عبد الظل - الفصل 2117
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2117 : القوة الفائقة
في هذه المرحلة، أصبح صني في حالة سيئة. لم يكن على وشك النزيف حتى الموت، لأسباب واضحة، لكن لم يكن الألم النتيجة الوحيدة لتعرضه المتكرر للطعن والقطع بالسكاكين الحادة بشكل غريب التي يستخدمها عدوه عديم الرحمة.
فقد أمتلك جلده خاصية قوية تسمح له بالشفاء الذاتي، لكن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للعضلات والأوتار الموجودة تحته. فمعظم الجروح كانت سطحية، ومع ذلك فقد قللت الأضرار المتراكمة من حركته تدريجيًا وبشكل ملحوظ.
وذلك دون حتى ذكر الحالة المروعة لروحه الممزقة، فضلاً عن الإرهاق الروحي الناجم عن الاضطرار لمقاومة إرادة سَامي ميت.
شعر صني وكأنه في أسوأ حالاته.
كانت تلك الضربة الأخيرة مُنهكة بشكلٍ خاص، لسبب ما – فعندما ارتطم بسطح الكرة السجية الضخمة، فقد أنفاسه تمامًا. بقي ساكنًا للحظة وجيزة أطول مما ينبغي، مستلقيًا على الحجر البارد، ثم نهض مترنحًا على قدميه وألقى نظرة سريعة حوله.
بشكل ما، بدت المساحة الغريبة للإدانة، بظلامها الشاسع، ولمعان نورها الفضي المجمد، وسحبها الغامضة من الغبار الأسود، و صفائحها الخشنة من السج التي تطفو في الفراغ البارد… أصغر مما كانت عليه من قبل، مثل مجرة تنهار ببطء تحت تأثير ثقب أسود هائل في مركزها.
لكن لم يكن لديه وقت للتفكير في الجمال الكوني للسَاميين الأموات.
خفض نظره، وحدق صني بغضب في الرامي الغامض.
كان عدوه قد نهض بالفعل من الأرض. لم يكن الظل القاتل يبدو في حال جيدة أيضًا – فمن الصعب رؤية أي جروح على جسده خلف حجاب الدخان الأسود الشبحي، والذي كان يغلفه مثل عباءة ممزقة، لكن أصبح الشكل العام للقاتل الصامت الآن أكثر ضبابية وأقل تجسدًا مما كان عليه من قبل.
كما لو أنه يكافح للحفاظ على شكله من الأساس.
عرف صني حقيقة أن الرامي يتألم. كانت هناك جروح عميقة في جنبه، وعشرات الجروح الطفيفة هنا وهناك… وإحدى مفاصل مرفقه مدمرة بالكامل كذلك. كان مدى الضرر واضحًا من خلال الطريقة غير الطبيعية التي حرك بها الرامي يده اليمنى وأعاد غمد السكين العظمي، تاركًا فقط النصل الحجري موجهًا نحو صني.
ابتسم صني أثناء تدليكه رقبته المصابة.
“لماذا لا تستخدم تلك السكين لقطع عنقك بنفسك؟”
بدت هذه الكلمات وكأنها مجرد استفزاز، لكنها في الحقيقة لم تكن كذلك. بل هي أمرٌ مدعُمٌ بسلطته كلورد الظلال، وبالتالي، حملت إرادته.
ارتعشت يد الرامي، ولكنها رفضت التحرك في النهاية. وبدلاً من ذلك، ازداد الحضور البارد والمخيف الذي ينبعث من الظل الممزق حدة، مما جعل صني يرتجف.
اتسعت ابتسامته.
“…ربما لا.”
ومع ذلك، رفع صني نصله العاجي واتخذ خطوة للأمام.
تقدم الرامي بسرعة ورشاقة قاتلة. كان صني قادرًا على رؤية عدوه، وقادرًا أيضًا على الشعور به – فهو، في نهاية المطاف، يواجه ظلًا. وقد اكتسب بالفعل فهمًا عميقًا للطريقة التي يقاتل بها قاتل عالم الظل، وبالتالي، استطاع التنبؤ بمكان الهجوم التالي.
كان النصل السجي سيتجه نحو عنقه.
لذا، خفض نصله وحمى بطنه بدلاً من ذلك، مما أنقذه من تمزيق أحشائه عندما استهدف السكين السجي الجزء السفلي فجأةً.
فقد أثبت بالفعل أن المجنون الملعون يعرف كيفية خداع حاسة الظل خاصته، بعد كل شيء. إما أن عدوه لديه خبرة كبيرة في قتال من يتبعون سَامي الظل، وبالتالي يمتلكون قدرات مشابهة لصني، أو أنه يعرف كيفية نسج الخداع في حركاته فقط بفضل كونه ظلًا قديمًا وماكرًا بنفسه.
لذا، في أي لحظة، قد يحدث عكس ما كان صني يعتقد أنه سيحدث.
والمشكلة هي أن الرامي كان يعلم أن صني قد رأى من خلال حيلته، لذا في بعض الأحيان كان ينفذ الهجمات المتوقعة بالفعل.
كان الأمر مزعجًا للغاية، وهو السبب الذي جعل صني يملك كل هذه الثقوب في جسده بحلول هذه اللحظة.
‘أيها الشيء الحقير…’
قام صني بربط السكين الحجري بشظية الناب العاجي، ثم لوى معصم الرامي – أو حاول على الأقل – وضرب بيده الحرة، عازمًا على تحطيم جمجمة عدوه. ومع ذلك، كان الظل المراوغ سريعًا ورشيقًا للغاية، حيث انحنى قليلاً واتخذ خطوة جانبية سلسة لتجنب قبضته.
حاول صني الإمساك به، لكن انزلق الرامي من قبضته مثل رياحٍ داكنة. وبعد لحظة، كان هناك وابل متواصل من الهجمات القاتلة تحلق في طريقه، ولم يكن أمام صني خيار سوى الدفاع عن نفسه.
أملًا أنه مع فقدان عدوه القدرة على استخدام إحدى يديه، سيتغير إيقاع المعركة. لكن حتى بعد أن تُرك مع سكين السج فقط، لم يهدأ الظل الشرير أبدًا من هجماته القمعية والخانقة – كان الفرق الوحيد أن الرامي بدأ باستخدام قدميه أكثر، مما عرض صني لوابل مدمر من الركلات المفاجئة.
بقي أسلوب قتالهم سريعًا، دقيقًا، عدوانيًا بشكل مفرط، وقاتلًا بلا هوادة. وبينما لم يكن صني يتعرض للقطع من الركلات، كانت القوة المدمرة لكل واحدة منها تسبب فوضى في أعضائه الداخلية.
إذا استمرت الأمور على هذا النحو، فلن يفوز. سيُقتل، أو – وهو الأرجح – سيُدفع إلى حالة من الضعف الشديد بحيث لن يتمكن من مقاومة إرادة الإدانة بعد الآن، وهو مصير أسوأ من الموت.
بقي صني هادئًا… لكنه وصل أيضًا الى نهاية حبل أفكاره.
منذ أن قرر العودة إلى أحضان الحضارة، وجد نفسه في كثير من الأحيان في مواقف كانت قواه فيها مقيدة بشدة.
ومع ذلك، لم يعتبر هذه المواقف يومًا إعاقة – بل على العكس، كانت تُظهر مدى تنوع قدراته. لدرجة أنه مهما كانت القيود المروعة المفروضة عليه شديدة، لم يُترك صني بدون العديد من الخيارات للتعامل مع الوضع.
كان التكيف هو الملك، وبالتالي كان الشكل الفائق للقوة. لذا، ما يراه البعض ضعفًا، رآه صني كأشد دليل لا جدال فيه على القوة.
ومع ذلك!.
ومع ذلك… أليست هذه الحالة مبالغًا فيها قليلاً؟! هنا، داخل ظل الإدانة، لم يكن صني فقط محرومًا من بعض قواه، بل كان عمليًا محرومًا من كل قواه. حتى رقصة الظل، التي لم تخنه من قبل، أثبتت أنها عديمة الفائدة ضد هذا الرامي اللعين.
فقد أصبح مضطرًا لاستخدام قبضتيه وقطعة عظم حادة، كرجل كهف… بل أسوأ حتى من نائم، وبالكاد يمكن مقارنته بطامح. وماذا بعد؟ هل سيُجبر على استخدام أسنانه مثل وحش؟!.
أصبح صني غاضبًا جدًا.
‘إلى الجحيم مع كل هذا…’
محدقًا في الرامي، أظهر صني ابتسامةً شرسة وقرر أن يكون يائسًا ووحشيًا بقدر استطاعته.
ترجمة آمون