عبد الظل - الفصل 2113
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2113 : مُدان
لا زالت عاصفة الجوهر على مسافة بعيدة، لكن أزدادت الرياح اضطرابًا بمعدل غير طبيعي. كانت قوية بالفعل قبل بضعة لحظات قليلة فقط، ولكن الآن، قد أصبحت قوتها بالفعل عنيفة كإعصار.
ارتطمت الرياح بغضب بالشكل الضخم لظل الإدانة، واصطدمت ضد دفاعاته المظلمة والغامضة في سيمفونية من العويل المرعب. وتشتتت ذرات الجوهر المتوهجة التي تحيط بالظل الهائل وتبعثرت، مما أدى إلى غمر العالم في الظلام الدامس مجددًا.
في الوقت الحالي.
ضربت عاصفة قوية ظهر صني، مما كاد أن يجعله يترنح. ومعها، اندفعت بضعة شرارات أخرى من النور بالقرب منه.
تحركت ذرات الجوهر النقي المحمولة بواسطة الرياح، بسرعة مذهلة. والأكثر إثارة للصدمة هو أنها كانت قادرة بطريقة ما على التأثير على المستوى المادي – وإلا لما كان هناك خدش جديد على واقي ذراعه.
في الأسفل، اصطدمت ذرات لا تحصى من الجوهر بجسد الإدانة، منتجةً شرارات صغيرة عند اصطدامها بالحجر البارد. وكان جسد الطاغية الملعون شاسعًا لدرجة أنه لم يلاحظ الأمر بعد، لكن عندما تصل الكتلة الدوامة لعاصفة الجوهر…
ارتجف صني.
لا عجب أن الرامي الغامض سارع للبحث عن مأوى. فبعد أن نجا في عالم الظل لآلاف السنين، كان عليه أن يعرف كيف ينجو من مرور العاصفة. لكن هذه المرة، كان محاصرًا في العراء، ويمتطي ظلًا ضخمًا بعيدًا عن الأرض – ولهذا السبب اختار الرامي الغوص في أعماق الإدانة رغم مدى خطورة الأمر.
‘لا، هذا ليس صحيحًا تمامًا…’
فسُحُب العاصفة المتوهجة لا تزال بعيدة بعض الشيء، فهل هناك حاجة حقيقية للتحرك بهذا الحسم الشديد؟.
فجأةً، شعر صني بإحساس مخيف بالخطر المُلِح.
استدار بسرعة…
وبالكاد كان لديه الوقت لرؤية دوامة من الشرارات الفضية تتجه نحوه مع تيارات الرياح.
بعد ثانية واحدة، وصل نورها بالفعل إلى صني واخترقه، ليختفي في ظلام السماء البعيدة.
أطلق صني صرخة غير إنسانية وسقط، قابضًا بشكل يائس على صدره. وغرست مخالب القفاز المدرع لعباءته في جلده، تاركةً جروحًا عميقة على سطحه.
“آآآآآآه!”
كاد أن يعض لسانه من شدة الألم.
اخترقت ذرات جوهر الروح جسده، ودخلت صدره ثم خرجت من ظهره… ولكنها كانت صغيرة للغاية لدرجة أن حتى اختراق مئات منها لم يسبب أي ضرر دائم لجسده.
ومع ذلك…
لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لروحه. فقد تمزقت روحه وتم تشويهها بمئات من الأنصال المتوهجة، تشوهت بشكل مروع، ودُمرت أجزاء كاملة منها تمامًا.
بدا الأمر وكأن روحه تعرضت لموجة من الشظايا المتفجرة.
في هذه المرحلة، فمعظم المخلوقات كانت لتموت ببساطة، وتفتتت أرواحهم بسبب نطاق الضرر الذي تعرضت له. ومع ذلك، فروح صني متماسكة بفضل نسيج الروح – فطالما بقي جزء صغير منها بإمكانها الحفاظ على تكاملها بغض النظر عن مقدار ما يتم تدميره.
لذا، رغم ألمه الشديد، فإنه لا يزال على قيد الحياة.
‘اللعنة على كل شيء…’
على صني أن يهرب. فهذه الموجة الأولى من الجوهر النقي لهي مجرد نذير لما سيأتي… وقريبًا، ستتزايد هذه الومضات الدوامة من النور التي تحملها الرياح الإعصارية، ولن يمر وقت طويل حتى يغوص ظل الإدانة في سُحُب العاصفة. وعندها، لن يبقى أي شيء على سطحه على قيد الحياة.
تأوه صني متألمًا، وتدحرج على بطنه، ثم دفع جسده إلى حافة الجزيرة السجية. وأثناء زحفه، اخترقت المزيد من شرارات الجوهر ذراعيه وساقيه، حاملةً معها المزيد من الألم.
‘اللعنة على كل شيء!’
وأخيرًا، وصل إلى الحافة ودفع نفسه نحوها دون تردد ولو للحظة.
‘ يا الهـي …’
وعندما سقط صني في أعماق الإدانة، أحاط به ظلام بارد.
لم يكن بإمكانه سوى أن يرى العالم الخارجي والشعور به بشكل غامض. وهناك، في الخارج، اصطدمت الرياح القوية بجسد الظل الهائل، مما يتسبب في أمطار من الشرر تتساقط من سطحه.
لكن هنا في الداخل…
بدا كل شيء صامتًا ومسالمًا.
وبدا شيء غريبًا وغير مألوف له.
بدا كل شيء…
مُدانًا بقوة أجنبية واحدة.
وتلك قوةُ ظل الإدانة، ولا شيء، حتى قوانين الواقع نفسه، يمكن أن يوجد داخله دون أن يخضع ويستوعب بواسطة تلك القوة.
أصبحت جزر السج اللامعة الآن جزءًا من الإدانة. والامتداد الشاسع للظلال القديمة أيضًا. وكذلك الحال مع النور الشاحب لعواصف الجوهر البعيدة، وسُحُب الغبار الأسود، وشظايا الرياح المحطمة، وقطع السماء الصامتة… حتى الزمان والمكان نفسيهما تم ابتلاعهما بواسطة ظل السَامي الميت، وأصبحا أجزاءً منه.
وبطبيعة الحال، الآن بعد أن تواجد صني هنا… بدأت تلك القوة غير المرئية بجعله جزءًا منها أيضًا.
فامتلأ فجأةً بالرعب.
وذلك لأن صني شعر فجأة أن جسده لم يعد ملكًا له.
لم تكن يداه ملكه. على الرغم من أنهما كانتا متصلتين به، إلا أنهما لم تكونا جزءًا منه.
وعينيه تنتميان لشخصٍ آخر، تنظران إلى العالم ببرود وغربة غير مألوفة.
والقلب النابض في صدره كان جسمًا غريبًا. ولم يكن صدره أيضًا سوى وعاءٌ خارجي.
وأصبحت روحه الجريحة جزءًا صغيرًا من كيانٍ أعظم بكثير، ولم يعد يشعر بالألم بعد الآن، لأن حتى ذلك الألم لم يعد ملكًا له.
حتى عقله لم يعد له، حيث بدأت الأفكار التي تدخل إليه تصبح غريبة واحدة تلو الأخرى.
بدأ جسده يتحرك بشكل غريب، منحنيًا بزوايا غير طبيعية. ومزقته قوة غير مرئية، مما أجهد لحمه وبدا على وشك التمزق، ليتناسب بشكل أفضل مع البنية العظيمة لظل الإدانة. وتأوهت عظامه، على استعدادٍ للإنكسار.
‘الـ… اللعنة…’
اتسعت عيون شخص آخر رعبًا.
ثم انفتح فم شخص آخر ليطلق صرخة خوفٍ مروعة.
ترجمة آمون