عبد الظل - الفصل 2109
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 2109 : ظلال شرسة
أُغلقت قبضة الإدانة الجبارة فجأة، محطمةً القشرة عديمة الشكل وقاتلة مخلوقي الظلام.
…بالطبع، بحلول الوقت الذي حدث فيه ذلك، أصبح صني في مكان آخر بالفعل.
ففي النهاية، لم يكن هناك ما يمنعه من التخلي عن قشرته مع الحفاظ على وجودها.
لو كانت لتلك القشرة بنية أكثر تعقيدًا، لفقد القدرة على التحكم فيها بدقة بعد تركها – لكن ذلك لم يكن مهمًا في هذه الحالة، نظرًا لأن كرة الظلال تحتاج فقط إلى أن تكون متينة بما يكفي لتحمل الهجوم العنيف من العلق والنسر، وبالتالي لم تكن بحاجة إلى أي تحكم على الإطلاق.
لذا، قبل لحظات قليلة من اصطدامها بكف ظل الإدانة، فتح صني فجوة ضيقة في جدار الكرة وأمسك بإحكام بسلسلة الظلال التي لا تزال متصلة بأحد الأنياب العاجية المغروسة في جسد الطاغية الملعون.
امتدت السلسلة.
ونتيجة لذلك، اندفع خارجًا بينما استمرت كرة الظلال المهشمة – والمخلوقان المرعبان اللذان يمزقانها – في الطيران بسرعة كبيرة.
إلى هلاكهما.
بحلول الوقت الذي هلك فيه النسر والعلق في قبضة ظل الإدانة الساحقة، حيث تدفقت سيول من الظلام العنصري بين الأصابع الهائلة، أصبح صني في منتصف طريقه عائدًا إلى الجسد الضبابي للطاغية الملعون.
عصفت الرياح في أذنيه بينما كان يبتسم بخبث.
‘حسنًا الآن. اذهبا وموتا، أيها الأوغاد. العلق، والنسر… أيها الحمقى! كان يجب أن تفكرا مرتين قبل أن تعاديا صرصورًا…’
ومن ناحية أخرى، كان سيقتلهم على أي حال، لذلك لم يكن مهمًا حقًا ما إذا كانت الكائنات الرجسة قد استفزته أم لا.
…عندما وصل إلى بطن ظل الإدانة، اصطدم صني بالسج البارد وأفلت السلسلة للحظة ليتمسك بالشقوق في الحجر الأسود. طوى جناحيه، وضغط بجسده عليه ونظر بحذر إلى الأعلى.
وعندها فقط، ومض شيء براق في الأعلى وأخفى الوهج الفضي لذرات الجوهر الدوامة لوهلة. ومن ثم بعد الوميض، غطى شيء مظلم المشهد.
تمسك صني بإحكام بالسج البارد بينما تدفق عليه نهرٌ من الظلام العنصري من الأعلى، وتسرب إلى درعه وأعماه مؤقتًا. إذا كان عليه أن يخمن… فهذا ما تبقى من ‘الشيء’، الذي لابد وأنه قُتل على يد القاتل الغامض على كتف ظل الإدانة.
وسرعان ما انحسر الظلام، بعدما تدفق بالفعل إلى كثبان غبار السج أدناه.
وكل ما تبقى هو الصمت.
تأرجح العالم ببطء بينما سار ظل الإدانة عبر الامتداد القاحل لعالم الظل، منيرًا إياه بالنور الشاحب لذرات الجوهر الدوامة.
انتظر صني بتوتر، مختبئًا في الظلال التي ألقتها التلال البارزة من السج اللامع. علم أن موقعه ليس جيدًا على الإطلاق… فكونه في الأسفل أسفل رامي سهام مميت على منحدر عمودي لم يكن وضعًا مثاليًا ليجد نفسه فيه.
عندما لم يسقط سهم مدمر بعد بضعة ثوانٍ، صر صني على أسنانه وبدأ في التسلق، ملتصقًا بأعمق الظلال وأشدها قتامة. بدا جسد ظل الإدانة أكثر صلابة هنا، ولكنه مع ذلك واجه فجوات واسعة بين ألواح السج الضخمة – وبدلًا من نشر جناحيه، اكتفى باستخدام السلسلة لسحب نفسه لأعلى والوصول إلى اللوح الأسود التالي.
ووصل بسرعة إلى الناب العاجي وتسلق عليه، متسائلًا عما حدث للرامي.
هل مات ذلك المجنون اللعين أيضًا؟.
أم لربما انتقل بالفعل لمحاولة قتل ظل الإدانة؟.
لم يبدو أن صني في خطر مباشر…
فجأة، تلاشت الابتسامة عن وجهه.
‘كان عليّ أن أفكر في ذلك بصوتٍ عالٍ، أليس كذلك؟’
لأنه في اللحظة التالية، سقط سهم أسود من الأعلى، كاد أن يخترق عينه. لكن هذه المرة، تمكن صني من تفاديه في الوقت المناسب تمامًا – تحرك السهم بسرعة مذهلة حقًا، ووصل على الفور تقريبًا، لكنه شتت السيل المتدفق من ذرات الجوهر.
وتسبب هذا الاضطراب في تحرك الظلال التي تغطي الامتداد العظيم للإدانة، مما جعل صني يشعر بالسهم قبل لحظة من أن يقتله.
تراجع للخلف، واحتك رأس السهم السجي بواجهة خوذته، ممزقًا إياها، ثم اصطدم بالناب العاجي.
كان التأثير العنيف مدمرًا لدرجة أن الناب القديم انفجر، مرسلًا شظايا عظمية تطايرت مثل سحابة، وتم قذف صني في الهواء.
‘سحقا!’
وبعد لحظة، تسبب بإعصار بجناحيه، وانطلق صاعدًا عبر التوهج الفضي.
ملتصقًا بجسد الإدانة، انعطف صني يمينًا ويسارًا، محاولًا جعل نفسه هدفًا أصعب. غاص في الأخاديد العميقة على السطح السجي المصقول واستخدم النتوءات الحادة كغطاء، متجنبًا سهمًا آخر بعد نبضة قلب أو اثنتين.
ولكن لم يكن هذا كل شيء.
أثناء طيرانه للأعلى، انطلقت ست قشور من قشور الظل من جسده وتبعته وهي تقفز من صفيحة سج إلى أخرى – أو بالأحرى، ستة قشور نماذج وهمية أنشأها لإرباك الرامي.
لم تكن تلك القشور سوى شكلًا خارجيًا، دون أي من التعقيدات الدقيقة للآليات الداخلية. فلم يكن هناك هيكل عظمي صلب، ولا عضلات مشدودة، ولا أوتار مرنة… جميعها أُنشأت عن طريق تشكيل الظل بطرق فريدة، بالطبع.
بدلاً من ذلك، لم تكن هذه الهياكل مختلفة عن مجسات الظل الأكثر بدائية، مع تغيير شكلها الخارجي فقط لتبدو كمخلوق. ولحسن الحظ، بدا أن ذلك كان كافيًا لتشتيت انتباه الرامي – دُمرت النماذج الوهمية واحدةً تلو الآخرى، لكن تمكن صني من البقاء سالمًا حتى وصل إلى كتف الظل العملاق.
الكتف المقابل للذي هبط عليه في البداية، وحيث تم تدمير ‘الشيء’ على يد الرامي.
طرد جناحيه، وهبط صني على السطح اللامع للسج الأسود وتدحرج.
ثم نهض واقفًا بعد لحظة، خافضًا ذقنه قليلًا، وناظرًا إلى الشكل الواقف على بعد بضع عشرات من الأمتار منه.
أُحيط الرامي الغامض بخيوط من الدخان الأسود، وكأنه يرتدي عباءة ممزقة من الظلال. وبدت هيئته غير واضحة، وكذلك وجهه. ومع ذلك، كان بإمكان صني أن يشعر بأن عدوه يحدق فيه أيضًا.
أخيرًا، وضع الظل الغامض قوسه بهدوء على الأرض، وانتصب مستقيمًا، وسحب سكينين طويلين – أحدهما منحوت من سج أسود، والآخر من العظام البيضاء.
مبتسمًا بقتامة، كشف صني عن يده، التي كانت تحمل شظية طويلة وحادة من الناب المكسور لثعبان الروح القديم.
ثم كشف عن خمس أيادٍ أخرى، كل واحدة تحمل نصلًا عظميًا خاصًا بها.
أمال الرامي رأسه قليلاً.
ثم ابتسم صني.
“هذا صحيح، أيها الوغد. تعال واقتلني.”
ترجمة آمون