشكل الطويل الذي لا يمكن تصوره للعملاق المظلم يتقلص تدريجيًا.
فقد انخفض ارتفاعه الهائل بالفعل بضع مئات من الأمتار. كما تقلص محيط جذعه الهائل، وتقلص محيط ساعديه الضخمين.
وكلما توغل الإدانة في العاصفة، كلما تسارع معدل تآكل جسده الهائل بفعل تيارات الجوهر الغاضبة.
كأنما ظلٌ يذوب ببطء داخل النور.
وفي تلك الأثناء، داخل الظلام الشاسع لجسده…
حتى صني لاحظ أن البحر الضبابي من الظلام من حوله كان يصغر، وأن أطراف ظل السَامي الميت كانت تقترب. ومع ذلك، لم يكن لديه وسيلة لمعرفة ما يحدث، نظرًا للطبيعة الغريبة والغير مألوفة للمساحة داخل الإدانة.
كان لدى صني أمور أخرى ليقلق بشأنها، على أية حال.
أهمها، ذلك الرامي اللعين.
وتمامًا عندما اعتقد أنه رأى وميضًا من الإشعاع الفضي اللامتناهي في مكان بعيد، ومض سكين السج باتجاه قلبه، وعندما أدار صني جذعه لتجنبه، أتته ركلة ساحقة نحو أضلاعه من الجانب.
ومع ذلك، هذه المرة، كان مستعدًا.
رغم ذلك، ليس بسبب إتقانه المعقد لرقصة الظل أو بصيرته في أسلوب المعركة الوحشي للظل الشرير. بل ببساطة لأنه نظرًا للظروف فهذه الركلة هي الخيار الأمثل والأكثر ضررًا الذي يمكن لعدوه القيام به – وباختصار، لأنه كان سيفعل الشيء نفسه.
لذلك، تمكن من الإمساك بساق الرامي الغامض، وشعر للحظة بالدهشة من نحافتها رغم قوته المدمرة… حسنًا، ركلته المدمرة، في الحقيقة.
ومع ذلك، لم تبطئ المفاجأة اللحظية صني. ممسكًا بساق الرامي في مكانها، أسقط على الفور شظية الناب العاجي بقوة هائلة، مخترقًا قاعدة فخذ عدوه وساحبًا النصل بلا رحمة ليشق ساق العدو حتى الركبة.
ارتجف الرامي.
وكانت هذه لحظة انتصار واضحة لصني، لكنه علم أنها ستكلفه – لأنه باستخدامه لكلتا يديه لتوجيه الجرح المروع، ترك نفسه عرضة لضربة انتقامية قاتلة.
ومضت السكين السجية باتجاه حلقه، لكن خفض صني رأسه وأمسكها بأسنانه.
بينما شُقت شفتاه…
ابتسم وضغط بفكه، محطمًا النصل الأسود تمامًا.
‘أسناني ليست مزحة، أيها الأحمق…’
ففي النهاية، لقد تحولت إلى سلاح مميت بحد ذاتها بواسطة نسيج العظام.
وأخيرًا، بدا الرامي مندهشًا بعض الشيء.
لكن لم يدم هذا سوى ثانية واحدة.
ثم، تاركًا إحدى ساقيه في قبضة صني، قفز الظل الشرير في الهواء وسدد ركلة ساحقة تمامًا إلى جانب رأس صني بالساق الأخرى.
ثم رأى صني النجوم.
سقط على الأرض مختنقًا بشظايا السج الحادة، وأطلق ضحكة مكتومة.
“آوتش… آوتش… كانت تلك مؤلمة حقًا…”
هبط الرامي على ساقه المصابة، ثم ترنح وسقط على ركبته.
وفي لحظة خاطفة، دون أي توقف، استل السكين العظمي المهمل واندفع نحو صني، عازمًا على إنهاء حياته أخيرًا.
رفع صني يده بضعف، محاولًا منع العدو من الهبوط عليه.
…أو هكذا بدا الأمر.
بدلاً من ذلك، بمجرد أن لامست أصابع صني الرامي الغامض، اتسعت ابتسامته… وجذبهما كلاهما إلى أحضان الظلال.
قد يكون استخدام خطوة الظل خطرًا، لكن الموت على يد ذلك المجنون اللعين لهو، وبلا شك، أخطر.
لهذا السبب كان قد فكر في هذه الخطة.
عند الغوص في الظلام المألوف، اكتشف صني أنه لم يعد مألوفًا على الإطلاق. كان ذلك متوقعًا، بالنظر إلى أن الظلال التي غاص فيها لم تكن هي الظلال الحنونة التي عرفها من قبل. أصبحت الآن جزءًا من الإدانة، وبالتالي، أصبحت أعماقها المظلمة جزءًا منه أيضًا.
ومع ذلك، حتى هنا، أثرت الطبيعة المتآكلة لعالم الظل على صني. وكان يعلم أنها ستفعل – فقد كان المسار المتوهج للجوهر خلف السَامي الميت دليلاً، وكانت ذرات النور التي تنبعث من نفسه ومن الرامي الغامض أثناء القتال دليلًا آخر.
والآن، وقد تخلى صني عن شكله المادي – وأجبر عدوه على التخلي عن شكله المادي أيضًا – بدأ عالم الظل في تمزيقهما بوتيرة أكثر تدميرًا.
أصبحت أرواحهم المظلمة تذوب الآن بمعدل أسرع بكثير من ذي قبل… وهو ما كان مصدر قلق، بلا شك.
ومع ذلك، فإن روح صني، وعلى الرغم من تضررها، لا تزال قوية ومتماسكة بفضل نسيج الروح.
أما الرامي القاتل، فلم يكن يبدو صلبًا وغير متضرر حتى قبل أن يُغرق في أحضان الظلال.
‘لنرَ من منا سيصمد لفترة أطول.’
شعر صني ببهجة خبيثة.
حاول الرامي، الذي أصبح الآن ظلًا بلا شكل، الهرب من قبضته والاندفاع عائدًا إلى المستوى المادي.
لكن أمسك به صني بقوة أكبر، ولم يسمح للعدو بالفرار.
‘إلى أين أنت ذاهب الآن، أيها اللعين؟ ماذا حدث؟ ألم تكن عازمًا على قتلي؟!’
بعد طعنه بالسهام وقطعه بالسكاكين الحادة… كان لا بد على اللعين أن يدفع الثمن.
ازداد نضال الرامي يأسًا.
وبالطبع، لم يتركه صني.
أراد أن يضحك، لكنه، للأسف، ولم يكن لديه فم في تلك اللحظة.
‘مُت!’
…وفي الخارج، قد تقلص ظل الإدانة بالفعل إلى نصف حجمه تحت تأثير تيارات الجوهر الفضي المدمرة.
وفي النهاية، أصبحت إحدى ساقيه نحيلة جدًا بحيث لا يمكنها دعم وزنه الهائل.
وعندما أنزل الظل العملاق قدمه ليخطو خطوة أخرى، تحطمت ساقه وانشطرت.
سقط الإدانة.
اهتز العالم بأسره عندما اصطدم جسده الهائل الشبيه بالجبل بالأرض بقوة.
…في أعماق جسد السَامي الميت، شعر صني بشيء يتغير. وللحظة، شعر بالارتباك.
‘هاه؟’
ثم ارتجف الظلام، وأُلقي هو والرامي القاتل خارجًا، عائدين إلى قسوة العالم المادي.
ومن حولهم، كان الجسد الغامض للإدانة ينهار.
ترجمة آمون